Monday, July 28, 2014

عيد فطر مبارك

بمناسبة عيد الفطر المبارك ، اتوجه إليكم بأحر التبريكات و أطيب الأماني، كل عام و أنتم بألف ألف خير 

Saturday, July 26, 2014

حملة إغاثة متضرري "امبود" : حالة انسانية ورسالة نضج مدني

في خطوة تعبر عن حالة من النضج المدني خاصة في صفوف النشطاء المدنيين الموريتانين، شهدت موريتانيا خاصة العاصمة نواكشوط في الاسبوعين الاخيرين حملة محمومة شارك فيها الجميع لجمع التبرعات بغية ارسالها لضحايا السيول التي اجتاحت امبود. الحملة شارك فيها نشطاء و مثقفون و نخب و إعلاميون و الأهم من ذلك ان وسائل إعلام نشطت في الحملة من خلال استقبال الاتصالات و التبرعات عينية كانت أو نقدية.
العملية التي تبنتها منظمة مجتمع مدني هي جمعية الإرادة شهدت حركية استثنائية على صفحات الفيس بوك، حيث في إدراج للناشطة الحقوقية السيدة : فاطمة بنت انجيان التي لعبت دورا أساسيا في الحملة على صفحة الفيس بوك من خلال ادراج تدوينات متتالية حول المتببرعين و مقدار تبرعاتهم و أسمائهم و استمرت في الادراج بشكل مستمر حول سير العملية، اكدت في تدوينة لها أن حوالي 90 بالمائة من التبرعات جاءت من خلال النشاط على الفيس بوك، و ذلك في اطار ادراج يتعلق بالهابا التي هي السلطة العليا للسمعيات البصرية التي فيما يبدو أن نشاط الحملة على وسائل الاعلام أُثار انتباهها لسبب ما.

مجموعة من الناشطين على رأسهم الحقوقية بنت انجيان و غيرها و بعض المنظمات و وسائل الاعلام قادت هذه العملية بشكل يعبر عن حالة نضج تمر بها الحركة المدنية في موريتانيا التي ظلت لفترة طويلة مختصرة في إطار السياسة و التأييد و المعارضة و التنظير الفارغ من أي عمل أو فائدة على أرض الواقع ما أفقدها أي معنى خاصة في دولة يعيش المجتمع المدني فيها حالة عبثية فوضوية قوامها اوراق الترخيص الفارغة من غير نشاط و الاحتيال على التمويلات من خلال القرابات و العلاقات.

هذا الحراك يعبر عن مرحلة جديد يدخلها المجتمع المدني الموريتاني و هي المطلوبة حاليا في ظل الوضع المعاش في بلد لا زال يترنح بحثا عن ذاته، لا يحتاج تنظيرات فارغة حول الديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات و غيرها من شعارات يعرف الجميع انها للاستهلاك الاعلامي و هدفها فقط ان تجد الامم المتحدة هذا الهيكل القذر أن تجد ما تقوله و ما تنظر فيه. بدل ذلك يجب العمل على انشطة ميدانية تمس المواطن و تؤثر على مستواه المادي و المعنوي .
و بعد هذه المبادرة اتمنى أن مبادرات اخرى ستتبع لا تركز على التبرعات و التمويلات، بل على دعم المجتمعات المحلية لتستثمر في قطاعاتها المتاحة و مساعدتها بالرأي القانوني و الخبرة الميدانية و دعمها في إطارها الجغرافي لنخلق هبة اقتصادية و وعيا مشتركا ناضجا. مما ساعد هذه المباردة أيضا كونها جاءت خلال شهر رمضان الكريم و معروف عن المجتمع الموريتاني و عقلية الموريتاني أن يستغل هذا الشهر لاعمال الخير و العمل الانساني، لكن الالية التي تمت بها العملية هي الية تستحق الاشادة و التقدير و تجعلنا ننظر بتطلع لمجتمع مدني يصنع المجتمع من جديد على أسس قابلة للحياة في عالم اليوم و قابلة لتصنع دولة.

و في مثل هذه المواقف يجب أن نسجل للمبادرين خطواتهم ، فمنذ بدأت الناشطة الحقوقية بنت انجيان انشطتها كانت لها فلسفة ثابتة في مجال النشاط المدني و مسؤولية المثقف و النخبة في ما يتعلق بصناعة التغيير الايجابي في المجتمع و هي رؤية استطاعت ترجمتها في أكثر من مرة و هذه احدى المرات مع أني أوكد أنها بالتأكيد لم تكن وحدها. لكن نحتاج ناشطين مدنيين و مجتمع مدني يتبنى فلسفة من هذا القبيل ترتب أولوياتها و لا تحاول أن تحاكي ما يحصل في العالم لأننا نعرف جميعا أننا حالة استثنائية و استثنائية جدا، فكفى غباء و اغاني فارغة لا تنم إلا عن سذاجة الناشط المدني و سخافته و هو يهيم و يصرخ في واد بعيد عن واقع امة لا زالت تبلور خطوات مدنيتها الاولى.

Monday, July 21, 2014

و غزة تقاوم و غزة تنتصر - عذرا غولدستون


كتبت هذه الاحرف ابان اعداد غولدستون تقريره منذ سنوات بعد الحرب على غزة.
الآن و الحرب تعود و اسرائيل تفي لوحشيتها و جرائمها و تقتل الابناء ، الاطفال و النساء
يجي السياق لها
الآن و غزة تنتصر و غزة تقاوم ... الآن نتذكر الرجال و نلعن خراف العرب و أِشباه رجال العرب من سيسيهم الى ذوي العباءات من رجالات و بطون النفط الآثمة. نتذكر يوم قال فيصل : و انا حين اخبره كيسنجر ممازحا أن طائرته واقفة غير قادرة على الحركة بسبب قلة النفط عام 73 حين أوقف النفط عن الغرب، فقال له كيسنجر: فهل تأذن لها ببعض النفط. رد عليه: و انا شيخ عجوز طاعن في السن و أحلم بأن أصلي ركعتين في الأقصى فهل تساعدني في ذلك.
نتذكر تشافيز ، نتذكر بعض الرجالات التي سجلت مواقف خالدة، نتذكر صدام حسين ، نتذكر شرفاء و أحرار العالم الذين وقفوا انتصارا للعدالة و الحق وا لانسانية.

                                         عذرا غولدستون
عذرا يا سيدي
كلنا قرأنا التقرير
لكن حفنة البغال , حفنة الحمير
خافوا على العلف
في الزوايا الفاخرة
قايضوا القضايا
واتلف القمح الشرف
لا تدري سيدي
كم حقير من طلب التأجيل
نعم غولدستون
قرانا التقرير
ورأينا الضمير يتحدى السيف
وراينا الإنسان يتحدى الخوف
ورأينا وجوها بلاا دماء
ودماء تصير ماء
نحن يا سيدي
حتى التاريخ صار يخجل منا
والجعرافيا لا تعرف عنا
غير أنا إقطاعيات
يضاجع كل ليلة نساءها الغرباء
ورجالنا في الحشد الراقص
يرددون نكتهم السخيفة
حيوانات مجرد حيوانات أليفة
لا يسمعون صرخات النساء
والغرباء يبعثرون غرفة النوم
يختارون فستان النوم
كما اختاروا لهم عدد الركعات
أ وقات الصلاة قدر الزكاة
موسم الحج
وقريبا سيقرون غير رمضان شهرا للصوم
وسيأتمر بأمرهم القوم
صارت المرأة العربية
بحبة رضا تضعها
أمريكا في بيت المال
أنذال نحن وألف أنذال
ولا يرحم بنت العرب
صراخها ولا عويلها ولا ترحمها الآه
رحم الله زمان وامعتصماه
فأول الجيش الآن بسمات وقربان وتحايا
وأوسطه استماع لأوامر الإله
وآخره
سهرة ساخرة تشرب فيها أنخاب الضحايا
مع الذين شربوا دماء اطفالنا
تسلم فيها الجواري هدايا
وحفلة شواء  
تهدى لأرواح شهدانا
تسلم فيها القضايا  

جعلونا سوق نخاسة

بيت دعارة  
................................يتواصل 

Saturday, July 19, 2014

التراث الثقافي الغير ملموس - موريتانيا

نشرت هذا الاسبوع في الدورية التي تصدر عن ICCN المتخصصة في مجال الارث الثقافي الانساني الغير ملموس و التي تنشط في أكثر من 50 دولة تقريبا، نشرت موضوعا عن أهم عناصر الثقافة الموريتانية ، خاصة تلك التي تجعل من هذه الثقافة شيئا مختلفا و مميزا. المقال لقي تجاوبا جيدا خاصة و انه يكشف عن بعض عناصر مهمة في ثقافة دولة لا يعرف عنها الكثيرون الكثير.
يمكن الاطلاع على المقال من خلال الرابط التالي:


http://iccn.or.kr/docs/Newsletter/no13/p4.php

Friday, July 18, 2014

أمبود يجتاحه السيل

اجتاحت الامطار مدينة "امبود" حيث أغرقت و هدمت البيوت و تركت المئات من الاسر و العائلات دون مأوى . اجتاحت السيول المدينة تماما ربما كما حصل منذ فترة مع مدينة الطينطان.
فور وقوع الكارثة، قادت مجموعة من الناشطين الموريتانيين حملة إغاثة و توعية حولها على صفحات التفاعل الاجتماعي، محاولين التنسيق لتنظيم عمل مركز ذا نفع مباشر و عاجل يستفيد منه سكان المدينة المنتظرين. 
الملاحظ أن ردة فعل السياسيين و الأحزاب كانت خجولة جدا و متاخرة، ففي حين سير حزب تواصل المحسوب على التيار الاسلامي قافلة مساعدة ، فإن المنتدى و المنسقية و غيرهما ممن كانوا يصرخون أثناء الانتخابات وا لحملات اختفوا من المشهد كليا حتى من خلال تصريح بسيط خجول، و هذه حالة من الحالات التي ينكشف فيها قناع ساسة الهواية و المتسيسين الذي تختصر السياسات لديهم في فضفاضات و بعض الكلمات الضائعة حول تزوير أو فساد على رأيهم. لا يجد المواطن البسيط هؤلاء الذين يصمون أذانه بالصراخ و البحث عن مشاركين في مسيراتهم و احتجاجاتهم لا يجدهم حين يحتاج إليهم حتى و هو يغرق.

أيضا ردة فعل الدولة في البداية كانت هادئة، إلا أن مفوض الأمن الغذائي ابتعث إلى المدينة و انتشرت معلومات اليوم تفيد بأن الدولة قادت عملية جرد ميداني لتحصي حوالي 591 أسرة متضررة سيرت نحوها حوالي ما يزيد على 590 خيمة مجهزة بالاغطية و الغذاء و ان صح الأمر فهي خطوة تحسب للدولة رغم مشاحنات الساسة الاغبياء . فأن تكون هنالك عملية جرد تليها انشطة على أرض الواقع هي الالية الحقيقة و الصحيحة لمعالجة الأمر، خاصة حين يرافق الأمر إعداد استراتيجيات و دراسات لتقوية و ترميم السد و كذلك لإعادة ترميم المدينة بطريقة تتماشى مع الظروف المناخية. 

