Tuesday, December 31, 2013

"اجماعة" و "الطافلات"

يبث الآن بوتيرة مستقيمة غير منتظمة على منطق الرياضيات، برنامجان تلفزيونيان، مستقيمة غير منتظمة لأني لا أعرف بالتحديد توقيتهما لكن من فترة لفترة تقع عليني عليها بشكل تلقائي.
برنامج "اجماعة" يبثه التلفزيون الموريتاني
برنامج "الطافلات" تبثه قناة الوطنية
بين البرنامجين اجد مشتركات كثيرة رغم ما قد يتبادر للذهن من فوارق كبيرة بين الاثنين . لكن في ظل ما اراه نجاح لفكرة "الطافلات" اقترح على التلفزيون الوطني برنامج "العيل"  لأن اجماعة هذه حقيقة مهمة و مفيدة يغير لم يترك لها الطافلات شيء.

جد و بعض الهزل ...

المجلس الأعلى للقضاء يعين أمامه بنت الشيخ سيديا كأول قاضية امرأة

صادق المجلس الأعلى للقضاء على تعيين ثمانية قضاة جدد، بينهم امرأة ستعمل كأول امرأة تلتحق بسلك القضاء الموريتاني، السيدة امامه بنت الشيخ سيديا  اشتغلت استاذة انجليزية قديما ، و كانت مدير للصفقات بوزارة العدل.
المرأة الموريتانية طيلة حوالي 53 سنة من الاستقلال وصلت مراحل مقدمة فترشحت لرئاسة الجمهورية و شغلت مختلف المناصب الوزارية وزيرة خارجية و وظيفة عمومية و عمدة  وسيدات اعمال رائدات، في ظل هذا التقدم على السلم الوظيفي و كذلك المهني، فإن المرأة الموريتانية خاصة في سن متقدمة لازالت تعاني من اسر عادات و تقاليد و اعراف بالية غير قابلة للحياة و تجد صعوبة كبيرة في تجاوزها. 

Monday, December 30, 2013

ملتقى الخبرات و الكفاءات ... و اشطاري

و أنا في طريقي يخترق بي باص بعض صحاري تركيا في رحلة خاطفة إلى الجنوب، و أنا أقلب مستجدات بلوار ميديا، و قعت على ما يتعلق بملتقى الكفاءات و الخبرات ، و كنت مرات قد وقع نظري عليه، قررت هذه المرة متابعته للتغلب على انتظارات الوصول، هذه رحلات تعطيك وقتا يأخذك لأشياء لم تكن في الحسبان.
افتتحت السيدة بنت الليلي بسماعتها و  و ميكرفونها تقدم الجميع، ثم برز صديقها بجاكيت لا أعرف إن كانت تناسب الخبرة و الكفاءة الإعلامية. بعد انتظار  ولقاء حاول من خلاله مستشار في الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع، شرح ما يتعلق بأهداف الملتقى.
ثم كانت الاعلامية بالعربية و الفرنسية تقدم محاور النشاط، افتتح بآيات من الذكر الحكيم تدعوا للتقوى، حتى تقوى الله في الوطن (اتقوا الله في وطنكم)  ، ثم بعد ذلك القى مدير الوكالة كلمة و اخذ حوالي خمس دقائق يشرح فيها للرئيس لائحة الخبراء في الخارج و كأنهم لم يجدوا أو لن يجدوا وقتا للحديث في الأمر خارج هذا الحيز الزماني المحصور، لم أعرف بالذات الهدف من تلك المساحة، بعده تقدم السيد احمد ولد عبدالله  الديبلوماسي الموريتاني المعروف بنشاطاته مع الأمم المتحدة، كانت عربيته مرهقة جدا ، ارهقتها سنوات و ازقة الأمم المتحدة، كانت مرهقة جدا لحد العجز عن القيام، و كانت عربية الرئيس أحسن منها حالا ولو أنه  استبدل "تبادل" ب "تبديل" لكن المهم أن الجميع فهم قصد رئيس الجمهورية.
من الناحية النظرية، هذا ملتقى كفيل بأن يساهم مساهمة حتى غير متوقعة في انجاز الأمور، خاصة حين يدرج هؤلاء في مراحل وضع الاستراتيجيات ثم العمل على تنفيذها ثم بعد ذلك متابعتها و تقييمها، حيث أن هذه هي المراحل الحاسمة لصناعة التنمية و الدول، بحيث يمنح "الخبراء" فرصة لدراسة الواقع بدقة ثم العمل على اقتراح حلول، مع أن السؤال المطروح هنا و الذي يقود لأسئلة أخرى هو ما يتعلق بالخبراء المحليين و أين موقعهم مما يجري، لربما في مرحلة لاحقة سيتم العمل على مزج الإثنين و خلطهم بطريقة علمية تشكل ثورة تنموية حقيقية. لكن حقيقة أريد أن أكون متفائلا، لكن أخاف بخصوص المعايير التي اختير بها هؤلاء و أخاف أيضا بخصوص آليات متابعة هذا اللقاء.

و ما أخافه أيضا هو حين ننزع "اشطاري" و "إياك لاباس" التي صمت آذاننا و لم تتركنا نسمع ما يقوله الخبراء في ميكروفات صحافة مرهقة تماما كعربية الديبلوماسي و الرئيس، بحيث يتحدثون مع ضيف و دون شكره يعطون المكرفون لشخص آخر و يتركونه هو ينتظر ، أو كما قال أحدهم للدكتور "عمو" : انظر إلى الكاميرا.    و هذه عقلية منغرسة في ادمعة صحافتنا الوطنية، يا ناس أنا اتحدث معكم أنتم يعني انظر إليكم أنتم أنا لا أقدم نشرة أخبار و لا موجز، و في حالة اخرى، انا حر انظر حيث شئت و كيف شئت.
و بعد الافتتاح ارى أن الصحافة الوطنية بحبالها و كاميراتها المحمولة  و حركاتها هنا و هناك. لم تتح الفرصة للخبراء للحديث و النقاش، و سمعنا فقط ضجة من اشطاري أياك لاباس....

أنا لا يضايقتي إن كانت هنالك اهداف سياسية، او انتخابية في النهاية هذه الخطوة حين تتبع بآلية تجمع الخبراء في الخارج و الخبراء المحليين، و بآلية تعمل على وضع استراتيجيات و مشاريع قصيرة متوسطة و طويلة الامد في كل النواحي التنموية. و الخروج بها على النص القبلي و المصلحي الضيق .....

بخصوص مشروع الدكاترة "عمو " و "احمدبابا"  المتعلق باستغلال "توكه" كزيت يستخدم للتجميل و العلاج و غيرها، فلقد تابعت المشروع من فترة ، و تابعت تقديم الدكتور له و حتى قرأت عنه، و تحدث الدكتور عمو عنه باختصار، اريد الاشادة بالمشروع و اتمنى من الدولة أن تشتغل عليه لأنه يساهم في كل نواحي التنمية ما يتعلق بتشغيل العمالة بغير مهارة و ما يتعلق بسمعة الدولة و انتاجيتها و الاهم ان القائمين عليه ابناء موريتانيون، و كان المشروع قد لقي ترحيبا في الاوساط الاكاديمية و العلمية ..



النقطة الأخيرة أن الخبراء تم تكديسهم في مؤخرة القاعة بشكل لا يليق بالخبرة فيما حضر جيش الوزراء دقائق الافتتاح ....
في النهاية سلمت موريتانيا و خبراؤها في الخارج و الداخل و ان شاء الله يا مولان نطوروا و نبنو دولة كبييييييييييييييييرة اكبر من الدول كاملات

Thursday, December 26, 2013

شركات المعادن تسرح و تمرح ، و تهد البشر و الشجر - أوقفوا المهزلة



أقدمت مؤخرا شركة تازيازت على تسريح قرابة 300 عامل ، جهارا نهارا و تحدث مسؤول العلاقات العامة فيها بعذر أقبح من ذنب قائلا أنهم منذ شهرين يعدون للخطوة و اتفقوا مع الحكومة الموريتانية عليها، إن كانت الحكومة وافقت على ذلك فلاجديد في كوننا مواطنين نعاني حكومات تسحقنا بل فوق ذلك تعين من يسحقنا، و إلا فعلى الدولة أن تتدخل لتوقف هذه المهزلة القانونية و الفوضى و احتقار العمال و حقوقهم و على منظري الطاولات من المدافعين عن حقوق الانسان التحرك، لا أعرف حينما يصل الامر العمل الميداني و التحرك لا تجد احدا من منظري حقوق الانسان.
ما يعطي الامر بعدا اقتصاديا اخرا خطيرا أن معظم هؤلاء العمال اقترضوا ملايين من بنوك استناداا على رواتيهم، و حين يرمى بهم للشارع ربما لن نتفاجأ بأن يلقي باحدهم من فوق عمارة أو ينتحر خاصة في ظل حالة الضغط الاجتماعي و التوتر السلوكي التي يعيشها المجتمع. 
اطلق مجموعة ناشطين و مدونين حملات تدوينات تدخل هذه الصورة في اطارها، فعلى الجميع أن يقف مع هؤلاء، بالمناسبة اطلق مجموعة ناشطين و مدونين حملات تدوينات تدخل هذه الصورة في اطارها، فعلى الجميع أن يقف مع هؤلاء، بالمناسبة ليست المرة الأولى التي يحصل أمر من هذا القبيل فالشركات تسرح دون مبررات قانونية لكن هذه المرة مختلفة.
يشار إلى أن شركات التعدين في موريتانيا محكومة و مسيرة من عصابات مقاولين يعملون على رشوة و التعامل مع المديرين الاجانب و يسيرون كل شيء، و تعشش حالات من الفساد و الرشوة المتقدمة و القائمة أساسا على امتهان العمال و حقوقهم و التهام مقدراتهم....
كلنا من أجل محاسبة و عقاب هذه الشركات و معاملتها طبق القوانين و النظم .


