Monday, October 29, 2012

مقتطف من : حوار خفيف مع الناشط الحقوقي: عبيد ولد اميجين


    السيد عبيد ولد ايميجن هو ناشط حقوقي و صحفي أعرفه من فترة بعيدة ، لكن لما تتسنى لنا الفرصة لنلتقي من قريب دائما، كان قد سجن لأشهر على خلفية ذات صلة باعتقال رئيس حركة إيرا متعلقة بقيام الأخير بحرق مجموعة من الكتب الفقهية.
  • Oubeid Imijine
    اوكي انت تعرف اننا في صراع مع القوى الرجعية التي تنكر حق لحراطين في الوجود والتحرر
    ونحن بحاجة لك
    بحاجة لكل المثقفين والاحرار
    • Abdellahi Med Abderrahmane
      بالمناسبة صديقي اسمح لي ان احييي فيك استحضارك الدائم لقضيتك و قضية الانسانية جمعا
      انا بالمبدا ضد انكار أي حق لأي كان و حقيقة وضع الحراطين في موريتانيا تعمقت فيها جدا و ناقشتها مع شباب لكن تعرف الموضوع هذا لا اناقشه الامع من لدي ثقة مطلقة بمستواه و قدرته على وضع الافكار في طارها
      بالنسبة لي هنالك شقان علينا جميعا الوقوف عليها
      الأول: الانكار
      الثاني : الارث التاريخي
      • Oubeid Imijine
        جيد
        هذا نحن متفقان فيه
        واحب اسلوبك
        ومنهجك
        لست مؤمنا برمي كل البيضات في سلة واحدة
        كما يقال
        • Abdellahi Med Abderrahmane
          شكرا عزيزي نعم فقط لأوضح : من حيث الانكار اظن من ينكر اليوم حق انسان اي كان في اي مكان هو شخص أتفه من أي يعيره مثقفون و حقوقيون أي اهتمام
          فانكار حق الحراطين في موريتانيا اوكد انه في النخبة المثقفة او هكذا ارجو قليل
          وي وجد على مستوى شيوخ قبائل رحعيين بل ما قبل الرجعي
          هم خراب ليس فقط حقوق الانسان بل دولة بأكملها
          و انا لا يستحق عندي من يمكن ان يلفت الي ويقول لي هذا حرطاني و لايستحق كذا و كذا
          شخص مثل هذا لا يستحق بالنسبة لي أي شيء لانها درجة من التفاهة الابجدية
          إذن قضية انكار الحق امر متجاوز اذا تاكدنا أن النخبة الحية ترفضه جملة و تفصيلا
          الارث التارخي هذه الاشكالية الكبرى عزيزي
          في حقبة من زمن و ربما حتى اليوم هنالك فئة لم يتسن لها أن تقرأ و لا تعمل و لا تحصل الاموال ولا ولا ولا بحكم كونها حراطين
          تلك المشاكل هي التي تعاش تباعتها اليوم نعم فيه حراطين قرأوا و تعلموا و نجحوا لكن الاغلبية الساحقة و التي هي الاساس القاعدة لم تتمكن بحكم أيضا ممارسات معينة من بيض كانوا معهم لم يرغبوا في تعلميهم و لا في أن يكونوهم للحياة القادمة التي لا عبودية فيها
          اخاف اني اكثرت عليك يعني تمنيت لو تباحثنا في الموضوع مرة عن قرب
          ليس عبر البحار و الحدود
          المهم ما يجب ان يشتغل عليه تخليص تلك الشريحة من ايادي تملكها بحكم حاجتها إليها