Tuesday, July 15, 2014

ورطة في ورطة - بصمة في تاريخ الدراما و التلفزيون الموريتاني

أجد من الانصاف و الحقيقة بمكان أن أقول أنه في هذا الركن القصي من العالم و في شهر رمضان الكريم يبدو المسلسل أو السلسلة الوحيدة التي شدت انتباهي و اعجابي و اتابعها باستمرار هي : ورطة في ورطة . و حلقة بعد حلقة أتاكد من امر واحد أن هذه السلسلة على علاتها طبعا تشكل علامة فارقة في تاريخ السينما و الدراما الموريتانية.
إنها تقدم اثنين من أكثر الممثلين الموريتانيين موهبة ، بل أكثرهم موهبة على الاطلاق . إن أعمر و كوص يعتبران وجها دراما و ممثلين بصفات مكتملة. أكثر موهبة و مهارة حتى من رجالات الحفر في الصخر في أيام البحث الاولى عن الميلاد.
بساطة السلسلة و مواضيعها التي تعالجها و التناسق و التلقائية بين الثنائي الذي يتولى بطولتها، تجعل منها عملا دراميا متسقا و متناسقا يستحق الاشادة.
بساطة طاقم السلسلة ، و ايضا المواضيع و كونها مواضيع حديثة معاشة يوميا ، مع لمسات في الحبكة في الفنية جميلة نسبة الى المتاح. كلها جعلت من السلسلة عملا يمكن وصفه بالدرامي التلفزيون الفكاهي الهادف. مع الدور البارز للطاقم الفني إلا أن ابداع الثنائي هو شيء يتفق عليه الجميع. و يستحقان بحق تقديرا و اشادة.

Friday, July 11, 2014

الدراما الرمضانية في موريتانيا : انتاجات ركيكة و ورطة في ورطة في الصدارة

منذ أيام تفرغت قليلا لأتفرج على الانتاج الدرامي الموريتاني في شهر رمضان خاصة و أنه الان تتوفر موريتانيا على حوالي 6 قنوات خمسة منها حرة .  القنوات التي لا تزال تبحث في بداياتها كلها، اجتاحها هذا رمضان ما يمكن تسميته "تجاوزا" دراما.
القاسم المشترك بين كل الانتاجات هو الضعف الفني و ضعف الصورة و ضعف الممثلين الذين ينقلون بوضوح صورة تفيد بانهم لا يعيشون واقع الدور بل يفتعلون فيبدو الحوار كحوار طلاب مدارس اعدادية في مسرحية بمخيم صيفي للكشافة. اضف الى ذلك ضعف النص و الحوار و الاشكالية المطروحة في السلسلة. كل الانتاج تقريبا يبدو مسرحيات هواة في مسارح غير مجهزة.
من "أنا و عمي" "جيوب و قلوب"  "وجوه من خشب" ... كلها لا ترقى شكلا و لا مضمونا لتكون انتاجا دراميا يعكس صورة أو رسالة من اي نوع.
يبقى في القمة دائما بالنسبة لي" ورطة في ورطة" فموضوعه و معالجاته تتماشى مع المتاح فنيا و محتوى. فهو سلسلة منفصلة تعالج قضايا مطروحة بشكل يليق بانتاج لديه كاميرا وحيدة او اثنتين في احسن الاحوال من غير اضاءة متنقلة و بمونتاج و مؤثرات فنية غاية في الضعف.
أما أن نعمل على انتاج مسلسلات و نحن نعرف أن الوسائل كلها معدومة فهي محاولة تحمد لاصحابها لكن اذا كان لديهم رؤية لتطوير الامر دون الاكتفاء فقط بانتاج خزعبلة يعرفون انه في كل الاحوال سيتم عرضها و تكون في قمة الانحطاط الفني و الرداءة ، فيقدم الاعلام و وسائله صورة اخرى من احتقار المشاهد و المواطن بتبني اعمال من هذا الشكل لا ترقى إلى أي مستوى من أي ناحية.
لا أستبعد ان العلاقات و الصلات داخلة في تفاصيل تلك الصفقات ربما، لكن في النهاية نريد انتاجا لا ئقا بعيدا عن ترهات تثير الاشمئزاز و مشاهد لا صلة لها بدراما و لا بتلفزيون.

الفنان أعمر و صديقه "كوص" اصطلاحا هم ممثلون من طراز رفيع و هم وحدهم بالنسبة لي الذين يمكن ان نطلق عليهم اسم فنانين بمعنى المصطلح و سلسلتهم هي سلسلة قمة حين نضعها في اطارها. فهي تجسد خلاصة احتراقات و تجارب شباب و رجال حفروا صخر المسرح و التمثيل. فالجميل دائما ان نحترم انفسنا و انتاجنا و أن نعمل على اشياء تليق بوسائلنا. مسلسل تتطلب اشياء فنية و تراكمات و مقتضيات متشعبة ، دونها لا يكون العمل يرقى لأكثر من مسرحيات هواة في مسارح غير جاهزة من غير اضاء و لا مؤثرات و منقولة بكاميرا هاو واحدة.

Sunday, July 6, 2014

ستارتآب في نواكشوط لأول مرة Start Up


أعلن منذ أيام في موريتانيا عن تاريخ تنظيم أول نسخة من "ستارت آب" start up  المشروع العالمي الذي عرفته تقريبا كل عواصم العالم من قبل. تنظيم أول نسخة منه في نواكشوط. ستارتآب يهتم بالمقاولين الشباب و الشباب من حملة الافكار الاقتصادية و افكار المقاولات بحيث يخولهم اللقاء مع خبراء و رجال مال و أعمال و مستثمرين.



المطلوب من المشارك أن يقدم فكرة افتصادية فكرة مقاولة ، بحيث سيتم نقاشها معه و تقييمها من طرف خبراء و بعد ذلك يتم تقرير ما إن كان بعض المستثمرين سيتولى رعاية الفكرة و التعاطي معها.
لم أعرف بعد بالتفاصيل كيف وصل ستارتآب إلى نواكشوط إلا ان البنك الموريتاني للتجارة الدولية  BMCI  يبدو حاضرا خصوصا من طرف مديره السيد ولد عباس الذي يعتبر رئيس لجنة تحكيم ستارت آب في هذه النسخة . و ايضا مؤسسة كوفمان.
ستنعقد نسخة هذا العام بداية من 21 اغسطس في فندق الطفيلة و التقديم للمشاركة يتم من خلال الاستمارة التالية :

https://docs.google.com/forms/d/1djxbkZOuOPEWHXDQCUkkj-ReWNECHGtL0IbWucwqF44/viewform


Monday, June 30, 2014

صيف في غانغ نيونغ - (سيول و شارع غانغنام) الحلقة الثالثة


كانت الساعة الثامنة صباحا حين تواجدت عند محطة الباصات بمدينة "دانغ وون" و اتجهت إلى سيول. سيول كائن هائل من العمارات و الشوارع الواسعة و اضاءات المرور المربكة، في سيول مدينة تحت الأرض و مدينة فوقها و عمارات تعانق السماء و أضواء و إشارات و فخر الصناعة الكورية و الانسان التكنولوجي الكوري، من هيونداي و كيا موتورز و سامسونج إلى أل جي و غيرهم تستقر أسماؤهم و ماركاتهم في السماء  مصابيح ضائعة في فضاء يملؤه امتداد العمارات.

بعد اربع ساعات تقريبا  وصلنا لمحطة الباصات بسيول، و منها سيرا على الأٌقدام خرجنا نتلمس الطريق إلى محطة "السابواي" هي محطة تضم عشرات الخطوط و الاتجاهات المربكة التي لا يليق بها إلا دقة مرافقتي الكورية الرائعة حين تبتسم و حين تشرح بانجليزية اسيوية انيقة ما يعنيه ذلك الصوت و ما يعنيه ذاك. ثم ببساطة تبتسم تلك البسمة المثيرة لرجل بكل العمق الافريقي و التسكع في ارضفة الغربة من اللاتين بسمرتها الى اروبا و شقرتها اكتساحا لافريقيا بكل ادغالها المثيرة. هي بسمة تليق بملامحها الاسيوية ذات السمرة الفاتحة.
وقفنا عند تلك الماكينة لنقتني تذكرة القطار، ثم بدأنا ننزل و ننزل و نخترق اسواقا و محلات تنتشر في جميع الاركان تحت تلك الارض. ركبنا السابوي الذي ذكرني صوته بصوت قطارات موسكو ظننت وحدها قطارات موسكو هي التي تصمت ثم تطلق ذلك الضجيج فجأة، لكن كانت قطارات سيول مثلها و بنات سيول تكشفن عن سيقانيهن بقدر ما تغطين صدورهن. في سيول البنات تكشق سياقنهن لكن يستحيل ان ترى ناحية الصدر هو شيء من الثقافة أو من الفاشيون لا أعرف أيهما بعد.

نزلنا محطة القطار و كان الجوع ياخذ ماخذه من الجميع بعد حيرة و نحن نتجول في شارع في منطقة "غانغنام" التي عرفت انها هي المنطقة التي اخذت منها الاغنية الشهيرة "غانغنام استايل" شهرتها هي منطقة جميلة بشوارع واسعة و عمارات شاهقة و كل شيء هنالك اسمه غانغنام ، في سيول هنالك قاعدة بان يسمى ساكنة كل جهة باسمها. جولة قصيرة في منطقة "غانغنام" كنت استذكر خلالها ذلك اليوم الاسطنبولي حين كنت رفقة وجوه عابرة للمسافات من افريقيا و امريكا و اسيا ، كانت تلك السفينة تعبر بنا من جانب المدينة الاروبي الى الجانب الاسيوي و كنا نجلس في صف نحرك ايدينا على طريقة "غانغنام استايل" و التف الجميع حولنا يستمتع بالمشهد. كان جميلا ان ترى اسمرا و ابيضا و احمرا و اخضرا و اشقرا و بين هذا و ذاك كلهم يرقص و يغني و يضحك، الرقص و الغناء و الضحك هي لغة موحدة ، السعادة لغة واحدة يفهمها الجميع و يمكن ان يتقنها الجميع.
بعد ذلك عرجنا على مطعم فيه سيدة بملابس بيضاء تكشف ما شاء الله لها من سيقانها و لها وجه جميل تعلوه بسمة تليق بمائدتها. هنالك جربت نوعا جديدا من الطعام في ستة ايام قضيتها اجرب الاطباق الكورية. التهمت ذلك الطبق الذي بدى بنكهة سيولية جميلة. بعده اخذنا ننزلق باتجاه فندق "بلازا سيول" لاجدني فجأة ارتدي فضفاضة موريتانية بيضاء و عمامة سوداء و عن يميني يجلس وزير الثقافة و الرياضة و الساحة الكوري محاطا بمجموعة من السفراء من العالم اجمع و حوالي 80 شابا و شابة يرتدون ازياء بلادهم التلقيدية و هنالك بدأت حكاية اخرى.
--- يتواصل 

Saturday, June 28, 2014

لقاء مع السفير التونسي في كوريا الجنوبية


على هامش ملتقى ثقافي دولي نظمته وزارة الثقافة و الرياضة و السياحة الكورية كان لي شرف لقاء  بعض أعضاء طاقم السفارة التونسية من بينهم السفير السيد محمد علي النفطي ضمن كوكبة من السفراء الذين حضروا النشاط، قبل السفر إلى سيول لحضور اللقاء ، بحثت على الانترنت لاعرف إن كان لموريتانيا أصلا سفارة في كوريا و لم استطع العثور عليها فقلت إذن لا توجد. المهم سألني هو نفس السؤال مخبرا لأنه لم يحدث أن التقى أو سمع بها. تماما كما سألتني السيدة التي تعمل في السفارة التونسية في كوريا من 3 سنوات تقريبا .

