Tuesday, May 27, 2014

كان ترفع القبعة لتمبكتو و بكاء طيورها و غضبهم و لسيساغو


عاد اليوم إلى موريتانيا، المخرج الموريتاني العالمي عبدالرحمن سيساغو بعد مشاركته في نسخة هذا العام من مهرجان كان السينمائي بفرنسا، عبدالرحمن سيساغو شارك في نسخة هذاالعام متنافسا على السعفة الذهبية بفيلمه : تمبكتو ، الذي يسرد قصة الاحداث التي جرت في منطقة تمبكتو بشكل درامي و ثائقي، مع أنه لم تتح لي فرصة مشاهدة الفيلم بعد، إلا أن وصوله لمكانة كتلك في مسابقة كمسابقة كان تعتبر في حد ذاتها شهادة للفيلم من نواحيه الفنية و من ناحية مادته.
ربما أُثارت بساطة الفيلم بعد الانتقادات ، لكن الجميل دائما في أن يكون بامكانك صناعة شيء مختلف و حين تكون البساطة هي محل النقد و الجدل فذلك طريق الصواب، و لا يخلوا أي عمل فن من محبين له و كارهين، و لكن يبقى عبدالرحمن سيساغو قامة فنية سينمائية رائعة لها فلسفتها التي أُتبت دوما نجاحها. لها طريقتها في تقديم النص صوتا و صورة بشكل يعجبك أو لا يعجبك لكنه يفرض عليك التعامل معه كعمل فني راقي.
يعيب البعض على الرجل توجهاته السياسية أو الفكرية، و ذلك أمر و عمله الفني حتى و إن أراد به مساندة توجه أو فكر فهو أمر آخر فالعمل الفني محكوم في البداية بمعطاه الفني و محتوى تمبكتو أيضا لا يميل ذلك الحد، بل يقدم جدلية حقيقة فكرية و تاريخية محكومة بمعطيات جيوسياسية مهمة. حسب ما قرأت عنه.
السعفة الذهبية فاز بها فيلم "وينتر سليب" لكن تمبكتو و طيورها و غضبهم و بكائهم كان حاضرا عملا فنيا جديرا بالتقدير و الاحترام
استقبل سيساغو اليوم ف يمطار نواكشوط مجموعة من المثقفين و المهتمين بالشأن السينمائي على الرغم من رفض البعض التفاعل مع ترشيح مخرج موريتاني بفيلمه للسعفة الذهبية في مهرجان ككان، و إن لم يكن قد فاز بالسعفة فقد حظي بالتقدير و الاعتراف و بجوائز أخرى ربما من ناحية القيمة الفنية أهم من سعفة قد تكون محكمة بضوابط أخرى. كان من ركب المستقبلين للرجل السيد محمد ادوم و هو مدير مهرجان الفيلم القصير و احد مسيري دار السينمائيين الموريتانيين

نظل دائما نقدر من  يرفع اسم و علم الوطن في أي مجال من المجالات.
فحين تقرأ الان في مجلات عالميةو عربية  عبارات من قبيل : فرضت موريتانيا نفسها ممثلا للعرب و الافارقة في مهرجان كان السينمائي و حين تجد البعض الان يسألك عن السينما الموريتانية و انتاجاتها و تاريخها تعرف أن كلا يمكن أن يقدم شيئا للوطن ، بعيدا عن أولئك الذين لا يقدمون إلى حفر جهنم العالمين بمكانها فيما يبدو فقال أحدهم أن كان حفرة من حفر جهنم.
ألا بعدت أيادي و ألسنة البؤساء. و عاش الوطن بأبنائه 

