Wednesday, December 28, 2011

اتحاد المدونين الموريتانيين (ح2) : و كان أن بقي كل شيء مؤقتا......


بعد الحلقة الأولى من   هذا التقرير كنت تلقيت اتصالات من بعض المدونين و المنتسبين للاتحاد ، الذين و إن اختلفوا على بعض الأمور فقد اتفقوا كلهم على أن الامر لم يكن مأخوذا على محمل الجد ، و أنه كان بالنسبة للبعض وسيلة ، و تم استغلاله لأغراض و حاجات هي في نفس يعقوب في مجملها ..................

وعودا إلى الصديق و  المدون سابقا  المشارك في تأسيس الإتحاد الذي يبدو أنه ولد متفرقا و مشتتا، الصديق الذي لا يزال يذكرني دوما أن ذاك الاتحاد جعله يكره التدوين و المدونين و أتمنى أنه يستثنيني من ذلك، و هو الآن منخرط في مجال المجتمع المدني من أوسع أبوابه و أهم مواضيعه. 
عن ظروف التأسيس دائما توقفنا في المرة الماضية عند المكتب التنفيذي الموقت و النظام الأساسي المؤقت و النظام الداخلي المؤقت، و الإدارة المؤقتة و حقيقة توقفنا عند نقطة مؤقتة من تاريخ الاتحاد الذي يبدو أنه كان قصيرا وقصيرا جدا مع أن نخبة من المثقفين و من كان يعول عليهم حسب رأيه كانت من تشرف على الفكرة. انتهى كل شيء مؤقتا و لكن كيف تطورت الأمور في مرحلة (المؤقت ) هذا و كيف انتقلت من المؤقت إلى الجامد ثم إلى الميت ، ليبقى الاتحاد مدونة يائسة بائسة عابسة شاحبة الملمح و المنظر و جائعة عطشى. 
حسب إفادة الصديق، بعد اللقاءات الأولى لم ينعقد أي اجتماع وبعد طلب البعض الجدي في القضية من المكتب التنفيذي للدعوة  إلى اجتماع بدت بوادر أن البعض أنهى غايته من الزفة كلها، و لم يعد يأبه لجفافها. و بدت بوادر التشتت. وبعد محاولة أخرى لوحظ أن رؤوس المكتب التنفيذي المؤقت لم ترغب في الاجتماع و لم تعر الدعوات أي اهتمام و كان ذلك اخر عهد بالتلاقي. ثم فضل البعض استخدام مسمى الاتحاد نظريا و التقدم به لجهات اعلامية اقليمية و دولية مهملا و متجاهلا الدعوات المتكررة لعمل شيء على أرض الواقع و لو على الأقل مجرد لقاء أو اجتماع. ثم  تواردت الأنباء في تلك الآونة بين المؤسسين و المنتسبين ممن ينتظرون شيئا ملموسا أن قادة من المؤسسين قد غادروا ما بين روسيا و المغرب و لبنان و حتى أن تونس و الجزائر كانت ضمن قائمة الدول التي تضاربت حولها الأخبار القليلة التي استطاعوا امتصاصها، الأمر الذي حسب رأيه ينم عن حالة التيه و الارتباك و الحيرة التي عاشها المؤسسون أنذاك.
ثم بعد ذلك اختفى المؤقت و اختفى الاتحاد رويدا رويدا و تهالك من كثرة الاستهلاك نظريا ، و انخرط البعض من المؤسسين و الأعضاء في بعض الاختبارات و المقابلات مع جهات اعلامية بغية التوظيف ، ولم يستبعد الصديق المدون بل و أكد أنهم لا حقا أدركوا أن هنالك جهات لم يكن يهمها من الاتحاد أكثر من ذلك. و كانت النتيجة أن حصلت مقاطعة من طرف واحد حيث أن الذين سافروا أعلنوا مقاطعة اعلامية كاملة لأعضاء الاتحاد زملاء الأمس القريب، فتجاهلوا الرسائل القصيرة والطويلة و الايميلات و نوافذ التشات ، كان يكفي فقط أن يكون إسمك ضمن أولئك الذي حضروا معهم ارهاصات التأسيس التي لم تكتمل حتى تكون على يقين من أن رسالتك و تعليقك لن يلقى أي رد، رغم فساحة و تعدد خيارات الإعلام التواصلي هذه الأيام.
ثم أثناء حديثا مسترسلا تذكر ان الأمين العام لاتحاد المدونين العرب انذاك اتصل بهم هاتفيا عن طريق الرئيس المؤقت للاتحاد الموريتاني ليهنئهم بالمناسبة و معلنا تبني الإتحاد لهم. و تساءل أتسائل إن كان هذا الاتحاد العربي يحترم نفسه و يحترم أهدافه لماذا لم يتابع تطورات و مجريات تشكل الاتحاد الموريتاني للمدونين ، و لماذا احتفظ به أو لا يزال يحتفظ به مع عدم تأكده من ذلك ، ضمن قائمةأعضائه ، هنا فتحت أنا قوسا لأسمح لنفسي أن أتسائل حول فعالية و تأثير اتحاد المدونين العرب؟ لأنه حسب وجهة نظري البسيطة دور يقارب الصفر، خاصة في مرحلة فيها التدوين و المدونون في القمة  في العالم العربي و من صناع الأحدا ث و مراقبيها،أدباء و فنانين و ناشطين حقوقيين و سياسيين وغير ذلك ...هنا أختم معكم هذه اللمحة القصيرة كحلقة ثانية و سنلتقي في ثالثة نقف فيها فقط و نتصفح صفحة اتحاد المدونين الموريتانيين و التي يشير تاريخ اخر تحديث لها إلى شهر يونيو 2009 و اتمنى اننا سنجد فيها تحديثا أو موضوعا جديدا أو على الأقل تختفي هي و الإسم الذي تحمله لأنها حقيقة عار و مدعاة للخجل لجيل المدونين الحاليين والمستقبليين...... و لنتفادى ان يكون مصير بعضهم ممن يؤمن بوجود صحافة أو تدوين في هذا البلد أن يكون مصيره مصير صديقي الذي حرم التدوين بل و كرهه.