Tuesday, February 25, 2025

الإعلام الفرنسي : نظرة بانورامية

 

هذه ورقة بحثية قصيرة اعددتها قبل فترة حول الاعلام الفرنسي و مقارباته...


الّإمبراطورية السادسة 

 

تصنف قناة بي اف ام على أنها القناة الاخبارية الأولى في فرنسا الان و ذلك بعد حوالي 10 سنوات من اطلاقها، نهاية العام الماضي تم ضم القناة و المجموعة التي تنتمي إليها إلى امبراطورية اعلامية قيد الانشاء يمتلكها رجل الاعمال الفرنسي الاسرائيلي باتريك دراهي، باتريك دراهي و آلين فاي حققا نهاية العام الماضي توأمة بين مجموعتيهما الإعلامية في الطريق لبناء امبراطورية إعلامية ستكون لها مكانتها في الخارطة الإعلامية الفرنسية ، ما يثير الإهتمام أكثر هو ولاء باتريك دراهي المعلن لإسرائيل و التزامه للصهيونية العالمية. ملامح تشكل هذه الامبراطورية و مكانة رائدة الأخبار الفرنسية بي اف تي في فيها ؟ إلى أين تتجه امبراطورية ستكون بي اف ام تي في هي رأس حربتها؟

 

 

عبدالله أحمدمحمود

إعلام و دراسات اتصال ، جامعة غالاتاساري

اسطنبول

الإعلام الفرنسي : نظرة بانورامية

 

في دراسة ل ماريان – ايفوب Marian – Ifop  تم نشرها ابريل عام 2012  تم اثبات أن المواطن الفرنسي يتابع من الاعلام ما يوافق هواه السياسي حيث أن أنصار اليسار يتابعون وسائل الإعلام المائلة إلى اليسار  و أنصار اليمين يتابعون وسائل الإعلام المحسوبة على اليمين. إلى هذا الحد يبدو الأمر طبيعيا لكن الدراسة صنفت الاعلام الفرنسي إلى ثلاثة اقسام : إعلام اليمين و إعلام اليسار و إعلام يحاول أن يكون في الوسط.

جاء نتيجة الدراسة : اليسار يقاطع قناة تي أف 1 فيما يتجاهل اليمين قناة كانال + و فرانس 2 و بالخصوص فرانس 3 ، الأخيرة التي يتابعها أيضا بعض مؤيدي حزب جون ماري لو بان المتطرف. "الخبر الرئيسي"  لقناة كانال + هي منقسمة بين اليسار و الوسط. على جانب آخر يلاحظ أن شريحة عريضة من جمهور أم 6 هي اليمين.

جاء في ذات الدراسة : "لقد كان مفاجئا أن أر تي ال لا تبدو وسطية جدا كما عرف عنها. المحطة الأكثر متابعة في فرنسا تجل حوالي 63 بالمائة من اليمين و الجبهة الوطنية (جون ماري لو بان) . نفس هذا الميل تمت ملاحظته عند بي أف أم حيث أن أكثر من 53 بالمائة من متابعيها هم اليمين و الجبهة الوطنية . اوروبا 1 هي أكثر وسطية حيث فقط تجلب نسبة 49 بالمائة من ناخبي اليمين و الجبهة الوطنية".

مسألة الملكية و الإستقلالية أيضا مطروحة بشكل كبير في الساحة الإعلامية الفرنسية ، ففي حين يقول البعض بأن الاعلام الفرنسي مسيطر عليه من طرف رأس المال اليهودي و الإسرائيلي ، هنالك البعض يركز على الملكية الاقتصادية أكثر من الميل و الولاء الفكري، مع صعوبة أيضا التفريق بين الاثنين في الحالة الفرنسية فمعظم رجال المال الفرنسيين خاصة الحاضرين في مجال الإعلام و الإتصال لا ينكرون ولائهم المطلق و الغير مشروط لإسرائيل من خلال استثماراتهم و انشطتهم و لعل أبرز دليل على ذلك هما كل من رجلي الاعلام و المال الذين سنبحثهما في هذه الورقة كونهم هم مالكو بي اف ام تي في التي هي موضوع الورقة: باتريك دراهي و آلن فاي.  