Wednesday, December 25, 2013

السيدة فاطمة بنت انجيان ، شخصية العام 2013


شخصية العام : فاطمة انجيان

فاطمة بنت انجيان

النقطة الوحيدة التي أنا متأكد منها، أن شخصية العام في موريتانيا هذا العام و بكل الميزات و الامتيازات هي السيدة فاطمة بنت انجيان، فكناشطة حقوقية، تسهم بشكل كبير و متزن في خلق ثقافة حقوقية، بالتركيز على توضيح أسس و بديهيات يتجاوزها مجتمعنا . السيدة بنت انجيان أيضا تنشط في مجال يرتبط بمجال اختصاصها كقانونية و تعمل بشكل منهجي لخلق هذه الثقافة  .
يسجل لها كانجازات أيضا في المجال الحقوقي و السياسي ، مبادرة 4 دجمبر ، و هذا ما نحتاجه في موريتانيا أن يكون النشطاء و المختصون ذو مبادرات نابعة من وعي و فهم و نقاشات تفضي لحلول، السيدة بنت انجيان رفقة آخرين اطلقت المبادرة و هي تعمل الآن عليها ، اتفقنا معها أم لم نتفق تعتبر خطوة تنم عن وعي بالدور الحقيقي للناشطين الحقوقيين و السياسيين.
أيضا بخصوص أرائها التي تعرب عنها دائما على صفحاتها التفاعلية، تلاحظ حالة التوازن بين المواضيع السياسية و الاجتماعية و الحقوقية بشكل واع . و من المؤشرات أيضا التفاعل الكبير التي تشهده ادراجاتها كونها تشكل حالة التقاء بين الجميع.
باختصار كمتابع و مؤمن بحقي الكلي في التعبير عن رأيي  يسرني أن أعلن السيدة : فاطمة بنت انجيان شخصية لعام 2013  و اظن الكثيرين يوافقونني الرأي ، كما بالتأكيد الكثيرون ربما لا يوافقون ، لكن  هو "الا كلها و ارايو إلى ذاك "

أتمنى أن السيدة بنت انجيان ستواصل عملها ، دون أن تسمح للفلسفة الاجتماعية السائدة بتعطيلها، فتستمر في اقتراح المبادرات و الحلول و خلق فضاءات و نقاشات و توجيه الجهد المدني إلى مسار يمكنه من خلاله صناعة التغيير. اتمنى لها النجاح في حياتها الشخصية و المهنية و النجاح في تحقيق اهدافها.

لم التق السيدة بنت انجيان، لكن صدفا قادتني لمتابعة بعض نشاطاتها ثم بعد ذلك تابعت أنشطتها ، و التقيت بأشخاص عرفوا السيدة  خارج الوطن.
مما يضاف في هذا السياق ، اهتمام السيدة بنت انجيان بمشاركة بعض النقاط المهمة التي تعتبر تاريخا مشتركا حول والدها المرحوم حيث بدأت الكتابة حول متعلقات الأمر، و هو أمر نادر فنحن دولة يموت تاريخها مع رجالاتها، فاعتبارات القبيلة و كل الممارسات السيئة تمنع الجميع من كشف أي شيء و هكذا نتقدم و نحرق كل تاريخنا و شخصياتنا لاعتبارات واهية.


في نهاية الادراج هذا أحاول إقتراح بعض النقاط التي ربما فقط تدخل في اطار أخف الضررين.


سياسي العام : بيجل ولد هميد

مواقف الرجل السياسية ووضوحها و ثباته عليها، خلقت توازنا ساهم بشكل فعلي في إعطاء صورة حول السياسة كثقافة و مواقف.

قناة العام : الوطنية  (مع خطر حجب الجائزة )

الوطنية فنيا من ناحية الجنريك و الاضاء تعتبر الأفضل، بخصوص المحتوى أيضا لديها خرجات ابداعية جميلة رغم كل سقطاتها.

موقع العام : الحرية  - صحراء ميديا

ما تشعره و أنت تتابع مواقعنا الوطنية، أنها كلها تفتقد المهنية و الموضوعية و الحرفية ، بعضها يديره هواة لا علاقة لهم بالصحافة، و بعضها يديره أيديولوجيون جامدون جافون.

برنامج العام : مساء الخير - الطافلات

مساء الخير ، على كل سقطاته و مع أن الصحافة لم يصلوا بعد لمسرح يتفاهمون عليه بطريقة تلقائية و مع أن التقرير أحيانا يتأخر و أحيانا لا يأتي و يبقى الصحفي ينتظر شاخص العينين و مع أن الاضاءة ليست كما يجب بعد و الشعار بدائي جدا و تقليدي حد التهالك و مع كل السقطات فهي فكرة تستحق الاشادة - الطافلات  فكرة و مضمونا و كونه خروجا على المألوف و مدعاة لنقاش الاعراف الاجتماعية و التقاليد و يشكر فضاء حورايا جميلا بين مكونات اجتماعية مختلفة  و فنيا لائق جدا، إلا أنه الظاهر أنه توقف . فمعناه أن الوطنية مثل التلفزة الوطنية البرنامج يبدأ فجأة ثم يتوقف فجاة .

"ذيك الأمور الأخرى مان داخلين فيها لا نوقدو" تلك الأمور الأخرى لن ندخل فيها لكي لا نضيع فهي تسبب حالة صداع.
 

Tuesday, December 24, 2013

جميع المسافرين .. الى البوابة رقم 2014 - الثاني



عابرون كلنا للبوابة 2014 إلا الذين لم يتحصلوا على تأشيرات السفر و الذين انتهت صلاحيات جوازاتهم فترصدتهم غرف انتظار أخرى أخذوا منها ليتناولوا جوازات سفر للإقامة تحت الأرض، كل الذي لم يعبروا من تلك البوابة هم ناس استبدلت جوازاتهم فوق الأرض بجوازات تحتها و تخطفتهم رحلات أخرى لم يكونوا على موعد معها، لم يعرفوا وقتها و لا وقت الحصول على بطاقة الركوب و كم ساعة في قاعة الانتظار و لا رقم المقعد  و لم يسمعوا القبطان و هو يعلن قرب موعد إقلاع الطائرة، ذهبوا في تلك الرحلة التي كانوا ينتظرونها دوما مع نسيانهم لها أحيانا، هي رحلة ننتظرها في أي وقت، فحقائبنا لها أن تبقى محزومة  و نضع فوقها الكتاب الذي سنقرأه طوال الرحلة و نوع الموسيقى المفضل لرحلة استثنائية. أولئك ذهبوا في رحلة مختلفة بجوازات مختلفة بمقاعد مختلفة لبسوا ملابسهم البيضاء و التحفوا بصمتهم السرمدي و انطلقوا.

لنتذكر و نحن نعبر هذه البوابة أولئك الذين عبروا بوابات أخرى ، لم يجدوا وقتا ليعرفوا أسمائها و لا أرقامها و لم يعرفوا أي شيء بخصوصها، لنتذكر آخرين سقطت أوراقهم و جوازاتهم و تأشيراتهم و سقطوا قبل ملحمة الثلاثة و الأربعة اختطفهم تاريخ عشوائي ذات مرة ليعلن فجأة نهاية الرحلة ، و ليضأ الجميع  شموعه و أشجاره و أفراحه و يحاول الهروب من لحظة النهاية و يحاول قليلا قبل أن تتخطفه  تلك البوابات التي تنهي كل شيء ، يحاول الركض و كأنه يفرج بوصوله لتلك البوابة رقم 2014 و ينسى بكل أنانية الإنسان أولئك الذي تملكهم الصمت الأبدي.