          مجتمع على عتبات الانفجار القيمي


          عبد الله ولد محمد عبد الرحمن
           اسطنبول - تركيا

          لا يزال كثيرون يتمسكون يقينا أو جهلا أو تجاهلا أو اعتباطا بمصطلح المجتمع التقليدي و المحافظ و الذي يأخذهم خيالهم من ورائه إلى أنهم يعيشون في المجتمع القيمي و الأخلاقي الفاضل. و يرتبط مصطلح المحافظة و التقليدية لديهم مع التدين.
          في حين أن المجتمع الموريتاني و إن صدفة جاءت الملحفة أكثر سترا من الجينز و الفضفاضة أقرب للملابس في العهد الإسلامي الأول فإن ذلك لا يعني أن الملحفة و الفضفاضة مثلا كأزياء تم اعتمادهم من المجتمع الموريتاني لأنهم الأقرب لملابس السنة، بل لأن تاريخ موريتانيا و جغرافيتها جعلت هذه الملابس هي الأنسب لها في حين ما من زمان و مكان لتعتمد ملابس رسمية للمجتمع في ظل غياب التأثير الثقافي الاستعماري في السلوكيات لحد بعيد. و كثيرا مما يلتبس عند البعض و ينظر إليه على أنه قرب من الدين و محاولة لتطبيق تعاليمه و هكذا قد يبدو ظاهريا كثير من ذلك هو في الحقيقة لا يعدو كونه عادة أو تقليدا اجتماعيا سار عليه العرف حتى تحول مع الزمن ليس عبادة أو معتقدا بل بدرجة أسمى و لا يسمح إطلاقا بالمساس منه كون رقيبه المجتمع قائم الذات و السلطة. و صرنا في مجتمع يعيش حالة لبس حقيقية بين ماهو عادة و ماهو عبادة و ما هو عرف و ماهو تعاليم دين.
          و تتجلى حالة اللبس هذه في كثير من المواقف و الطقوس الإجتماعية المعروفة في الزواج مثلا و التجارة والطلاق...و غيره.
          مجتمع فاضل أم نفاق قاتل...
          فوق ذلك نحن لا نعيش حالة المجتمع الفاضل بأي مقياس من المقاييس، بل نعيش حالة المجتمع المتفاصل و المجتمع الصامت و مجتمع المظهر المخادع، مجتمع يكذب على نفسه حتى يصدق نفسه. إن المجتمع الموريتاني يعيش حالة من التمزق و الانكسار الصامت قد تهوي به سحيقا، إن المجتمع الفاقد الثقة بنفسه هو المجتمع الذي يعيش حالة الكذب على الذات فاليوم لا يمكن أن تثق بشخص انطلاقا من سلوكه فالقناعة الراسخة في ذهنية الكثيرين حتى و إن أرادوا رفضها هي أن ما ترى في هذا المجتمع ليس بشكل من الأشكال جزء و لو بسيط من حقيقته. و في حالة كهذه تكون الاختلالات القيمية و الممارسات المنحرفة و الشاذة أبشع و أشد بطشا من تلك التي نراها و نعايشها في مجتمعات أخرى، كون أولئك يمارسونها في العلن فالراقص في الحانة يرقص و شارب الخمر يشربها و الذي لا يصلي لا يصلى ......و هلم جرا. أما في المجتمعات الصامتة على غرار مجتمعنا هي تلك التي تنخرها ممارسات بدرجة أشد و أقوى من الوقاحة و الشذوذ و الانحطاط كونها تجري في السر خلف الأبواب المغلقة و في البيوت المجهزة و في الأماكن البالغة السرية و كون أصحابها يخرجون بعد الإنتهاء منها بدقيقتين بوجه الملاك البريء المدافع الأول عن القيم و التعاليم. و يتلقفه المجتمع بسذاجة صارت رغما عنه من كثر ما كذب بها على نفسه و يفترض له البراءة  و الطهر تماما ولو علنا على الأقل و إن كان نفس المجتمع هو الذي سيتحدث عن قلة وضوحه و إمكانية أنه ليس مستقيم كما يبدو و هذه حالة نفسية تتملك المجتمع الموريتاني عموما كونه لا بد أن يجعل منك موضوعا إيجابا و بعد أن ينفذ الإيجاب يفتح احتمالات السلب فقط ليطول الحديث و يكثر الإسهاب و الإطناب. فتتجلى حالة نفاق اجتماعي شامل كامل يكون الوضع أمامها مجتمع يكذب على نفسه و تنخره حقائقه المرة و سلوكياته الشاذة في الصميم.
