Sunday, February 24, 2013

الشركات الأجنبية فساد على فساد رشى ... إهانة مواطن .... و احتقار وطن


عبدالله محمد عبدالرحمن
كاتب – إعلامي

في الأعوام الأخيرة و في قطاع المعادن و استخراجها و استغلالها، شهدت موريتانيا ثورة استثمارية أدت لدخول شركات مصنفة في الرتب الأولى عالميا في مجال العمل المنجمي، على غرار كينروس و فيست كوانتيوم. كما منحت موريتانيا رخصا للتنقيب و البحث لشركات و مكاتب مختلفة عاملة في المجال. تدفق هذه الاستثمارات و ما تجنيه من أموال طائلة و أرباح خيالية، لم تنعكس بعد بشكل مباشر و حقيقي على حياة المواطن البسيط و لا على وجه البلد عموما، لا في صيغة تطور معماري و لا على المستوى المعيشي، و لا في صيغة استراتيجيات محكمة لتطوير البنى التحتية و مرفقي الصحة و التعليم و غير ذلك، رغم بعض الخطوات التي تبدو متواضعة جدا بالتناسب مع عنفوان ذلك الحفار الذي ينخر على مدى 24 ساعة عباب الأرض مستخرجا بل ماسحا ما بها من خيرات. إن الاستراتيجيات التي يعتمد عليها في هذا المجال هي تلك التي تريك الصورة و تقول لك هذه موريتانيا بعد 20 عاما أو نواكشوط بعد 5 أعوام على الأقل ما دمنا في دولة "في انتظار انقلاب" على المشاريع و الاستراتيجيات ليس فقط الرؤساء و الحكام.
إن الأموال التي تجنى من استخراج الذهب و النحاس و الحديد و غيره من المعادن في انحاء مختلفة من البلاد و  ما يتحدث عنه من احتياطيات في دولة على غرار موريتانيا كفيل بأن يوفر حياة رخاء للوطن و المواطن، أو على الأقل يكفي ليتيح بناء دولة بمرافق عصرية متطورة و بعاصمة على المستوى من حيث توفرها على ما يتيح تصنيفها كمدينة و كعاصمة لدولة و الكف عن الأغنية القديمة مدينة فتية و عاصمة بعمر الخمسين. إلا أن أمورا كثيرة تمنع كل هذا، أمام صمت من الجميع، فالعقود الموقعة مع هذه الشركات لا تتيح الإستفادة بالقدر الكافي، بل غير منصفة بالمطلق رغم ما حصل مؤخرا من تغييرات عليها، كونها تعتمد معطيات مغلوطة، فهي عقود عقدها قوم لا يعرفون عن المجال شيئا و فيها كثير من الغبن. فالنسب المخصصة للدولة  و مدى مشاركة هذه الشركات في التنمية المحلية و الحضرية و الوطنية عموما و مدى نشاطها في مجال سوق العمل من استقطاب للعاطلين و تطوير للسوق حتى تستوعب الجميع من متعلمين و متوسطي التعليم و غير المتعلمين، كل هذا لم تنص عليه هذه العقود و إن كانت نصت على بعضه فيسهل التخلص منه أمام إغراءات الرشوة و "الكومسيون". كما أن تواطؤ هذه الشركات مع رجالات موظفين و معنيين و ذوي صلة من مفتشين إلى مدراء و غيره جعل تملص هذه الشركات من التزاماتها في العقود أسهل ما يكون.
رغم الكميات الكبيرة و تلك الأموال لا يجني المواطنون المحليون و لا تجني موريتانيا الآن غير بضع دولارات لا تمثل شيئا بالنسبة لتلك الكميات المشحونة، كما تجني مخلفات تشكل خطرا حقيقيا على البيئة على المديين المتوسط و البعيد، غير آبهة بتلك الأثار مكتفية بمعاملة خلف باب مغلق مع وصي أو ذي صلة، و حين أثير الموضوع مؤخرا أكتفت هذه الشركات بلقاء بعض أشخاص ممن يدعون النشاط المدني و بتحويلات مالية بسيطة يتم احتواء غضبهم المصطنع. حلقة من سلاسل الفساد و هي الأشد فتكا بالبلد تلك التي يتواطؤ أصحابها مع هذه الشركات لأكل و التهام مقدرات الدولة و تحويلها للخارج و السماح بالمغالطات الواردة في التقارير حول الكميات المصدرة و حول كميات الاحتياط و غير ذلك.
فمثلا لم يحقق أحد في ممارسات السماسرة و بثهم للرشوى كوسيلة للفوز بصفقة أو اثنتين و لم يتحدث أحد عن مفتشي الشغل الذين يتقاضون الرواتب و العطايا من مديري و مسيري هذه الشركات، و لم يتحدث أحد لا في الصحافة و لا المجتمع المدني عن الأرقام و التقارير المغلوطة و المعاملات المشبوهة حول الكميات المصدرة و حول الإلتزام ببنود العقود، و كل من تحدث يكفيه لقاء واحد بسمسار خلف باب مغلق. و تتفرج دولة يعاني ساكنتها غلاء الأسعار و تعاني هي حالة بنى تحتية مهترئة و وضع معماري مثير للشفقة، و رغم كل ذلك الحديث عن المقدرات الاقتصادية الهائلة فنواكشوط حتى اليوم تبدو كضاحية من ضواحي عاصمة من عواصم العالم الثالث، مع أن بنائها كلها لا يكلف شركة من هذه الشركات نصف ما تجنيه من شحنة واحدة.
شركات تغرق في عالم من الفساد الذي يطال كل نشاطاتها من تشغيل و حقوق إلى استخراج إلى تصدير كل شيء، فكل شركة تملكتها جماعة من رجالنا المعروفين بالخبرة و الحنكة في عالم الفساد و صاروا وصيين عليها و أدخلوا مديريها في دائرتهم المغلقة و أفهموهم الوضع و ساروا معهم غير خائفين عقابا و لا حسابا من دولة مفتشيها يعاملون كموظفين من الدرجة الرابعة في هذه الشركات يتقاضون أجرا شهريا يأتيهم هو و التقرير الشهري الذي كان من المفترض أن يعدوه هم عن نشاط و حركة هذه الشركات يأتيهم من الشركات نفسها مصحوبا بإفادة بأن تحويلا بنكيا وصل الحساب. و كان نتاج ذلك ما تشهده هذه الشركات من حراكات تذمرية دائمة كثيرا ما يتلقاها الديناصورات و الذي يملكون نواصي اللعبة كلها و نواصي المسؤولين فيها و عنها و يبدؤون باستيعابها و تأتي دولة نائمة على خلايا فساد لم يتم بعد حلها تأتي في جانب هؤلاء، و ما أحداث أم سي أم الماضية منا ببعيد.
إخلال بكل بنود العقود، صفقات لا تعتمد الكفاءة و لا المنافسة بقدر ما تعتمد المتاجرة الضيقة ، حتى وصلت حد استخدام بائعات الهوى، تصدير كميات لا يعرف أحد قدرها، دفع رشاوي لكل الجهات أمام مسمع و مرأى من الجميع، ثم فوق كل ذلك و الأخطر سحق المواطن العامل سحقا و احتقاره و المتاجرة به و بحقوقه في ظل ما يعرف بالمقاولة. إن المقاولين الذي تستخدمهم هذه الشركات و يستغلون حاجة العاطلين إلى العمل فيلتهمون أكثر من نصف مخصصاتهم و حقوقهم في العلاج و الراحة و حتى في الغذاء و يقومون بابتزازهم أمام نقابات كالمفتشين يتاجر قادتها خلف الأبواب المغلقة بالقضايا و يبيعونها بأثمان بخسة كتشغيل قريب أو تحويل مبلغ مالي، و الدولة نائمة على آذانها.
رغم أن هذه الشركات تقوم على جهود و عضلات هؤلاء  الذين يسهرون الليل أمام الحديد الساخنو يقضون النهار أمامه و  تحت الشمس الحارقة حافرين في الصخر مطمورين في أرض وطن لهم كتب عليهم أن يتعبوا في استخراج خيراتها دون مقابل ليأخذها آخر و يذهب بها دون حساب. و المستفيد ثلة من المفسدين المتاجرين الذي دأبوا على سرقة و أكل حقوق الشعب و الاحتيال على مشاريع و مقدرات الدولة. إن من يدعي محاربة الفساد يجب أن يبدأ بفساد من هذا الحجم، تخسر فيه دولة الملايين و المليارات و تخسر كرامة و حقوق أبنائها و نخسر كرامتها و احترامها كدولة لها قانون و مواطنون و موظفون.
لن أنسى ذلك الأجنبي  الذي جلس إلى جانبي مرة في رحلة له عائدا إلى دولته، و حين تحدثنا قال لي ساخرا: للأسف دولة من المقدرات بمسؤولين غير مسؤولين و غير عمليين و حكى قصصا عن رجالات المقاولة و عن معاناة أولئك الذين يستخدمون تحت بند المقاولة، لم يرد التوسع كثيرا رغم الحاحي فهو لا ينتمي لمجتمع السيبة ، حيث كان لي صديق قديم كان يفخر ويتفاخر أمامي بالطريقة التي كانت عائلته كابرا عن كابرا تعتمدها للإحتيال على تمويلات المشاريع. سأتذكر المستثمر الهندي الذي تم الاحتيال على رأس ماله في موريتانيا من ثلة من المحتالين و تلاعب به القضاء و المحامون و الدولة المحترمة، و نظر إلي بكل جرأة و عبر عن رأيه القاسي و هو يسرد سلسلة رحلاته و معاناته حتى في وجود فندق محترم للإقامة. فهل ننتظر بعد ذلك مستثمرين؟ سأتذكر أبدا ذلك المقاول الذين يرشي أحد المديرين الأجانب ببنات وطني لسن بائعات هوى بقدر ماهن راكضات خلف لقمة عيش لا يطرح مستوى كرامتها مشكلة كبيرة هذه الأيام. ليستفيد منه صفقة. سأتذكر أولئك الذين يوظفون في هذه الشركات أقارب لهم أميين أو أشباه أميين في مناصب سامية فيما الكفاءات يلفحها لظى الفساد تحفر و تحمل و تكد و يلتهم المقاول أكثر من ثلاث ارباع راتبها الشهري المستحق و هو نائم في قصره المكيف، و يتحدثون عن حقوق و مواطنين. سأتذكر أن كل شركة تصدر أضعاف ما في العقد من ذهب و نحاس و معدن أرضي و يكذبون حول كميات الاحتياط الموجودة  و الامر يحدث بتواطؤ بعض الأوغاد من المقدمين قبليا في المنطقة و الأوصياء، و المقدمين لخبرتهم في مجال الاحتيال على الأموال و أكل مال الشعب و الدولة دون حساب و لا عقاب. ولن أتحدث عن الأرقام، فقط نحن نصدم لما تعطي شركة رقما من عشرة ارقام تزيد قليلا و تحت هول الصدمة لا نفكر، فيما أرقام و أرقام مسحت من التقارير و غولطت؟
 هؤلاء هم الأحوج لمفتشين و لجان تفتيش مشبعة بمباديء قادرة على أن تتفوق على عروض خيالية ستلقاها عند مدخل المدينة حيث تقع أي من هذه الشركات. و تعود بتقارير على أساسها تؤخذ قرارات حاسمة صارمة مع هذه الشركات و المتعاونين معها في الممارسات الغير قانونية لتحفظ الدولة حق مواطنيها و احترامها  و هيبة قانونها.
http://abdallahimaur.blogspot.com/2013/02/blog-post_24.html