الدولة الفاضلة : والله تصدق تكون مجنون ... لا تصدق يجب أن تكون أعمى

ببساطة المتابع لبرامج تلفزيوناتنا الوطنية ، و الحمد لله أخيرا صرنا نستخدم صيغة الجمع ل "التلفزيون" ، لكن و كاننا بدأنا نتباكى أيام المفرد، المهم المتابع لها و برامجها التي تستضيف شخوصا و شخصيات و شاخصين و مشخصين و متشخصين و مستشخصين و شخيصيات و كل ما يشتق من ( ش - خ - ص ) فقط سيحسب أن موريتانيا دولة فاضلة لا يسكنها إلا ( الكتاب و الشعراء و الفنانون و المصورون و الرسامون و المفكرون و المسرحيون و الممثلون و أبطال الفورمولا وان و الأدباء و المحللون و  و المخرجون و المنتجون و الإعلاميون و المصممون و و و و و ) تحسب فقط أنك في دولة لا يقل نظيرها بل يستحيل ، حين تصدق هذا يتبادل لذهنك سؤال بسيط أين الكتب مادام لدينا هذا الكم من الكتاب؟ أين المعارض و المسابقات مادام لدينا هذا الكم من المصورين و المفكرين و الرسامين و الفنانين ، أين المسرحيات و المسارح و مهرجاناتها و جوائزها و و و مادام لدينا هذا الكم من المسرحيين و و و و ، يقول لك البعض، لأنه ليس لدينا دور نشر ، لأنه ليس لدينا مسارح راقية، لأنه ليس لدينا معارض على المعايير، لأنه ليس لدينا جرائد و مجلات محترمة ، لأنه ليس لدينا ثقافة سينمائية لأنه ليس لدينا استوديوهات، إذن أبسط الأبجديات في هذه الفنون ترفض وجودها فعلا قبل وجود ما يعتبر مقوماتها و أسسها ، أنت كيف أصبحت مسرحيا دون مسرح و كيف أصبحت كاتبا دون نشر و كيف أصبحت محللا دون دراسات و بحوث و كيف أصبحت مصورا دون معارض و اعمال..... لنتفق في البداية على أننا يجب أن ننشغل بإلصاق تلك الألقاب المثيرة للضحك و الشفقة ننشغل بالعمل على خلق هذه الأسس، حتى لا يكون كل افعالنا تنظيرات لا صلة لها بواقع دولة تعيش فوضى في كل شيء حتى ألقابها.
يقال ، أنك تكذب تكذب حتى تصدق نفسك ثم تصدقك الناس، ما أخافه أننا صدقنا أنفسنا و كذباتنا الكبيرة هذه و صرنا مكتفين بما وصلنا إليه على سلم تنظيراتنا الجوفاء، لنتفق مبدئيا على ما هو مبدأ ، و كل هذه الانجازات والجهود الجبارة التي نتحدث عنها نركزها على اهداف تعمل على وضع أسس تعطي قيمة و مصداقية و صلة مع الواقع لكل ما نتحدث عنه تنظيرا.

يسألك صحفي مثلا: لماذا أخترت هذا المجال؟ لماذا اخترت ان تكون عامل بناء؟ لماذا اخترات أن تكون صحفيا؟ لماذا اخترت أن تكون كاتبا؟ لماذا اخترت أن تكون سينمائيا؟ لماذا اخترت أن تكون عامل نظافة.... لنفترض جدلا أنه كاتب و مخرج و محلل  و مفكر و لاعب كرة قدم محترف مثلا...
هل تعرف أكذب خلق الله من سيقنعك في موريتانيا أنه اختار أن يكون هذا أو ذاك، هذه مرحلة من الترف كبيرة جدا و اكبر جدا من مقاسات واقعنا الأليم، منذ متى كان لدى الموريتانيا طالبا أو متسكعا أو منحرفا كل هذه الخيارات و الاختيارات ليختار. كل يدخل كل شيء فتجده في النهاية في احد تلك الأشياء أيضا ضائعا فيه ففيه وجد نتيجة مؤقتة صدفة أو الأشياء الأخرى ضاعت منه. و تجدننا ننظر بشكل سيضحك و أنت تشعر بالشفقة، منذ صغري و أنا أميل و أميل و يميل إلى أن يسقط، منذ صغرك هل اهتمت عائلة بما تميل إليه أو تسقط فيه؟ هل اهتمت به مدرسة؟ هل اهتمت به دولة ؟ من اهتم بما تميل إليه أم كنت ناضجا منذ صغرك حتى تدرك الأمر وحدك. ثم ميلك هذا و حين كبرت هل وجدت أبواب المسرح مشرعة و أبواب الرسم مشرعة و أبواب البحث مشرعة و أبوابا أخرى فوقفت بكل دلال تسقطها على أحلامك و ميلك، فقط لنفكر دقيقة أحبتي ، إنه وطن الفوضى العارمة و الفوضى المجتاحة . حتى أولئك الصحافة الذي يحاولون طرح الأسئلة التي يطرحها كل الصحافة، حتى الأمس القريب ما كان فيهم من يميل إلى الصحافة و لا يعرف شيئا فيها و لاعنها، في أحسن الأحوال هنالك قريب و قال له سأحاول البحث لك عن عمل، سيحاول أن يحصل له على وظيفة محاسب مثلا في شركة إن لم يستطع سيبحث له عن مصور في جريدة إن لم يستطع سيحاول له وظيفة سكرتير لم تأت النتيجة سيحاول له مع جريدة ككاتب، ما حصل شيء يقول له ، أنا أعرف فلانا في التلفزيون ماذا لو انضممت لها، و احيانا ينصم لا يعرف إن كان سيكون مصورا أو منتجا أو مهندسا أو صحفيا ، في النهاية تأتي الشبكة بما تأتي به فدعونا من الصغر و الميل و الكبر و الحلم ، و لنتحد يا كاذبين على أنفسكم لنبني دولة اجتهدت طيلة عمرها لتبدد أحلامنا و تحيل أمالنا كوابيسا مرعبة بشيوخها و عمائمهم، دعوكم من التنظير الفارغ في برنامج فارغ و الحديث عن : كوننا مسكونين بعشق كذا و كذا و كذا ففي النهاية كذا و كذا و كذا جاء صدفة كما لا يأتي أي شيء في دنيا الفوضى إلا صدفة....
ففي كل دولة هنالك فنانون و كتاب و و و و و و  و و و يشتغلون داخل الدولة و يحملون اسمها خارجها إلا نحن لأننا ندخل رؤسنا في تلك التنظيرات الفارغة و ننسى أن نفعل أي شيء. يا مثيري الشفقة افعلوا افعلوا افعلوا ثم بعد ذلك قولوا، دعوكم من قول كل أفعاله مشاريع مؤجلة لأجل غير مسمى

Monday, December 23, 2013

جميع المسافرين.. إلى البوابة رقم 2014




لا أعرف لماذا الأيام الأخيرة من كانون هذا لا تريد الإنقضاء ، و تسير بهذا الإيقاع البطيء جدا،  و كأن العام يكابر يرفض الانقضاء، هون عليك فكلنا ماضون و كلنا ستأتي اللحظة التي نتوقف فيها عن الحركة ، ثم ننسحب ببطإ من المسرح. لكن ما لا أعرفه أكثر هو لماذا أستعجل مضيها هذه المرة لماذا أريد لها أن تتسارع ثم تلملم ذاتها ، لماذا تقتلعني هذه الرغبة العارمة لأرى الأربعة تجتاح الثلاثة في ملحمة كونية ستضاء لها الشموع في أصقاع الدنيا و تضاء الأشجار و تعلق الهدايا و تتطاير في سماوات مانويل، اعرف كم الثلاثة منهكة و متعبة و بدأت توضيب حقائبها لتغادر في رحلة النهائية لتستريح من حضورها في كل ورقة حرب وقعت و كل صفقة شر أبرمت و كل اجتياح تم تدبيره، تريد الإختفاء و الإنطفاء، تعرف أن مدتها انتهت و أنها غير قابلة للتجديد و ان لا قوانين و لا برلمانات قادرة على تغيير تلك المادة،.
هل يتعلق الأمر بأني اعتدت غيابك ، فلم أعد انتظر شيئا و اعتدت السنوات تأتي و تمضي دون عطرك و ألوانك و دون لمساتك دون أي شيء منك، فلم يعد هنالك فرق نستعجل أحيانا و نستبطأ أحيانا ماداما لمعيار الزمني بعيدا عن توقعات حضورك و أحلام إطلالتك.فلتات الأعوام إذن كما شاءت و لتمضي كما شاءت ، فهي لا علاقة لها بتقويم أنت كل منحنياته و اسقاطاته.
و ليضأ الآخرون الشموع بعيدا عني و لينظموا حفلاتهم الراقصة بعيدا عني، و ليبحثوا عن سماء بعيدة قليلا لتطاير هداياهم و ألعابهم النارية، ليتركوا لي فسحتي فاصلتي الزمنية لحظة العبور، ليتركوا لي تلك الفاصلة المميزة لأتذكر فيها لحظاتي المميزة المختصرة كلها في زاوية الذاكرة حيث كل أشياءك تتراكم و تتقادم و تتجدد هنالك.
ليتركوا لي طاولة خشبية وحيدة على حافة البحر الأسود بين جسر البوسفور و جسر الفاتح غير بعيد من مكان ذلك الصياد العجوز حيث يلقي كل مساء بسنارته، كل ما أطلبه منهم تلك المساحة و بعض الصمت إجلالا لحضورك، و احتفالا بسيطا راقيا يليق بك. يجتاح البياض كل أشياءه، فقط لنتحدى الوان الغياب و البعد المظلمة.
....... يتواصل 