          إن حالة ما يمكن تسميته الإنفجار القيمي، هي حالة مرت بها كل المجتمعات الإسلامية و العربية خصوصا من بداية العشرينات و على امتداد عقود، هي حالة صعبة و امتحان عسير كونك لا تعرف عن ماذا ستكشف و لا إلى ماذا ستفضي.
          لكن المؤكد أن هذه الحالة ستأتي يوما من الأيام و أن النفاق الاجتماعي و الكذب على الذات ليس إلا حالة من إطالة سكرات النهاية، و السؤال هو هل عاجلا أم آجلا . في الحالتين سيكون من الصعب على مجتمع كذب على نفسه عقودا و الصق بنفسه شعارات و ميزات جافة خاوية تتردد هنا و هناك لما تتجدد كونها في مجتمع رغم أنه أخصب البيئات للدراسات الإجتماعية فهو أقل بيئة زرع فيها، و لا توجد أي دراسة تقف بقدر من الدقة على أي واقع من الحياة والمعطيات الاجتماعية المربكة و المعقدة في مجتمع الريف المدني و المدينة الريفية و الدين العفوي و العفوية الدينية ، مجتمع يعبد بالطبقية و مقسم بالعرق بين علماء و مقاتلين و فنانين و صناع و خدم.
          و إذا المجتمع انفلق...
          إن حالة الانفجار هي تلك الحالة التي توقف فيها المجتمع عن الكذب على ذاته و صارحها و صادقها، قد ينظر البعض للأمر على أنه ماهو إلا نوع من نشر الرذيلة أو يقرؤه البعض على أنه نوع من تجاوز سلطة المجتمع بغير عدة. لكن مهما قرأه البعض فليس المهم أن تقرأ و تؤول بل أن تتعامل مع واقع و أن تضعه في الحسبان. ففي مجتمع يلبي رغبات فئاته بإسم الدين، و يستخدم الدين كوسيلة للسيطرة و العيش ....فهو لا يعرض فقط لحمته الاجتماعية بل أيضا كذبته الدينية لصرخة اجتماعية مدوية.
          في المجتمعات التي انفجرت قيميا، أصبح كل شخص و سلوكياته معروفة، لا يكذب على المجتمع ولا يضطر المجتمع لمحاكمته. الأدهى أنه في المجتمع الموريتاني ليست القضية هل أنت متدين؟ أم لا؟ بل القضية هل تلك العادات و التقاليد و الممارسات المفروضة اجتماعيا بإسم الدين ، هل تتقيد بها؟ إن كان الجواب نعم، فلا مشكلة في أي شيء و طريقك للجنة أبيض. أما إن تخليت عن واحد منها أو رفضته فستشاع في المدينة مارقا خارجا عن الملة تابعا سنن اليهود و النصارى و الضالين. فالمرجعية في المجتمع ليست الدين بل العادة و التقليد التي تفرض بإسمه.
          خياران أحدهما مصير
          و الإشكالية أن الخيارين أثنين أحلاهما مر، فأما أن يظل مجتمع في حالة كهذه يكذب على نفسه و يعيش حالة من التناقض الذاتي تنخره، فتلتهمة الممارسات الجنسية الشاذة في عمقه و بين نخبته ، و يلتهمه إدمان المخدرات و الخمر و المسكرات و السرقة و الاحتيال و القتل و الإغتصاب و و ترك الصلاة و كل ما قد يخطر على بالك من الكبائر و الآثام و التي حين تذكرأحدها امام فرد في المجتمع تتجعد نواصيه و يرميك في وجهك: العياذ بالله بشكل تلقائي و يكون هو في نفس الوقت من أكثر المدمنين على ممارسات من هذا القبيل ، لكن سجل فيه المجتمع بشكل تلقائي إنكار حقيقته. لا أظن إن كان لا زال يوجد في موريتانيا حتى اليوم ساذج يتصور أنه لا يوجد في موريتانيا كل هذه الممارسات و السلوكيات المخالفة للدين و الضارة بالمجتمع و نسيجه و صحته. ليس فقط توجد بل و بأبشع مما توجد في مجتمعات ينظر إليها المجتمع الموريتاني الآن على انها مجتمعات منحلة و تخلت عن الدين و الملة. نعم في موريتانيا عالم سفلي يعيش حالة انحطاط و سقوط حر و يمزق قعر السفينة الفاضلة التي تحمل كل شعارات الملائكية و الطهر على أشرعتها. الصادم أن المتدينين