Friday, February 22, 2013

متحف اسطنبول للفن المعاصر

 مساء أمس، قمت بزيارة إلى متحف اسطنبول للفن المعاصر. المتحف يمتد بكل أبهة الفن على مساحات شاسعة مرقعة بصور خطتها خيالات فنانين من العالم أجمع لوحات بالحجم الكبير و الصغير و كل أنواع الفن من الرسم بالزيت للإنتاج المعلوماتي للتصوير الفوتوغرافي. ضم المتحف لوحات جميلة .
موقع المتحف جميل جدا بحيث يطل على البحر بمطعم مصمم على ذوق فني أنيق تمتد طاولاته بهدوء إلى حائط زجاجي يتراءى من خلفه البحر. التفت إلي صديق و نحن نخرج قاعات العرض لنتأمل البحر نظر إلي وقال: هذا هو الفن.  كان مشهدا جميلا في يوم تغطى فيه البحر بضباب يشي بأن شمسا ضربت سطحه صبيحة ذالك اليوم.
من ضمن الللوحات المعروضة
- أحمد أرتوغو مصمم الزخرفات الموجودة في متحف آيا صوفيا
-غادة عامر من مصر بلوحة الشمس تغرب في اصفهان
-با وايت من الولايات المتحدة بلوحة الدخان الشمالي
و لوحات من عمل مارك برادفورد و مايكل رايديكير .....
خرجت المتحف و ختمت مساء فنيا ملهما بجلسة في مترو لم أحدد وجهتي حينها أردت له أن يحملني إلى أي مكان.
التصوير داخل المتحف ممنوع كما قالت تلك الحارسة بانجليزية تركية جميلة، انشغلت عنها قليلا بعينيها اللتين كانتا زرقاوين اخاذتين. كان كل شيء في ذلك المتحف راقيا  و يليق بالفن. كان كل شيء مابين ملهما بكسر الهاء أو ملهما بفتحها.

Thursday, February 21, 2013

"خمسة و عشرين" فبراير ، و موسم النزول إلى الشارع


عبدالله محمدعبدالرحمن
كاتب – صحفـــــــــــــــــي
  



يقترب الخامس و العشرون من فبراير ذكرى مشروع ثورة أو حراك للتغيير أو الإصلاح، ذلك المشروع الذي حتى الآن لا يبدو قطع مرحلة  التشكل و البحث عن الذات و التيه في معطيات سياسة و ساسة في بلد تنخره عقلية القبيلة و عقلية الرجل الذي لا يرى عن نفسه بديلا. التيه في معطيات و أرقام مربكة و مرتبكة في معطى سياسي تحكمه الضبابية و الببغاوية. يبدو أن هذا التاريخ بشكل و بآخر سيسجل هذا العام أنه سيكون بداية موسم النزول إلى الشارع من جديد بعدما قال قائل ذات مرة أن المطالبين بالتغيير و الرحيل يمرون بحالة استراحة أو أخذ نفس، ربما هي حركة من حركات الثور وقت العراك، حيث يعود خطوة أو اثنتين ليعود بقوة. لكن ثورنا كان يعود كل مرة خطوة أو اثنتين ليعود أضعف مما كان و أكثر ارتباكا. موسم النزول للشارع يبدو اقترب لكنه هذه المرة بنمط مختلف، يعتمد النزول فرادى ... فرادى. فبعد فترة من العمل الشبه منسق معا تحت يافطة منسقية أحزاب المعارضة، تبدو هذه الأحزاب تعود لحالة العزف الفرادي كل يغني على ليلاه و يحمل شعاره و لشعاره موسيقيته اللغوية و إيحاءاته الخاصة. و التساؤل المشروع هو ما لم تحققه هذه الكيانات المهترئة اهتراء فكر الرجل السياسي الموريتاني ما لم تحققه معا هل سيكون بإمكانها تحقيقه متفرقة، حتى ولو اعتمدت سذاجة مجتمع يهب مع من هب و يدب مع دب في تجل لحالة اجتماعية سائدة مؤداها "الفراغ".
موسم النزول للشارع يأتي بعد فترة عرفت فيها موريتانيا تطورات كثيرة ، وتعرف فيها المنطقة فوق ذلك تطورات أكبر، فهو يأتي في مرحلة يشهد فيها النسيج الاجتماعي حالة من التوتر في ظل إدارة غير حكيمة من الساسة و تعامل ساذج من الصحافة مع حالات تشذ عن المبدأ القائل بأن لحمة الكيان الاجتماعي هي الهدف الأسمى، و الخطر الذي يتهددها هو خطر وجودي لا يجوز اللعب عليه كوتر سياسي و لا التهليل له كمادة صحفية. لكن يسهل ذلك في بلاد المثقف المشغول بسياسة يتجاذبها خمسة اشخاص يتخندق الباقون خلفهم حسب الإنتماء القبلي و الجهوي ، إلا إذا ما كان هنالك من سيقنعني أنه جاء لقناعة فكرية أو استراتيجية برؤية سياسية معينة، لأن حتى الذي لا ينظر إلا بعين واحدة سيكتشف أن الرؤية منعدمة بكل معانيها.