" في هذه الدولة جزء كبير من الإعلام الفرنسي تسيطر عليه 5 امبراطوريات اقتصادية : بويغي Bouygues ، داسو Dassault، لا غاردير Lagardere، برتلسمان Bertelsmann  (ار تي ال RTL ، أم6M ) ، فيفندي يونيفرسل (كانال +  و اس اف ارSFR ) "

 

مقال : من يمتلك الإعلام ؟ 29 مارس 2010   http://www.agoravox.fr/actualites/medias/article/qui-possede-les-medias-72443  . و المثير الإهتمام في الحالة الفرنسية هو أن كل هذه الأمبراطوريات الاقتصادية متواجدة بقوة في سوق الاتصالات و الأقمار و الكابلات.

 

المتعاونون اليهود يبالغون بشكل متساوي: من جهة هم دائما 4 على خمسة في كل برنامج أو 4 على ستة ، على خمسة أو على سبعة ما يشكل بشكل واضح و رسمي تمثيل مبالغ فيه لمجموعة عرقية أو دينية معينة ؟ من جهة أخرى فيه دائما حلقة كل أسبوع على الأقل مخصصة لبحث الثقافة اليهودية ، الدين اليهودي ، كتاب يهود أو لدولة إسرائيل و سياساتها، إلى حياة اليهود في فرنسا أو في العالم اليوم أو عبر العصور" كتبه رينو كامو في جريدته عام 1992 و تم نشره عام 200 في كامبان د فرانس  [1] Sylvain Bourmeau revenait récemment sur cette affaire lors dans sa chronique du 2 mars 2013  ما اطلق اشكالية عامة في الفضاء الاعلامي و الجمعوي بفرنسا.

و لعل أكبر دليل على هذه الحالة المربكة في العلاقة بين الاعلام الفرنسي و اليهود و ما يقال عن التأثير القوي لليهود في الساحة الإعلامية الفرنسية هو قضية الكوميدي الفرنسي الشهير : ديدوني مبالا مبالا ، الذي هوم ممنوع الآن و كأن المنع بشكل رسمي من الظهور على كل وسائل الاعلام الفرنسية إلا في استثناءات معينة، و تهمته الوحيدة هو أنه يقدم أعمالا معادية للسامية لا يتفق الجميع على تسميتها بذلك ، مبررا أن الفنان يعالج كل المواضيع إلا أنه في فرنسا موضوع اليهود و حضورهم و سلطتهم تعتبر مواضيع محرمة في الاعلام الفرنسي، و هو مصنف إعلاميا على أنه معاد للسامية : http://www.liberation.fr/societe/2014/07/22/dieudonne-l-antisemitisme-mot-a-mot_1068493 . كان ذلك الاتهام كافيا ليستحيل أن تجد ديدوني على أي قناة أو اذاعة أو وسيلة اعلام فرنسية خارجا عن بعض الاستثناءات النادرة. فهل يعني ذلك بشكل أو باخر سيطرة يهودية كلية على الإعلام الفرنسي. خارجا عن بعض المثقفين لم يتعاطف من ديدوني أي وسيلة اعلامية رسمية كانت أو خاصة.

في مجال البث الاخباري المتواصل نجد في فرنسا قناتين هامتين هما إي تي في و قناة بي اف تي في . القناتان و بشكل مباشر تستلهمان أدائها و سياستهما التحريرية من اختيهما الكبيرتين  قناتي سي أن أن و فوكس الأمريكيتين http://www.egaliteetreconciliation.fr/Derriere-les-chaines-d-information-communautes-reseaux-et-gouvernance-globale-18785.html#nb1

 

آلين فاي  و باتريك دراهي :

 

 

ولد آلن فاي 06/04/1961 بمدينة ستراسبوغ الفرنسية   من عائلة طبية اختار آلن الإعلام و السمعيات البصرية كمجال ، و بدأ المقاولات منذ تأسيسه شركة استشارية في مجال السمعيات البصرية عام 1984 .  انتقل من مؤسسات اعلامية مختلفة إلى ان انتهى به المطاف الى تأسيس نيكس راديو و التي صنع بها إسمه في مجال الاعلام الفرنسي و بسرعة فائقة. آلن هو عضو في معهد آسبن ASPEN  و عضو مجلسه الرقابي بفرنسا  « The Aspen Institute Educates the Sharks of Business », voltairenet.org, 2 septembre 2004. . . المعهد ممثل في   عدة دول و يهدف إلى خلق حكومات عالمية و ينظم سنويا ملتقيات : القادة السياسيين الشباب تحت يافظة المنظمة الفرنكو – امريكية  Voir le rapport annuel de l’institut Aspen France sur aspenfrance.org ,. من اجل معلومات اكثر عن آسبن http://www.voltairenet.org/article30040.html  

المعهد   أداره والتر إيزاكسون و هو مدير سابق لقناة سي أن أن ، و عرف مشاركين في انشطته و مؤتمراته من قبيل هنري كيسنجر و مادلين اولبرايت.