Thursday, May 22, 2014

فاجعة منجم "سوما" في تركيا و التفاعلات

يوجد في جامعة غالاتاساراي نفق قصير يربط جانبيها و تم تسميته "نفق سوما" تكريما لأرواح الضحايا في منجم سوما حسب ما أخبر منظموا النشاط الذين أمعنوا في نعت اردوغان و حزبه بأنهم السبب في الكارثة رافضين القول بأنها حادثة و قدر و قائلين بأنها جريمة.
في الأسبوع الاخير عاشت تركيا واحدة من أسوأ فترتها إثر حريق شب في منجم "سوما" راح ضحيته قرابة 301 عاملا.  المنجم على إثر الحادثة زاره معظم الوزراء و فرق كرة القدم التركية المحلية  و الفريق الوطني و رجالات سياسة و اقتصاد، و تبرع نادي فنربخشه بتحمل تكاليف تعليم حوالي 100 طفل من أبناء العمال الذين توفوا.
في الداخل بادرت المعارضة و القوى المناهضة لاردوغان و حزبه بنعت الأمر بأنه نتيجة إهمال و تواطؤ من الإدارة و انطلقت حتى احتجاجات و تظاهرات لم تتجاوز يومها الأول. فيما تصر الحكومة على ان الأمر سيجري فيه تحقيق كامل و تام بحيث سيتم التأكد من وجود أي نوع من الإهمال و معاقبة المسؤولين عن الإهمال هذا.
أعلن الحداد لأيام ثلاثة في تركيا و نكست الأعلام. و المشكلة الباقية أن هذا بلد يترصد بعضه أي حدث ليستغله ضد الحكومة و النظام ، فقريبا ربما يقولون أن سبب مقاطعة المعارضة الموريتانية للانتخابات الرئاسية هو اردوغان، و سبب الحرب العالمية الأولى و الثانية هو اردوغان. باختصار في هذا البلد معارضة يكفيها أنها أفشل من المعارضة الموريتانية.

Tuesday, May 20, 2014

أين قانون الميمات الثلاثة ؟

قامت الدنيا و لم تقعد في موريتانيا منذ شهر تقريبا حول ما سمي قانون الانترنت أو المعلومات او الميمات الثلاثة اصطلاحا، الذي قوبل بالرفض كقانون يضيق على الحريات و يدخل موريتانيا نفقا ظلت للسنوات الاخيرة بعيدة عنها محتلة ترتيبا متقدما بين الدول العربية و الافريقية في احصائيات حرية الصحافة و التعبير.
لكن ما فتيء الأمر أن اختفى و صار و كأنه لم يكن. فلم يفرح معارضو القانون بتوقيفه أو إلغائه و لم تتابع الدولة في طرحه، آخر عهدنا بالقانون هو أنه ينتظر مصادقة البرلمان؟ هل أن أوراقه ضاعت في بين كؤوس شاي كل ما يعرف برلماننا هو شربها. بالمناسبة دخلت بناية البرلمان في عمري مرتين واحدة تشاجر أمام اثنين و ضرب أحدهم صحفي من صحافة المواقع الرحالة . و المرة الثانية شربت كأسا من الشاي لا ازال اتذكر طعمه.
المهم ان هذا لا يحصل فقط مع قانون الميمات و لا غيره. قضايا كثيرة ينتهي بها المطاف لأمر كهذا ، من قضايا الفساد و قضايا المتابعات و قضايا القضاء و كل قضايا الرأي العام و هذا أمر مخيف ينبئ أن المكلفين بالدفاع و تتبع قضايا الرأي العام من صحفيين و ناشطين اساسا و مثقفين لا يعرفون كيف يتابعون القضايا حتى يصلون بها للنهاية. فاللعبة كلها بيد الدولة تحرك ما شاءت وقت ما شاءت لتجلب الانتباه إليه و تسكته و قت ما شاءت لتصرف الانتباه عنه. فمثقفون و صحافتنا و ناشطونا لعبة سهلة في يد هواة .
أين قانون المميات الثلاثة و ما مصيره ؟ ماذا فعل الله به و بصحافتنا و ناشطينا و مثقفينا. ربما لاحظتم معي مؤخرا أيضا أن نشاط فيس بوك امتصه لقاء الرئيس بالشباب، بقي فقط من عرف عند البداية لماذا يستخدم فيس بوك؟ 

