وصلت الى محطة باصات يانغ نيونغ بعد ثلاث ساعات من مطار نشويون في سيول إلى غانغ نيونغ، كان في الباص حوالي عشرة أشخاص انا و آخر معي اجنبيين فيما الباقون هم ثنائيات كورية شابة. كنت أشعر بشيءمختلف و أنا اخترق تلك الارض الكورية و فجأة تنتقل الموسيقى التي اضعها في اذني الى اغنية "يا ابنة العم و الهوى أموي" قلت في نفسي، لا أعرف إن كانت هذه الاغنية او صاحبها فكرا يوما أنه الآن على بعد مئات الكلمترات من العاصمة الكورية الجنوبية سيكون هنالك متسكع ضائع بين المحطات و المطارات يستمع إليها و يستمع من خلالها إلى دعاء أمه يوم غادر نواكشوط فقط قبل خمسة أيام.
وصلت المحطة ، و اخذت اجر حقائبي ابحث عن نقطة اللقاء حيث يفترض ان التقي مضيفتي الرائعة الكورية الجميلة. لم اجد نقطة اللقاء و لم اجد من يمكنه أن يجيبني غير سيدة في غرفة كتب عليها معلومات للسواح، سألتها و لم تكن تتحدث الانجليزية و كان ذلك غريبا شيئا ما ان تكون في غرفة كتب عليها بالانجليزية معلومات للسواح و ان لا تتحدث الانجليزية. عدت الى حقائبي و فتحت الجهاز انظر الى رسالة بعثتها الصديقة الكورية تعرض فيها صورة من نقطة اللقاء في المحطة أول ما نظرت اليها وجدت المكان ووجدت صديقتي واقفة فيه. كان ذلك جانب من الدقة الكورية. كانت أشياء كثيرة مشتركة بين تلك الصديقة الكورية و بين الكورية الاخرى في السفارة الكورية في عمارة الشرق الاوسط غير بعيد من شيشلي. طريقتهما في الكلام في الشكر في الامتنان في تقبل الكلمات الجميلة التي فيها بعض من رائحة المغازلة.
كانت سيارتها حمراء صغيرة، مركونة الى جانب مدخل المحطة. ركبنا و اتجهنا الى حيث يفترض أن أسكن، تحدثنا في اشياء كثيرة و اخبرتها عن الانطباع الاول الذي تركته المدينة عندي و هو انها مدينة خضراء طبيعية صديقة للبئية. تحيط بها جبال خضراء و تتواجد فيها عمارات من الطراز الكوري التقليدي مع تلك القبعات مثلثة الشكل و ذات الحمرة الهادئة.
حين وصلت ودخلت محل اقامتي هي شقة صغيرة جدا مستقرة في الطابق الاول لعمارة بيضاء في منطقة هادئة غير بعيد من احد شوارع المدينة الرسمية حيث تنتشر سلسلة من العمارات مرقمة على طريقة الفنادق بحيث رقم العمار 100 و التي تليها 200 و الاخرى 300 .....
دخلت و بدات ارتب الاغراض. و كنت بحاجة لشيء آكله و يبدو أن الاكل سيكون من احد الاشياء المثيرة للاهتمام. خرجت اتفقد بعض المحلات فتعرفت على اول صديق لي في غانغ نيونغ، كنت احاول مع صاحب المحل لاجد قنية ماء من الحجم الكبير، كان اخصائي تجميل بعبارة اخرى حلاق، و كانت انجليزيته كافية لمساعدتي. اخذت ماء و لبنا و اضعا في الحسبان بعض قطع الشوكولاته و البسكويت التي تركتها في الثلاجة. عدت و كان علي ان اتابع مباراة فرنسا على الأقل ان لم يكن بالامكان متابعة باقي المباريات. هنالك فارق حوالي 9 ساعات مع توقيت اغرينتش بمعنى ان مباراة فرنسا ستكون الساعة الخامسة او السادسة فجرا. حاولت ترتيب الوقت لدرجة اتابع بها المباراة ثم قررت لاحقا أن الأمر لا يستحق ذلك العناء خاصة ان ارهاق السفر طيلة الاسبوعين الاخيرين لا زال يلاحقني .