يمكن القول بأن آلن فاي هو مقاول و يعمل على إبراز هذا الجانب الإقتصادي المهتم بالاعلام و الإستثمار فيه أكثر من التركيز على توجهه ، مع أن البعض ينعته بالصهيونية و الولاء لإسرائيل. و موقع يروشالمي يصنفه على أنه واحد من اثرياء فرنسا اليهود.

 

بتريك دراهي أو كما تصفه بعض وسائل الاعلام الفرنسية بأب كابلات الاتصال، هو مقاول و رجل اعمال فرنسي – اسرائيلي ، أطلق عام 2013 قناة  إي 24 نيوز  I24 News  في اسرائيل و هي قناة إخبارية عالمية، ثم اشترى كلا من جريدتي ليبراسيون الفرنسية و لأكسبرس قبل أن يضيف إليهم جريدة استراتيجيات ، كان ذلك قبل أن تدخل مجموعته آلتيس في حلف مع آلين فاي حيث ضم الحلف آلتيس لباتريك دراهي مع نيكس راديو تي في لآلن فاي. في الطريق للتأسيس لإمبراطورية إعلامية مسيطرة في فرنسا. تقدر ثروة باتريك دراهي بحوالي 18.6 مليار دولار  http://info.arte.tv/fr/qui-dirige-les-medias francais#sthash.Syz9PaH2.dpuf

لا يخفي باتريك صلته باسرائيل و التزامه للصهيونية العالمية، فقد صرح مصدر مجهول لمجلة هارتز الإسرائيلية أن شراء باتريك دراهني لقناة غويسن تي في الاسائيلية يأتي : من رغبة عارمة و حقيقية من باتريك دراهني ليساعد في تحسين صورة اسرائيل من خلال عرض نمط الحياة الحيوي و العصري و الشاب للإسرائيليين"

كما أفاد مصدر مقرب من باتريك دراهني أن قرار دراهني المساهمة في قناة غويسن تي في و التي ستكون ملكية كاملة ل هايم ستوتزكي مصدرها التزام للصهيونية بالمساعدة في تحسين صورة اسرائيل و ابراز نمط الحياة العصري و للاسرائيليين في اسرائيل اضافة إلى بث المحتوى من إسرائيل إلى العالم، كما أن القناة ستعمل على توثيق حياة المجتمعات اليهودية في الخارج" « Jewish Media Mogul to Invest in Israeli Version of al-Jazeera News Channel », Haaretz, 26/06/2012

و كان هايم سلوتزكي  و هو أحد الشخصيات العشر الأكثر تأثيرا في التلفزيون الاسرائيلي ، كان قد صرح علنا بالدوافع الصهيونية لباتريك دراهني في نفس المقال في هارتز مشيرا إلى أن تأسيس قناة اخبارية على غرار إي 24 نيوز من طرف باتريك دراهني هو مساهمة في نشر الصهيونية . و كان سلوتزكي قد أكد التقرير و قال أن الهدف من إنشاء قناة اخبارية من هذا القبيل هو المساهمة في نشر الصهيونية  Haaretz, 26/06/2012

اهتمام باتريك دراهي بالاعلام بدأ عام 2000 حيث إضافة إلى كل من ليبراسيون و لكسبرس اشترى  Studio Ciné Live, Lire, Mieux vivre votre argent, Classica,  ....

"مما لا شك فيه أن باتريك دراهي في طريقه ليكون واحدا من أهم رجالات الإعلام في فرنسا إن لم يكن الأهم على الإطلاق و ذلك ما لم تنهد امبراطوريته كقصر من ورق"

 http://www.ojim.fr/portraits/patrick-drahi-un-empire-au-coeur-du-systeme/

عام 2009 صرح مصدر مقرب من باتريك للمجلة الاقتصادية غلوبس بأن باتريك دراهي يتمنى مضاعفة استثماراته في اسرائيل بسبب "صهيونيته " فقط ، و لم يكذب باتريك الخبر ، لاحقا أكد دراهي أنه يريد فقط أن يزيد من استثماراته في اسرائيل لا رغبة في السيطرة على الاقتصاد و إنما من بين اسبابه ليفعل ذلك هو أنه صهيوني. », « French businessman buys Leumi stake in HOT », globes.fr, 03/05/2009).