و أولي القيم في تلك المجتمعات طهر و و بريئون و يعيشون الحالة النفسية و الروحية التي يمليها التدين ، على عكس الغالبية عندنا التي و كتأثر بالموجة المتدين في الظاهر عندنا يقوم بأعمال أسوأ مما تفعل عاملة في ملهى رقص ليلي في سره، و تبرز في حالة كذه حكمة من حكم المجتمع الشائعة التي يمرر من تحتها و يحاول أن يغطي بها على حالته القيمية المهترئة: عليكم بالظواهر. حتى حين ننظر للأحاديث النبوية الشريفة نجد المجتمع يتداول منها أحاديث معينة و مقولات أثرية معنية منتشرة يرثها الإبن عن أبيه.
          الخيار الثاني و الذي إن كان خيارا اليوم فهو ضرورة غد بل محطة لا بد منها، اليوم الذي سينفلق فيه البحر فيعلن الذين لا يصلون أنهم لا يصلون و يبدؤون يصيغون مبررات من فلسفة اللاهوت و دراسات الخطاب الديني تطوره و غير ذلك ، و يعلن آخرون شرب الخمر و تفتح بيوت الدعارة الصامتة الآخر و الداخلة في الأحياء الضيقة و الفاخرة حتى لكن دون أسماء تعلق عليها اللافتات و لائحة بالأسعار.  و يصير الخمر بضاعة للاستيراد و يسقط القناع و ينكشف الستار فيذهب الجنرالات في سياراتهم الفاخرة إلى الحانات و ينظمون حفلات ماجنة معلنة في بيوتهم و يذهب الأبناء لتعاطي الحشيش، و تبرز الصورة الخلفية لمجتمع الظواهر، لا أتوقع حالة صدمة أجتماعية كبيرة و إن كان لا بد منها بالطبع ،لكن حالة إحباط و تأثر لدى الكثيرين  ممن لم يكن همهم أصلا الدين و لا تعاليمه بل كيف كانوا يستغلونه لتمرير رسائلهم و الحفاظ على توازنهم الإجتماعي.
          البلد الوحيد الذي يقف إليك صديق تفوح منه رائحة الخمر، تقول : أف رائحة خمر هنا يقول لك: العياذ بالله لقد فسد هذا المجتمع و هذه الدولة لا حول و لاقوة إلا بالله ثم يقول: تجد صاحب هذه البقالة يبيع الخمر و يبدأ الحديث...أنا حقيقة لا أعرف متى تسقط هذه البنية الإجتماعية الخواء التي و إن كانت فيها أعمده صلبة فهي تسمح للسوس بالدخول إلى أساساتها. و المشكلة الأدهى و الأمر أن الطبقة الأوروستقراطية هي التي تتصد قوائم السوس الذي ينخر جسد المجتمع و هي حيث كل السلوكيات الإنحلالية تنتشر بكثرة، و الطبقة الوسطى هي التي تسحق سحقا و ينتشر فيها الدين المجتمعي الغير مطابق إطلاقا لدين الله كما أنزل.
          إن الصمت على حال كهذا هو صمت سنندم عليه يوما حين تكتشف كل أسرة موريتانية أن أبنها أو ابنتها مدمنة مخدرات أو عاملة لدى متاجر بالجنس و أن ابنها سكير في بيوت تفرغ زينه و تتفاجؤ كل أسر الطبقات المطحونة بأن بناتها عاملات بدوام كامل و رسمي في بيوت دعارة محترمة و تصبح لدى كل أسرة خمسة أبناء نتيجة اغتصاب بناتهن على يد أصدقاء أو أقرباء و يتطلق كل زوجين فلكل واحد منهما زوج او زوجة أخرى. و حين تتكلم يقال أنت داعي لنشر الرذيلة و من ينشرون هذه الدعوى ضدك هم في الغالب الغارقون في ذلك العالم السفلي حتى النخاع و الذي تراهم رواد مساجد و مقيمي صلاة، تماما كالمخنث و مدير وكر الدعارة حامل المسبحة و المتجهز لصلاة الجمعة.
           و لا يكونن أحد على يقين أن المجتمع الموريتاني في ظل ما يحصل فيه حاليا سيظل على هذه الحال سنفجر الصمت و فجأة نجد أنفسنا في مجتمع منحل خال من كل القيم حتى قيم البداوة و الصحراء، مجتمع يمارس الرذيلة تماما كما يمارس المدنية. ستنفجر القنبلة  و قد بدأت التباشير فما حالات القتل و الاغتصاب و الجرائم المسجلة كل يوم و بشكل متسارع و فظيع إلى بوادر تلك الحالة الانفجارية.

