Saturday, December 21, 2013

لائحة الهادي و تصويت العملاء - الصحافة و الاسترزاق و أشياء أخرى


في الحقيقة، آخذ مسافة من غوغاء عامة تعيشها صفحات الفيس بوك الموريتاني، الذي أظن أن شركة فيس بوك حين تراجع تجد أن الموريتانيين اخترعوا ألف طريقة و طريقة لم يسبقهم إليها أحد في استخدام الفيس بوك، و بدأ إعلامهم أيضا يتداول قواميس و مصطلحات ترسخ لهذه الاستخدامات، فصار من يضع صورة له في فضفاضة على ضفة الاطلسي و يتحدث عن طعم الكسكس الذي أكله يوم أمس يسمى "مدون"، و من يكتب عليه سطرين من العربية يسمى كاتبا و أديبا و أشياء اخرى، فأصبحت تجد ألقابا غريبا، فلان بن فلان كاتب علماني إٍسلامي مثلا لا تستبعد الأمر، أعجبني تعليق لصديق لي ، مرة كنت أتحدث عنه في التوزيعات الايديولوجية في موريتانيا ، فرد أن المتأدلجين في موريتانيا يشبهون مشجعي كرة القدم، فأن يقول لك واحد أنا يساري لا تختلف كثيرا عن أن يقول لك أحدهم أنا "مادريدي"  و حين نفكر حقا في مثقفينا و فوضانا العارمة من يساري و ماركسي و علماني و طيني و ناري و و و  نجد مشتركات كثيرة. المهم فيس بوك بالنسبة للموريتانيين صار دار نشر و مدونات و مواقع إخبارية أيضا و أظن فطور الصباح بالنسبة للبعض و العشاء أيضا. ما يعجبني فينا نحن الموريتانيين أننا حين ندخل أمرا ندخله بجدية حتى نتجاوز الحدود كلها، و نعرف ان نغرس العقلية الصحراوية العبثية الجميلة في بعض الاحيان نغرسها في كل شيء حتى على صفحات الفيس بوك.
المهم الجدل مؤخرا دائر حول لائحة هدد صحفي أسمه ولد احمد الهادي بأنها لديه حول صحافة موريتانيين يتلقون رواتب من الرئاسة و الجيش و الوزارة الأولى و غيرهم، نشر الصحفي الخبر طبعا بحرفية ليست قمة في الكمال، فكان الأولى أن تحتفظ بالخبر لنفسك لتجد سانحة اكثر مهنية و توازن تعلن فيها عنها، لكنها لعنات الفيس بوك ، ما فائدة مثلا أن تعلن على الفيس بوك ان لديك لائحة بصحفيين مرتزقين، و لديك ألف طريقة مهنية تعلن بها الخبر تكون أكثر قدرة على ضبط اللواحق و التبعات.
المهم أعلن الرجل الخبر و ما إن أعلنه حتى بادر أحدهم بنشر لائحة ضمنها أسماء ينظر إليها البعض على أنها قامات فارعة في الاعلام الوطني او لربما قامات فارعة في العمالة الوطنية المهم لا أحد يعرف. و فصل الناشر في الأمر. هل أنه استلم معلومات من السيد ولد أحمد الهادي ؟ أم أنه فقط استبق الأمر و أراد أن يثير تلك الزوبعة؟ أم هل كما ذهب البعض الأمر مدبر ، أمر مضحك حين نبدأ الحديث عن سيناريوهات مخططة و مدبرة في أرض السيبة المطلقة في الصحافة و السياسة.
أنا أريد أن انطلق من مسلمتين ، أولا الإعلام عندنا هل هو في مستوى يصل فيه مرحلة الاكتفاء الذاتي فتكون المؤسسات قادرة على دفع الرواتب و متابعة كل الأمور، أم هل تعبؤ مؤسساتنا أصلا بأعباء الراتب فهي تكتفي باستغلال بعض الملامح الشاحبة لشباب رمت به جامعة نواكشوط لصنع الشاي في أركان بيوت في عرفات و توجنين و دار النعيم.....
المهم أنا باختصار أظن أن إعلامنا و مصارد تمويله بين أثنين ، اعلام يؤيد الأغلبية و بالتأكيد "عارفة له شيئا" على الطريقة الموريتانية، و إعلام يدعم "المعارضة" و بالتأكيد هي عارفة له شيئا، و إعلام يصفق للقبيلة و موظفيها و مشاايخها و وجهائها و ولاياتها و هذا عارفة له "القبيلة " شيئا، و الثلاثة في النهاية سواء.
الأمر الآخر هو المجتمع الموريتاني لا يتذكر حكمه إلا حين تنقلب عليه، ألا يتردد "كرش ما فيها اعظام ما ترادس" لماذا قامت قائمة البعض و تذكر القانون و الدعاوي فيما الامر لم يتعد بعد كلمة نشرها واحد طائش أو آخر يحاول الاحتراف على غرار الجميع و خانته العبارة و الطريقة، ألا يمكن لأي كان في ظل هذه السماوات المفتوحة كتابة ما شاء و نشره دون اسم و دون معلومات، يمكنني انا الليلة ان أنشر لائحة جديدة و أطلب من صحفي أن يقول أن لديه لائحة فهل سترفع القضية و على من؟
الحقيقة في نهايتها ، نحن كلنا أبناء الخيام و متعارفون جدا، ففيهم من كان يتقاضى من معاوية ولد سيداحمد الطايع و فيهم من كان يتقاضى من آخرين ، في النهاية الثقافة الاعلامية السائدة هي أن الاعلامي يأخذ من رجل سيكتب عنه موضوعا جميلا لا أساس له من الصحفة او التصفيق وا لتطبيل لسياسي او وزير و الامر كله سيان، يعني الرعيل الأول من الاعلاميين لهم فلسفة إعلامية نعرفها جميعا، و الدعاوي و تلك الامور ضحك على الذقون، فأولا من يريد أن يبرأ هؤلاء ذمهمه أمامه فالجميع متفق أصلا على الأمر و لا يعنيه فمن لا يقبض من هذا يقبض من ذاك، و الرأي العام أصلا لا شأن له فهو مشغول هذه الأيام بحصص القبيلة في الانتخابات  و مقدار الرضا الذي سيناله الوجهاء من الساسة و مقدار التقدير و زاوية الانحناء التي سيقدمها الساسة للوجهاء.

تطورات القضية وصلت أن بعض الصحافة قرر رفع قضية على الرجل ولد الهادي، و الأخير صرح بانه لا علاقة له باللائحة و أظن رفع الدعوى يليق بسطحيتنا القانونية و الاعلامية ، فهم سيرفعون قضية و الرجل سيقول أنه نعم صرح بان لديه لائحة لكنه ليس من اعلن تلك و لا علاقة له بها، فكيف سيثبت الامر، من ناحية اخرى قالوا : نريد له أن يفصح عن ما لديه، إن كان دقيقا فيما يقوله و يتمتع بمقدار من المصداقية مع اعلاناته، فإعلانها " راخي في الجماعة" كاملة .

إعلامنا ببساطة "الأ الله يحفظ"   .......