 

ربما اختلف الرجلان في التعبير عن دوافعهما علنا ففي ما لا يخفي باتريك دراهي دوافعه الصهيونية يحاول آلن فاي التركيز على الجانب المقاولاتي البحث  فهل كان ذلك ما ساهم في انجاح بي اف ام تي في. الحلف الذي شهده عام 2015 بين الرجلين و مؤسستيهما الإعلامية بشر الساحة الإعلامية الفرنسية بامبراطورية إعلامية ذات توجه صهيوني صرف، يقوده ثالث اغنى رجل في فرنسا مؤمن بالصهيونية و مجند نفسه لها، و رجل له هو الآخر  خلفياته أيضا الايديولوجية التي كانت دائما حاضرة خلف دوافعه الإقتصادية.

 

Altice و Next Radio TV حلف الإمبراطورية

 

-       مجموعة نيكس راديو تي في Next Radio TV

تم تأسيس المجموعة من طرف رجل الأعمال اليهودي المعروف آلين فايل شهر نوفمبر من عام 2000 الذي بدأ المجموعة بشراء حصة 83,33 بالمائة من اذاعة أر أم سي RMC ، تم تطوير البوابة لتصبح فيه صيغة تولك شو سبور ، ثم لاحقا أسس لإذاعة بي أف أم المختصة في مجال المال و الاقتصاد . هذه الخطوة أدت إلى ارتفاع الرقم الإقتصادي للمجموعة بنسبة 60 بالمائة .عام 2004  حققت مبيعات الإعلانات لإذاعة بي اف ام مال و اقتصاد  BFM  Radi زيادة بنسبة 56 بالمائة.

 

ثم كان من الطبيعي أن يقود كل ذلك إلى قناة تلفزيونية هي بي اف ام تي فيBFM TV  التي تم اطلاق بثها في 28 نوفمبر 2005 و أصبح اسم المجموعة بدل نيكس راديو ، نيكس راديو تي في Next RadioTV . كانت بي اف ام تي في تحقق هي الأخرى أرقاما ليست بأقل شأنا أو سرعة من بي اف ام راديو و ار ام سي ، حيث وصل عدد متابعيها اسبوعيا نهاية شهر ديسمبر من عام 2006 (أي بعد عام تقريبا على انطلاقتها) وصل 7 مليون اسبوعيا حسب (ميدياميتر Mediametre). و سرعان ما تربعت بي ام تي في على عرش القنوات الاخبارية في فرنسا حيث في عام 2008 تم تصنيفها القناة الأخبارية الأولى متقدمة على إي تي في I- TV و ل سي إي LCI  بجمهور قدره 0.7 بالمائة.

عام 2010 صنفت اذاعة أر ام سي على انها الاذاعة رقم 1 لأقل من 50 سنة، كما تمت اعادة تسمية اذاعة بي اف ام ، بي اف ام بزنس ، و في نوفمبر من نفس العام تم اطلاق قناة بي اف ام بزنس BFM Business .

حققت بي اف ام تي في سرعة مذهلة في عدد المتابعين في وقت قياسي. أضافة إلى بي اف ام تي في تضم المجموعة بي اف ام بزنس تي  في BFM TV Business و أر ام سي ديكوفرت  RMC Découverte  . و قيمة المجموعة في السوق الآن هي حوالي 670 مليون يورو. و عام 2014 فقط حققت رقما اقتصاديا قميته 195 مليون يورو بزيادة

بلغت 12 بالمائة على السنة السابقة.

  http ://www.lemonde.fr/economie/article/2015/07/27/le-groupe-de-patrick-drahi-se-positionne-pour-racheter-nextradiotv_4700363_3234.html   
 
Altice Media Group- مجموعة آلتيس الإعلامية 

 

عام 2015 و على إثر اتفاق أولي مع آلن فاي بخصوص شراء حصة في مجموعة نيكس راديو تي في أعلن باتريك رداهي عن آلتيس الإعلامية لتضم صحيفة ليبراسيون و لكسبرس و ستراتيجي و و تدخل في توأمة إعلامية مع نيكس راديو تي في خصوصا قناة بي اف تي في و بي اف ام تي في بزنس و أر أم سي و غيرها من المؤسسات الاعلامية التابعة للمجموعة، و في لقاء له مع اذاعة فرنسا الدولية أكد آلن فاي أن باتريك دراهي دخل في ملكية بنسبة 49 بالمائة في المجموعة مع امكانية شراء كل الحصص سنة 2019 إلا أن الإدارة الإعلامية للمجموعة ستبقى كلها في يده فيما يتفرغ باتريك دراهي لإعماله الأخرى الكثيرة.