          Thursday, October 25, 2012

          أحلام سعيدة : أيها النائمون على آلامكم

          أحلام سعيدة Happy dreams 
          كان يوما صيفيا حارا من أيام نواكشوط، الشمس في وسط السماء و أنا أتصبب عرقا حين مررت إلى الشمال من عمارة الخيمة الممتدة في مركز نواكشوط كواحد من أبرز المعالم المعمارية في العاصمة، اثارت انتباهي تلك الكتلة التي لم أعرف أن أميزها في البداية، ثم وقفت رغم أني كنت مسرعا جدا، حين نظرت وجدتني أمام امرأة محاطة بأبنائها الثلاثة بشكل تلقائي و كأنهم كانوا في الانتظار ثم ناموا من غير قصد، واحد عند رأسها و الأخر في حضنها و ثالث عند قدميها، لم يكن حتى رداؤها الذي افترشته كافيا ليأويهم جميعا. ثم كانت الشمس تقترب منهم، لحظات فقط و يجتاحهم حرها. أحذية مقطعة مرمية هي الأخرى بشكل عبثي. استوقفني المشهد، استخرجت كاميرتي الصغيرة التي اصطحبها دائما من اجل مواقف سريعة كهذه، كانت المهنية قيد الصيانة تلك الأيام.
          ألتقطت الصورة، و كان المشهد مؤثرا جدا، ثم تذكرت برنامج مكافحة التسول و إيواء المشردين الذي كان الحديث عنه يكثر تلك الأيام و الذي وجد تمويلا و تشرف مفوضية حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني على تنفيذه.
          يقضي البرنامج بإيواء المتسولين و المشردين و توفير سكن لهم و حتى معونة شهرية . لم تستفد هذه السيدة من البرنامج ذلك و الحقيقة أنه لا أحد رأى من نتائجه الكثير.
          ففي تلك الأيام كان المتسولون و المشردون ينتشرون في شوارع نواكشوط بشكل كبير أسر كاملة من غير مأوى بأبنائها يقضون الليل و النهار على أرصفة عامة في حر الصيف. البرنامج المذكور تجسد في انتشار سيارات تابعة للشرطة تقوم بجمع المتسولين في بعض المناطق ، تحدثت لأحد هؤلاء قال أن البرنامج لا يوفر لهم شيئا فميزانيته قد تم التحايل عليها و لم يجدوا من نتيجته إلا تلك السيارات التي تجمعهم و تلقي بهم كأكوام أشياء.
          كان أنه في نفس تلك الفترة أيضا تم استدعاء مفوض المفوضية و وجهت إليه تهم بالفساد و الاحتيال على بعض ميزانيات المفوضية، دخلت في القضية الحسابات السياسية و القبلية و يعتبر تأثير الاخير قويا لدرجة لا يقف في وجهه عرف و لا قانون و لا عدل، ففي دولة لا زالت القبلية تجتاحها بشكل كبير تعتبر القبيلة و أعرافها و القبائل و صلاتها القوة الأولى و القانون الذي لا قانون فوقه.
          حتى الآن لا يعرف أحد شيئا عن تلك القضية و لا مآلها و أين ستتجه، كل ما هو معروف هو أن تلك الأسر لا زالت تنام هكذا و تعتبر هذه الصورة من أصدق التعبيرات التي قد تعكس حالة وضع يتفاقم بسبب إهمال تطبيق القانون و متابعة المشاريع و النزاهة و الشفافية في تسيير الميزانيات.

