Friday, May 2, 2014

فاتح مايو في اسطنبول

استيقظت صباح يوم أمس على أصوات مسيلات الدموع و رائحتها، في منطقة شيشلي غير بعيد من تاكسيم، كانت الإقامة محاطة بالشباب الذين يحملون الرايات و يرددون الشعارات فيما كانت الشرطة في الشارع الرسمي أمام المستشفى، ثم مع الوقت ترتفع وتيرة المناوشات ثم تنخفض، كنا نتابع الاحداث من نافذة البناية، كان المتظاهرون ينتشرون في الازقة يحضرون الحجارة لبدء جولة هجوم جديدة.  ثم هدأ الوضع ليبدأ من جديد.
خرجت مساء العاشرة ليلا تقريبا، لأجدني في منطقة مهدمة على الاخر ، زجاج المحلات و الساحبات الالية و القمامة و الشوارع تنتشر فيهاالحجارة. و محطات الباصات ... و مشهد يثير الاسف.
هذا ثاني فاتح مايو أعيشه حتى الان في هذا البلد و من المؤسف أن يكون فاتح مايو موعدا لتحطيم المدينة و اعادتها مناطق كثيرة فيها خطوات إلى الوراء. بعد كل فاتح مايو على البلديات أن تبدا من جديد في اصلاع و تعمير ما فسد. و تسأل لماذا حصل هذا؟ لا تجد جوابا.
تجد فقط الساكنة صباح اليوم الثاني يتساءلون مستغربين حول ما يحصل هنا. قبل فاتح مايو بأسبوع إلى اثنين تبدأ حملات تعبئة لمظاهرات و تجمعات ، و تبدأ الشرطة تنتشر في الشوارع كلها، ثم ما إن يبدأ التجمع حتى تبدأ المناوشات و يبدأ تحطيم الممتلكات العامة.
هذاالعام تم اغلاق منطقة تاكسيم بما يقارب 30000 عنصر شرطة، و تم اغلاق كل منافذ النقل المؤدية إليه، لأن الاضرار في المرة الماضية كانت تفوق الخيال. إن هذاالمظهر الذي يكشف حجم الخسر في الممتلكات العامة لا ينم عن وعي، و لو تمسك البعض بأن يحمل الشرطة المسؤولية فأمام وضع كذلك تجد وجود الشرطة ضرورة.
و أنا عائد البارحة كان عناصر الشرطة منهكين تحت مطر و برد شديدين مستلقين جنب سياراتهم بعد يوم طويل مرهق.
من المؤسف أنه في عيد العمال نحطم كل ما بناه العمال و تعبوا من أجله لأجل بلدهم ووطنهم...