Saturday, December 21, 2013

لائحة الهادي و تصويت العملاء - الصحافة و الاسترزاق و أشياء أخرى


في الحقيقة، آخذ مسافة من غوغاء عامة تعيشها صفحات الفيس بوك الموريتاني، الذي أظن أن شركة فيس بوك حين تراجع تجد أن الموريتانيين اخترعوا ألف طريقة و طريقة لم يسبقهم إليها أحد في استخدام الفيس بوك، و بدأ إعلامهم أيضا يتداول قواميس و مصطلحات ترسخ لهذه الاستخدامات، فصار من يضع صورة له في فضفاضة على ضفة الاطلسي و يتحدث عن طعم الكسكس الذي أكله يوم أمس يسمى "مدون"، و من يكتب عليه سطرين من العربية يسمى كاتبا و أديبا و أشياء اخرى، فأصبحت تجد ألقابا غريبا، فلان بن فلان كاتب علماني إٍسلامي مثلا لا تستبعد الأمر، أعجبني تعليق لصديق لي ، مرة كنت أتحدث عنه في التوزيعات الايديولوجية في موريتانيا ، فرد أن المتأدلجين في موريتانيا يشبهون مشجعي كرة القدم، فأن يقول لك واحد أنا يساري لا تختلف كثيرا عن أن يقول لك أحدهم أنا "مادريدي"  و حين نفكر حقا في مثقفينا و فوضانا العارمة من يساري و ماركسي و علماني و طيني و ناري و و و  نجد مشتركات كثيرة. المهم فيس بوك بالنسبة للموريتانيين صار دار نشر و مدونات و مواقع إخبارية أيضا و أظن فطور الصباح بالنسبة للبعض و العشاء أيضا. ما يعجبني فينا نحن الموريتانيين أننا حين ندخل أمرا ندخله بجدية حتى نتجاوز الحدود كلها، و نعرف ان نغرس العقلية الصحراوية العبثية الجميلة في بعض الاحيان نغرسها في كل شيء حتى على صفحات الفيس بوك.
المهم الجدل مؤخرا دائر حول لائحة هدد صحفي أسمه ولد احمد الهادي بأنها لديه حول صحافة موريتانيين يتلقون رواتب من الرئاسة و الجيش و الوزارة الأولى و غيرهم، نشر الصحفي الخبر طبعا بحرفية ليست قمة في الكمال، فكان الأولى أن تحتفظ بالخبر لنفسك لتجد سانحة اكثر مهنية و توازن تعلن فيها عنها، لكنها لعنات الفيس بوك ، ما فائدة مثلا أن تعلن على الفيس بوك ان لديك لائحة بصحفيين مرتزقين، و لديك ألف طريقة مهنية تعلن بها الخبر تكون أكثر قدرة على ضبط اللواحق و التبعات.
المهم أعلن الرجل الخبر و ما إن أعلنه حتى بادر أحدهم بنشر لائحة ضمنها أسماء ينظر إليها البعض على أنها قامات فارعة في الاعلام الوطني او لربما قامات فارعة في العمالة الوطنية المهم لا أحد يعرف. و فصل الناشر في الأمر. هل أنه استلم معلومات من السيد ولد أحمد الهادي ؟ أم أنه فقط استبق الأمر و أراد أن يثير تلك الزوبعة؟ أم هل كما ذهب البعض الأمر مدبر ، أمر مضحك حين نبدأ الحديث عن سيناريوهات مخططة و مدبرة في أرض السيبة المطلقة في الصحافة و السياسة.
أنا أريد أن انطلق من مسلمتين ، أولا الإعلام عندنا هل هو في مستوى يصل فيه مرحلة الاكتفاء الذاتي فتكون المؤسسات قادرة على دفع الرواتب و متابعة كل الأمور، أم هل تعبؤ مؤسساتنا أصلا بأعباء الراتب فهي تكتفي باستغلال بعض الملامح الشاحبة لشباب رمت به جامعة نواكشوط لصنع الشاي في أركان بيوت في عرفات و توجنين و دار النعيم.....
المهم أنا باختصار أظن أن إعلامنا و مصارد تمويله بين أثنين ، اعلام يؤيد الأغلبية و بالتأكيد "عارفة له شيئا" على الطريقة الموريتانية، و إعلام يدعم "المعارضة" و بالتأكيد هي عارفة له شيئا، و إعلام يصفق للقبيلة و موظفيها و مشاايخها و وجهائها و ولاياتها و هذا عارفة له "القبيلة " شيئا، و الثلاثة في النهاية سواء.
الأمر الآخر هو المجتمع الموريتاني لا يتذكر حكمه إلا حين تنقلب عليه، ألا يتردد "كرش ما فيها اعظام ما ترادس" لماذا قامت قائمة البعض و تذكر القانون و الدعاوي فيما الامر لم يتعد بعد كلمة نشرها واحد طائش أو آخر يحاول الاحتراف على غرار الجميع و خانته العبارة و الطريقة، ألا يمكن لأي كان في ظل هذه السماوات المفتوحة كتابة ما شاء و نشره دون اسم و دون معلومات، يمكنني انا الليلة ان أنشر لائحة جديدة و أطلب من صحفي أن يقول أن لديه لائحة فهل سترفع القضية و على من؟
الحقيقة في نهايتها ، نحن كلنا أبناء الخيام و متعارفون جدا، ففيهم من كان يتقاضى من معاوية ولد سيداحمد الطايع و فيهم من كان يتقاضى من آخرين ، في النهاية الثقافة الاعلامية السائدة هي أن الاعلامي يأخذ من رجل سيكتب عنه موضوعا جميلا لا أساس له من الصحفة او التصفيق وا لتطبيل لسياسي او وزير و الامر كله سيان، يعني الرعيل الأول من الاعلاميين لهم فلسفة إعلامية نعرفها جميعا، و الدعاوي و تلك الامور ضحك على الذقون، فأولا من يريد أن يبرأ هؤلاء ذمهمه أمامه فالجميع متفق أصلا على الأمر و لا يعنيه فمن لا يقبض من هذا يقبض من ذاك، و الرأي العام أصلا لا شأن له فهو مشغول هذه الأيام بحصص القبيلة في الانتخابات  و مقدار الرضا الذي سيناله الوجهاء من الساسة و مقدار التقدير و زاوية الانحناء التي سيقدمها الساسة للوجهاء.

تطورات القضية وصلت أن بعض الصحافة قرر رفع قضية على الرجل ولد الهادي، و الأخير صرح بانه لا علاقة له باللائحة و أظن رفع الدعوى يليق بسطحيتنا القانونية و الاعلامية ، فهم سيرفعون قضية و الرجل سيقول أنه نعم صرح بان لديه لائحة لكنه ليس من اعلن تلك و لا علاقة له بها، فكيف سيثبت الامر، من ناحية اخرى قالوا : نريد له أن يفصح عن ما لديه، إن كان دقيقا فيما يقوله و يتمتع بمقدار من المصداقية مع اعلاناته، فإعلانها " راخي في الجماعة" كاملة .

إعلامنا ببساطة "الأ الله يحفظ"   .......

Friday, December 20, 2013

مجتمع يأكله النفاق - أيها الأفاكون ......

مساء أمس ، التقيت أولاين صديقا عزيزا علي و بعد الحديث في كل أشياء أصدقاء ثانوية فرقتهم السنوات و عبثت باحلامهما الصغيرة الاتجاهات، دخلنا نقاشا جديا حول المجتمع الموريتاني وسلوكياته، بدأ صديقي بطرح جميل حول المجتمع مشيرا إلى أن هنالك ثوابت و متغيرات في أي مجتمع، و أن الثوابت مثلا هي القيم الدينية و العقدية، و ان المتغيرات هي ماعدا ذلك من أعراف و تقاليد.
علقت ، نعم نواقف هذا الطرحن لكن مشكلتنا ان مجتمع خلط الثوابت بالمتغيرات و العادات بالعبادات و التقاليد بالقيم و يستخدم هذا كوسيلة لضمان استمرار تلك الاعراف الرجعية التي تقضي على كل أحلامنا بوطن و إنسان موريتاني و اعي.
إن المشكلة تنحصر في أمور منها: ماهي المشكلة التي يواجههاالمجتمع، هي النفاق ، مجتمع يكذب على ذاته و يرى في الصمت على كل شيء دينا و تدينا، فيما في عمقه تنخره الممارسات التي لا تمت لدين و لا عقيدة بصلة. إن الأخ الذي يعاقب اخته على مشاهدة أغنية لفيروز على أنها ماجنة هو نفسه المتسكع بين مواقع الخليعة ، و الأب الذي يحمل مسبحته و يغض بصره في البيت و يبدو كملاك، هو نفسه المتكسع بين بيوت الدعارة و العشيقات ليلا، و حراس الفضيلة في المجتمع من علماء و غيرهم هم قادة الزواج السري و عقيدته ، و البلاء كل البلاء في الشيوخ و الوجهاء، الذي يتزوجون بنات بعمر بناتهن و يقايضن تشغيل الابناء و البنات و توظيفهن بالزواج و غيره. مجتمع في صمته تجد فيه أبشع الممارسات التي تهد البنية المجتمعية فالإبن ليس غبيا لدرجة لا يلاحظ ان أباه ذاوجهين و جه ملائكي و آخر شيطاني و سيكون هو على طريقه، و البنت تعرف عن أخيها و هكذا يكبر مجتمع يتوارث ممارسة أقبح العادات و الممارسات في صمته و يأتيك أدعياء الفضيلة حتى لا تشيع الفاحشة. إن المجتمع الموريتاني إما يستمر على هذا و نعترف كلنا اننا في مجتمع متهالك سينتهي به المطاف متعفنا في مزبلة خاصة بالمجتمعات الغير قابلة للحياة في سياق اليوم، حيث يتعفن هنالك ببناته المتزوجات ممن لا يحببن و لا صلة لهن به و لا مشتركات معهن ، و بنات متزوجات مع رجال بعمر أبائهن و بنات يتاجر بهن في صفقات القبيلة و ابناء العمومة، و رجال يدمون الخليعة و يحملون المسبحة و شباب يعتنق فكر أبيه فيمارس كل شيء في سره حتى لا تشيع الفاحشة و يظل المجتمع متغطيا بذلك الشعار الفارغ مجتمع محافظ و متدين إلى أن يأتي اليوم الذي لا يجد الغطاء ما يغطيه أصلا أما شباب مدمن و بنات محطمات و رجال منافقين و شباب يعيش بعقليات قبلية و عادات بالية حقيرة.