تحدثنا قليلا عن تجربتي في تونس كطالب ، و عن الاوضاع الراهنة بشكل مختصر، كان حديثا وديا جميلا، و كان السيد مرحبا جدا مردفا مرحبا بالأخ الموريتاني. كما كان لقائي بسفير الفلبين ايضا جميلا ، حيث أعرب هو الاخر عن اهتمامه بموريتانيا. و حين جاء وقت الطعام، كان التحدي أمامي و السفير التونسي ، فلم يكن هنالك ما يشير الى طعام حلال من حرام، و كان نصيحته عليك بطبق الخضروات ذاك أو الارز. و هو ما فعلته واثقا من تجربته في البلد.
و تشرفت بالتقاط صور معه ارفقها هنا.
تثبت تونس دوما ان ساكنة القلب التي تلقاني  و ألقاها دائما حتى من غير مواعيد.

Monday, June 23, 2014

صيف في غانغ نيونغ - الحلقة الثانية

استيقظت اليوم  باكرا و تابعت على عجل مباراة كرة القدم بين البرتقال و امريكا تابعتها حتى الدقيقة التي سجلت فيها أمريكا هدف تعادلها الاول، ثم بعد ذلك خرجت لأستغل سيارة مع صديقين الى عمارة تعتبر الاكثر ارتفاعا في المدينة تتواجد فيها كل الادارات و المهمة في المدينة من مبنى البلدية للمستشفى لادارات المالية و تستقر في احد طوابقها العلوية مكتبة عريضة طويلة، و كان مكتب عملي في اعلى طابق منها، التفت الي الصديقة الكورية الخفيفة "سومي" لتقول لي تعرف انت الان في أعلى منطقة في مدينة "غانغ نيونغ" كان من الزجاج تبدو غابات غانغ نيونغ الغناء و جسرها على مسافة يخترق الجبال و خضرتها و يتغطى المشهد بحالة من الهدوء كتلك التي تسبق المطر و قد امطرت السماء لاحقا. استمررنا في العمل و بدأت اكتشف مع زملائي بعض المصطلحات الضرورية من قبيل "مرحبا" و "شكرا" و "عفوا" و غيرها و تقدم لي بعض الميزات الثقافية للمجتمع الكوري، ما تكتشفه انه مجتمع محترم الى حد كبير و الاحترام يحتل مساحة عريضة في لغته و حركاته و طبيعته ربما يعود الأمر لأن جانبا من المجتمع هنا يقدس ما يسميه ارواح الاجداد التي يستدعيها تماما كما حاولت عجوز ذلك المساء حين اهتزت بنا طائرة "خطوط اسيانا" و هي تخترق سحابة رعدية في سماء ما بين اسطنبول و سيول.
جاء وقت الغداء، و خرجنا الى مطعم البناية العام، كان صفا متماسكا من الكوريين و انا الاجنبي الاسمر الوحيد فيه مع صديقتي "سومي" التي يرحمني الحديث اليها من نظرات المحيطين بنا، رأيت ارزا ابيضا نقيا و بعض العشب الاخضر و حذرتني صديقتي من لحم قالت انه غالبا لحم الخنزير، ثم جلسنا لنأكل و جدتني اعجز عن أكل أي شيء، و مع ذلك لفتت انتباه صديقتي عن الامر حتى خلصت طعامها و كان لا مفر لدي من استخدام فرشاة ذلك الجانب من العالم التي تتشكل من عودين طويلين عليك ان تمسك بهما بدقة و من خلالهما تمسك بقطع الطعام.
عدنا للمكتب و في ناحية حيث تعد القهوة هنالك حصير مطروح على الارض علينا أن نحيد احذيتنا قبل الصعود عليه،اخبرتني السيدة انهم في كوريا ينامون على الارض و لا يدخلون البيوت و فراشها باحذيتهم، قلت لها: تعرفين اننا في موريتانيا نفعل نفس الشيء.
شربت قهوة اعدتها تلك السيدة بدت قوية جدا، و بدأت اقدم درسا عن موريتانيا و موقعها الجغرافي و موقعها التاريخي ، محاولا أن احيل اللبس عن زملائي بين موريتانيا و موريشيوس. و وجدت خريطة للعالم مثبتة في احد جوانب المكتب وقفت اليها و قدمت درسا جغرافيا وافيا. استمع اليه الجميع باهتمام.

Sunday, June 22, 2014

الرئيس و لد عبدالعزيز و النخبة الشابة المثقفة : هل أطعمها أم أقنعها ؟

في زيارتي الخاطفة الأخيرة إلى موريتانيا ، و لأقف على بعض ما كنت أتابعه على صفحات التفاعل الاجتماعي مباشرة، التقيت بعض الشباب ممن يحسبون على النخبة المثقفة الشابة في وطن الفوضى العارمة. كنت على صفحات التفاعل الاجتماعي و خاصة بعد "لقاء الشباب" لاحظت ان قاعدة هامة من النخبة الشابة بشكل أو بآخر أخذت نفسا عميقا قبل أسطر من التهجم و الشتيمة متخلفة و لا تمت للثقافة و لا للوعي بصلة ، و لفت الامر انتباهي.
بالنسبة لي شخصيا، اظن "لقاء الشباب" جاء في وقت حاسم و خدم الرئيس و الاغلبية على صعد كثيرة، فلا يختلف اثنان على انه امتص الغضب الافتراضي و الثورة التي حولها بعض المتمسكين بها و لو اصطلاحا حولوها الى صفحات مواقع التفاعل الاجتماعي. نعم امتص حدث لقاء الشباب الحراك الافتراضي بشكل كلي بعد ان امتصت المعارضة و شيوخها من شيوخ القبائل و والوجهاء بعد ان امتصوا الحراك على ارض الواقع ايام فبراير رحمها الله و اسكنها فسيح مزبلات التاريخ.
فجأة اعلن قدر لابأس به من الشباب الذي تمسك دوما بمعارضة النظام و التهجم عليه ، اعلن تأييده لولد عبدالعزيز أو على الأقل إيمانه بمساره، و كان المبرر الذي اورده كثير منهم هو أن المعارضة لم تقنع لا بخطاب و لا بقول و لا بفعل. فهي خانت مواقفها كثيرا و في المواقف كلها كانت متذبذبة متنافرة غير قادرة على الوصول الى نقطة التقاء الا الرحيل الاجوف و الطواف بين مسجد المغرب و ساحة بن عباس.
حين نحاول قراءة هذه الحالة بنوع من المنطقية نجد أن الحراك الشاب حاول في البداية خلق خط ثالث يتبنى أفكاره و رؤاه ، نعم وقع في اخطاء اثناء عمله على بناء هذا الخط من بينها أنه قفز على واقع البلد و بدأ بتنبي افكار "الربيع العربي" الذي اجتاح المنطقة حينها الفكرة التي لم تجد ارضية ليس فقط لتقبلها بل للالتصاق بها، فجأة هجمت المعارضة و حراكاتها انذاك و مطالبها بالرحيل على هذه التكتلات الشابة التي كانت قيد التشكل و كانت تعيش حالة من عدم اليقين أو الشك المطلق في مسارات حراكها، تبنتها المعارضة جهارا نهارا و استخدمت كالعادة طرقيها الرجعية المقيتة القائمة على الجهويات و القبليات و غيرها من ما تحسن معارضتنا استخدامه بعيدا عن الخطابات السياسية الناضجة. هنا ترك النظام الساحة لتتم عملية الامتصاص بشكل كلي ، فكفت المعارضة النظام قتال و مواجهة ذلك الحراك الشاب الذي كان ليكون اكثر تأثيرا و نضجا و عقلانية.
كانت تلك النخبة الشابة أو بعضها على الاقل لا يزال متمسكا بشكل من حلم تبدد ذات مساء في ساحة بن عباس حيث كانت بشكل اسبوعي تقتل احلام اي مواطن موريتاني في الحصول على سياسيين ناضجين أو خطابات ناضجة. سايرت مسار معارضة يبدو متعرج و غير واضح و متردد، يتحين أي فرصة ليؤدي طوافا بدا ركنا من أركان سياسته بين مسجد المغرب و ساحة بن عباس. كان ذلك الطقس السياسي الوحيد. و كانت ذلك الحراك الشاب يساير و يطوف هو الاخر متمسكا بحبل امل. اقتنصت الاغلبية بنظامها فرصة حاسمة في وقت حاسم ، كانت فيه النخبة الشابة تلك قد بدأت تكره كرها مطلقا ذلك المسار المعارض المتردد و بدأت تنفصل مكتفية بصفحات التفاعل الاجتماعي كفضاء ليس كساحة بن عباس التي بدت ملكية خاصة لقادة المعارضة و مهرجاناتها و مطالبهم المتهالكة بالرحيل. بدأ حراك محموم على صفحات التفاعل الاجتماعي و كان مؤثرا لدرجة كبيرة و دفع الجميل للتفاعل معه. كان حينها الجيل الشاب من الناشطين يعلن ببساطة وفاة و موت المعارضة السريري، خاصة منه النخبة الشابة التي تفصل بين السياسة و القبيلة و الجهة و بين رجال السياسة و رجال القبيلة و بين السياسة و القبائل، بالطبع بقت "نخبة" للأسف شابة بالنسبة لها السياسي و رجل القبيلة نفس الشيء.
اطلق النظام حينها مشروعه لقاء الشباب، و حاول ما وسعه الجهد احاطته بنوع من الشفافية اقنعت الكثيرين من الشباب خاصة من تلك النخبة الشابة التي عرفت ذلك المسار الذي مكنها ان تجرب خيارات كثيرة. نعم نجح اللقاء و القائمون عليه في اقناع قاعدة شابة عريضة معارضة بالمشاركة. و كان كل ما حصل في ذلك اللقاء يحسب للرئيس ولد عبدالعزيز و نظامه. الأسئلة و اجوبتها و النقاشات الجانبية و الانشطة الموازية. النخبة حين وضعت في الواقع و امام مسؤولياتها كان باد عليها الارتباك ما  لعب دورا بارزا  في هذا النجاح  الذي حصده النظام من ذلك اللقاء.  وجدت النخبة نفسها فجأة بدل صفحة فيس بوك الافتراضية وجدت نفسها امام صفحة وجه رئيس الجمهورية. و هذه اللحظة لتصرخ مباشرة في وجهه هنا زوكبيرغ ليس وسيطا بينكما، انت و القاعة و الميكرفون، كان ذلك امتحان فشل فيه كثير من نخبتنا المناضلة و المعارضة و غيرها.
على إثر هذا اللقاء اختفى الحراك الافتراضي بشكل كلي، و فوق ذلك اعلنت نخب شابة كثيرة تبنيها مشاريع الرجل، واعلان كفرها المطلق بالمعارضة و حسمت حالة التردد.
كان سؤالي الملح امام الحالة التي لاحظتها ، اعلاميون، كتاب، فنانون رياضيون خريجون شباب ... يخبرونني وبوضح انهم الان انضموا لصف ولد عبدالعزيز، تساءلت هل أطعم الرجل القوم، ذلك سؤال يتبادر لذهنك حين يأتيك شاب معارض ويقول لك هؤلاء ناس تم شراؤهم و تم تقريبهم من النظام بطريقة أو بأخرى. لم يكن هذا الجواب ليقنعني لأنني ببساطة وجدت من الشباب من لا أومن بأن سؤق النخاسة السياسة يمكنني ان يغريه بأسعاره التي قد تكون حقا مغرية.
فهل أن الرجل أقنع القوم؟ لن أقول نعم بالمطلق ، لكن سأقول بثقة أن خطاب معارضتنا السياسي و خطاب معارضينا العدمي بالتأكيد ساعدوا السيد ولد عبدالعزيز في اقناع تلك النخبة الشابة خاصة في ظل وقوف هذه المعارضة ايضا في وجه أي خط ثالث، يمكن قيامه 

Saturday, June 21, 2014

صيف في غانغ نيونغ - الحلقة الأولى



وصلت الى محطة باصات يانغ نيونغ بعد ثلاث ساعات من مطار نشويون في سيول إلى غانغ نيونغ، كان في الباص حوالي عشرة أشخاص انا و آخر معي اجنبيين فيما الباقون هم ثنائيات كورية شابة. كنت أشعر بشيءمختلف و أنا اخترق تلك الارض الكورية و فجأة تنتقل الموسيقى التي اضعها في اذني الى اغنية "يا ابنة العم و الهوى أموي" قلت في نفسي، لا أعرف إن كانت هذه الاغنية او صاحبها فكرا يوما أنه الآن على بعد مئات الكلمترات من العاصمة الكورية الجنوبية سيكون هنالك متسكع ضائع بين المحطات و المطارات يستمع إليها و يستمع من خلالها إلى دعاء أمه يوم غادر نواكشوط فقط قبل خمسة أيام.