أحداث تلاحقت...
يأتي الحراك هذا بعد حادثة رصاصة السبت و كل ما أثير حولها من مواضيع و ما سال فيها من حبر لم يقدم و لم يؤخر، تلك الرصاصة التي رغم انشغال الجميع بأخبارها و أصلها و فصلها لا نعرف عنها الآن إلا ما قالته عنها الدولة و الذي شكك فيه الجميع و لم يأتنا بقصة دقيقة بديلة غير تلك التي يتداولها ركاب الباص و التاكسي المنتجة من خيال "مجتمع الفراغ"، و يأتي بعد أشهر باريس و التي  أثبتت أن حقا صناع التغيير يمرون بفترة راحة يستحيل قطعها و أنهم يبدون بحاجة حقيقية إلى الراحة. و يأتي الموسم بعد "رصاصة بدر" لا يحسبن أحد أن مثل هكذا أشياء على تفاهتها لا تؤثر في معطى سياسي يتخبط كل اللاعبين فيه بين ألعاب لا يعرفون من قواعدها شيئا و لا يعرفون كيف استخدام أوراقها يعتمدون الحدس و اللامبالاة واضعين الوطن في عين إعصار جهلهم و تحجر العقلية على معطيات القبيلة. ثم في ظل الهدوء الذي شهدته الساحة و الذي كان يعكس حقيقة واحدة أنه ليس في موريتانيا ساسة و لا أحزاب و لا كيانات يعتمد عليها في صناعة التغيير ليس فقط تغيير الجنرال كما يبدو البعض مهتما جدا، بل تغيير كل ما من شأنه أن يمنح الفرصة لبناء دولة تستجيب لاحلام و طموحات أبنائها. النتيجة الوحيدة التي أسفرت عنها حالة الهدوء هي حقيقة أن من يريد التغيير و الإصلاح حقا في هذا الوطن يجب أن ينزل للشارع مطالبا برحيل الجميع.... أغلبية و معارضة و مطالبا بتهذيب و تدريب بعض الصحافة و بتوضيح الفرق الدقيق بين أن تكون صاحب قضية أو ساعي خلف هدف خانتك معالم الطريق إليه و سلمت نفسك لأدلاء يعرفون معالم طريق تؤدي فقط إليهم هناك. حيث يتم الطبخ و عليك الإلتهام فأنت في حالة من الجوع و التعب لا تسمح لك بالرفض.
ثم يبدو الموسم الجديد و الذي لا أعرف حقا المعيار الذي يتحدد به، غير أن حالة من الإفلاس تعيشها الأطراف تجعلها تتحين أي مناسبة يمكن أن تكون مقبولة لتستند عليها فتعلن عن حشد  و مهرجان خطابي ترفع فيه شعارات فارغة و يتبادل البعض على كلمات تشي بحالة الإفلاس المدقع فكريا و لغويا و تنتهي و يعود الجميع لحاله. لا قديم يعاد و لا جديد يذكر. يبدو أنه سيأتي في فترة أيضا تشهد حالة الخلاف بين ولد عبد العزيز و الرجل الذي تبناه إبان أيام البحث عن الشرعية، حيث كان دليلا مخلصا بين مواد قوانين محلية و دولية إلى أن وصل به. خلاف مرده قضية ضرائب أو تصفية حسابات ، مبررات كثيرة و تخمينات طرحت و طرحها أيضا المفلسون.... و مثقفوا القبيلة

لا تباشير في ملامحكم بتغيير.....
سواء كان ذكاء من الجنرال أو غباء من الساسة أو خبط عشواء من الإثنين، فإن الجنرال حتى الآن نجح دائما في امتصاص هبات الساسة التي تأتي على طريقة "طربة الراعي" مع كل مناسبة حتى يضطرون أحيانا لخلقها من اللاشيء، و لا يبدو جنرال القصر الآن يولي اهتماما كبيرا لفرقعات حتى المؤمنون و الساعون للتغيير وصلوا رويدا رويدا لقناعة أنها هي و الشعارات صار من الضروري أن ترافق الجنرال إذا ما كانت هنالك نية للرحيل أو إرادة حقيقة لفرضه. السياسة على الأقل مواقف ، و حين يكون الكيان السياسي بلا مواقف يسقط هنا و يقف هناك فهو يعيش حالة موت سريري غير قادر إبانها على صناعة شيء و لا قيادة شيء.
الحزب السياسي الموريتاني تجل واضح لحالة الضياع و المتاهة التي تترنح فيها موريتانيا. إن غياب الحزب السياسي و السياسي و انشغال المثقف بأشباه الساسة و الأحزاب دون تجاوزها و كل ملحقاتها الرجعية و ملامسة الواقع المعاش و تأثيراته على المواطن البسيط و تحليله و الكتابة عنه و اقتراح البديل عن الأغلبية و المعارضة أو اقتراح الحلول عليهما أولا لتصحيح أنفسهما و التعديل من حالهما حتى يتشكلوا احزابا حسب المعايير و ساسة حسب المعايير، غياب تلك الأمور بفتح الباب لهرج و مرج المتفرغين. و إلا يدرك هذا المثقف ضرورة تشكل تلك النواة البديل عن قوم أصبح رحيلهم شرطا و ضرورة للخطو بهذا المجتمع و مشروع دولته إلى الأمام. إن نقاشات هؤلاء الساسة و خطاباتهم و ما يحدث تحت سقف البرلمان تجل واضح لحالة الانحطاط و الحضيض الذي يتخبط فيه الوضع السياسي لهذا البلد من ردح من الزمن.
مثلا كمواقف كثيرة يسقط فيها أحزابنا بمواقفهم المقيتة، في موقف الرصاصة، لما يتبين موقف أي حزب بوضوح ، فالذين علقوا الحراك إنسانية منهم علم لاحقا أنهم كانوا في اتصالات حثيثة مع جهات دولية و اقليمية في بحث دؤوب عن بديل لغائب ربما يحتضر في مستشفيات باريس و كان الساسة و دعاة الديمقراطية في ظرف من الظروف ينتظرون انقلابا عسكريا، بعد ما فشلت مساعي لقاءات الديبلوماسيين و السفراء. الأخيرون لم يخف الكثير منهم استياءه من حال المعارضة الموريتانية و حالة العبثية و الفوضوية التي تشهدها و ضبابية الرؤية، ربما ليس حبا في عزيز حينها لم يتفاعلوا مع ساستنا، بقدر ماهو العجز عن وجود بديل، في رجالات معارضة يتسابقون في ماراتون مقيت إلى السلطة يركبون الدعوة إلى الإصلاح و يقودونها بمطلب الرحيل، لكن دون دراية كافية بمعالم الطريق.