نعم هنالك من يخدمه استمرار وضع كهذا ، فهو مثلا يخوله الزواج بابنة عمه و لو كان فاشلا متغطياا بابن فلان و من هو فلان رجل تهالك و رحل أ و امرأة فقط لأنك فاشل و لا شيء تتمسك ب "ابن فلان" تعرف أن من مشاكل العرب الكبرى أن الواحد فاشلا غارق في الخمر الأحمر حتى الأذنين لا يعرف اتجاه القبلة و حتى متدين يقيم الليل لكن لا يفعل شيء مكتفيا ب الرسول صلى الله عليه وسلم عربي. نعم عربي و بعدين..... أن تظل واقفا هنا كتلة فشل متحركة لا عقل و لا فكر و لا رؤية خارجة عن اطار العقل القبلي الرجعي مكتفيا أنا ابن "فلان" ذلك مستوى من الحقارة صعب الوصول إليه. و هناك أخرين ينتفعون من الامر فيوصلهم للشغل و الوظائف دون مستوى و هنالك الوجهاء الذي يستظلون بالامر لتزف إليهم كل مساء بنت صغيرة من بنات القبيلة و لسحقا لهؤلاء لعمري ما أكثرهم و في بتلميت و الاك و ازويرات و اطار و في كل بقعة من بقاع ذلك الوطن المدنسة بالعقليات الرجعية.

و هنالك شباب يدرك كل السوء في ذلك و يدرك انحطاط المستوى الذي هو فيه و هو يردد أنا ابن اهل فلان، لكن ما بيده حيلة فدون ذلك التعريف هو لا شيء، لان القبيلة عملت على أن تربط ذلك التصور بوجدانه و شخصيته و عقله فاصبح من الصعب عليه وجود ذاته بعيدا عنه.
و هنالك نوع آخر يدرك كل ذلك لكنه مدين حتى الآذنين للقبيلة/
- فهي التي دفعت مثلا، و اشترت له الباكلوريا من إحدى عصابات بيع الثلاثة المشهورة و التي يسيرها جنرالات و رجال اعمال هنالك في انواكشوط .
- أو هي التي اشتغلت و اتصلت حتى انتزعت له منحة طالب في حي فقير حاز عليها بعرق جبينه و بدل أنها كانت إلى المغرب جعلوها مثلا إلى فرنسا، نعم القبيلة.
- و حين عاد هي التي اتصلت حتى ضمنت له وظيفة ما كان ليحصل عليها في بلد السيبة و القبيلة و العقلية الرجعية دون وساطة و علاقة.

لذلك هو لا يمكن ان يقف اليوم و يقول لا يجب أن نوقف القبيلة و يجب و يجب ، لأنه من هو أًلا دونها فالشهادة التي لديه من باكلوريا مزورة مشتراة من جماعة استثمار في فساد التعليم الوطني.

مرة حاول صديق عزيز أن يقنعني بجانب إيجابي للقبيلة، و قبلت معه فأحيانا لا يكون لدي مزاج لنقاش مواضيع المجتمع البائس، و رغم أنها عادة سيئة أن لا اتفاعل معه، قال أن هنالك حالة تكافل في إطار القبيلة تكون مفيدة ،  و هو أمر أيضا أسمع الكثير من المثقفين يتحدثون فيه، لكن الجوانب السيئة المترتبة على ذلك الجانب الذي يمكن وصفه بالايجابي بالنسبة لهم تمسح كل شيء، فكمثال حين تشتغل القبيلة على جمع أموال لابتعاث الابناء للخارج، ما يحصل أن الولاء للقبيلة يتقوى على حساب الولاء للوطن و أن أولئك سيعودون ولاؤهم للقبيلة التي جمعت لهم الاموال  و ليذهب الوطن للجحيم ، جحيم سيتمثل في تشغيلهم للاقرباء و ابناء العم و تفضيلهم على كل شيء و تختفي ثقافة المواطنة بشكل كلي، و نكون في وطن من دويلات قبلية و كل قبيلة ستحاول لسهمها من الكعكعة ان يكون أكبر فأي فائدة في ذلك. يقول لك أحدهم ماهو البديل؟ إن كانت القبيلة تعطي لأبنائها أكثر من الدولة.  الجواب و هل تركت القبيلة أًصلا دولة تقوم. و أين هي الدولة أمام العقلية القبلية الحقيرة يا ابن اهل فلان.

بعد تفحص لحال الوطن و اعلامه و مثقفيه و كل شيء فيه، تجد أن المشكلة تبدأ من القبيلة و تنتهي بها، فلنكن إذن مجتمعا منافقا تحكمه أعراف القبيلة ووجهاء ذوو العمامات و المسبحات الخداعة مضاجعو بنات الخامسة عشر و موقعوا عقود زواج السر و مرتادو بيوت الدعارة و العشيقات ، مجتمع يحكمه الأئمة مرتادو الاحياء الشعبية و مدمنو شاي بناتها، مجتمع تنخره كل الامراض و العلل الاجتماعية فيأتي أيام يقتل فيها الاباء ابنائهم و يغتصبون بناتهم و يتناحر الاصدقاء و ينتحر المنتحرون و يظل كل ذلك تحت يافطة البؤس القيمي ، مجتمع محافظ و تقليدي.  و حينها ستأتي حالة انفجار غير متوقعة ستقلب الطاولة على كل المنافقين و تكشق كل الاوراق الخافية لحراس و دعاة الفضيلة.
أو لنبدأ نبني مجتمعا قيميا متصالحا مع ذاته.

لا زلت أذكر منتفخ الشدقين ذلك بعد ذلك اللقاء ، حين التفت إلي و قال: خوي أنت من أي الناس؟ لم أتمنى أن اصفع أحدا كما تمنيت لو صفعته ذلك اليوم.
ألا فلتصبح على خير يا وطن البؤساء ، من عبدة الأعراف البائدة و ذوي العمامات المخادعين.

Monday, December 16, 2013

.... ورحل ماديبا

بعد أيام كان فيها العالم يلقي نظرات اخيرة على تابوت يحمله ثمانية و تنقله عربات يجوب شوارع مدن في دولة كان الأبيض فيها يأكل الأسود ، بعد أن لفظ أنفاسه الاخيرة في سن الخامسة و التسعين، و انسحب من المشهد بهدأ و رزانة معروفة عنه، ترك الماديبا الذي لملم جراح الانسانية يوم فعلا و قولا صنع السلام من العفو و خلق ليس فقط دولة بل قيمة انسانية ، من سجنه لصمته لصرخته في وجه الظلم ثم صرخته في وجه الانتقام، إن الانسانية تحتاج من كل فترة لشخص مثل ماديبا الافريقي بالملامح الهادئة و الصوت المسترسل و التجاعيد التي تحمل الصبر الافريقي و الحكمة الافريقية و الحزم.
رحل مانديلا ، عن عالم قدم له الدرس فعلا و قولا ، و وقف دوما إلى جانب القضايا العادلة، لأنه كان حليف الانسان و هل الانسان إلى سلام و عفو و إيمان بالحرية و قيمها، وحدهم الاحرار من يمكنهم التفاوض، و لن تكتمل الحرية مالم تتحرر فلسطين، ذلك رجل القيم الافريقي ذلك الماديبا الذي صمت و انسحب من المشهد قاتما، كانت نفطة بيضاء في معطيات ضوء الانسانية الخافت. نعم حضر جنازته القتلة و المخادعون و الكاذبون و المنافقون من قواد العالم و وجهائه، ممن كانوا يستمعون إلى خطاباته و هم صغار طلاب في الجامعات و المدارس حضروا ليقدموا التحية لرجل ألهم قرنا.
إن الحديث في العالم الاسلامي عن حرمة حتى الترحم على روح، من تلك الاحاديث العربية البالية التي تسيء للاسلام و المسلمين أكثر من أي شيء آخر و تنطلق من عقدة نقص و حقارة. إن القيم الانسانية واحدة و دافع مانديلا دائما عن قيم دافع و يدافع عنها الاسلام و الانسان و كل الشرائع السماوية.
إن الزج بالاسلام في مثل هذه القضايا و بهذا الشكل هو صناعة عربية صرفة، العرب لا يحسنون صنع إلا الفتاوي المتناقضة و المتعارضة مع مبادي و قيم الدين، كل تلك أمور صنعت في بلاد العرب.
كان الماديبا و سيظل دائما رجل السلام و الحرية و المسامحة، رجل عرف دوما أن يوازن الحاجة الانسانية للحرية دون ميل للانتقام، مع سنوات السجن و عقود الظلم عرف مانديلا أن يقول : عفا الله عما سلف على طريقته، و شيد الدولة و المجتمع.