          اسطنبول ...لحظة صمت

          اسطنبول هاهي تمتد تفتح كل أذرعها لكن دون ابتسام، بصمت مقلق ترمقني بنظراتها، اكتشفت هذه المرة أن المدن أكبر دوما من قلوبها، و أن المدن لا تعرف إلا من يعرفها و صعب جدا أن تستدرجيها بسهولة إلى شرب كأس في مقهى أو رقصة في ملهى على أنغام موسيقى محلية هادئة، تحسبين أنها تعطيك كل شيء لكن الحقيقة أنك أنت التي تأخذين منها كل شيء. إلا الأشياء التي لا يمكن أخذها بالقوة.
          لكن لا تفهميها خطئا فهي 
          كما هي لا شيء يمكن أن يغطي سحرها، فقط دلال الجميلات، يحببن في البداية أن يجدن طريقة يفرضن بها إيقاعهن الذي يردن التمايل عليه بدلع. سأروض اسطنبول و ستشرب معي القهوة الساخنة على جسرها و تجلس إلى جنبي تعبث الريح بشعرها نجلس في باخرة تحملنا بين نصفيها، و ستقف إلى جنبي و تسقط على صدري حينما يباغتها مترو الانفاق بانعراج حاد سريع قبيل وصول المحطة. و ستحتمي من المطر معي تحت مظلتي السوداء التي اشتريتها منها بالأمس. و سأجعلها تتصل بك في أقرب وقت لتتعرفي عليها. لكن يا أمي هي امرأة تحب لكن لا تتزوج.

          Wednesday, October 24, 2012

          لقطات : و لم يبق إلا صوت الماكينة المرهق

          يجلس في حديث صامت إلى ماكينة خياطته يتفرج بنظرات فارغة على نوبة الحركة الجنونية المسائية التي تنتاب الشارع . شاحب الملامح تبدو يد الزمن و قد عبثت بملامحه و الحد الفاصل بين الجلد و العظم قد انعدم. و قد احمرت عيناه و برز خداه من الكد فهو كظيم. و آثار سياط القسوة لا تزال ترى عليه. يضرب بأصابعة بريتم حياة قاسية روتينية على طاولة الماكينة بيده اليمنى و يده اليسرى تحت فكيه الذي تهالكا من طول ما كسروا صخور الزمن بينهما لا تكاد اليد المرتعشة تقوى على رفع الفك المتهالك. جالس في صمته إلى ماكينة خياطته الجامدة و العمر قد جرى بها ردحا و قطع به مسافة أوهنت العظم و التهمت اللحم. تستجدي نظراته الرحمة في عنفوان و يتوسل صمته بعظمة و يرسم في هدوئه مشهد الصراع الأزلي بفنية انسانية. و كأن ماكينة خياطته قد تعبت من المناداة هل من مخيط؟؟؟ كما تعب هو من المناداة هل من محيص؟؟؟ لا جديد بالنسبة له شارع مشرعة ابوابه في كل الاتجاهات و مارة يبخلون بكل شيء إلا نظرة معبأة بالشفقة أحيانا و باللامبالاة احيانا أخرى.
          و كأنه يردد و هو يلقي هذه النظرة البانورامية على المشهد من حوله، نفس الأشياء ككل يوم أنا و الماكينة و الصمت و إيقاع الأنامل تضرب لا إراديا على سطح الطاولة. نظرات فارغة تفيض يأسا يتكشف عن وميض أمل يبدو من بعيد و كأنه مستمد من رماد التجارب و احتكاك حقب الصبر، جلد دبغته مناخات الحياة القاسية و المتغيرة. خطوات لم تعد تقوى على التوازن و قد بطش برشاقتها ثقل الأيام المتعاقبة، هكذا بدت تتهادي حينما وقف و هو يحاول استنقاذ قطعة قماش من نسيم المساء الهاديء. على بعد أمتار منه كنت واقفا أحدق فيه كمن يحدق في الشمس لحظة غروبها و هي ترفض الإنطفاء ترفض الاختفاء. هكذا بدا لي انسان يرفض النهاية، و يستخدم كل أسلحته للكفاح. ربما هنالك فرق كبير بين الأشياء التي تستدعيها إلى الذاكرة شمس تُلوح تهم بالمغيب و الأشياء التي يدعوها  منظر شيخ تخور كل قواه و هو يرابط خلف ماكينة الخياطة و قد نال منهما الزمن و أرهقهما معا. لكن يستدعي الإثنان معا إنسانا يتأمل.
          بدا لي خلف الماكينة كحراس صناديق البريد، الفرق الوحيد أن هؤلاء ينالون نصيبهم من النوم أما أولئك فيرفض الانتظار منحهم فرصة كتلك. فالماكينة قد تضرب موعدا مع القماش في أي وقت ولو أنه و في بعض الأحيان تبدو و كأنها متحررة من كل المواعيد و الالتزامات بعض الأحيان كالحين الذي أتيت إليها أنا فيه، بدت لي و كأنها تعيش حالة فراغ، و العجوز نسي أن يملأ فراغات النساء و الأشياء فذلك عصر ولى.
          كنت أتأمل حركات العجوز، رعشة يديه نحافة وجهه بروز عظامه  فراغ نظراته                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