وصلت المحطة ، و اخذت اجر حقائبي ابحث عن نقطة اللقاء حيث يفترض ان التقي مضيفتي الرائعة الكورية الجميلة. لم اجد نقطة اللقاء و لم اجد من يمكنه أن يجيبني غير سيدة في غرفة كتب عليها معلومات للسواح، سألتها و لم تكن تتحدث الانجليزية و كان ذلك غريبا شيئا ما ان تكون في غرفة كتب عليها بالانجليزية معلومات للسواح و ان لا تتحدث الانجليزية. عدت الى حقائبي و فتحت الجهاز انظر الى رسالة بعثتها الصديقة الكورية تعرض فيها صورة من نقطة اللقاء في المحطة أول ما نظرت اليها وجدت المكان ووجدت صديقتي واقفة فيه. كان ذلك جانب من الدقة الكورية. كانت أشياء كثيرة مشتركة بين تلك الصديقة الكورية و بين الكورية الاخرى في السفارة الكورية في عمارة الشرق الاوسط غير بعيد من شيشلي. طريقتهما في الكلام في الشكر في الامتنان في تقبل الكلمات الجميلة التي فيها بعض من رائحة المغازلة.



كانت سيارتها حمراء صغيرة، مركونة الى جانب مدخل المحطة. ركبنا و اتجهنا الى حيث يفترض أن أسكن، تحدثنا في اشياء كثيرة و اخبرتها عن الانطباع الاول الذي تركته المدينة عندي و هو انها مدينة خضراء طبيعية صديقة للبئية. تحيط بها جبال خضراء و تتواجد فيها عمارات من الطراز الكوري التقليدي مع تلك القبعات مثلثة الشكل و ذات الحمرة الهادئة.
حين وصلت ودخلت محل اقامتي هي شقة صغيرة جدا مستقرة في الطابق الاول لعمارة بيضاء في منطقة هادئة غير بعيد من احد شوارع المدينة الرسمية حيث تنتشر سلسلة من العمارات مرقمة على طريقة الفنادق بحيث رقم العمار 100 و التي تليها 200 و الاخرى 300 .....
دخلت و بدات ارتب الاغراض. و كنت بحاجة لشيء آكله و يبدو أن الاكل سيكون من احد الاشياء المثيرة للاهتمام. خرجت اتفقد بعض المحلات فتعرفت على اول صديق لي في غانغ نيونغ، كنت احاول مع صاحب المحل لاجد قنية ماء من الحجم الكبير، كان اخصائي تجميل بعبارة اخرى حلاق، و كانت انجليزيته كافية لمساعدتي. اخذت ماء و لبنا و اضعا في الحسبان بعض قطع الشوكولاته و البسكويت التي تركتها في الثلاجة. عدت و كان علي ان اتابع مباراة فرنسا على الأقل ان لم يكن بالامكان متابعة باقي المباريات. هنالك فارق حوالي 9 ساعات مع توقيت اغرينتش بمعنى ان مباراة فرنسا ستكون الساعة الخامسة او السادسة فجرا. حاولت ترتيب الوقت لدرجة اتابع بها المباراة ثم قررت لاحقا أن الأمر لا يستحق ذلك العناء خاصة ان ارهاق السفر طيلة الاسبوعين الاخيرين  لا زال يلاحقني .

Wednesday, June 18, 2014

الصيف الكوري

أقضي صيف هذا العام في كوريا الجنوبية، كوريا عالم اخر كما أصرت صديقتي.
أعرف ان مغامرات كثيرة و أشياء كثيرة جديدة علي و نمط عيش و حياة  حركة تنتظرني.
لكني هوسي بالتسكع و هوسي بأن أتلقى كل صدمات "كالترال شوك"
سأشارككم متابعي هذه التجربة كلمة و صورة و صمتا .
سأحمل إليكم كوريا بأزيائها و أشيائها و طعامها و كلامها و سلامها.
انتروبولوجية المجتمع و تاريخه و ممارساته.

Thursday, June 12, 2014

مسابقة اختتام الدروس الاعدادية (بريفه) مهزلة من الغش و التزوير


تزامن مع وصولي في زيارة قصيرة الى موريتانيا ان امتحانات اختتام الدروس الاعدادية (تريفه) تجري الآن و يوم الاثنين  المقبل تبدأ امتحانات الباكلوريا. ما صدمني هو أن كل ما يجري يبدو مهزلات مثيرة للضحك، فمن ضمن القصص التي سمعتها:
أن أحد الطلاب وجد حتى هذه اللحظة خمسة اشخاص ليجروا الأمتحان نيابة عنه، فجاء أحدهم ليجري له المادة الأولى و جاء هو ليجري الثاني و جاء ثالث ليجري نيابة عنه الثالثة و لا شك سيأتي رابع و خامس.
بعيدا عن ذلك هنالك تلاميذ يجرون الامتحانات عن اخرين بعمر الثلاثين فمافوقها. و هي مهزلة مطلقة. سمعت أن أحد الاساتذة وقف عند الباب و بدأ يصرخ على التلاميذ افتحوا الطريق و في ذلك الحين صرخ علي احدى الطالبات و رمى إليها ورقة الاجوبة و قال لها : فلانة خذي . حصل هذا في احدى اعداديات تيارت و في اعداديات دار النعيم تتردد قصص ادهى .
و في الاسبوع المقبل تجري امتحانات الباكلوريا و ربما ما لا يعرفه الجميع هو أن الباكلوريا اصبحت تتنافس فيه عصابات وجماعات في بيعه و تزوير شهاداته و نتائجه و العصابات تضم جنرالات و رجال اعمال و عمال في مصلحة الامتحانات ، فمعظم الطلاب في الخارج من ابناء رجال الاعمال وا لجنرالات يدرسون بشهادات و نتائج مزورة تباع في السوق ببضع مئات من الالاف .
و في دولة تباع بريفه و يباع الباكلوريا و غيره فإن وضعية البلد و نخبته في خطر. فنحن في بلد حتى امتحاناته الحاسمة تباع و يتسلمها الجنرالات و تتاجر فيها العصابات.

Wednesday, June 11, 2014

هذا المساء الساعة السادسة على قناة الموريتانية

أحل هذا المساء الساعة السادسة بتوقيت اغرينتش ضيفا على فقرة "حكاية انسان" في برنامج يبث على قناة الموريتانية .
كل تجاربي الماضية مع التلفزيون الوطني كانت كوارث طبيعية تبدأ بساعات الانتظار الطويلة، الى الاعداد الفقير و الاسئلة السخيفة ، خاصة حين يتعلق الأمر بالفنيين و المخرجين و المشادات و المشاحنات بينهم.
اتمنى ان تجربتي معهم ستكون مختلفة هذه المرة 

Tuesday, June 10, 2014

على قناة وطنية - حديث في سياسة لا اومن بها و عن أشباه ساسة !!!!

الساعة الخامسة تقريبا ، اتصل بي الصديق الذي التقيت صدفة ليلة البارحة في مقهى تونس بانواكشوط، و قال لي أنت ضيف الحلقة كذا التاسعة مساء بعد ملتقى طرق صباح.
لسببين قبلت دعوته مفسرا له أمرين:  لأني أعرف صعوبة أن يعتذر ضيف لك في اللحظة الأخيرة و لأني لا أريد أن يجرفني تيار المشغولين المولعين دائما بأن يقولوا بأنهم مشغولون ليثبتوا ذواتهم فأنا لا احتاج تلك الخطوة لذلك.

حاولت تفهم صديقي ووضع طلبه في اطار حاجة، ما اكتشفته لاحقا أن أصدقائي يظنون أنني استضافتي هنالك خدمة لي. كان أمرا مثيرا للشفقة و الضحك. أنا الذي قطعت انشغالاتي و قطعت تلك المسافات الطويلة في يوم حار و لا أومن أصلا بإعلام وطني و لا بوجود إعلاميين وطنيين .
المهم نبهت صديقي كون ساعة لا تكفي للوصول هنالك خاصة اذا ماكان برنامجهم مباشر - فرد: ان الأمر عادي
كنت مع صديقي بعيدا عن البيت نرتب بعض الأوراق المهمة بخصوص سفري، و حين وصلني الاتصال لم انتظر طلبت إلى الصديق مرافقتي. حين وصلت لم أجد صديقي الذي اتصل بي و ظننت ان الحلقة ستكون جلسة حوارية بيني و بينه، بدل ذلك وجدت ضيفا و صحفيا في انتظاري ووجدت مقعدي فارغا هنالك في انتظاري.
كان الاستوديو عبارة عن غرفة واسعة بطول 6 الى 8 امتار و عرض 4 امتار في نصفها الآلات الفنية عند المدخل، ثم ستار شفاف و في نهاية القاعة الاستوديو أو على الاصح المقاعد، ووجدت كومة من اليافطات و المعدات المتعلقة ببرامج اخرى للقناة، نفس الأمر إنه استوديو متعدد الخدمات.
لم أحب دوما الخوض في سياسة وطنية لا أرى لها أي اساس من أي نوع فأنا أصلا لا أرى سياسة و لا احزاب و كل ما اراه هم شيوخ قبائل ضائعون بين السياسة و القبيلة . المهم كان الضيف الاخر معارض متحامل على عزيز و لديه أغنية يبدو يحفظها في عيب الرجل و هذه هي كل مشاكلنا السياسية فثقافتنا السياسية اعلاميين و مثقفين و غير ذلك لا تتجاوز مدح هذا و جعل منه الها و ذم ذلك و جعل منه شيطانا.
المهم طلبت ماء و اكتشفت لاحقا أنه تمت استدانته من صاحب الدكان. انسابت الحلقة انسيابة كل شيء في ظن السيبة ، انسيابية تبين ان الهدف الاساسي هو ان يتم تقديم اي شيء دون اعطاء اي قيمة لمهنية و موضوعيته، الموضوع الاخر أني دخلت الاستوديو و انا لست على اطلاع بأي موضوع سيتم مناقشته اصلا. فانا اضع دائما ما يحصل في هذا المنكب في سياقه.
في اطاري عملي على اعداد البرنامج  المختص في مجال الاعلام الاجتماعي لقناة التركية العربية ياخذ الامر مسارا آخر، لكن اعرف جيدا معنى أن لا يكون لديك ضيف ساعات قبل الحلقة، لكن ان يتصل بك ساعة قبل الحلقة معناه أنك لست جادا في الأمر نهائيا، و معناه ان البرنامج ليس بتلك الدرجة من الأهمية الدقيقة و الأمر لا يتعدى لعبة "ربما يحضر في الوقت" معناه ايضا عدم احترام المشاهد الذي يجب ان ياتيه البرنامج في وقته المعروف و المحدد.