مجموعة آلتيس كانت تعرف سابق ب ماغ نيوز كو  و تضم الآن إلى جانب ليبراسوين و لكسبرس  , Studio Ciné Live, Lire, Mieux vivre votre argent, Classica, Pianiste, les revues professionnelles spécialisées Mesures, Électroniques, Point Banque, La Revue des Collectivités Locales, IT for Business,

و القناة الاخبارية الإسرائيلية i24news و القنوات الفرنسية من قبيل Vivolta, Shorts TV, Kombat Sport  و المجموعة الرياضية Ma Chaîne Sport  (MCS Extrême, MCS Bien-être, MCS Tennis, MCS International)

شهر يوليو 2015 تمت رسميا عملية التوأمة مع آلن فاي و انضمت  نيكس راديو تي في الى التيس مقابل مبلغ قدره 595 مليون يورو   NextRadioTV, (la station de radio RMC, les chaînes BFMTV, RMC Découverte, BFM Business)

الآن أصبحت التيس و نيكس راديو تي في تشكلان امبراطورية اعلامية حقيقية في فرنسا تسيطر على مجال حيوي جدا و هو الأخبار. و في رد لآلن فاي على سبب بيعه المجموعة أو قبوله هذا التحالف: رد مؤكدا أن الأمر ليس عملية بيع (http://www.franceinter.fr/emission-l-instant-m-pourquoi-alain-weill-revend-il-bfm ) بقدر ماهو تحالف و أورد سببين أساسيين لقبوله هذا التحالف في لقاء مع جريدة لموند:

-         أنه أحيانا يشعر بأن حجمه قليل في فرنسا فهو أراد أن يكون جزء ا من شيء أكبر، فهدفه كان دائما العمل على مشاريع طموحه أكثر من أن يكون في جانب الأغلبية مستدعيا عقلية اقتصادية انجلوساكسونية في هذا الجواب.

-         السبب الثاني : إيمانه أن مستقبل الاعلام هو التوزيع و التوزيع يتطلب كابلات اتصال و صاحبها الأول في فرنسا هو باتريك دراهي و هم أساس امبراطوريته الإقتصادية.   

تابع الموضوع كاملا :

-         Patrick Drahi étend son empire à BFM-TV et RMC

-          27.07.2015 - Alexandre Piquard et Sarah Belouezzane

بي اف ام تي في   BFM TV

 

قناة بي اف ام تي في انطلق بثها رسميا شهر نوفمبر 2005 ، ببث مجاني كل يوم طيلة أيام الأسبوع.

قناة بي اف ام هي أول قناة اخبارية في فرنسا . بي اف ام تي في حسب ما على موقعها تتبنى إيقاع (الأخبار المتواصلة) و سياسة (أكبر قدر ممكن من البث المباشر) و شكل (ديكور رقمي) الشيء الذي لا مثيل له في الفضاء السمعي البصري في فرنسا.

يشاهد قناة بي اف ام تي في يوميا حوالي 10 مليون شخص ، و نظرا للتطور اللافت  للقناة فإنها سرعان ما احتلت المرتبة الأولى كرائدة القنوات الاخبارية في فرنسا. عام 2014 وصلت القناة متوسط مساعد رقمي شخصي   dpa  سنوي قدره 2 بالمائة مواصلة توسيع الفارق بينها و القناة الاخبارية الموالية لها . بي اف ام تي في ضمن قائمة العشر قنوات الأكثر مشاهدة في فرنسا.

 

السؤال المطروح هو كيف و بهذه السرعة الفائقة و في ساحة اعلامية نشيطة كالساحة الاعلامية الفرنسية كيف تمكنت قناة بي اف ام و في ظرف عشر سنوات أن تحقق كل هذه ارقام المشاهدة العالية. هنا تبرز اجوبة و أكثر منها تبرز أسئلة. خرجت قناة بي اف ام تي في من رحم المجموعة الاعلامية التي أسسها و يديرها آلن فاي نيكس راديو تي في Next Radio TV.