          Sunday, October 21, 2012

          تحية أطغرلية

          إلى كل متابعي المدونة... أصدقائي و صديقاتي حول العالم، تحية بالحب و الاحترام تحلق إليكم
          ادعوا لي بالتوفيق في رحلتي الجديدة إلى بلاد الأناضول..... و أستأنف بعد أيام الأنشطة المتعلقة و العالقة.

          Tuesday, October 16, 2012

          شبهات في عملية الإحصاء ب "نبيكة لحواش"

          علمت من مصدر مطلع ما مفاده أن شبهات و اجراءات مشبوهة شابت عملية الإحصاء في منطقة نبيكة لحواش، حيث أفادني سائق سيارة أن شخصا ميسورا ووجيها في منطقة أزواد استأجره و طلب إليه استأجار مجموعة من السيارات له، و بعد ما تم تحصيل كل السيارات أقدم الرجل الذي تفيد معلوماتي أنه تلقى مبالغ طائلة من طرف الدولة، أخذ ينقل أفواجا من الأزواديين الذي لا يحملون أوراقا موريتانية و أحضرهم في تلك السيارات إلى مركز الإحصاء بنبيكة لحواش، حيث و بعد أن كان المكتب لا يأتيه أحد لقلة الناس في المنطقة صار مكتظا و لأيام تزيد على الأسبوعين ، و كانت عملية الإحصاء تتم فيه بسهولة كبيرة بحيث لا يسأل عن الأوراق الثبوتية و لا عن أي شيء. و في محاولة منا لمعرفة السبب وجدنا معلومات تفيد بأن هنالك سعي من جهات معنية في المنطقة لإحصاء غير موريتانيين لحاجة في نفس يعقوب..... 

          Monday, October 15, 2012

          أتعس مطارات العالم .....و السبب ....

          مدونة عبد الله محمد عبد الرحمن: أتعس مطارات العالم .....و السبب ....: لا شك أنه لو فيه احصائية حول أتعس مطارات العالم ، لكان مطار نواكشوط الدولي رقما مهما في اللائحة بل على رأسها. التعاسة هنا ليست فقط في الشكل...