Wednesday, December 11, 2013

الذكرى 53 لعيد استقلال موريتانيا - تركيا

الأول من دجمبر ، احتفل الطلاب الموريتانيون في تركيا بالذكرى 53 لعيد الاستقلال الوطني، قدم أثناء النشاط عروض فيديو و عروض باوربوينت و أغاني و صور، كان فيه عرض يقدم أبرز المراحل التاريخية من اعلان الاستقلال إلى تأميم ميفرما، اعلان العملة و غيرها. ثم قدم عرضي باوربوينت، احدهما يقدم معلومات عن موريتانيا و الآخر يقدم ابرز النشاطات التي قدمها الطلاب الموريتانيون في العام المنصرم. 
ثم ختم الحفل بتكريم بعض الجمعيات التركية التي تتعامل و لها شراكات مع الطلاب الموريتانيون، نظم الحفل في قاعة العرض الرئيسية التابعة للمركز الثقافي لبلدية الفاتح.
افتتاحا، قدم الأمين العام للطلاب الموريتانيين، كلمة عرض فيه لبعض النقاط و شكر المتعاونين مع الطلاب الموريتانيين.









Monday, December 9, 2013

الشباب ، حرية التعبير و الفضاءات العامة - BMENA2013

الناظر لحال المنطقة العربية باختصار ، يجد تفاوت كبير حين يأتي الحديث عن الفضاءات العامة و حرية التعبير ، ففي وقت فيه دول تعتبر قطعت شوطا هاما في المجال، هنالك دول لا زالت بعيدة جدا على السلم، تكبلها قيود تشريعية و قيود مهنية و قيود اجتماعية حتى. هنالك دول لديها مشاكل في الترخيص و مشاكل في تقبل المجتمع لبعض سبل التعبير عن الرأي فنية كانت ثقافية أو اعلامية، و هنالك دول أخرى فيها شباب يتجاوز مرحلة حرية التعبير إلى مستوى ما يعتبره المجتمع إهانة لقيمه و ضوابطه. و هنالك حرية تعبير ممارسة بشكل غير مهني فتعتبر فوضى أكثر مما هي حرية التعبير.
ما نتفق عليه هو أن لكل انسان الحق الكامل في التعبير عن رأيه و نفسه أيا كان، لكن ما يجب وضعه في الحسبان أن حرية كل فرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. بالنسبة للعالم العربي أحيانا تعتبر الضوابط الاجتماعية أقوى حتى من الضوابط الشرعية أو القانونية ، فتجد مجتمعا يتمسك بتابوهات و ضوابط لا صلة لها بدين و لا بقانون، كل ما في الأمر أنها أعراف أو تقاليد و تقف حجر عثرة في سبيل حق الكل في التعبير عن رأيه ، و هي تخلط أعرافها و تقاليدها بضوابط قيمية. هنا يجب العمل على خلق وعي عام بين الشباب خصوصا يوضح لهم حقهم الكامل في التعبير عن رأيهم و ضرورة تحطيم هذه التابوهات التي يتعبد فيها كثير من المجتمعات العربية. حيث يفهم الشاب أن حقه مكفول و مضمون في التعبير عن رأيه و أنه ليس كل تعبير عن رأي هو خروج عن الضوابط و انتهالك لحريات الاخرين، واعيا بالحد الرفيع بين الحرية في التعبير و كذلك ضرورة الاخذ بالحسبان بعض المعايير التي تضمن مثلا السلم الاجتماعي و ليس فيها أي نوع من التمييز أو الاقصاء أو الامتهان أو الاحتقار فإن ذلك في حد ذاته يعتبر انجازا مهما على الطريق السوي.
حين نرجع للتعبير الفني و حريته كواحد من أهم طرق التعبير، استحضر الفيديو الأخير في موريتانيا الذي أُثار زوبعة لم يقد تابوهات المجتمع على حفظ حركتها المدارية، و صمت الجميع. فيما رأى منتجو الفيديو كليب "بدأ من نواكشوط" أن العمل عمل فني ابداعي و حرية في التعبير عن الرأي، رآه آخرون على أنه الخطر الذي سيحمل موريتانيا إلى جحيم القيامة و قالوا: استغفر الله / اتفو اتفو.  تلك هي تابوهات اجتماعية تسيء للدين أُكثر مما تخدمه حين تخلطه مع بعض المرجعيات الاجتماعية البالية. هذه الاشكالية مطروحة ليس في موريتانيا فقط بل حول المنطقة، فالسؤال دائما هو الابداع الفني و التعبير الفني إلى أي حد يمكن أن يصل بالطبع هو التعبير الفني له مساحة أوسع و له رسالة، لا يجب أن يكون الهدف منه فقط الانتقاص من شخصية أو شيء من هذا القبيل، بل يكون حالة تعبيرية عن كل ما لنا الحق في التعبير عنه.
الفضاءات العامة، هي المتنفس الحقيقي للشباب الذي من خلاله يمارس حقه في التعبير الذي يراه مناسبا بشكل مطلق،  و تضييق هذه الفضاءات يوما ما يسبب حالة انفجارية ، و ضمانها و دعمها هو دعم للمسيرة الابداعية الانتاجية للمجتمع و اتاحة الفرصة لتحريك مياهه الراكده دائما.

إن الفضاء العام هو المساحة التي يتاح فيها التعبير فنيا اعلاميا ثقافيا بأي وسيلة أيا كان مظاهرات تجمعات، و ضمانه ضمان لمجتمع متصالح مع ذاته قادر على محاكمة و مقارعة المسيئين إليه، و إتاحته و تدعيمه هو جزء من تدعيم الحركة الابداعية للمجتمع و خلق نوع من المعادلة بين متطلبات المجتمع و مفرزات الدولة.
من أهم التحديات :
الضوابط الاجتماعية التي في المجتمعات العربية لا يمكن أن تضع لها حدا ، فهي مربوطة بالدين في حالة و بالعرف في حالة و بالتقاليد في حالة أخرى و لا تعرف أين تبدأ و لا أين تنتهي، حيث تحول أي عملية تعبيرية إلى إهانة لشيء مقدس.
- ارادة الحكومات: في بعض الدول الحكومات ليست لديها إرادة أًصلا في اتاحة هذه الفضاءات، و تعمل جهدها للقضاء عليها.
- التشريعات: أحيانا تشريع هذه الفضاءات يأخذ سلما طويلا و معقدا و قد لا يفضي إلى نتيجة.

الحلول:
- خلق وعي مجتمعي يفرق بين ماهو عادة و عرف و تقليد و دين و يكسر حالة الضبابية هذه التي يتخفى خلفها بعض السدنة .
- تدريب الناشطين المحليين من كتاب و معبرين فنانين صحفيين و غيرهم ، على سبل ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي دون الاساءة لأي طرف و ضمان ممارسة كاملة للحق.
- العمل على وضع تشريعات كفيلة بتسهيل القضية.
- تشكيل تكتل اقليمي يضمن حرية التعبير يكون غطاء يرفع إليه الناشطون المحليون تقاريرهم ويقوي و يدعم مطالباتهم المحلية و يرفع شكاويهم للرأي العام.



Sunday, December 8, 2013

حرية التعبير في منطقتنا...

أتواجد حاليا في عمان العاصمة الأردنية للمشاركة في ملتقى حول مواضيع المجتمع المدني مع التركيز على مواضيع حرية التعبير ، دعم المرأة و التنمية الاقتصادية. سأنشر تقارير عن النشاط في ظرف أيام قليلة . و أحاول نشر رؤيتي الخاصة لموضوع حرية التعبير من ناحية : التحديات في المنطقة و الفرص و الحلول ، استنادا على النقاشات التي تجري مع نخبة من المثقفين و المهتمين .

Friday, December 6, 2013

الشباب و الحوار و التطوع : الصلة الثلاثية



إن تصوري ببساطة و استنادا على النقاشات العامة و الجانبية التي شاركت فيها مع المشاركين في المؤتمر الدولي للحوار و التطوع، تصوري هو كالآتي:

إن الشباب يتطوع في مبادرات و برامج من خلال تطبيق افكار يراها ضرورية و معينة للمجتمع و كفيلة بصناعة التغيير، تطوع الشباب و تنفيذه لتلك المبادرات و الافكار يقود لخلق مساحة التقاء و فضاء تشاركي تطبعه سمات الحوار الراقي ، و الحوار في كل شيء لأننا نحن حين نعرف المشكلة و أصلها وفرعها يأتي التفكير في كيفة حلها و هنا يأتي دور الحوار.

ثقافة الحوار، على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، و خدمة لمفهوم التعايش السلمي يعتبر الحوار و قيمه قيمة لا غنى عنها، لكن قبل الحديث عن الحوار يأتي الحديث عن أرضية سليمة يتم فيها الحوار، تلك الارضية هي الفهم المتبادل و تقبل وجهة النظر الاخرى مبدئيا و تقبل الاخر في اختلافه و بعد ذلك يأتي الاستماع إليه، و ما دامت النزاعات المسلحة ، تصاعد العنصرية ، ضعف اللحمة الاجتماعية و غيرها تطبع بلدانا متفرقة من العالم تأتي أهمية التأسيس لثقافة حوار صلبة قائمة على فهم و تقبل الاخر في اختلافه و استيعاب خصوصياته الحضارية و الثقافية و الاجتماعية.
لترسيخ ثقافة الحوار، نبدأ بالاجيال الشابة و نستبعد كل انواع الخطابات الاقصائية او التمييزية على أي أساس عرقي ديني و غيره....