Monday, May 19, 2014

إطلاق صحفة : ذاكرة الغياب

اطلقت أمس صفحة تحمل إسم : ذاكرة الغياب، و ذلك لمناقشة المجموعة التي صدرت لي مؤخرا، بحيث يهمني أن أسمع أراء القراء و قراءاتهم للنصوص الواردة في المجموعة. كما سأعمل على تحديث الصفحة ببعض الجمل و الافكار الواردة في المجموعة، الصفحة هي فضاء مفتوح حر لكل أراء قراء الكتاب أو الراغبين في الحصول على معلومات أكثر عنه.

https://www.facebook.com/TheAbsenceMemory

Saturday, May 3, 2014

المنتدى و الحوار و الانتخابات و أشياء لا يعلمها إلا الله

هذه الصورة السيد الذي التقطها كان بامكانه ان ينتظر اختفاء الجماعة في الخلفية أم
أنها لا تفكر في الاختفاء ، نعم غالبا 

طالعت صباح اليوم مقالا منتشرا في هشيم مواقعنا الاخبارية ، حتى تلك المواقع التي تحب الحديث عن الحب و الذئاب البشرية و عناوين أخبارها أكبر من نص الخبر نفسه. المهم كتب المقال شخصية سياسية ككل السياسيين الذي يعج بهم منكبنا القصي ، يوضح فيه أن الحكومة لم تكن جادة إطلاقا في الحوار و انها جاءت بقوالب جاهزة، فقط. ما أثار انتباهي أن المقال في مجمله يركز على نقطة تفيد بأن المطلب الأكبر للمعارضة و المنتدى كان تاجيل الانتخابات و نعرف أيضا أن المطلب الأكبر للأغلبية كان تنظيم الانتخابات في وقتها كما قالوا حسب الدستور و ضوابطه و قواعده.
إذن إن كنا في البداية نعرف أن النقطة هي هذه لا نذهب إلى الحوار اصلا قبل أن نعرف إن كان هنالك استعداد لتاجيل الانتخابات، اما و نحن نعرف انه لا استعداد لا يجب أن نتيح للطرف الآخر الفرصة حتى يجد ما يقوله.

ماه مؤجله قلت لك انا ، و الله كاع ما تؤجل انتوم افيسدين 

حصيلة الأمر، أننا لا نتذكر أن حوارا حصل أبدا و أخرجنا من أي أزمة فكل حواراتنا تكون مشروع تأزمات أكبر و أظن أن الصالح هو ان تغيير المنكر إذا كان سيؤدي إلى منكر أكبر منه يجب التوقف عنه. أنا كمواطن موريتاني عادي أريد انتخابات يشارك فيها جميع الاطراف و تتمتع بكامل الشفافية و حيادية الدولة، لكن حين اسأل نفسي اين الاطراف و اجد معارضة متهالكة أصبحت تتعلق بكل شاردة وواردة بحثا عن ذاتها التي مزقتها بيدها، حين أجد معارضة فقدت كل خيوط اللعبة و في النهاية لبست عباءة المنتدى لكن أيضا حولت له العدوى، مشكلة معارضتنا أنها بائس  مريض بمرض خبيث معدي، فهو لم يمت و يريح و يرتاح بل لا زال يتشبث بالحياة يإد كل احلام شبابناو ناشطينا في كيانات واعية تستطيع الوقوف في وجه اغلبية تبدو الان متمسكة بخيوط لعبة تتساقط من يد معارضة