          Tuesday, October 2, 2012

          الدعارة ...سوق يزدهر بسرعة في موريتانيا

          تحت صمت هذا المجتمع و تدينه الموروث، هنالك المجتمع العميق حيث أوكار الرذيلة تنتشر في كل مكان و حيث لا رادع من الدين و لا النسب و لا الحسب، و الجميع يدخل السوق من بابه الواسع ، سوقه يحركه الاجانب و تجارته و أدواته بنات موريتانيات شنقيطيات.
          صدق أن السوق اليوم انقسمت إلى نصفين: بضاعة تلقاها مباشرة في الحانات و البارات و التي بالمناسبة صارت تنتشر بشكل أكثر مما تخيل فالدار التي إلى جوارك لا تعرف إن كانت سكن أو صارت حانة، و السهرة في بيت جارك لا تعرف إن هي على ويسكي و عري أم ماذا .
          السوق منظمة أكثر من أي شيء و دقيقة و هذه بعض معلومات عنها فيما تبث بالتفاصيل: قصة المخنثين الستة التي أنشرها لاحقا تفصل لعالم الدعارة و الجنس و الخمر و العري في موريتانيا ، ستصدمك الحقائق.......
          هنالك سوق للأجانب من عمال الأمم المتحدة و سفراء و تجار و تنقسم لسوق مفتوح هو عبارة عن بعض الحانات المعلنة و الحانات و مراقص العري السرية و فيها يختار الزبون بضاعته بنفسه و تكون دائما من العنصر الزنجي الذي يتواجد في هذه الأماكن و في الشوارع المؤدية إليها بكثرة. و سوق خاص و بضاعته هي موريتانيا من العنصر الأبيض و في هذه السوق البضاعة تكون دائما نساء متزوجات و في الغالب أزواجهم غائبون أو هن غير راغبات فيهن أو يتقاسمن الأنحراف فلكل منهما حياة جنسية ثانية و هذه بضاعة الوسطاء حيث يقوم المخنثون المعروفون بترويج البضاعة في الحانة ثم بعد ذلك يحدد الوقت و المكان ليؤتى بها إليه. و هذه سوق يتواجد فيها و لكن بشكل محاط بسرية مطلقة موظفون و رجال اعمال و عسكريون موريتانيون و لكن هؤلاء يفضلون دائما السوق الثاني أو نسخ مصغرة جدا من السوق الأول و محدودة و تجد الشرطة دائما و بشكل سري تحرس أماكن من هذا القبيل حتى لا يتوفر لكل أحد أن يدخل إلى هناك.
          سوق محلي و زبناؤه بالأساس من الطبقة الاوروستقراطية حيث يخير الشاب بين إن كانت البضاعة ستأتيه أو يأتي إليها و لكلتا الحاليتين ثمن ،  و المعاملة تكون مع البنت مباشرة إن كانت خبيرة و ذات تجربة أو مع الوسيط في الحالات الاخرى. و تتم العملية دائما في شقق للتأجير. أو بيوت يمتلكها الوسطاء و مخصصة لهذاالعمل و تجدها مجهزة بكل التفاصيل.
          و اختم بعبارة يقولها لي ديبلوماسي غربي كبير ، لما يعرف بطبيعة مهمتي، يقولها ضاحكا: المرأة في موريتانيا ....الله أكبر للصلاة ثم سريرالنوم للجنس....ألهذا الحد صرت رخيصة؟؟؟؟
          تابعوا معي : قصة المخنثين الستة و هم أجانب يرعاهم نافذون سلطة و جاها و هم أبرز تجار الجنس في موريتانيا

          بعد شركة بوابة العالم ...هل من دور استخباراتي ل G4S

          G4S  هي شركة للحراسة و اللوجستيك و خدمات أخرى  و تنتشر بشكل واسع في موريتانيا، و الشركة توجد في مناطق مختلفة من العالم إلا أن معلومات انتشرت مؤخرا من أدوار استخباراتية كبيرة تقوم بها المؤسسة لصالح استخبارات عالمية خاصة أن مجال عملها يخولها الاطلاع و الدخول إلى أماكن حساسة، هذه المخاوف تستدعي للذهن قضية شركة : بوابة العالم للسياحة و التسويق السياحي و التي اتضح أنها كانت مجرد غطاء لواحدة من شبكات الموساد الإسرائيلي الأكثر نشاطا في افريقيا. حيث كان مدراء و مسيري الشركة التي ادعت أنها سياحية. كلهم عناصر مخابرات و متورطون في عمليات استخباراتية في اثيوبيا و لبنان و الاردن و ليبيا و غيرها و لم توسع الدولة و لم تبدي أي معلومات حول قضيتها و كيف تمت معالجتها. كانت الشركة موجودة في بيت هاديء في أف نور بتفرغ زينه ----و البقية تأتي----- المهم الشركة كانت موسادا و معلومات تحصلت عليها مؤخرا تفيد بمخاوف من تكرر أمر كهذا مع شركة G4S,