 

يتهم الكثيرون القناة في خطها التحريري المنحاز و يردد الشارع الاعلامي الفرنسي بأنها قناة باجندة خاصة، لكن ما يتفق عليه هو أن القناة في وقت قياسي تربعت القناة الاخبارية الاولى في فرنسا. السر يبدو بسيطا كما فسره آلن فاي في لقائه مع اذاعة فرنسا انتر : أن تعمل على أن تأتي بجديد في الساحة و تنظر من منظور مختلف، فما فعلته القناة هو أنها قدمت شكلا مختلفا من ناحية الديكور و تغطية مختلفة.

المثير للإهتمام هو أن السياسة الذي انتهجها الن فاي منذ اطلاقه المجموعة هو العمل على أن يحد من مجالات الاختصاص للاذاعات و القنوات، ففلسفته قامت على مؤسسة واحدة لموضوع واحد ، فجعل من أم أر سي اذاعة رياضية ثم جعل من بي اف ام اذاعة اقتصادية ثم خلق من بي اف ام قناة اخبارية رائدة. بمعنى أن الهدف كان دائما محددا و دقيقا.

المثير للإنتباه أكثر هو كيف أنه وصل بالقناة و المؤسسات في المجموعة إلى هذه المرحلة ليسلمها لرجل لا يخفي مساعيه لبناء امبراطورية اعلامية مؤثرة تخدم أهدافه الصهيونية، ف بي اف ام تي في وصلت إلى هنا و كل صلاتها باليهود و الصهيونية لا تعدو كونها أخبار تتردد و شائعات و لا أحد يعيرها أهتمام و لا يعلقون هم أيضا على الموضوع، اليوم و هي تدخل امبراطورية تاتريك دراهي فهي تعلن صهيونتها بكل دقة، لكن ذلك بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه، هل هو اختيار دقيق للحظة من طرف باتريك دراهي أم أنه اقتناص رائع للفرصة من آلن فاي أم أن الشريكان اللذان يعرفان بعضهما منذ اكثر من 20 سنة كما صرح بذلك آلن في اللقاء الاذاعي انف الذكر كانا يخطوان بخطوات متناسقة و يتحركات بإيقاع مالي إعلامي متوازي ليلتقيا في نقطة كهذه. http://www.franceinter.fr/emission-l-instant-m-pourquoi-alain-weill-revend-il-bfm

المتفق عليه أن بي اف ام تي في هي العنصر الاهم في المعادلة الاعلامية هذه و هي مرتكز الامبراطورية الجديدة التي سترسل من خلالها رسائلها و اجندتها اقتصادية كانت او سياسية خاصة في مجتمع فرنسي يعيش حالة انقسام على ذاته حادة في ظل صعود اليمين المتطرف و غياب استراتيجيات و سياسات تضمن اللحمة الاجتماعية. فهل تكون الساحة الاعلامية الفرنسية في قادم السنوات نهبا سهلا للاستغلال و الادلجة و ماذا عن التاثير الكارثي الذي قد يسببه أمر من ذلك القبيل في دولة فيها اعراق و ثقافات و مجتمعات مختلفة. هل إعلام الجمهورية في طريقه ليضيع قيم الجمهورية؟ تساؤلات تجيب عنها سنوات قريبة في ظل ما يفكر فيه آلن فاي و مشاريعه المستقبلية خاصة بعد ان ضمن ما اراده و هو ان يكون جزء من مشروع أكبر و أن يكون حليفا لحاكم كابلات الاتصال بما أن مستقبل الاعلام و التلفزيون هو كابلات الاتصال.

 

التوصيات :

-         التركيز على الجانب المهني و الموضوعي و الابداعي الحر حتى خلق قاعدة جماهيرية عريضة و راسخة.

-         اختيار الشريك الحقيقي ، شريك الغاية و الهدف و الرسالة بطريقة تكاملية

-         التخصص ، استنادا على حاجة الساحة حيث سيتم العمل على المشروع الإعلامي

-         الإبتكار في الطرح و الشكل و العقلانية في الموضوع و معالجته.

-         التركيز على العمل بعيدا عن التجاذبات و الاتهامات الانتمائية بمعنى تجاهل بعض التعليقات.

-         علاج مواضيع مبتكرة بطريقة مبتكرة.

-         التحالف مع من قد تحتاجهم أو يحتاجونك شريطة الهدف و التوجه المشترك و العمل على أن تكون دائما جزء من شيء أكبر (طموح المشروع)