Monday, June 9, 2014

اليوم الأول - (سلسلة 5 أيام في عاصمة الانتظار)

كل شيء في الوطن الحبيب يدعوك للتأمل، كل شيء يدعوك للإنتظار و الصمت، وجوه المارة و الجالسين و الباعة المتجولين ، ملامح الشوارع و البنايات و البيوت العبثية المبعثرة في اطراف مدينة تنتشر و تتمدد افقيا بفوضوية و عموديا بهواية.
نواكشوط هي فوضى من سيارات طراز 190، تنزل عن الشوارع يمنة و يسرة و تبحث طريقها حتى ولو في الصين، لا احد يعبؤ كثيرا لإشارة مرور و لا عبارة وصول، لا تزال السيارات متوقفة في اماكنها الخطأ و السائقون يسيرون في الاتجاهات الخطأ، و كل شيء ليس في مكانه الطبيعي، أول ما لاحظته أن لوحات الاعلان المضيئة تحولت كلها إلى صور عزيز بين ثلة من الشباب تصرخ ربما بكاء من حقبته أو فرحا بها. يبدو أن صاحب شركة اللوحات هذه اخيرا حظي بعقد مجز في هذه الحملة.
خيام الحملات الوطنية كلها لعزيز، فقط مساء هذا اليوم و في منطقة باهتة من غير اضاءة تبينت في عمق الحي الساكن : خيمة للمرشح برام. نفس الناس بنفس الوجوه و نفس الملامح، لازال الشباب يجمعهم الفراغ و الاحباط و الهروب من الاكتئاب أمام محل بائس يطل على شارع رسمي يبيعهم فنجان القهوة بسعر يقارب الألف بمقاعده الخشبية التي عليك أن تقدمها لنفسك.
منذ عامين و لا شيء تغير، إلا طرقا صارت أوسع مما كانت كما أخبرني أحدهم، أو معارضة ملت الطواف بين مسجد المغرب و جامع بن عباس.

Friday, June 6, 2014

إني لأجد ريح نواكشوط ...

أكتب هذه التدوينة الآن و أنا في العاصمة التونسية للمرة الرابعة في ظرف عامين لم أر فيهما عاصمة الرماد و الأمل و الانتظار و الفتوة ، العاصمة الفتية نواكشوط ، عامان عن نواكشوط حصلت فيهما أمور كثيرة من انتخابات و مظاهرات و صراعات و و و .
و للأسف أعود لفترة وجيزة جدا لا تتجاوز سبعة أيام مملوءة من أولها لآخرها بأشياء غبت عنها لعامين، ذلك قبل ان تاخذني طائرة التسكع من جديد و شوارع التشرد إلى المنكب الكوري لأتسكع هناك بضعة أشهر ، أتأمل الطبيعة و الثقافة الكورية في ذلك المنكب البرزخي.
اريد من نواكشوط اشياء كثيرة في فترة وجيزة أريده أن يهديني صورا تبين ملامحه التي تتلبد و تتبدد مرة بعد مرة ، أريد من ان يحدثني بكل قصص العامين الأخيرين و ما جرى فيهما و ما ولد من مبادرات و ما مات من حركات سياسية و ثقافية و ما تم تأسيسه من جمعية و من تم تعييه من وزير، و عدد المظاهرات التي نظمتها المعارضة و عدد الاصوارت اللاغية أريد منه حكايات كثيرة أعرف أنه ليس لي الوقت للاستماع إليها كثيرة

Tuesday, May 27, 2014

كان ترفع القبعة لتمبكتو و بكاء طيورها و غضبهم و لسيساغو


عاد اليوم إلى موريتانيا، المخرج الموريتاني العالمي عبدالرحمن سيساغو بعد مشاركته في نسخة هذا العام من مهرجان كان السينمائي بفرنسا، عبدالرحمن سيساغو شارك في نسخة هذاالعام متنافسا على السعفة الذهبية بفيلمه : تمبكتو ، الذي يسرد قصة الاحداث التي جرت في منطقة تمبكتو بشكل درامي و ثائقي، مع أنه لم تتح لي فرصة مشاهدة الفيلم بعد، إلا أن وصوله لمكانة كتلك في مسابقة كمسابقة كان تعتبر في حد ذاتها شهادة للفيلم من نواحيه الفنية و من ناحية مادته.
ربما أُثارت بساطة الفيلم بعد الانتقادات ، لكن الجميل دائما في أن يكون بامكانك صناعة شيء مختلف و حين تكون البساطة هي محل النقد و الجدل فذلك طريق الصواب، و لا يخلوا أي عمل فن من محبين له و كارهين، و لكن يبقى عبدالرحمن سيساغو قامة فنية سينمائية رائعة لها فلسفتها التي أُتبت دوما نجاحها. لها طريقتها في تقديم النص صوتا و صورة بشكل يعجبك أو لا يعجبك لكنه يفرض عليك التعامل معه كعمل فني راقي.
يعيب البعض على الرجل توجهاته السياسية أو الفكرية، و ذلك أمر و عمله الفني حتى و إن أراد به مساندة توجه أو فكر فهو أمر آخر فالعمل الفني محكوم في البداية بمعطاه الفني و محتوى تمبكتو أيضا لا يميل ذلك الحد، بل يقدم جدلية حقيقة فكرية و تاريخية محكومة بمعطيات جيوسياسية مهمة. حسب ما قرأت عنه.
السعفة الذهبية فاز بها فيلم "وينتر سليب" لكن تمبكتو و طيورها و غضبهم و بكائهم كان حاضرا عملا فنيا جديرا بالتقدير و الاحترام
استقبل سيساغو اليوم ف يمطار نواكشوط مجموعة من المثقفين و المهتمين بالشأن السينمائي على الرغم من رفض البعض التفاعل مع ترشيح مخرج موريتاني بفيلمه للسعفة الذهبية في مهرجان ككان، و إن لم يكن قد فاز بالسعفة فقد حظي بالتقدير و الاعتراف و بجوائز أخرى ربما من ناحية القيمة الفنية أهم من سعفة قد تكون محكمة بضوابط أخرى. كان من ركب المستقبلين للرجل السيد محمد ادوم و هو مدير مهرجان الفيلم القصير و احد مسيري دار السينمائيين الموريتانيين

نظل دائما نقدر من  يرفع اسم و علم الوطن في أي مجال من المجالات.
فحين تقرأ الان في مجلات عالميةو عربية  عبارات من قبيل : فرضت موريتانيا نفسها ممثلا للعرب و الافارقة في مهرجان كان السينمائي و حين تجد البعض الان يسألك عن السينما الموريتانية و انتاجاتها و تاريخها تعرف أن كلا يمكن أن يقدم شيئا للوطن ، بعيدا عن أولئك الذين لا يقدمون إلى حفر جهنم العالمين بمكانها فيما يبدو فقال أحدهم أن كان حفرة من حفر جهنم.
ألا بعدت أيادي و ألسنة البؤساء. و عاش الوطن بأبنائه 

Thursday, May 22, 2014

فاجعة منجم "سوما" في تركيا و التفاعلات

يوجد في جامعة غالاتاساراي نفق قصير يربط جانبيها و تم تسميته "نفق سوما" تكريما لأرواح الضحايا في منجم سوما حسب ما أخبر منظموا النشاط الذين أمعنوا في نعت اردوغان و حزبه بأنهم السبب في الكارثة رافضين القول بأنها حادثة و قدر و قائلين بأنها جريمة.
في الأسبوع الاخير عاشت تركيا واحدة من أسوأ فترتها إثر حريق شب في منجم "سوما" راح ضحيته قرابة 301 عاملا.  المنجم على إثر الحادثة زاره معظم الوزراء و فرق كرة القدم التركية المحلية  و الفريق الوطني و رجالات سياسة و اقتصاد، و تبرع نادي فنربخشه بتحمل تكاليف تعليم حوالي 100 طفل من أبناء العمال الذين توفوا.
في الداخل بادرت المعارضة و القوى المناهضة لاردوغان و حزبه بنعت الأمر بأنه نتيجة إهمال و تواطؤ من الإدارة و انطلقت حتى احتجاجات و تظاهرات لم تتجاوز يومها الأول. فيما تصر الحكومة على ان الأمر سيجري فيه تحقيق كامل و تام بحيث سيتم التأكد من وجود أي نوع من الإهمال و معاقبة المسؤولين عن الإهمال هذا.
أعلن الحداد لأيام ثلاثة في تركيا و نكست الأعلام. و المشكلة الباقية أن هذا بلد يترصد بعضه أي حدث ليستغله ضد الحكومة و النظام ، فقريبا ربما يقولون أن سبب مقاطعة المعارضة الموريتانية للانتخابات الرئاسية هو اردوغان، و سبب الحرب العالمية الأولى و الثانية هو اردوغان. باختصار في هذا البلد معارضة يكفيها أنها أفشل من المعارضة الموريتانية.

Tuesday, May 20, 2014

أين قانون الميمات الثلاثة ؟

قامت الدنيا و لم تقعد في موريتانيا منذ شهر تقريبا حول ما سمي قانون الانترنت أو المعلومات او الميمات الثلاثة اصطلاحا، الذي قوبل بالرفض كقانون يضيق على الحريات و يدخل موريتانيا نفقا ظلت للسنوات الاخيرة بعيدة عنها محتلة ترتيبا متقدما بين الدول العربية و الافريقية في احصائيات حرية الصحافة و التعبير.
لكن ما فتيء الأمر أن اختفى و صار و كأنه لم يكن. فلم يفرح معارضو القانون بتوقيفه أو إلغائه و لم تتابع الدولة في طرحه، آخر عهدنا بالقانون هو أنه ينتظر مصادقة البرلمان؟ هل أن أوراقه ضاعت في بين كؤوس شاي كل ما يعرف برلماننا هو شربها. بالمناسبة دخلت بناية البرلمان في عمري مرتين واحدة تشاجر أمام اثنين و ضرب أحدهم صحفي من صحافة المواقع الرحالة . و المرة الثانية شربت كأسا من الشاي لا ازال اتذكر طعمه.
المهم ان هذا لا يحصل فقط مع قانون الميمات و لا غيره. قضايا كثيرة ينتهي بها المطاف لأمر كهذا ، من قضايا الفساد و قضايا المتابعات و قضايا القضاء و كل قضايا الرأي العام و هذا أمر مخيف ينبئ أن المكلفين بالدفاع و تتبع قضايا الرأي العام من صحفيين و ناشطين اساسا و مثقفين لا يعرفون كيف يتابعون القضايا حتى يصلون بها للنهاية. فاللعبة كلها بيد الدولة تحرك ما شاءت وقت ما شاءت لتجلب الانتباه إليه و تسكته و قت ما شاءت لتصرف الانتباه عنه. فمثقفون و صحافتنا و ناشطونا لعبة سهلة في يد هواة .
أين قانون المميات الثلاثة و ما مصيره ؟ ماذا فعل الله به و بصحافتنا و ناشطينا و مثقفينا. ربما لاحظتم معي مؤخرا أيضا أن نشاط فيس بوك امتصه لقاء الرئيس بالشباب، بقي فقط من عرف عند البداية لماذا يستخدم فيس بوك؟ 

Monday, May 19, 2014

إطلاق صحفة : ذاكرة الغياب

اطلقت أمس صفحة تحمل إسم : ذاكرة الغياب، و ذلك لمناقشة المجموعة التي صدرت لي مؤخرا، بحيث يهمني أن أسمع أراء القراء و قراءاتهم للنصوص الواردة في المجموعة. كما سأعمل على تحديث الصفحة ببعض الجمل و الافكار الواردة في المجموعة، الصفحة هي فضاء مفتوح حر لكل أراء قراء الكتاب أو الراغبين في الحصول على معلومات أكثر عنه.

https://www.facebook.com/TheAbsenceMemory

Saturday, May 3, 2014

المنتدى و الحوار و الانتخابات و أشياء لا يعلمها إلا الله

هذه الصورة السيد الذي التقطها كان بامكانه ان ينتظر اختفاء الجماعة في الخلفية أم
أنها لا تفكر في الاختفاء ، نعم غالبا 

طالعت صباح اليوم مقالا منتشرا في هشيم مواقعنا الاخبارية ، حتى تلك المواقع التي تحب الحديث عن الحب و الذئاب البشرية و عناوين أخبارها أكبر من نص الخبر نفسه. المهم كتب المقال شخصية سياسية ككل السياسيين الذي يعج بهم منكبنا القصي ، يوضح فيه أن الحكومة لم تكن جادة إطلاقا في الحوار و انها جاءت بقوالب جاهزة، فقط. ما أثار انتباهي أن المقال في مجمله يركز على نقطة تفيد بأن المطلب الأكبر للمعارضة و المنتدى كان تاجيل الانتخابات و نعرف أيضا أن المطلب الأكبر للأغلبية كان تنظيم الانتخابات في وقتها كما قالوا حسب الدستور و ضوابطه و قواعده.
إذن إن كنا في البداية نعرف أن النقطة هي هذه لا نذهب إلى الحوار اصلا قبل أن نعرف إن كان هنالك استعداد لتاجيل الانتخابات، اما و نحن نعرف انه لا استعداد لا يجب أن نتيح للطرف الآخر الفرصة حتى يجد ما يقوله.