ثقافة التطوع، إن التطوع يوجد في مجتمع وصل مرحلة معينية من النضج، لكن التطوع على مستوى الافراد و التكتلات الشبابية لا حدود له و هو وحده الكفيل بالتغيير و التحسين لأن القائمين عليه قاموا به إيمانا به و مستعدون لاكماله. حين نتطوع في مجال تدريب الشباب ، رعاية الاطفال و خلق وعي عام حول المواطنة مثلا و في مبادرات لضمان تنمية مستديمة . بين الشباب يجب على قواد الكتل التطوعية في العالم ، الاتجاه الى مدارس الابتدائية الان و حيث يوجد الاطفال و اطلاق مشاريع تطوعية أولا لغرس ثقافة التطوع فيهم و ثانيا لتنفيذ بعض المشاريع المفيدة لهم

بالنسبة لي من أكبر المعوقات التي يواجهها المتطوعون و خاصة في العالم العربي، تجاهل مبادراتهم و أفكارهم و برامجهم على المستوى الرسمي ووضعها في اراج النسيان و الختم ببسمة خبيثة. فبدل ان تكون الجهة الرسمية عونا لك في عملك التطوع تتحول إلى عقبة عليه تجاوزها، كما تعتبر مشكلة التمويل مطروحة فما من آلية محددة و لا متفق عليه لتمويل الانشطة التطوعية. كما أن بعد المحلية و العالمية يجب استحضراه فالبلدان حسب تفاوت مستواها الاقتصادي تتفاوت طبيعة المشاكل التي يتعرضون لها.

صح لم يتح لي المشاركة في كل جلسات المؤتمر لأمور طارئة جدا ، أخذتني كليا من المؤتمر، لكن قبل الوصول كان فيه توافق مبدئي على تقديم نبذة عن بعض تجاربي في مجال التطوع و حضرتها و بعثها للجنة المنظمة و حتى آخر لحظة كنت في انتظار الجواب و لم يصل بعد.
و مع أن النشاط كان في قمة التنظيم مصحوبا بنشاطات ثقافية جميلة جدا فلن انسى الرقصة الفلكلورية و لا الطعام اللحجازي في ذلك البهو المملوء بوجوه عربية يفرحها أن تقري ضيفها، و لن أنسى أشبال السعودية من بنين و بنات و طريقته الحضارية تقدم تلك الصورة الناصعة الجميلة عن حيز جغرافي حوكم دوما بالمنطق النمطي الكاذب، كان على مستوى التواصل و التنظيم مع ملاحظات يسجل معظمها في كل نشاط من هذا القبيل، كالتأخر قليلا عن الوقت و لكن هذا أمر بسيط جدا.
ملاحظتي الأهم كون كل مسيري الجلسات لم يكونوا عربا إلا سيدة أو اثنيتين من السعودية،  و الباقون كانوا أجانب، و قضية التفرقة هذه على هذا الأساس لا أعرف إن كان مصدرها اليونسكو أم المركز.
مجمل مداخلاتي ووجهات نظري حول موضوع الشباب و التطوع و الثقافة سأدرجها تباعا من خلال هذه الصفحة.

Thursday, December 5, 2013

الشباب و التطوع و الحوار : مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني



استنادا على ما تابعته في المؤتمر الدولي للحوار و التطوع، الذي نظم بتعاون ما بين اليونسكو و مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني . أنشر لاحقا خلاصات و أفكار بخصوص المؤتمر ، كما أنشر خلاصة تجربتي في المجال مرفقها بتوصيات و اقتراحات.
إن الحوار و التطوع قيم إنسانية، و ما داما بخير كانت الإنسانية بخير، و أي خلل يشهد فيهما هو خلل عميق في البنية القيمية  و الانسانية ، و حين ننظر إلى العالم بتفحص نجد أن التغييرات الكبرى في المجتمعات و نمط سلوكها و عيشها و حياتها قادرتها مبادرات تطوعية خالصة، و الحوارهو الفضاء الذي أقبل فيه أنا الآخر على اختلافاته كما يقبلني هو على اختلافي في جو يملؤه الود.
السؤال : كيف هي الوضعية الراهنة في العالم و في العالم العربي بخصوص ثقافة التطوع و ثقافة الحوار؟ كيف ندعم هذه الثقافة و نبنيها في الفكر الجمعي للمجتمع؟ خصوصا إذا عرفنا أن التطوع قيمة ترتبط بشكل أو بآخر بمستوى النضج و الوعي الاجتماعي.
ثقافة الحوار و التطوع حول العالم ، أين هي من الطموحات ؟ و ماهي فرص تعزيزها؟

إنه لجميل جدا أن نعرض التجارب الرائعة و الجميلة التي تقودنا لأركان العالم الاربع على اختلافاتها و سعتها، لكن الأجمل أن نعرض التجربة و نقف على :
العراقيل التي واجهتنا خلال تنفيذ هذه المبادرة أو التجربة - كيف تجاوزنا تلك العراقيل و تغلبنا عليها - و ماذا عن التحديات و الفرص التي يواجهناها. تلك هي الدروس التي سنتعلمها من تجربة كل واحد في مجال صناعة السلام أو العمل في مجال التنمية المستديمة أو غرس قيم تعدد الثقافات و حوارها.

- تابعوا هذا الموضوع معي و مواضيع حول تجربتي في المملكة العربية السعودية و مع رجالات و سيدات الحوار و التطوع و الثقافة اللذين كانت لي فرصة اللقاء بهم و نقاش موضوع من هذا القبيل معهم.
مشكلتي الوحيدة ، و هذه ليست مطروحة فقط  بخصوص اجتماع جدة، بل لربما مما يميز الاجتماع هذا أن كل المشاركين هم متطوعون لديهم حقا تجارب ملهمة و مثيرة و لو أنها استحقت أن تقدم بشكل يخلص منه لدروس مباشرة، نعم حين تجلس إلى أي مشارك تجد في عينيه بريق الشغف الذي يسكنه للعمل التطوعي. لكن و كما أكرر في كل المؤتمرات حول العالم، تكون المواضيع و المداخلات إنشائية.  مثلا يعرف الجميع أن الحوار مهم و التطوع لا سبيل لقيام المجتمعات من دونه، لكن السؤال الدائم و الحقيقي هو : كيف ؟ كيف ندعم ثقافة الحوار في اجيالنا . و كيف نغرس ثقافة للتطوع قابلة لأن تكون قيمية مضافة لبناء المجتمعات.

المطلوب ليس أن نلتقي و نفترق، نلتقي لنلاقح الافكار و نتبادل التجارب و نجد فرصا نوسع فيها مبادراتنا و نسمح لمجتمعات أخرى بتطبيقها ، نعم تلك هي المساحة التي تتيحها فرصة كهذه.
بشكل خاص، كان فريق التنظيم من منظمين و متطوعين مع مركز الملك للحوار الوطني ، كان أداؤهم أقل ما يوصف به أن جميل، بوجوه تملؤها البشاشة مغمورا بقيم الضيافة العربية الأصيلة ، شباب متحمس يخجلك أصلا طريقته في التجاوب مع متطلباتك خاصة أنا الذي في اللحظة الاخيرة كنت مأخوذا ببحثي الذي جاء بصفة مفاجأة عاجلة أدت إلى تعجيل عودتي إلى اسطنبول. كان فريقا متكاملا متعاونا.

ربما يتصور البعض من قراء هذه المدونة أن تلك الصورة النمطية عن السعودية و طريقة العيش فيها و كيف تعيش المرأة و الشباب هنالك ، يتصور أن تلك الصورة لدى الأجانب فقط أو غير المسلمين، لكن كانت لدي نفس الصورة، للأسف نحن في عالم من الصور النمطية التي تتشكل حتى تلقائيا و دون إرادتنا. كما قالت صديقتي "تاتيانا" كان المؤتمر فرصة لنكتشف ليس من خلال شاشة و لا مقال ضائع في مجلة ما، بل من خلال وجوه و أفكار فتيات و فتيان لديهم القدرة عن يعبروا عن ذاتهم بخصوصياتها بكل رقي و تحضر. لقد قدم اللقاء القصير ذلك على ضفة البحر الأحمر، صورة جميلة لكثيرين كانوا في حاجة عليها ، و هنا أذكر أصدقائي و صديقاتي السعودين الجدد و الكثيرين بالمناسبة، أن من اهم فوائد ذاك النشاط كان أن يكشفوا لنا ذلك الوجه الجميل لمجتمع يتمتع بخصوصية لو كان عصيا على البعض فهمها إلا أنها تعتبر خصوصية لم تؤثر اطلاقا القيم الانسانية و المباديء القيمية الرائعة بل و لكأنها تدعمها  تعمل عليها.
لذلك و لأمور أخرى تعتبر هذه التجربة جميلة: لاحقا سأكتب في صيغة توصيات و مقترحات بخصوص ثقافة الحوار و التطوع و الشباب على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي.
و سأكتب ككاتب أدبي عن تجربة 48 ساعة على ضفة الأحمر...
يمكنكم متابعة مواضيع ذات صلة باللغة الفرنسية أو الانجليزية و التركية على صفحتي متعددة اللغات
abdallahimaur.tigblog.com