أيو يعملك عدلها وحدك  ....
مريضة. لم تفلح المعارضة في التماثل للشفاء و الوقوف بشكل جديد بعد الحراكات التي اجتاحت المنطقة، فلم تعد تشكيلها بصيغة تناسب المعطيات الجديدة و بقيت مريضة على الرصيف تنتظر أي مبادرة أو فكرة أو حراك شاب لتلتصق به فتنقل له مرضها المعدي الفتاك. الآن يبدو الخيار محصورا، لا قدرة لدى المرضى على المواجهة، أفضل ما يمكنهم فعله هو العزل الصحي بمعنى يجب عزلهم عن الساحة السياسية و اتاحة الفرصة لبعض الحراكات الناشئة العارضة الجادة و التي لديها قوى دون نقل العدوى لها.
و على العموم اظن الامر هو ما سيحصل في النهاية سيقرر معظمهم المقاطعة وسيشارك منهم القدر الكافي ليعطي لانتخابات عزيز شرعيتها و قانونيتها محليا و دوليا، و في النهاية لا ينغر أي كان بتكرار قضية ان الانتخابات و أشيائها هو مجرد أشكال و عروض و مظاهر، فالأمر كذلك في كل دول العالم الثالث و حتى بعض الدول المتقدمة و لا أظن الميزة الخاصة في موريتانيا لتكون استثناء. بمعنى يجب استغلال الوقت باكثر من ذلك ، فتكرار ذلك لن يمنع الرجل من النجاح في انتخابات قادمة.. خاصة و أن حزب جميل و حزب مسعود ليسوا تحت قاعدة ، رغم الاختلاف من حيث الوضوع فقاعدة مسعود تبدو أصلب من قاعدة جميل ...
و الله أعلم 

Friday, May 2, 2014

فاتح مايو في اسطنبول

استيقظت صباح يوم أمس على أصوات مسيلات الدموع و رائحتها، في منطقة شيشلي غير بعيد من تاكسيم، كانت الإقامة محاطة بالشباب الذين يحملون الرايات و يرددون الشعارات فيما كانت الشرطة في الشارع الرسمي أمام المستشفى، ثم مع الوقت ترتفع وتيرة المناوشات ثم تنخفض، كنا نتابع الاحداث من نافذة البناية، كان المتظاهرون ينتشرون في الازقة يحضرون الحجارة لبدء جولة هجوم جديدة.  ثم هدأ الوضع ليبدأ من جديد.
خرجت مساء العاشرة ليلا تقريبا، لأجدني في منطقة مهدمة على الاخر ، زجاج المحلات و الساحبات الالية و القمامة و الشوارع تنتشر فيهاالحجارة. و محطات الباصات ... و مشهد يثير الاسف.
هذا ثاني فاتح مايو أعيشه حتى الان في هذا البلد و من المؤسف أن يكون فاتح مايو موعدا لتحطيم المدينة و اعادتها مناطق كثيرة فيها خطوات إلى الوراء. بعد كل فاتح مايو على البلديات أن تبدا من جديد في اصلاع و تعمير ما فسد. و تسأل لماذا حصل هذا؟ لا تجد جوابا.
تجد فقط الساكنة صباح اليوم الثاني يتساءلون مستغربين حول ما يحصل هنا. قبل فاتح مايو بأسبوع إلى اثنين تبدأ حملات تعبئة لمظاهرات و تجمعات ، و تبدأ الشرطة تنتشر في الشوارع كلها، ثم ما إن يبدأ التجمع حتى تبدأ المناوشات و يبدأ تحطيم الممتلكات العامة.
هذاالعام تم اغلاق منطقة تاكسيم بما يقارب 30000 عنصر شرطة، و تم اغلاق كل منافذ النقل المؤدية إليه، لأن الاضرار في المرة الماضية كانت تفوق الخيال. إن هذاالمظهر الذي يكشف حجم الخسر في الممتلكات العامة لا ينم عن وعي، و لو تمسك البعض بأن يحمل الشرطة المسؤولية فأمام وضع كذلك تجد وجود الشرطة ضرورة.
و أنا عائد البارحة كان عناصر الشرطة منهكين تحت مطر و برد شديدين مستلقين جنب سياراتهم بعد يوم طويل مرهق.
من المؤسف أنه في عيد العمال نحطم كل ما بناه العمال و تعبوا من أجله لأجل بلدهم ووطنهم...