ماه مؤجله قلت لك انا ، و الله كاع ما تؤجل انتوم افيسدين 

حصيلة الأمر، أننا لا نتذكر أن حوارا حصل أبدا و أخرجنا من أي أزمة فكل حواراتنا تكون مشروع تأزمات أكبر و أظن أن الصالح هو ان تغيير المنكر إذا كان سيؤدي إلى منكر أكبر منه يجب التوقف عنه. أنا كمواطن موريتاني عادي أريد انتخابات يشارك فيها جميع الاطراف و تتمتع بكامل الشفافية و حيادية الدولة، لكن حين اسأل نفسي اين الاطراف و اجد معارضة متهالكة أصبحت تتعلق بكل شاردة وواردة بحثا عن ذاتها التي مزقتها بيدها، حين أجد معارضة فقدت كل خيوط اللعبة و في النهاية لبست عباءة المنتدى لكن أيضا حولت له العدوى، مشكلة معارضتنا أنها بائس  مريض بمرض خبيث معدي، فهو لم يمت و يريح و يرتاح بل لا زال يتشبث بالحياة يإد كل احلام شبابناو ناشطينا في كيانات واعية تستطيع الوقوف في وجه اغلبية تبدو الان متمسكة بخيوط لعبة تتساقط من يد معارضة

أيو يعملك عدلها وحدك  ....
مريضة. لم تفلح المعارضة في التماثل للشفاء و الوقوف بشكل جديد بعد الحراكات التي اجتاحت المنطقة، فلم تعد تشكيلها بصيغة تناسب المعطيات الجديدة و بقيت مريضة على الرصيف تنتظر أي مبادرة أو فكرة أو حراك شاب لتلتصق به فتنقل له مرضها المعدي الفتاك. الآن يبدو الخيار محصورا، لا قدرة لدى المرضى على المواجهة، أفضل ما يمكنهم فعله هو العزل الصحي بمعنى يجب عزلهم عن الساحة السياسية و اتاحة الفرصة لبعض الحراكات الناشئة العارضة الجادة و التي لديها قوى دون نقل العدوى لها.
و على العموم اظن الامر هو ما سيحصل في النهاية سيقرر معظمهم المقاطعة وسيشارك منهم القدر الكافي ليعطي لانتخابات عزيز شرعيتها و قانونيتها محليا و دوليا، و في النهاية لا ينغر أي كان بتكرار قضية ان الانتخابات و أشيائها هو مجرد أشكال و عروض و مظاهر، فالأمر كذلك في كل دول العالم الثالث و حتى بعض الدول المتقدمة و لا أظن الميزة الخاصة في موريتانيا لتكون استثناء. بمعنى يجب استغلال الوقت باكثر من ذلك ، فتكرار ذلك لن يمنع الرجل من النجاح في انتخابات قادمة.. خاصة و أن حزب جميل و حزب مسعود ليسوا تحت قاعدة ، رغم الاختلاف من حيث الوضوع فقاعدة مسعود تبدو أصلب من قاعدة جميل ...
و الله أعلم 

Friday, May 2, 2014

فاتح مايو في اسطنبول

استيقظت صباح يوم أمس على أصوات مسيلات الدموع و رائحتها، في منطقة شيشلي غير بعيد من تاكسيم، كانت الإقامة محاطة بالشباب الذين يحملون الرايات و يرددون الشعارات فيما كانت الشرطة في الشارع الرسمي أمام المستشفى، ثم مع الوقت ترتفع وتيرة المناوشات ثم تنخفض، كنا نتابع الاحداث من نافذة البناية، كان المتظاهرون ينتشرون في الازقة يحضرون الحجارة لبدء جولة هجوم جديدة.  ثم هدأ الوضع ليبدأ من جديد.
خرجت مساء العاشرة ليلا تقريبا، لأجدني في منطقة مهدمة على الاخر ، زجاج المحلات و الساحبات الالية و القمامة و الشوارع تنتشر فيهاالحجارة. و محطات الباصات ... و مشهد يثير الاسف.
هذا ثاني فاتح مايو أعيشه حتى الان في هذا البلد و من المؤسف أن يكون فاتح مايو موعدا لتحطيم المدينة و اعادتها مناطق كثيرة فيها خطوات إلى الوراء. بعد كل فاتح مايو على البلديات أن تبدا من جديد في اصلاع و تعمير ما فسد. و تسأل لماذا حصل هذا؟ لا تجد جوابا.
تجد فقط الساكنة صباح اليوم الثاني يتساءلون مستغربين حول ما يحصل هنا. قبل فاتح مايو بأسبوع إلى اثنين تبدأ حملات تعبئة لمظاهرات و تجمعات ، و تبدأ الشرطة تنتشر في الشوارع كلها، ثم ما إن يبدأ التجمع حتى تبدأ المناوشات و يبدأ تحطيم الممتلكات العامة.
هذاالعام تم اغلاق منطقة تاكسيم بما يقارب 30000 عنصر شرطة، و تم اغلاق كل منافذ النقل المؤدية إليه، لأن الاضرار في المرة الماضية كانت تفوق الخيال. إن هذاالمظهر الذي يكشف حجم الخسر في الممتلكات العامة لا ينم عن وعي، و لو تمسك البعض بأن يحمل الشرطة المسؤولية فأمام وضع كذلك تجد وجود الشرطة ضرورة.
و أنا عائد البارحة كان عناصر الشرطة منهكين تحت مطر و برد شديدين مستلقين جنب سياراتهم بعد يوم طويل مرهق.
من المؤسف أنه في عيد العمال نحطم كل ما بناه العمال و تعبوا من أجله لأجل بلدهم ووطنهم...

Monday, April 28, 2014

مسيرة الحقوق للحراطين : لن نرمم التاريخ لكن يمكننا أن نصنع المستقبل


غدا تنطلق في العاصمة نواكشوط  مسيرة الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين، هذه مسيرة حسب إيجاز صدر عن اللجنة الاعلامية لها هي تعبير عن الرفض لما سمته التهميش التي تعاني منه مكونات عدة من مكونات المجتمع خاصة الحراطين، و تهدف لتكريس قيم العدالة و المساواة بين جميع مكونات الشعب.
نعم إن العدالة و المساواة هي حق إنساني أساسي ليس فقط من حق الجميع التمتع به بل من واجبه الدفاع عنها، و إن كانت فئة الحراطين لفترة معينة عانت ظلما و اضطهادا و غبنا ترك مخلفات و آثار لا زالت هذه الشريحة التي تشكل مكونا أساسيا من مكونات المجتمع تعاني منه، فإن الوقت حان لأن تتوقف كل تلك الممارسات التي تقف عائقا في وجه تطور و تقدم المجتمع و الدولة و تراجع مفهوم المواطنة و الانتماء.
إن الحقيقة التي يجب الانطلاق منها أن ترميم التاريخ صعب و أحيانا يكون مستحيل لكن بإمكاننا دائما صناعة مستقبل مشرق واعد مزدهر يتمتع فيه الجميع على قدم المساواة بحقه الكامل في العيش الكريم و التمتع بكافة الحقوق التي تكفلها كل الشرائع و القوانين بعيدا عن أي ممارسة مخلة بأي حق من هذه الحقوق. بعيدا عن كل التجاذبات أيا كانت فإن العدالة و المساواة حق لا يختلف عليه إثنان، و لذلك أعين تأييدي و مساندتي للمسيرة و ذلك لإيماني بحق الجميع في المطالبة سلميا بحقوقه المشروعة أو جلب الانتباه إليها، و ما نحن إلا جزء من ذلك الجميع. إن الطرق السلمية القانونية العقلانية ليست هي فقط الانجع بل أيضا الأكثر تحضرا و التي تنم عن وعي.
فنعم من أجل مسيرة تضمن و تدافع عن حق الجميع في العدل والمساواة خصوصا الفئات المغبونة و المهمشة.
نعم لمسيرة 29 ابريل ... لنتذكر دائما أنه أمام استحالة ترميم التاريخ فهنالك دائما الفرصة لبناء مستقبل أروع و أنصع...
أدعوا الجميع للمشاركة دعما لقيم العدالة و المساواة في المجتمع ....

Thursday, April 10, 2014

قانون الميمات الثلاثة ....(قانون مجتمع المعلومات)

مند أسبوع تقريبا بدأ الحديث عن نية الحكومة الموريتانية عرض قانون يحمل إسم قانون مجتمع المعلومات على البرلمان للتصويت عليه. و من ساعتها قامت قائمة الاعلاميين و المدونين خاصة أن موريتانيا تمر بفترة انفجار تدويني جعلت منها "بلاد المليون مدون" بدل المليون شاعر.
من حينها و أنا أحاول الحصول على نص القانون و قرائته و الإطلاع عليه و حاولت الاتصال بمهتمين و ضالعين في المجال من مختصين و من ضمنهم الحقوقية بنت انجيان التي اكدت هي الأخرى أنها لازالت تنتظر الحصول على القانون و قرائته. لتعرف حيثياته، مرد الأمر هنا هو أن نشير ببساطة إلى وضعية الإعلام عندنا التي لا تزال مهترئة رغم الكم الانفجاري الهائل في مجال الاعلام الدي شهدته الساحة مؤخرا فظهرت وسائل إعلام جديدة ، ربما تمت مناقشة الموضوع على وسائل إعلامنا لكن اعلامنا المكتوب انشغل بردو د الفعل عن الفعل نفسه ما جعلنا عالقين غير قادرين على التوصل بالنص.
القانون ينتظر أن يقدم للتصويت عليه هدا الاسبوع و قام مجموعة من المدونين بحملة كبيرة ضده، ما توصلت به من معلومات من وسائل اعلام اجنبية كموضوع نشر في موقع مركز الجزيرة للحرية الاعلام و موقع القدس العربي ، كان معلومات مائعة مكررة تركز على نقطتين فقط سأوردهما في هده التدوينة فما ورد في موقع مركز الجزيرة متضح أن مصدره معارض هاجم دون أن يعطينا أي معلومات وافية و لا حتى ناقصة حول النص و ملحقاته، و الدي ورد في القدس العربي يبدو أن صاحبه سمى القانون بقانون يحكم الجريمة الالكترونية في موريتانيا و بين هدا و داك ننتظر نص القانون من إعلامنا المحترم نحن البعيدون من بلاد المليون شاعر و مدون و اعلامي لحد الآن.
وصلتني رسائل من متابعين و مهتمين يسألون حول القانون و التصويت عليه، و لم أكن في المكان المناسب لأجيب عن كل أسئلتهم خاصة و أنهم مهتمين بالتفاصيل و عن مصادر رصد و هو أمر ينقصنا جدا في ظل حالة الميوعة التدوينية و الحركة الاعلامية الغير مؤطرة و المائعة حتى الضياع.