المثقف ... منتَج سياسي
و ما دام المثقفون يبتعدون بأنفسهم ، مبحرين في مقولات الفلاسفة و المفكرين و يتبارون في جمال التعبير و رصانة اللغة بعيدا عن تقديم فكرة بسيطة يمكن للعامة و النخبة فهمها ووضعها في إطار يجعلها تخدمهم و تخدم واقعهم. مادام المثقف يتخبط في عقدته و يستسلم لمتطلبات مجتمع لا يعرف المثقف ما لم يعمل على تمجيد قبيلة أو جهة و لا يعرف المثقف ما لم يدعم حزب قبيلته أو الحزب الذي تدعمه. ما دام المثقف لا يعرف أن يكون حياديا و يحلل و ينقد بموضوعية فلا أمل في مجتمع المليون كاتب و المليون مثقف.  والمثقفون الذين يشغلهم تصنيف الأشخاص على كل أساس أكثر مما يشغلهم تصنيف المشاكل التي يتخبطون فيها و من ورائهم مجتمعهم.  اجتاحتهم الأدلجة كموضة تماما كما يجتاح منتج براق سوقا مقفرة كانت مغلقة الأبواب. فتجد الماركسي الذي لا يعرف عن ماركس إلا لحيته الكثة و آخر إسلاميا لا يعرف عن الإسلام إلا تقديس فلان و فلان و آخر ملحدا حتى من غير سبب. مجتمع هذا حال مثقفية طبيعي أن يكون في حالة الضياع و الإنفصام تلك فالهوة واسعة بين نخبة لها عالم ضائعة فيه و قاعدة لها عالم هي الأخرى ضائعة فيه، و بين الضياعين وطن أضيع. إن المثقف الموريتاني لم يواكب يوما تطورا اجتماعيا و لا حراكا سياسيا بما يليق و ماهو مطلوب منه من تحليل موضوعي يضع الأمور في إطارها و ينير الطريق للرأي العام، لم يتدخل المثقف الموريتاني يوما إلا طرفا يبرر و يحلل على هوى الجهة و الوجهة و القبيلة و الحزب. فمنذ أيام معاوية ولد سيداحمد الطايع، و المثقف يعتنق عقيدة التدجين و يهرب من مواجهة عقده و مشاكله في مجتمع كالمجتمع الموريتاني يهرب منها إلى الإرتماء في أحضان هذا أو ذاك _يعرف جيدا ضحالة مستواهم _  انتظارا لمنصب أو حظوة، أو يرسم لنفسه و قلمه و صوره منهجية تجعل لديه رصيدا كافيا يكفيه للمطالبة بلجوء سياسي في مكان ما، أو يكفيه ليضغط حتى يتم تعيينه في منصب ما. فيهاجم هذا رغبة منه في صداقته لاحقا. في نخاسة مقيتة بالفكر و الكلمة.
25 فبراير ....روضتْها القبيلة و ركبَها الساسة؟
إبان الحراك الذي شهده العالم العربي ما بين عامي 2010 و 2011 و الذي لا يزال يعاش و تعاش بعض خلفياته مشاهد أليمة قاسية رغم ما تحمله في عمقها من أمل لما يتلاشى بعد في تشكل دول على مقاس أحلام و طموحات الشهداء الذين راحو في الميادين دفاعا عن حق أجيال في العيش بحرية و كرامة . إبان تلك الحركات تشكل ما يسمى "حركة 25 فبراير" كانت أملا في تغيير تقوده نخبة شابة مثقفة تضع كل شيء في إطاره و تقرأ المعطيات بما يخدم هدفا ساميا هو بناء مجتمع بعيدا عن عقلية القبيلة متخلص من سدنتها و من ملتهمي المال العام و يخلص وطنا من ممارسات و سلوكيات تراكمت عقودا من الزمن، كانت ثورة اجتماعية اخلاقية بأهداف سامية واضحة لتكون مجدية جدا و تضعنا على المسار الصحيح، لو أن شبابا أدرك الخصوصيات و حدد الأولويات و رسم الأهداف بعيدا عن أي تأثير خارجي كان أو داخلي غير قناعة مطلقة متفق عليها بضرورة التغيير ووضع خطة للوصول لهذا الهدف متسلحا بقوته كصوت حر واع إذا ما نزل للشارع.
لكن سرعان ما اختطف الحلم و احترق و تفحم و بعد مرحلة التفحم تكون إعادة التشكل صعبة جدا دون تشوهات. سرعان ما اختطفت القبيلة الحراك ثم تخطفه الساسة و تخطفته الأهداف الضيقة و الرؤي القريبة الأمد حد الضيق. و بدل حركة مستقلة شابة برؤية ووسائل جديدة، إذا بالجميع أمام مجموعة يكثر بها الحشد في مهرجانات هذا و لقاءات ذاك. و إذا بها أداة تستخدم في لي الأذرعة بين هذا و ذاك، و إذا بشباب يبحث عن صورة تخلده في معركة صارت قذرة حين بدأ فيها استخدام كل ما كان يفترض بها أن تحاربه.
رقصت الحركة على ألحان هذا و ذاك و نسيتْ لحنها أو وعدها، تخلتْ عن مقطوعة كانت الأحلام تتراقص حولها بوطن جديد بمعطيات جديدة يبعد العسكري و المدني أو يفرض عليهما الرضوخ لمطلب مشروع و دقيق وواضح . هو وطن لنا ليس وطن لرجال يتقاسمونه و يتصارعون عليه بعقليات بائدة لم يعد لها مكان ، بل صارت مثيرة للإشمئزاز في عالم اليوم. هكذا تم اغتيال حلم 25 فبراير بعدما كان في أحاديث القادة خلف الأبواب تظهر نقاشات بغيضة تدخل عوامل ضيقة من ضمن أسباب الحراك عوامل لم و لن تخدم يوما وطنا يتشظى في جفاف فكري، و بعدما صارت القبائل تتنافس على دعم الحركة. و غير ذلك من السقطات و الإسقاطات التي لا تضع في الحسبان ضرورة دقة المقاييس، إلى الإنزلاق مع تيار القبيلة إلى الرقص على لحن المعارضة و الأغلبية و اللاتي لا يحسن رجالاتهم شيئا كما يحسنون استغلال الآخرين. و عدنا لدولة الحسابات الضيقة و التأويلات الساذجة من هنا و هناك. و انتصرتْ القبيلة من جديد.



مبادرة مسعود...
اتفقنا أم لم نتفق فإن هذا الرجل في العقود الأخيرة كان رجلا بارزا في المعطى السياسي الموريتاني بمواقفه و خرجاته سواء كانت عندنا في المستوى أو دونه، المهم أنها تعكس شيئا مما على رجل السياسة أن يتحلى به، من تقديم موقف و الدفاع عنه و من اتخاذ قرار و تحمل مسؤولياته و من محاولة لحلحلة الأزمات ولو بأفكار كانت في قمة السطحية و السذاجة بالنسبة لنا. المهم أن هذا هو ما ينتظر من رجل السياسة. الموقف و القرار و الرؤية حتى لو كان كل هؤلاء في قمة الظلامية و السخافة. ليس هذا فقط في العهد الحالي بل قبله و من أيام ولد الطايع. لكن لنفس الحالة المرضية التي يعيشها المثقف الموريتاني ، فإن مواقف و تحركات الرجل و التي كانت تستحق التحليل و والوقوف عندها، تم تجاهلها دوما. فالمثقف عندنا لم يتخلص فكرة من البرمجة الاجتماعية. هذا لا يأتي منه خير و ذاك لا يأت منه شر.
الآن يقدم  مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية أيضا  لحل الأزمة السياسة القائمة في موريتانيا، مبادرة تأتي بعد ما سمته الأغلبية حوار مع المعارضة استجابت له اطراف فيما رفضت أخرى. في هذا الظرف الذي فيه تحلل مبادرة مسعود و تفسر و يحاول البعض إقناع الاطراف بها ، مبادرة حتى إذا ما تم تبنيها لن تكون أكثر من مهديء لحالة مرضية مستمرة لما تجد بعد من يستأصل جرثومتها عن دراية و بحكمة. كل من وجدت شباب يشتعل حماسا استغلهم رجال عن علم أو غير علم ليشعلوا بهم ما لم يعودوا بقادرين على إشعاله فالخطابات الحماسية عليها السلام و ما صوت مبحوح متردد، خلفيته موقف متذبذب بقادر على أن يلهب حماس الجماهير. المبادرة في المستوى، دونه، خطة من الأغلبية، عبقرية من مسعود، رؤية معارضة ، المهم أنها مبادرة من رجل سياسي في المشهد السياسي ، وجودها يعطي إيحاء باحتمال وجود ساسة على الأقل،
مواسم تأتي بالصدفة...
في العادة يخرج السياسي و الحزب حين تكون لديه رؤية جديدة للتعاطي مع جديد كخطة اقتصادية أو رؤية سياسية اجتماعية أو احتجاج على خطوة أقدمت عليها جهة سياسية أخرى أغلبية كانت أو منسقية. أو لربما في تفكير سياسيينا لصناعة ثورة، إلا أن القضية، أن المثبت أن الأحزاب لا تصنع الثورات، وحدها الشعوب المخولة بذلك، و الثورات مادامت الأحزاب تبحث عن قيادتها و إشعالها لن تكون بالمطلق. في موريتانيا يأخذ الأحزاب الراحة الصيفية مثلا أو الخريفية ثم يعودون للفصل الدراسي المفتوح و يقف رئيس الحزب "الأب و المعلم" و يلقي درسا كل عناوينه الرحيل دون تصور عن ماذا بعده و ماذا قبله و ماذا سيحصل حينه، لو أن حزبا وضع استراتيجية أثبت فيها أن الرحيل صار الحل الوحيد ووضع خطة واضحة لما سيسبقه و ما سيحدث أثناءه و كيف تصير الأمور بعده، و حاول بهكذا خطوة أن يقنع الجماهير كان جميلا. لكن أي حزب و أية جماهير. إنها السياسة على الطريقة الموريتانية. "مهرجان قريبكم اليوم" يأتي من لم يهتم يوما إلا ب "ليونيل ميسي" و "ريال مدريد" و تأتي من لم يشغلها يوما إلا "مسلسل تركي" و إذا كان حاضر أحد من "أهل الخيام" يؤتى به. و هكذا من الطبيعي أن هؤلاء لا يهتمون لسياسة و لا برنامج حزب و إذا كان هنالك من مهتم فليبحث عن حزب ينشط في دولة أخرى.
الآن يجد الساسة من جديد الحراك المنتظر ل 25 فبراير ، و الذي يجب أن تسبقه مراجعة للذات من هذه الحركة إذا ما أرادت أن تكون حركة تغيير ، فتتخلص من إملاءات القبيلة و ملحقاتها و تتخلص من تقريب الساسة و موائدهم. نعم وجدوا الحراك ففي اليوم الذي قبله مسيرات و يومه بالذات و في اليوم الذي بعده. و المشكلة أن هذه المسيرات ستؤثر على الحركة و نشاطها فالقوم سيستجيبون لنداء القبيلة التي بالنسبة لها حزبها و حزب حلفائها أولوية. و لا أستبعد أن تنخرط هذه في تلك و تلك في هذه و لا يعرف الحابل من النابل. في مثل هكذا مرحلة يتم تحليل أسباب اختيار وقت الحراك و ما مدى تأثيره على المعطى؟ لكن هذا يحلل حين تعرف أن هناك من اختار وقتا أو طرح استراتيجية لأي شيء، كل شيء يأتي على الطريقة الموريتانية. يخرج رجالات المعارضة في الموسم الجديد يرددون المطالبة بالرحيل تماما كما طالبوا به قبل عامين نفس الشعارات و نفس الوسائل . الفرق الوحيد أنها كانت  المنسقية و اليوم بنظام الحزب و الحزب، ربما أن الأغلبية اليوم أضعف من أيام أكتوبر أو لربما أن قناعة الجماهير بضرورة الرحيل زادت أو لربما أن هذه الأحزاب أصابها الملل من طول العطلة و الراحة أو لربما اشتاقت إلى هواء الساحات المفتوحة بعيدا عن صالونات شيوخ القبائل. و يحاولون الآن ركوب موجه 25 فبراير علها توصلهم إلى بحر يجدون فيه حقيبة لعسكري يبدو رمى كل أوراق الرحيل و حقائبه هو الآخر و لم يعد مستعدا لحزمها، و يؤسس لإقامة قد تطول. إن شارع اليوم هو شارع الأمس. فما الجديد؟

