Monday, April 8, 2013

للإنسانية ... نتذكر الإبادة الجماعية في رواندا مليون شخص في 100 يوم - رواندا و الإبادة

ثم اقترح أن يسرد علي شيئا من التاريخ أعرف أني سأجد فيه دقة و موضوعية لم أجدها في كتاب و لا إعلام موجه يبطش بعالمنا و إنسانيتنا اليوم.
قسم صديقي تاريخ رواندا إلى 3 أٌقسام : ما قبل الإستعمار حيث كانت توجد الملكية و أثناء الإستعمار و ما بعد الإستعمار.
في سنة 1899 كانت رواندا ملكية مطلقة وصل إليها الألمان كمحتلين و حين وجدوا أن البنية الملكية متوطدة لم يعملوا على استئصالها بل استبقوها و بقوا يعملون من خلالها. إلى أن انهزمت المانيا في الحرب العالمية. فتم تسليم رواندا لبلجيكا، ثم ظلت الملكية موجودة غطاء يستخدمه المستعمر، الذي عمل على فصل طبقة النبلاء عن طبقة العامة من فلاحين و عمال. ليقدم لاحقا في تطبيق حرفي لمقولة فرق تسد على تقسيم رواندا إلى 3 طوائف على أسس لا علاقة لها بالعرق و لا بالاختلاف الثقافي أو الفكري كما يظن الكثيرون. بل على أساس الأختلاف في البنية و الميرفولوجيا الشكل و اللون و الطول و حتى طول الأنف من قصرة. و على ذلك الأساس أسس 3 مجموعات:  "الهوتو" و كانوا يمثلون 85 في المائة ، "التوتسو" و كانوا يمثلون 10 في المائة و "تفوا" و كانوا يمثلون حوالي 5 في المائة. 
وفي عام 1959 و قعت شبه ثورة قادها "الهوتو" و يقال بأنها كانت مدعومة من البلجيكيين الذي أرادوا إزاحة الملكية حين بدأ الملك يطالب بالاستقلال. في الواقع كان انقلابا دمويا هرب على أساسه الملك إلى دولة مجاورة. و في عام 1962 حصلت رواندا على الاستقلال و تم تأسيس أول جمهورية من حكومة "هوتو" فقط الهوتو . و كان الملك حينها من التوتسو. في هذه الفترة تمت عمليات تهجير منظم للتوتسو إلى الدول المجاورة، أوغندا و تنزانيا و بوروندي و جمهوريةالكونغو الديمقراطية. وفي عام 1973 قاد رجل من "الهوتو" انقلابا استولى على إثره على الحكم . و بعد توليه الحكم، كان المهجرون من "التوتسو" يطالبون بالسماح لهم بالعودة إلى بلدهم و هو الأمر الذي لم تسمح به الحكومة. و كان العالم الجبان المتآمر الطامع يتفرج على كل ذلك دماء أبرياء تسيل فقط لطمع الدول العظمى. 
دعم اللاجئون المتواجدون في اوغندا دعموا أوغندا و شاركوا معها في حراك الإستقلال و لتدفع لهم الثمن ، دعمتهم أوغندا في سبيل العودة إلى بلدهم بالقوة بعدما رفض حكومة "الهوتو" ذلك. في اكتوبر 1990 بدأوا يتسربون من أوغندا إلى الداخل . في البداية تم تجاهل حراكهم على المستوى العالمي و لم تعطه الحكومة في الداخل أهميته و حين اكتشفوا جدية الأمر. تدخل المجتمع الدولي ليعرض التفاوض كوسيلة للحل ، تفاوض كانت حاشية الرئيس حينها ترفضه رفضا باتا، في حين قبله الرئيس و أثناء رحلته إلى تنزانيا في إحدى جولات التفاوض. تم اغتياله. و يقال بتدخل فرنسي حصل و كان حينها الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران". لم يتحدث عن ذلك التدخل إطلاقا. فالحقيقة الغائبة و المغيبة تقول أن حاشية الرئيس اغتالته و اشاعت ان "التوتسو" هم من فعلوا ذلك لتجد مبررا لإبادتهم التي يخطط لها في مطابخ فرنسية. كون القادمين من أوغندا من "التوتسو" كانوا يتحدثون الإنجليزية و في حال عودتهم فإن رواندا الفرنكوفونية مهددة بأن تكون دولة انجلوفونية. فرأت فرنسا في دعم "الهوتو" وسيلة لتفادي الأمر. لم تأبه حينها لدم بريء و لا مصير شعب و لا حق انسان . كما لم تأبه بلجيكا قبلها لذلك . كان اغتيال الرئيس بداية حقيقة للإبادة التي حملت معها حوالي مليون شخص في 100 يوم.
هنا يتضح كذب العالم نفس تلك السياسات مازالت مستمرة لكن فقط باستخدام و سائل أكثر حداثة و تقنيات أكثر إقناعا. إنه عالم يسخر أباطرته كل شيء لمصالحهم الشخصية غير آبهين بمصائر الشعوب و الأمم و لا ما قد يترتب على أفعالهم الشنيعة. إنه عالم من الكذب و الخداع و الشعارات الزائفة. هو الذي خلق الجوع و الفقر و الجهل إنها وسيلته للسيطرة على الأمم و الشعوب و مقدراتها. و الأمم المتحدة اكبر جهاز فساد في العالم و أكبر مجرم في حق الإنسانية. فهي تستخدم فقط لخدمة استراتيجيات و رؤى الدول العظمى محطمة كل آمال الشعوب المقهورة في عالم رخاء و سلام . تاركته يعيش في كذبة إعلامية كبيرة معتمدة على اننا ننسى .... ننسى .... ننسى 
نسينا و ننسى المجازر في فلسطين و البوسنة و رواندا ...كما سننسى ما حصل في العراق و افغانستان و نتناسى ما يحصل في فلسطين... أيها الإنسان المقهور المحطم انهض من الركام و أحك قصصك للجبناء .