لوضع القضية في سياقها، في الفترة الأخيرة تلاحقت مجموعة من الاحداث ، شكلت تحديا و هزة قوية للمجتمع ، بدات ببث بعض الشباب فيديو كليبات ظهرت فيها موريتانيات بدون الزي الموريتاني الرسمي  ، تواصلت مع مقال وصف بالمسيء للرسول صلى الله عليه و سلم و مع حرق لبعض الكتب الفقهية أقدم عليه شباب آخرون أو شيوخ و انتهى الامر بهبة نشاط كبيرة رافقت ما سمي بتمزيق المصحف الشريف في احد المساجد في العاصمة ، و الدي حصل أنه مع كل حدث كانت شوارع العاصمة و غيرها من المدن تمتلؤ بالمحتجين و المتظاهرين لحماية المقدسات كما قالوا و القيم و الدفاع عنها و ناعتين الدولة بالتقصير في واجبها من هده الناحية و صل الأمر حد تأسيس كيانات و تكتلات احيانا للدفاع عن القيم و احيانا الدفاع عن الاخلاق و المجتمع و احيانا الدفاع عن الرسول و احيانا الدفاع عن الله حتى في استمرار لحالة العبثية المعاشة في البلد.  وجدت الدولة في هدا ربما فرصة لتمرير قانون كهدا و نفس أولئك الدين كانوا ينادون بضرورة تدخل الدولة لحماية القيم و الاخلاق و هي امور حتى غير متعارف عليها فما يبدو لهدا قيم يبدو لي أنا مثلا حقا في التعبير، نفس أولئك هم الدين يركضون اليوم أيضا محتجين...
حق و حرية التعبير شيء مقدس لا نسمح لا لسلطات و لا لناشطين بالمساس به تحت أي مبرر أي كان. لكن يجب وضع الاشكالية في نطاقها و هو ان موريتانيا الان تعيش حالة وضع الحد بين ما يعتبر حرية في التعبير و ما يعتبر قيما و أخلاقا و ثوابت و هي حالة عرفتها الدول كلها و المجتمعات.
في اخر رد للحكومة على نعتها بالسعي للتضييق على الحريات قالت أن القانون يتكون من شقين : قانون توجيهي و شق يتعلق بحماية ممتلكات الاخرين مؤكدة أن الأمر لن يكون على حساب حرية التعبير.

و من المواد التي اطلعت عليها في القانون و التي نشرت في كل من موقع مركز الدوحة و جريدة القدس و التي أثارت جدلا كبيرا حول القانون :

 ‘معاقبة كل من ينفي عن قصد، أو يثبت، أو يبرر أعمالا تمثل إبادة، أو جرائم ضد الإنسانية، بواسطة نظام معلوماتي، أو أي منظومة تقنية أخرى، يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سبع سنوات، وبغرامة مالية تتراوح بين مليون و6 ملايين أوقية’، (1 دولار 300 أوقية تقريبا). 
 ‘معاقبة كل من يستمر في إرسال رسائل نصية أو صور أو أصوات أوفي أي شكل إلكتروني، من خلال نظام معلوماتي للبث العام، أو بأية منظومة تقنية أخرى، رغم إنذار شفوي، أو مكتوب موجّه له بالتوقف عن ذلك، بالحبس من ستة أشهر، إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 500 ألف اوقية إلى 5 ملايين أوقية، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط’

Sunday, April 6, 2014

هل جنى الشباب العربي ثمار الربيع العربي؟


في الواقع كانت الرحلة الأخيرة التي قمت بها إلى تونس فقط أيام بعد عودتي من المغرب معبأة بكثير من الأشياء التي تلتقي أحيانا في نقاط ما و تختلف أحيانا في نقاط أخرى.
على هامش الغرض الأساسي من الرحلة و لحظة وصولي للفندق وجدت السيد : عبدالرحيم فقراء صحفي قناة الجزيرة في البهو صافحته في عجالة و بادرت لحجز غرفتي، ليلحق بي ذلك الأمريكي ذي اللكنة الأوروبية الواضحة و الذي يتحدث بفرنسية مقبولة لحد بعيد، بادرني اهلا بك عبدالله من موريتانيا، اتضح لاحقا أن الشخص مشارك في ترتيبات السفر و الاقامة كواحد من طاقم البنك الدولي الشريك الرسمي للنشاط. و نحن نتحدث الحديث البروتوكولي الأول كيف تعلمت الفرنسية و ماشاء الله فرنسيتك جميلة و

من أين أتيت أنت و ماذا تدرس و ماذا تعمل و تلك الأمور. كان رجلا طيبا هادئا على بينة من عمله وواجباته طبعا. بادرني بالحدث عن نقاش على طريقة المناظرة ستجري يوم غد حول الربيع العربي و سيتم تسجيلها و أشار إلى ان مشاركتي و الحديث عن النموذج الموريتاني أو عن رؤيتي للشباب العربي كمطلع على القضية و مهتم بها ان مشاركة من ذلك القبيل ستكون مهمة . بدأت حينها أفكر فظهر ان دمجا من نوع ما حصل بين النشاطين.



و أثناء متابعتي لما حصل تبين أن فترة سبقت تم خلالها إعداد المتناظرين لا أدري هل إعداد أفكارهم و تفكيرهم أو إعدادهم فنيا و نفسيا و شرح طريقة البرنامج لهم أم هما معا. المهم تركت الأمر هنالك مع أني لم ارتح للعنوان ، لم ارتح للبحث عن ثمار ربيع لم يفت عليه أكثر من سنين ثلاثة عجاف بائسة.  التقيت نفس الرجل مرات على الهامش و كنا دائما نتبادل حديثا جميلا شيقا.
اليوم الثاني و بعد جولة قصيرة في المدينة و زيارة لجامع الزيتونة حيث انتهر ذلك الرجل صديقاتي و اخرين و طلب إلينا أن نذهب لتعلم ديننا لا اعرف لأي سبب فقط طردنا من بهو حائط الجامع، و انا أعرف في اسطنبول أنه حتى غير المسلمين يمكنهم الدخول داخل الجامع الأزرق. في تصرف غير لائق و منحط طلب ذلك الرجل إلينا مغادرة ساحة تبعد أمتارا عن الجامع نفسه و ركز على طلبه ذلك بخصوص ضرورة أن نتعلم ديننا كنت حينها على ثقة بامر واحد أن رصيدي المعرفي في الدين لن يكون دون رصيده.

دخلنا دار الأصرم العريقة التي بدت الأضواء فيها باهتة و جميلة و كان الاستوديو معدا و فريق يعمل على قدم و سابق لإعداد المكان و تبين لي لاحقا أن البث لن يكون مباشرا و ما لم يتبين لي هو هل سيبث و هل هو تابع لقناة أصلا فقبل التسجيل كنا نتحدث مرة عن الجزيرة و اخرى عن البي بي سي و لم يكن حضور لأي من أولئك هنا.
تحضيرات البث التلفزيوني شاقة لكن يفهم ذلك حين يكون البث مباشرا أما مع التسجيل و كل ذلك الوقت و التوتر بدا الأمر قليلا زائدا على الغرض. جلسنا و بدا عبدالرحيم فقراء في قراءة مقدمة للمناظرة و فسر طريقتها. و كنت قد اخذت مكاني على طرف لأخذ رؤية واضحة من الموضوع ، أنا رجل في كل مكان يحب ان يكون في الطرف لأنه الزاوية التي تعطي الرؤية الأكبر.


كان عراقي و يمنية في الجانب الذي يقول بأن الربيع العربي لم يجن الشباب ثماره، و كان مصري و تونسي في الجانب الذي يقول بأن ثمار الربيع العربي جنيت. و كان المشترك بين الاثنين أن الحديث مائع غير محدد ، هذا يتحدث عن احصائيات البطالة التي بدا أن البنك الدولي كان مركزا عليها، و هذا يتحدث عن حقوق المراة و مشاركة الشباب و الطفل و لا أدري ماذا أيضا، و تلك تتحدث عن الاوضاع السياسية و كان الجميع تائها لحد ما في عموميات يتقنها العرب. بالنسبة لي و بصراحة بدا لي الأمر في مرحلة ما كمسرحيات و برامج حوارية كنا ندرب عليها تلاميذ الاعدادية نقدمها في نهاية العام الدراسي بحيث نختار موضوع و نقرر لهؤلاء ان يكونوا مع و لأولئك أن يكونوا ضد.

مع ذلك برزت نقاط ربما مهمة لكن حين خرجت لم اجد معي جوابا للسؤال ماذا جنى من الربيع العربي ، فما أظنه ثمرة حقيقة للربيع العربي لم يتم الحديث عنه و غيره مما ربما يظنه الاخرون و غائب عني لم استطع أن اجده من خلال المناظرة.
في مداخلتي القصيرة ، بدأت : أنا لا أظن أن شيئا جني أم لم يجن . لأنه ببساطة ليست هنالك ثمار أصلا.
ما قصدته أن الحديث بعد ثلاث سنوات عن ثمار للربيع العربي لحركة ينتظر أن تكون ثورة و فاصلة تاريخية تضح حدا لممارسات و عقليات استبدت بالانسان العربي لعقود، حراك من هذا القبيل حين نسأل عن ثماره و نستعجلها بهذا الشكل فنحن نقطع الخطوة الأولى في سبيل وأده في مهده. هي عقود و أجيال لابد أن تبذل ليمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن ثمار. سيمضي جيل و جيل و على كل جيل العمل على اطفال الجيل القادم حتى تكتمل موازين و ضرورات الثورة. إننا حين نظن أن الثورة هي فقط حراك في المساء و شعوب متطورة مزدهرة صباح اليوم الثاني فنحن سذج و بعيدون جدا عن صناعة التغيير التي نريدها.
ثم في النهاية بدا أن المتناظرين متفقين في مجمل النقاط، ببساطة لأن السؤال البداية كان يفترض أن يكون : ماذا ينتظر من حراك كالربيع العربي في فترة 3 سنوات . ما الثمار التي كانت لتتوقع ؟
تواصل النقاش و اختتم .. و في طريق العودة إلى الباص في اظقة مدينة عريقة لا يمكن للسيارة أن تدخل منها، كنت صحبة السيد عبدالرحيم فقراء ، هو رجل مراكشي حضر دكتواره في دراسات الابرتايد، و تحدثنا عن موريتانيا و المغرب المشتركات و تحدث عن تجربة له في تمبكتو و كيف في العالم العربي الجانب الافريقي من الثقافة الثري و المهم كجزء من الهوية كيف هو مغمور و متجاهل.
و عدت أفكر في ربيعنا الذي لم نمنح حتى فرصة لتسميته فسمي لنا و قدم لنا مفهوم تسميته و نحن صناعه على ما نظن على الأقل.