Sunday, February 17, 2013

الفيسبوك و المستخدم الموريتاني: العلاقة الساذجة




عبدالله محمدعبدالرحمن
كاتب – إعــــــــــلامي

حقق فيس بوك و يحقق منذ بروزه كظاهرة كونية اجتاحت العالم، حقق أرقاما قياسية على كل الصعد ، حيث قارب المليار مستخدم في العام الماضي . و حين وضع في البورصة حقق أرباحا تقارب الخيال. يشكل حقا الفيسبوك دليلا واضحا على الأمور التي تبدأ صغيرة جدا جدا ثم تكبر و تكبر. ما كان مارك . زوكربيغ يفكر أن ذلك "البلات فورم" الذي وضعه للتواصل مع أصدقائه في المدرسة و التبادل حول دراستهم و شؤونهم، ما كان يفكر و لا حتى خيالا في أن يصل ذلك الموقع ماهو عليه الآن حيث صار محور تواصل في عالم يعمل على زعزعة معطيات الزمن و اختصارها بأكبر قدر ممكن. اليوم الفيسبوك شبكة تمتد خيوطها جاعلة من العالم كتلات بشرية مترابطة، تلك الخيوط كان من الطبيعي أن تصل ولو بلدا نائما يستمتع بهمس محيطه في أذن صحرائه يتقاسمه ضياع العرب و شحوبة ملامح الإفريق.
 شهدت موريتانيا دخول الانترنت و اعتمادها عام 98 بالضبط ، عامان بعد ذلك تم انشاء كتابة للدولة مكلفة بالتقنيات الجديد و انيط بها نشر استخدام الانترنت في موريتانيا، في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي عن تقنية المعلومات 2007/2008م تم إصدار تقييم لـ 129 دولة حول العالم من خلال مؤشر الاستعداد الشبكي Networked Readiness Index NRI، وهو مؤشر يقيس مستوى البنية التحتية لمجتمع المعلومات في القطاعات الرئيسية الثلاثة: الحكومي والخاص والأهلي، ومستوى تأهل الأفراد والأسواق، ومدى تجاوب التشريعات القانونية والتنظيمية مع مجتمع المعلومات.وحسب هذا التقرير احتلت موريتانيا المرتبة (97) عالميا و هي المرتبة ما قبل الأخيرة عربيا. نفس التقرير يذكر بأن عدد مستخدمي الإنترنت في موريتانيا بلغ 30 ألفا  عام 2009. مقابل سبعة آلاف سنة 2001. تعود هذه الإحصائيات إلى تاريخ 2009 فمن الصعب اليوم وبعد 3 سنوات أن تجد تقريرا حديثا دقيقا يقف على إحصائيات حول الإنترنت في موريتانيا اليوم و إن وجدت و قد أعدتها جهاتنا المعنية ، سيكون تقريرا قديما توضع عليه أرقام تخمينية شأن كل التقارير و الإحصائيات التي لدينا. في بلد لا استراتيجيات فيه طويلة الأمد، فكل استراتيجية عرضة لغضب قبيلة أو نزوة جنرال أو طمع سياسي جاهل متحجر العقل و العقلية لا مكان لإحصائيات دقيقة بل لا تبدو الحاجة إليها ملحة.
متابع صفحات الفيسبوك اليوم في موريتانيا و نشاط الموريتانيين على الفيسبوك لا بد أن يقف معبئا بأسئلة ملحة، حول عدد سكان موريتانيا و عدد مستخدمي الإنترنت فيها و مدى اعتماد الإقتصاد فيها و الأعمال على الأنترنت و على استخدامات الفيسبوك في المجال. لأنك ببساطة ستجد حوالي كل شخص يتواصل مع 4000 شخص ، ستسأل عن طبيعة عمل هذا الشخص و ماهي الأعمال التي يقوم بها على الإنترنت؟ و ما مدى اعتماد دخله الشهري على الإنترنت. ستجد أبطال هوليوود أسماء و صورا و أبطال بوليوود أسماء و صورا و كل لاعبي العالم أسماء و صورا و جميلات ووسيمي العالم كله،فالواحد في موريتانيا حين  يلقي نظرة على صفحته ستجد نفسه صديقا لكثير من "مشاهير العالم".
من فترة لآخر سيصله طلب صداقة من شخص بإسم مستعار و صورة طبيعيا مستعارة و سيقبل الطلب، ربما لأن عدد أصدقائه سيصبح 3001 ربما لم يجد من يسأله : ماذا يفيد إن أضاف شخصا لن يزيد من إزدهار أعماله إن كانت هنالك أعمال. و إن كانت الصفحة فقط للاستمتاع و استهلاك الوقت فذلك أمر آخر. لكن المؤسف في الأمر أن أغلبية الواقعين ضحية لهذا الاستهلاك الساذج الغبي للفيسبوك من النخبة المثقفة و المعول عليها، ثم إذا ما  كانت مشاهدة أصدقائك متاحة للجميع فلن تعدم يوما يراسلك فيه صديق أجنبي ، أنا الآن تصلني كثير من طلبات الصداقة من موريتانيا و من أشخاص لا أعرفهم و يسألك عن التفسير ، لا تفسير هل ستقول له عفوا صديقي لكنه "مجتمع السيبة" لن يفهم. ستضطر لإخفائهم حتى لا يراهم أحدا و ستتأسف لأنه سيرى تعليقاتهم و تفاعلاتهم على صفحتك و أيضا سيبعث لهم طلبات. هل هي قوة مجتمع الفراغ تطغى أيضا هنا على معطيات أوراق المثقف.
إن ما يحصل في موريتانيا و طبيعة استهلاك المستخدم الموريتاني لمادة الفيسبوك مطبوعة حد التملك بطابع السذاجة و العبثية و الفوضوية، فلا ضوابط تحكم مرسل الطلب و لا شروط لدى مستقبله و لا هدف محدد من صفحة ما. يوم جلس إلي المدون التونسي و سألني عن سر ذلك الكم الهائل من الأصدقاء لدى الموريتانيين عموما؟ لم أجد إجابة كالعادة. قلت له مداعبا: روحهم الطيبة. بعد إضافتي له بأسبوع وصله حوالي ثمان  طلبات كما قال من موريتانيا على حد قوله و أغلبهم لديه ما فوق الثلاثة آلاف صديق . الأمر يشي بحالة يمكن تسميتها "شغلة أهل لخيام"  لكن أن يكون من أشخاص تنتظر منهم مستوى أرقى فالأمر حالة مرضية تستحق الوقوف عندها.
ربما لا أبالغ حين أقول أن المستخدم الموريتاني وضع حالة خاصة للفريق الأمني في الفيسبوك ، فلم يعد يعرف على أي أساس تبنى علاقاتهم و روابطهم في الفيسبوك، استخدامات عائلية اقتصادية اكاديمية أم ماذا؟
 و ربما و رغم أنهم فقط 3 مليون شخص تبلغ نسبة الأمية فيها حوالي 60 في المائة و عن الأمية الالكترونية حدث ولا حرج. رغم هذه الأرقام ربما وجد فيسبوك نفسه في حيرة أمام دولة بهذا الحال مع ذالك الكم من الحسابات و العلاقات، فهنالك من هوايتهم فتح الحسابات فقط فتجد الواحد بعشر حسابات و إن كان ناضجا و مثقفا تجده بحسابين إلى 3 على الأقل. أمام حالة كهذه طبيعي جدا أن تصلك رسالة من عداد فيسبوكي مربك و يقول لك تم إغلاق حساب و لديه ألف سبب، من بعث طلبات لأشخاص لا تعرفهم و هذه أولى البنود التي ينص عليها الفي سبوك ان تراسل من تعرف أي نوع من المعرفة و يعطي حيزا لذوي الصلات المهنية و العملية بحيث يسمح لهم ببعث طلبات متعددة قبل أن يحذرهم. من ذلك  إلى وجود عدد كبير من الحسابات المعطلة ضمن أصدقائك، طبيعي جدا ما دمت تضيف كل أحد. إلى تواجدك في مجموعات كثيرة مختلفة الاتجاهات و المشارب و الاهتمامات.... و غير ذلك كثير .
رغم أنها 3 مليون اكثر من نصفها أمي، ربما أكثر الدول التي توجه إليها تحذيرات و تعلق من إرسال الطلبات هي موريتانيا، و كل من أراد أن يضيفك لمجموعة يفعلها و كأنك حسابه الثاني. هل سبق و استشارك شخص هل أضيفك للمجموعة كذا؟ لا طبعا. و مع هذه الموجة الهائلة المقبلة على استخدام الفيسبوك فإن خلفها أمية مطلقة بالحالات الأمنية البسيطة و أمية مطلقة في التعاطي مع البيانات العام منها و الخاص و سذاجة في إدراك حالات الخصوصية الشخصية و الأمنية. في الأسابيع القليلة الماضية أغلق الفيس بوك بعض الصفحات لمستخدمين موريتانيين، آخرهم صديقة أخبرتني بالامس أن حسابها تم إغلاقه و آخرين كثيرين. إن الفيس يحذرك مرات ثم في مرة يأخذ قراره.
إن استخدام الفيس بوك مفتوح لغايات عدة لكن الحبل ليس على الغارب و ككل شيء لابد من ضوابط، و الضوابط طالما كان من هوايات مجتمع "السيبة" تكسيرها و محاولة القفز عليها. إما أن تستخدمه لبناء مجتمع تريد تقديم مادة له أدبية اقتصادية سياسة أي شيء و في هذه الحالة طبعا أنت مهتم ببناء أكبر مجتمع لك على الإنترنت و لهذا الغرض وضعت خدمة صفحة، أو للتبادل مع مجموعات معنية حول أفكار معينة و مواضيع و لهذا هنالك المجموعة ، و حين تلقي نظرة على عدد المجموعات التي أنت عضو فيها ستجدها المئات و في هذه هنالك عذر فلم يأت فيس بوك بطريقة بإمكانك بها  الخروج من المجموعات بسهولة كما أن خصوصياتك لا تمكنك دائما من منع الآخرين من إصافتك لها، فصار لكل قبيلة مجموعة و لكل شخص مجموعة و المجموعة في غالب الأحيان لا تخدم على جميع المستويات. و وجود الصفحة و المجموعة لا يعني أنه لا يمكنك استخدام حسابك لبناء هذه العلاقات لغايات اقتصادية عملية و علمية و حتى شخصية ، بل يمكن ذلك حسب معايير محددة تحدد فيها من يخدمك كمتفاعل و كمستهلك لمنتجك.
و إن كان الإستخدام شخصي عائلي فمن الطبيعي أن لا يكون في صفحتك إلا أصدقاؤك و عائلتك و ناس تعرفهم، تتبادل معهم في كل شيء حتى المزاح و فقط استهلاك الوقت إن أردت. و ربما تبحث عن صداقات مع أشخاص تعجبك مشاركاتهم و لكن في حدود، ليس أن تضغط "أضف صديق " كل ما رأيتها أمام صورة أعجبتك.و إن كان الإستخدام للعبث فقط و الفراغ، فحينها هذا حساب يستحق التوقيف و عليك أن لا تضيفه ضمن قائمة أصدقائك، لأنه لا يعتبر مستهلك لمادتك و لا منتج لمادة قد تفيدك.
عن الحالات الأمنية ، من العبثية في عالم اليوم أن تضع خصوصيتك في حماية أربعة أرقام أو حتى عشرة ، هي الأرقام السرية. تفرض متطلبات الحماية اليوم أن تستخدم رقما سريا معقدا متنوعا شيئا ما. و ربما لا يعرف الكثيرون أنه هنالك مقاهي انترنت في العاصمة حين تدخلها يمكن أن تجد حتى الإيميلات مفتوحة و عن تحميل الوثائق و الملفات حدث أيضا ولا حرج، حتى تلك منها الحساسة و المعقدة فالواحد يحمل الملف و ينسى محوه من الجهاز او ربما لا يعرف. إضافة لسذاجات ليس فقط في الفيسبوك بل في استخدام الانترنت عموما، و سبب الحديث عنها أن الواقع فيها نخبة، أو من يفترض أنهم نخبة. و ما دمت تضيف الجميع و أول رابط وصلك تضغط عليه، لا تأمن أن تكون مرة ضحية انفجار فيروسي حارق ماحق. لكن الله لطيف بعباده فهذه الأمور ليست مطروحة على الأقل حاليا بشكل كبير، ربما في انتظار ان تتطور العقلية و تتخلى عن سلوك "السيبة".
المهم أن المطلوب من الفيس بوك ليس المنافسة في عدد الأصدقاء، و كثرة الأصدقاء لا تعبر عن حالة نجاح و تفوق بقدر ما تعبر عن حالة من الجهل و السذاجة، خاصة إن كان نسبة من تعرف منهم أقل من الثلث. فتحديد الهدف في كل شيء مطلوب . حدد هدفك من تلك الصفحة و اعمل بما يحقق لك ذلك الهدف في حيز محاط باحترام الذات ، ذاتك كمستهلك واعي و مثقف  و مستخدم ناضج.

Friday, February 15, 2013

باب ولد معط وقف لأسئلة المجتمع و لم تقف له الدولة و لا المجتمع حين أقعده المرض

باب ولد معط صاحب الصوت الجهوري بالفصحى وا لفرنسية الذي لطالما أطل من خلف الشاشة و المكرفون يقدم فقها وتنويرا للرأي العام، اختفى منذ فترة عن الساحة، ليكتشف الرأي العام الآن أن ما أقعده كان المرض، يكفي أن اكتشاف ذلك ياتي متأخرا لهذا الحد.
باب ولد معط فقية التركة ، الذي كان مشهودا له بالتمكن منها و كل فلتاتها و أشيائها المعقدة، وقف لذلك العلم دوما و اليوم يقعد الضغط و السكري و أمراض التقت عليه، حين أقعدته لم تقف له الدولة التي خدمها معلما و مرشدا و لم يقف له خيرة المجتمع الذي لطالما حمل هم استشكالاتهم الفقهية و هم العدل بينهم كمقسم للتركة، و لم يشفع له ذلك أيضا لتتذكره دولة تحسن إساءة معاملة من أحسن إليها.
في منزله في توجنين بالحي الإداري محاطا بأبناء ثلاثة جامعيين عاطلين عن العمل مقعدا ينتظر يدا لطالما امتدت يده إليها مباشرة أو بشكل غير مباشر، ينتظر أن تلتفت الدولة أو أبناؤها لواجب أو معروف تجاهه.
ابنته زينب، حملت هم أن تعلم الجميع و تجعل الصوت مسموعا فهل من مجيب  ..... لمن يريد المساعدة فإن رقم زينب كريمة باب و لد معط هو 22651661