Saturday, April 5, 2014

مؤسسة "لاتي" - نموذج للمقاولة الشابة / من هنا قد تحارب افريقيا البطالة

أثناء زيارتي مؤخرا لتونس للمشاركة في احد الملتقيات التحضيرية لتأسيس بلاتفورم للشباب العربي يستجيب لمستجدات المرحلة و تحولاتها في العالم العربي، و في فواصل زمنية مسائية اتيحت لي فرصة التعرف على شاب موريتاني ، اخترق عالم المقاولات بثقة و على رؤية. الشاب الذي تابع دراساته في مجال المقاولة و الاتصال. و دونما تأخير عمل على وضع المكتسبات النظرية  و التطبيقية قيد التنفيذ من خلال تأسيسه مؤسسة "لاتي" التي تنشط في مجالات مختلفة. لا شك للتجربة جوانب و حيثيات لم يسمح الوقت بالوقوف عليها، فالشاب الذي هو في مقتبل عمره و يدير العمل حاليا من تونس العاصمة مع ارتكاز معظم اعماله في موريتانيا، لا شك له قصة إحباط لربما أو تحديات وقت الوصول إلى البلد الأم. لكن الجميل ان نعرف أن نستمر و نتجاوز العثرة و نمتلك الخطة باء دائما، التي ظهر انها كانت دائما حاضرة مع الشاب محمد الامين خليل.
نعم ربما أتيح للشاب خليل ما لم يتح لغيره من الشباب، لكن شبابا كثيرين متاح لهم اكثر مماهو متاح له لم يقدموا و لم يتجرؤوا على السوق بكل خيوطها كجراته هو. لم ينتظر برامج الدولة لتشغيل الشباب و لا ينتظر وظيفة حال الكثير من الشباب الموريتاني الذي لا يرى فرصة للغمل في غير الدولة و الوظيفة العمومية.
يعتبر محمد الامين مثالا يحتذى به ليس فقط للشباب الموريتاني بل الشباب الافريقي و العربي الذي لديه قدرات و مؤهلات هائلة يتركها حبيسة الانتظار إلى أن تندثر، فقط لأنه لم يعط فرصة للجانب الأخير و يفكر في غير الدولة و الحكومة ليخلق فرصه، ليس فقط هو بل قد يكون السبب في خلق فرص كثيرة أخرى لآخرين. إن المقاولة الشابة هي الحل الأمثل في عالمنا العربي و الافريقي الذي لا يحسن فيه الشباب شيئا كما يحسنون انتظار الدولة و توظيفاتها و الهجوم عليها .
يعمل السيد خليل في طاقم شاب مشبع بالارادة و شغف الابداع خاصة في مجال حيوي كالاتصال و المعلومات و التقنيات . يعمل هذا الطاقم على مشاريع جد طموحة و غير تقليدية، في غفلة من اعلام متصارع في فراغ سياسة و ساسة فارغين. بداية من مجلة "موريسكوب" ذات التصميم البسيط و المحتوى الثري التي اطلعت ذات مساء في حي من احياء تونس على نسخة منها على عجل، مرورا بتصميم المواقع و الشعارات و العمل على مشروع موقع اجتماعي رائد يكون خاصا بموريتانيا بميزات تحمل ليس فقط الهوية و الثقافة بل تفاصيل الحياة اليومية مع ادماج عبارات حسانية من قبيل "يوكي " و "وني" و غيرها الموقع الذي يحمل الكثير من ميزات الموقع الاجتماعي فيس بوك مع اضافات تبدو جلية تحدث عنها الشباب يعتبر فكرة رائدة لازالت تحت التنقيح و التنفيذ مع ان الموقع اطلق بنسخة "بيتا". لربما بدا البعض الحديث عن قدرة الموقع على المنافسة، لكن ربما ما نسيه البعض أن كل المنافسات تبدأ بخطوة و أن الأمر بالنسبة لموريتانيا يتعدى بعد المنافسة فهو بعد هوية و ذات و تقديم لموريتانيا و شبابها ليس فقط كمستهلكين في عالم اتصال و تقنية متوحش بل متفاعلين و مطورين و قادرين على إبداء الرأي ووضع البصمة. "مؤسسة " لاتي" التي اخذني الفضول لأعرف سبب تسميتها ذلك الإسم لأكتشف انه يتعلق بتعلق الشاب باخته الصغيرة، تعمل في مجالات متعلقة بالتصميم من تصميم المواقع و الشعارات إلى جانب من المؤسسة يشتغل على إدارة الفعاليات و الانشطة بطريقة تستجيب للمعايير المتعارف عليها فنيا من معدات و إضاءات، إضافة للجانب المتعلق بنشر مجلة دورية بمحتوى يبقى قدر الامكان بعيدا عن السياسة مركزا على الثقافة و التكنولوجيا ...
تعتبر مؤسسة "لاتي" تجربة مهمة نقف من خلالها على جانب محوري و مفصلي فيما يتعلق بمحاربة بطالة الشباب و ضرورة تدعيم المشاريع الشابة start up  كعامل ضروري في العملية.
الموقع الاجتماعي             rimsociallife.net
موقع الشركة               : lati-entreprise.com
موقع المجلة : mauriscoop.net

Tuesday, April 1, 2014

من يوميات "ثائر شاب" - ربيع بين الحلم و الشؤم

إن مراحل التاريخ الفاصلة لا تأتي وليدة لحظة، فهي مسار من النضال و الوعي و التضحية، فمن يفكر في الربيع العربي كمرحلة تاريخية فاصلة أو على الأقل كبداية لها، مرحلة ينتهي فيها عصر الكبت والقمع و الحزب الواحد و الرئيس الأوحد الذي من قصره إلى قبره، من ينظر إلى الربيع العربي كذلك، فعليه أن يصبر و يعطيه وقته الكافي للمخاض و الميلاد و النضج، وقت قد يكون بعمر أجيال و قد يكون بعمر حقب.
إن كل الثورات و الحراك الذي غير وجه التاريخ أخذ وقته الكافي، فمجرى التاريخ عصي على أن يغير بين عشية و ضحاها، إن يتغير رويدا رويدا. لكن ليس الجميع قادر على ذلك إنه جيل يهب نفسه للمهمة.
ليس الوقت مناسبا بعد لنسأل هل آتى الربيع أكله؟ السؤال المنطقي هو هل حراكات الربيع و الشباب في طريقها لتؤتي أكلها ربما بعد عشر سنوات أو عشرين أو خمسين حتى. يبدأ الأمر بالتأسيس لجيل واع بمفاهيم و متطلبات الحقبة الجديدة التي يصبوا إليها الإنسان العربي. و يبدأ ذلك من المدارس من العقلية من الوعي. هناك حيث على الجميع التركيز ليزرع ثورته و ينضجها و يغير التاريخ.


.... يتواصل "يوميات ثائر شاب" 

Thursday, March 27, 2014

الحقوقية فاطمة بنت انجيان عن المجتمع المدني و الحراك الشبابي الافتراضي و أشياء أخرى - الجزأ الثالث

كان هذا دائما على هامش ذلك اللقاء السريع الذي جمعني بالسيدة بنت انجيان في الرباط  قبل أن تختطفني طائرة الخطوط التركية إلى المدينة العذبة.......


 أخذنا الحديث حتى حالة الميوعة و توزيع الالقاب الجزافي الذي يغرف فيه الوطن بنخبته و إعلامه، فصرنا كلنا كتابا و لا كتاب في المكتبة و كلنا صحافة و محققين و لا صحافة أصلا و كلنا رياضيين محترفين و لا اندية و كلنا فنانين و كلنا موسيقيين و كلنا دكاترة و كلنا باحثين و كلنا و كلنا و كلنا و الادهى و الامر انه ليس فقط الكاتب بل الكاتب الكبير. و الاعلامي الفذ النافذ و الرسام العبقري و كل هؤلاء لا يعرف عنهم من في موريتانيا أصلا فكيف بمن يقبع خلف غبار مساحة مطار نواكشوط الدولي الرمادية. و كلنا مواقع اخبارية و لا موقع واحد لا يثير الخجل و كلنا ناشطين  و مدونين. لا الإثنتان تثيران الضحك و الاستغراب اكثر من كل شيء، هل تعرف الآن على الشاشات فقط فلان مدون و مدون دخلت على الخط في وقت كان فيه لقب "الناشط " يحتل الصدارة .

المشكلة التي أشارت إليها السيدة بنت انجيان انطلاقا حتى من بعض التجارب التي عاشتها، هي الميوعة و توزيع الالقاب جزافا و عدم الاكتفاء بتخصص أو مهارة يركز عليها الشخص و ينتج فيها و يبدع، فهي مثلا تقدم نفسها كحقوقية كمجال اختصاص و نشاط و اهتمام و ترفض ما تسميه التطفل على أي تخصص لا صلة لها به إعلاما كان أو أدبا أو غيره. و هذا حقيقة هو ما ينقصنا في مجتمع الفوضى و العبثية، أن يسأل كل واحد نفسه من هو أًصلا  هل هو كاتب هل هو راقص هل هو هاو هل هو رسام ؟ هل هو ناقد؟ هل هو سياسي ؟ هل هو اقتصادي؟ هل هو باحث؟ هل هو ناشط مجتمع مدني؟ و هل و هل؟؟؟؟ لكن المشكلة أن كل واحد يريد أن يكون كل هؤلاء في وقت واحد.
تذكرت هنا جمعية كنت دائما أمر على مقرها في دار النعيم إسمها لا يصدق جمعية كذا لمكافحة الفقر و الحفاظ على البيئة و مكافحة السل و السيدا و الثقافة و التطوير و التنمية و و و و. لا أبالغ كان إسمها نصا فقرة مستحكمة. هذا بالضبط هو حال قومنا. والواحد يقدم هذا على أنه ميزة و إبداع لكن حين تذهب لتعرف كم الكتب المنشورة للكاتب لا تجد حين تبحث عن كم اللوحات للرسام لا تجد عن عدد مسرحيات المسرحي العظيمة لا تجد عن انجازات الصحفي العظيم الكبير لا تجد عن الناقد الجليل لا تجد... و الكل يتشابك في عبثية في تلك الفيافي الممتدة من ام اقرين شمالا الى نهر السينغال جنوبا، لا يعرف رأسه من قدميه.
فضاع الصحفي في محاولاته ليكون مسرحي و ضاع المصور في محاولاته ليكون صحفي و ضاع الباحث في محاولته ليكون سياسي و ضاع الاقتصاد في دهاليز النشاط المدني ......
قد يسأل البعض ما مرد هذا. مرده ان الشباب كان حين يغادر جامعة نواكشوط بتخصص مائع لا يعني شيئا لسوق العمل ، يجد الحل الوحيد في أن يحاول وضع يد و رجل في كل شيء فيضع يدا في الصحافة وواحدة في الثقافة و رجلا في الفن و رجل اخرى في المجتمع المدني و يضع أنفا في السياسة و أذنا الاقتصاد و التجارة و يبدأ يتقدم بهذا الكم الهائل الذي سيتساقط على أمل أن يصل بواحد على الأقل و في حالات كثيرة يصل دون شيء من هذا كله و يبقى ضائعا يقدم نفسه على انه فنان و صحفي و كاتب و ناشط و مدون و محلل و مبرمج و مصمم و وووووو
ثم في النهاية تطرقت معي السيدة لفلسفتها في التدوين و هي فلسفة أوافقها الرأي فيها، قالت ببساطة: أن التدوين بالنسبة لها ردة فعل آنية على أحداث معينة، بعيدا عن ما يفعله البعض من نشر نصوص عصماء مرتبكة و مربكة.
هنا تذكرت أولئك الكتاب و الادباء و الصحفيون الذي جعلوا من الفيس بوك الجريدة و الموقع و دار النشر و كلية متعددة الاختصاصات لتخريج الطلاب و منحهم شهادات.

ثم خلصنا بعد ذلك لموضوع فتاة تعلمت و نهلت من أبيها قولا و فعلا... و في صور مختصرة معبأة بكل مشاعر الصدق قدمت لي شخصية رجل احترمته دوما و سأحترمه أبدا لأشياء كثيرة لعل أبسطها كونه ربى شخصا بقيمة الحقوقية السيدة بنت انجيان


..... يتواصل