"جوزيف بلاتر" في نواكشوط

تقدمت موريتانيا في التصنيف الدوري الذي يصدر عن الفيفا 38 مركزا دفعة واحدة فانتقلت من الترتيب 206 في ذيل التصنيف حيث قبعت فترة طويلة هنالك إلى الترتيب 168 في قفزة تعتبر نوعية خاصة بعد ما حققه المنتخب في الفترة الاخيرة أو المنتخبات على الأقل. و تم تصنيفها الأولى قبل بوركينا فاسو التي حلت ثانية فيما يتعلق بالتطور الحاصل لشهر فبراير.
يأتي كل هذا في ظل زيارة قام بها بلاتر إلى موريتانيا اطلع فيها على بعض المنشأت الرياضية و تعهد بتقديم الدعم اللازم للرياضة الموريتانية مشيدا بوزيرة الثقافة و الشباب و الرياضية.
يشار إلى أن قطاع الرياضة شأن قطاع الصحة و التعليم و غيرهم عانى لفترة طويلة من حالات من الفساد و الاحتيال على الدعم الداخلي  الخارجي دأب عليها القائمون على الإتحادية و القطاع عموما. تاركين للشباب الصراع و الركض في العراء خلف كرات بلا وجهات، ووصل الفساد حد الاحتيال على مخصصات سفر الفريق للمشاركة في البطولات الإقليمية و الدولية، كما استغل حب الملتزمين في هذا القطاع للرياضة و جاءت فترة كان فيها اللاعب الموريتاني يتقاضى 10000 أوقية شهريا أي ما يقارب 25 يورو سبقتها فترة لم يكن يتقاضى فيها أي شيء إطلاقا.
و مع هذه النهضة التي تشهدها الرياضة الموريتانية حاليا خاصة كرة القدم بالقطع يستحق الشاب على رأس الاتحادية إشادة من الجميع لكن مطالبة بالإستمرار و نبذ كل تلك الممارسات من فساد و احتيال و يبعد القبيلة و أشياءها على الأقل دعونا في قطاع الرياضة دون القبيلة و دون الفساد ، فهذا الفريق لطالما سود وجوهنا بنصف الدزينات على أرضه و في أراضي الغير.
بلاتر لم يقدم نقدا لادعا رغم ماهو معروف عنه من صراحة في التصريحات، ربما لأنه أحيانا يكون الحال أسوأ من أن تجد ما تقدمه كنقد كون كل شي ء يستحق النقد و في هذا الحالة تأخذك الرأفة بأهل الحال فتكتفي بالمجاملات. و لربما لأن الحال سيء و مع ذلك هو رأى جهدا يبذل لتغييره أو تطويره فأشاد بذلك الجهد.
مع أن ملامح رئيس جمهورية كرة القدم الذي قال يوما أنه في الرياضة هنالك كرة قدم و هنالك ألعاب أخرى. ملامحه في الصورة المتداولة له مع وزيرة الثقافة و طريقة نظرته إليها تحتاج محللا نفسيا و اجتماعيا خاصة. بدا الرجل محملقا أكثر من اللازم على ما اعتقد .....

Thursday, February 14, 2013

مطالبات بحجب المواقع الإباحية

أعلن التجمع المدني الذي يطلق عليه إسم " لا للإباحية" أنه توجه برسالة رسمية إلى سلطة التنظيم يطالب فيها السلطة بحجب المواقع الإباحية في موريتانيا و ذلك للأضرار البالغة الصحية و القيمية التي تلحقها بالطفل الموريتاني و الإنسان الموريتاني عموما.
هذا و لم تعرف موريتانيا من قبل حجب أي موقاع على أساس أي طبيعة إلا أن مطالبة من هذا النوع تعتبر ملحة في مجتمع تغيب فيه كليا الرقابة على الأطفال و سلوكياتهم بحيث يتصفحون المواقع بكل أريحية و حرية مطلقة تجعلهم عرضة لأن تستعبد أنظارهم تلك المواقع.
هذا و كنت في موضوع سابق حول الموضوع و خلال متابعاتي ل "ألكسا" المختص في احصائيات المواقع فإنه و على مدى اسبوع كان دائما هنالك موقع إباحي في الثمانية مواقع الأكقر تصفحا في موريتانيا، ما ينذر حقيقة بخطر داهم و يقيد بأن المجتمع الموريتاني أصبح غارقا في ما يمكن تسميته إدمان المواقع الإباحية.
و في مجتمع صامت محافظ يكتسي طابع التقليدية تعتبر ممارسات كهذه محاطة بسرية كاملة خطرا حقيقيا يهدد كيان و سلامة المجتمع
و على سلطة التنظيم أن تضع هذا البعد في الاعتبار.

Wednesday, February 13, 2013

ضد الإرهاب الجنسي

شاركت موريتانيا في فعاليات اليوم العالمي ضد الإرهاب الجنسي في مصر، و تمثلت المشاركة في وقوف بعض الشبان و الشابات حاملين أوراقا كتبت عليها شعارات مطالبة بحماية المرأة ضد كل اشكال العنف و خاصة العنف الجنسي، و لو أن المشاركة لم تكن على المستوى إلا أنها تشكل في حد ذاتها خطوة مهمة في سبيل حماية المرأة من العنف و خاصة أنه في موريتانيا يحاط هذا الموضوع بنوع من السرية و التكتم مرده طبيعة المجتمع المحافظة، ما جعل ظاهرة كالاغتصاب تنتشر و بصمت تنخر جسد المجتمع في ظل صمت يحيط بها من الجانب الرسمي و من الضحية لأسباب اجتماعية. لا تجد المرأة الضحية و الطفلة من ينصفها.

Saturday, February 9, 2013

منتديات التعليم... كفى سذاجة يا قوم (ليس في المنتدى من يعرف شيئا عن التعليم و لا التربية)

لست هنا بصدد إيراد مقال مكتمل حول موضوع شائك بذاك القدر ، يتعلق بتعليم منفصم منقسم متأزم، بين تلاميذ ابتدائية يخضعون لنظام غير قادرين على استيعابه، و لا حول معلمين هم أنفسهم لا يستوعبون ما ورد في كتب المعهد الوطني، و لا برامج وضعت من طرف مصفقين سياسيين ، لا يمتون للتعليم و لا للتربية بصلة. و لا بجامعة صارت مسرحا للصراعات السياسية و الايديولوجية يتحارب فيها الساسة بأقذر وسائل.
هنا بصدد إيراد وجهة نظر سريعة حول ما يسمى " منتديات التعليم"، كلنا نعرف أن منتديات من هذا النوع في العالم تتطلب خبراء و مجربين و أكاديميين و أسلوب و طريقة تمكن من استغلال الوقت و حوصلة الأفكار الواردة و تلخيص النقاشات. و ما حصل هناك يعرفه الجميع متسابقون لقطع الكاتو و العصير ، و ممثلو اتحادات بثقافة تقارب الصفر في كل مجال فكيف بالتعليم و نظامه و اسلوبه. و خبراء إن وجدوا سيتفرجون مذهولون على ذلك المشهد و مدى غباء بعض الأفكار الواردة. حيث توجد السياسة دوما يخرج التعليم و شؤونه من النافذة و يسنحب من المشهد.
إن التعليم في موريتانيا يعيش حالة انفصامية بين الطالب و البرنامج، و الاستاذ و الطالب، و الاستاذ و البرنامج ، و الاستاذ و اللغة ، و تلميذ ضيع بين فرنسية و عربية لا يعرف عنهما شيئا. و بين كل هذا لا مبالاة الاساتذة و حالة البوتقة و الفساد و المتاجرة التي تشهدها امتحانات اكتتاب الاساتذة و تصرفات الوزارات المتعاقبة.

إن دولة لا زالت منح نخبها تسرق من موظفي وزارة. ليبعثوا أقارب لهم. و دولة لا زالت مدارسها تبدو أحيانا كمكبات نفايات أو بنايات مهجورة، و دولة نخبها السياسية و الثقافية لاهم لها إلا سياسية تزيد تعقيدات كل الوضع و كل الشأن ارتباكا، دولة كهذه تفكيرها في اصلاح التعليم من خلال منتديات في مجتمع نخبته فراغ فارغ سيحول المنتديات إلى مقاهي لشرب الشاي و تبادل النكات السخيف ، دولة كهذه تبحث طريقة ليست منتديات من ذاك القبيل. خاصة و أنهم يقولون المجتمع المدني و عن المجتمع المدني الذي اعرفه أنا هناك هو ليس مجتمع صالح ليصلح بعض الصماصرة ووجوه تثير الشفقة و الاشمئزاز و يؤسفني حقا أن جيلنا القادم يعتمد على منتديات من هذا القبيل ليستبين سبيله.
يتم اختيار خبراء وطنيين متزنين على معايير أكاديمية بحتة لا سياسية و لا قبلية و لا انتمائية، و يتم استدعاء خبراء دوليين للاستفادة من مختلف التجارب، و يوفر الجو الملائم لهم و يمنحون شهرا من اللقاءات لصياغة منظومة تربوية متكاملة من الإبتدائية حتى الدراسات العليا تتضمن كشوفات مالية و توصيات و خطة متكاملة، تجند لها لجنة أكاديمية صرفة مختارة حسب المعايير السليمة. توفر لها الامكانيات المادية لتطبيق الخطة في أجل أيا كان حتى لوكان 10 سنوات. لكن يا خوفي من انقلاب أو حركة سياسية أو شيء يقلب الاستراتيجية رأسا على عقب و تتحول لنوع من هدر الأموال و الوقت كما يحصل دائما مع كل مشاريعنا.... دولة تربك معطياتها " يا الله"""" 

بئر بوحديدة السحرية المباركة

و كأني بقصص و خرافات و سرديات متقنة تتداول الآن في جميع أحياء نواكشوط و ولايات موريتانيا ، خول ميت شرب من ذاك البيئر فعاد للحياة، و مريض سرطان و فقير حتى شرب منه فغرق في المال، و لربما امرأة عانس شربت منه فخطبت في اليوم الثاني، و لربما عجوز شرب منه فعاد شابا ثلاثينيا. مختلف أنواع الخرافات و الأساطير ستتداول الآن. تلك طبيعة مجتمع الفراغ و الوقت الضائع. الذي يبني القصص من الخيال، فكيف إذا وجد مستندا من ذلك القبيل. في مجتمع تنتشر فيه القصص من هذا القبيل حول الكرامات و الولاية و ما إلى ذلك لا شك أن موضوعا دسما كذلك سيستهلك بكل نهم.
الامر يتعلق ببئر منذ أيام يلقى اهتماما و تغطية من العامة قبل الإعلام، فإعلامنا من مصادره المؤكدة و الموثوقة شائعات الشارع، البيئر عثر عليه في دار أسرة بمنطقة بوحديدة و تقول الشائعات المتداولة أن من شرب منه يشفى من الأمراض الجلدية و الأمراض الغير معروفة. لكن شأن اعلامنا دائما و مثقفينا يتركون للأخبار و الشائعات ان تتنقل و تناقل دون أن ينقلوا صورة واضحة مقنعة حول الحدث. فنحن لم نعرف كيف عثر على البيئر و لا كيف انتبه الجميع لأنه سحري مبارك لهذه الدرجة، و لا اول من عثر عليه و لا هل الأمر حقيقة أم شائعة تلقفها صحفي من بعض ركاب التاكسي، أو من سكان حيه في وقت فضوله الغالب.
المهم البئر قيل عنها هذا و لا يعرف أحد عنها شيئا حتى الآن تقريبا أما عن  تحليل مائها و ما إلى ذلك فذلك بذخ نخاف على انفسنا حتى من الوصول إليه.

Sunday, February 3, 2013

مركز انتهاك حقوق الطفل في نواكشوط

تعتبر مقاطعة لكصر خاصة من جهة "سوكومتال" مركز تصليح السيارات و بيع قطع غيارها ، حيث توجد السوق الأساسية للقطع و الكراجات. منذ عقود و جيلا بعد جيل يعتبر هذا المكان مركزا لانتهاك كل حقوق الطفل. من حيث حرمانه من التعليم و تشغيله تحت السن القانونية، في أقسى الظروف لدرجة تصل منعه من الطعام أحيانا و الضرب أحيانا أخرى.
بحيث أن الأب دائما أو القريب هو الذي يأخذ أبناءه منذ نعومة أظافرهم إلى هذه الأمكنة، حارما إياهم من مستقبل لائق، بل فوق ذلك يهيؤهم ليرمى بهم غدا في يوم لا مكان فيه لغير المتعلمين، يرمى بها إلى أرصفة المعاناة النفسية قبل المادية و الجسدية. و يوقم هذا القريب بتشغيل الطفل قصرا، متحكما في كل شيء حتى قوت يومه، و في النهاية يجد الطفل نفسه و قد كبر غير متعلم و يعاني كل الأزمات النفسية فيلقي بإبنه أيضا إلى نفس المكان. بل في ظل غياب رعاية الأهل فإن الأطفال صار محاكاة لأصدقائهم يغادرون المدرسة و يذهبون لهذه الأماكن حيث يجدون أيادي تتلقفهم و تشغلهم دونما خوف من قانون أو متابعة و تلقي عليهم دراهم في آخر اليوم حين يولي الطفل غارقا في الدسم حتى الأذنين. ليس هذا فقط بل يوجد الأطفال عمال عربات المياه و جامعي قطع الحديد من الزبالة و عمال نظافة بدوام جزئي في البيوت و كل أنماط الأعمال التي لا تناسب أعمارهم و لا أحلامهم في ظل تفرج من الأهل و الدولة.

و المعاب في هذا الجانب هو أن منظمات حقوق الإنسان  و حقوق الطفل لا توثق هذه الإنتهاكات و لا تعمل على تغيير الحال و لا مساعدة أو لئك الأطفال لوضعهم على الطريق السليم باتجاه مستقبل مشرق هم من يختاره، لا مستقبلا يختار لهم و يجدون أنفسهم في لحظة ما دونما خيار في ظل العجز العلمي و الفكري.
حتى إن كان عوز الأهل قد ينظر إليه على أنه سبب فإن الدولة و هذه المنظمات مكلفة برعاية هذا الطفل و مساعدته حتى يخطو الخطوات الأولى في اتجاه مستقبل يعد بالأحسن.
في بلد الضياع نركز على الغير مهم و يفوتنا الأهم دائما. يفوتنا جيل ضائع بين ماكينات السيارات و قطعها و بين حاويات الزبالة و التشرد و التشغيل و الانتهاك . 

Saturday, February 2, 2013

بمناسبة اليوم العالمي للحجاب: الصديقة كارولينا زونيغا تتحدث عن تجاربها مع الحجاب و تؤكد على ضرورة احترام الآخرين و شغفها بعالم واحد بكل الألوان و الثقافات






Guys thank you so much for your support today it was 
really nice specially from those who are not Muslims, I'd like to share a little bit how I felt the experience today...
This is not the first time I wear hijab on the street, I made it in Colombia, Spain (not a good one), Egypt and here... well I think I should set how have been each one so you will get an idea.
In Colombia (2007-2009) my friends and I use to wear hijab Friday to go to pray and later do something in order to share, and why not, invite people interested in Islam, but when I wear hijab in my country my fear is just attract glances, because we do not have many foreigners in Colombia and many people when see a girl wearing hijab they think “…ohh she is a foreigner”, “she is Arab”, I also feel quite nervous of hearing funny comments like “today is not halloween” or “look, look a witch”, for some girls is very offensive in my case I just laugh because they are very “ingenious” to make this comments… in the beginning I didn’t use to wear hijab from my house because I felt relatively tense about my mom who is catholic, but slowly I started to show it, and to conquer her, I follow one advice “ask your mother which color or hijab suits better on you” and it worked. For our neighbors, I think, it became normal to look at me wearing hijab, even I can remember one saying me “you look beautiful like virgin Mary ”… 

I remember always people on the metro watching me and whispering about my clothes, or the taxi drivers making a lot of questions about our rights and how we are “oppressed”, but I believe that for all of them it was a huge surprise to know that I was a catholic before, not Arab family, not married and a “paisa” (people from our land). To sum up the impression or feeling I got always from my city about wearing hijab was a mixture of curiosity and fear, but for me was always a nice one.
Now let’s move to Andalucia, España 2009, what Arab do not know about al-andalus?... I guess not Arabs but also muslims we should know about al-andalus, it was once the summit of development of the sciences in Europe… and I don’t want to fly into beautiful details like Alhambra. I went to Spain for one year to study, I had some mates who were staying with me all year although we had different classes, my favorite one was “cross-cultural communication” I have to confess that I learnt a lot and it open my mind in order to understand how other cultures think, just amazing!... I knew that in Spain there was a hard discrimination against Arabs or “moros” as they called them, I saw it by my eyes, but I never expected to live it by myself. I had a class about “cross-cultural communication”, I was dealing with educated people who knew I was Muslim and after one year , I never estimated that wearing hijab would change anything… I got a huge surprise. That day I went for Friday prayer and we had the final exam for my beloved class, in deed I wanted change my clothes but I didn’t have time, so I thought that would not be any problem in going with such clothing to class, but I just can remember the feeling when I entered to the room and the looks fell on me. 

I was in shock, the reaction of my mates was paralyzing, like when with a look you can build a barer saying “Do not sit next to me” or “Did you become crazy?”… so sad, we were studying for four months about pluralism, cross-culture, cultural references and symbols, bla, bla, bla… very nice concepts that in a “developed ” world are not practiced at all. I remember the guy who made the exam with me was shaking, and he made me many questions before to be relaxed… My teacher was so nice that day he asked me if I wanted use it always and how I was feeling, clearly he knew and he loves his profession. I hope I would had found more people like him. In my opinion each person should tolerate the belief and freedom of others.
After that, my next experience was in Egypt 2010, there I really learnt a lot. I was a student of Islamic and Arabic studies, of course I was studing creed, practicing, recitation of qur’an and Arabic, my teachers were so nice two of them were wearing niqab (all in black only showing their eyes) but I got use to that, and even to recognize them, my mate also was wearing it, I had to men teachers and other teacher who was wearing only hijab, all of them were really kind and helpful… I felt that I was like a kid on school, even I was already four years muslim, I felt like discovering a new entire world, but Ramadan came, and in fact I was so happy as Christman (it’s hard to leave the habit for me) I love Ramadan too, but with it a hard new came… Hard? Strange? I don’t know, in the place I was studying they manifested me that I had to wear hijab… I was really mad, I couldn’t believe someone was trying to impose me such a thing, I always believed If we do it have to be because our faith, not because a normal imperfect human is asking it. 

I called my husband I told him what was happening, he said me “I have never ever tell you any world about it, why they are doing it?”