Tuesday, December 3, 2013

مؤتمر الشباب الدولي للتطوع و الحوار - اليوم الأول

بدأت الفعالية متأخرة قليلة بحضور المديرة  العامة لليونسكو  السيدة أرينا بوكوفا ، و وزير المملكة للتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود  و الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني السيد فيصل بن عبدالرحمن بن معمر .، ثم وزعت جوائز المسابقة العالمية للتفاهم المتبادل.
كانت الجلسة النقاشية الأولى مفتوحة ، قدم خلالها بعض الحضور لمحات مائعة عائمة عن مواضيع اختلط فيها الشباب و التطوع و الحوار بطريقة إنشائية لا تفضي لنتيجة . فتحت المداخلات ، كانت عامة في عمومها عموم الكلمات الافتتاحية للنقاش.
و كان مدير الجلسة قد أبدى اهتمامه الواضح بمداخلات غير العرب ، لا أعرف على أي أساس اختار ذلك، قدم أحدهم نفسه على أنه مغربي قال له بوضوح فج انتظر نريد غير العرب مع أن العرب لم يتحدث منهم الكثير وقتها، ربما هو كرم الضيافة عند العرب، العرب متأخرون أصلا و طبيعي جدا أن يؤخروا في اجتماعات عربية ، على أراضيهم العربية التي لا يملكون منها إلا ما قل.
السؤال الذي أردت طرحه و نحن نناقش موضوع التطوع و الحوار و الشباب ، هو كيف هو حضور الشباب اليوم في هذا المجال ماهي العقبات كيف يمكننا تجاوزها. لكن ظل الأمر يتراوح في خطابات انشائية . مع أنه يذكر على العموم كون الاجتماع كان مفتوحا و النقاش ، و كانت هنالك متدخلة من السعودية أكدت على موضوع عدم التجاوب مع مبادرات و افكار الشباب، مطالبة بأنشاء هيئة لمتابعة تطبيق التوصيات و المبادرات الشبابية.
ختمت الجلسة براحة الغداء. 

Saturday, November 30, 2013

الطلاب الموريتانيون بتركيا يخلدون الذكرى 53 لعيد الإستقلال الوطني

ينظم الطلاب الموريتانيون بتركيا غدا الأحد الساعة الرابعة مساء بالمركز الثقافي التابع لبلدية الفاتح احتفالية لتخليد الذكرى 53 لعيد الاستقلال الوطني، سيحضرها لفيف و كم مختلف نوعا و ثقافة و دينا و عرقا. يشار إلى ان الجالية الطلابية الموريتانية في تركيا تتزايد اطراديا. الاحتفالية مدعو لها مجموعة من الطلاب من جنسيات مختلفة و كذلك المهتمين بالشأن الثقافي و الطلابي و التبادلي.
كل قراء المدونة من المقيمين في اسطنبول طبعا مدعوين للاحتفالية .... 

Tuesday, November 26, 2013

الذكرى 53 لعيد الاستقلال الوطني

كل عام و موريتانيا حرة أبية مستقلة.
كفاك يا قبيلة بطشا بمشروعنا...

Sunday, November 24, 2013

نتائج الانتخابات التشريعية و البرلمانية

يمكنكم متابعي المدونة المحترمين متابعة بث مباشر تغطية لنتائج الانتخابات التشريعية و المحلية، مع كونه حتى الآن يبدو فيه فقط "اشوي من ازاي" في تلفزتنا الوطنية لكن يذكر ان النتائج ستبث مباشرة من خلاله:

http://www.youtube.com/watch?v=ixcdww0yN88

Monday, November 18, 2013

طافلات - الوطنية



تابعت حلقات متتالية من برنامج "الطافلات" الذي تبثه قناة الوطنية، نقاط كثيرة أثارت انتباهي في الاطلالة:
- الطافلات و التي تعني الفتيات "تقريبا"  اللاتي تناقشن كلهن لهن مظهر تلفزيوني. بمعنى تتمتعن بدرجة من اللباقة و الجمال ، و هو أمر يراعي في مثل هذه البرامج.
- الديكور : يذكر له أنه موريتاني صرف و ألوانه مرتبة بشكل لائق و الإضاءة و الاكسسوار كلها أمور تستجيب لعنصر التناسق .
- التقديم: التلقائية التي تتمتع بها السيدات في الحديث و تبادله الاراء و الابتسام و الحركات كلها أمور إضافية أعدت للبرنامج بعدا تلقائيا جميلا.
- المواضيع: المواضيع المناقشة جميلة و تناقش في اطار تلقائي مريح و السيدات على اطلاع بها، و دائما تناقش من زاويتين إلى ثلاثة مختلفة.
- اختلاف وجهات النظر و التقاؤها.
- التصوير جميل إلا أنه مكرر بشكل روتيني يقوم على البانوراما و الزوم، يحتاج تغييرا في الزوايا و كاميرا خلفية.مع اعطاء نصائح للسيدات حول الجلسة. لانه ليس ممن الضروري ان تكون دائما عبارة عن اربعة في قوس، يمكن أن يتقاربوا  أكثر و يأخذوا المواقع بتلقائية اكبر.

على العموم من الناحية الفنية و ضبط الصوت و الصورة و الديكور و الاضاءة و المحتوى البرنامج مقبول جدا، و حتى نمط تقديمه المختلف.
أتوجه بتحية للسيدات و اتمنى لهم التوفيق و الاستمرار على هذا النحو.

الليلة تفرجت على الحلقة الثالثة ضمن بوتقة من اصدقاء من جهات مختلفة من هذا العالم، كانوا ماخوذين بكل شيء، بعضهم مأخوذ بشكل السيدات و الآخر بطريقة الجلسة الغريبة عليه، و اخرون بالملابس و البعض الآخر بديكور الصالون. لكن في النهاية كانت صورة تستحق التشارك عن موريتانيا.

Wednesday, November 13, 2013

مراد ولد احمد زيدان في أوركسترا السلام العالمية.. عولمة التيدينيت

MAURITANIA
Mourad A. Zeidane
Tidinit

شارك الشاب الموريتاني الفنان في نسخة من : مخيم الأوكسترا العالمية ، المنظمة من طرف أوركسترا السلام العالمية، شارك بآلة "التيدينيت" و حصل على إفادة نجاح ، حصل ذلك في غياب مطلق من متابعة الدولة و متابعة الجميع.
في حلقة من برناج تلفزيوني ، سرد الشاب قصته، مع السفر إلى الولايات المتحدة الامريكية و تحدث عن محاولاته المتكررة لوصول وزارة الثقافة و هي محاولات لم تنجح، الشاب بدا من طرحه أنه مبتدئا ، فهو يستغرب شيئا بات من العادي و المتوقع دائما  في دولة تهتم بالعمولة و مشاريع ثقافية في فيافي موريتانيا، مهرجانات لالتهام بعض الميزانيات و استخراجها على أسس قبلية و جهوية و غيرها. فتجد نوعا من المهرجانات التي لا تخدم شيئا. 
بحسانية طليقة و على أوتار تيدينيت نجح في تطويرها و تطويعها لتواكب نتوءات و رموز فنية قد تبدو غريبة للكثيرين، استطاع مراد أن ينحت إسم وطن كانت وزاراته و سفاراته مشغولة في الحصول على منح دراسية لأبناء الخيام لكبارات و الوجهاء و الوسطاء ، نحت إسم الوطن و تحته بصوت هاديء "تيدينيت".
تحية لمراد . يمكن متابعة تفاصيل القصة هنا:
MAURITANIA
Mourad A. Zeidane
Tidinit

Sunday, November 10, 2013

صوتوا للعلماء و الأولياء ... الخطاب السياسي المبتذل

وضعت صديقة افتراضية لي رائعة هذه الصورة ، و ارفقتها بالتعليق : والله ال وخيرت بالعلماء يقير يا أمة الهادي رفقا بالناخبين


أما أنا فبالنسبة لي و ببساطة تعكس هذه الصورة و ما هو مكتوب فيها مستوى انحطاط الخطاب السياسي الموريتاني و فقره و تخلفه ، و مدى اعتماد ساستنا الأغبياء على سطحية و سذاجة  الوعي العام السياسي.
لربما تطالعك قريبا لوحة مكتوب عليها : صوتوا بإبن فلان بن فلان شريف و عربي و صالح و من أولياء الله الصالحين ، أو صوتوا لفلان بن فلان من خيمة كبيرة و قبيلة أكبر ...
بهذا الصدد ، أخبرني صديق لي منذ فترة أو طلب مني رأيي حول الحملة الانتخابية ، قلت له: حتى لم أعلم بانطلاقتها ، و لا خبر عندي حولها، ليس لدي وقت كافي للاهتمام بصراعات القبائل و شيوخها و وجهاء القرى و المدن، و الصالحين و الاولياء و أبناء الخيام لكبارات و أهل الجنة و أهل النار و حزب الله و حزب الشيطان، دع للغوغاء غوغاءها و لأشبال إعلامنا وديانهم ليهيموا فيها .....


أ

Monday, October 28, 2013

الانتخابات الموريتانية ، تجديد الولاء للقبيلة

عبدالله أ. محمود
كاتب موريتاني مقيم في تركيا



يُستعد هذه الايام في موريتانيا لإنتخابات الثالث و العشرين من نوفمبر ، التي تأتي بعد سلسلة من التأجيلات و التعجيلات و الشروط و المفاوضات  من مقاطعة إلى مشاركة إلى طلب مرصد إلى طلب لجنة إلى مشاركة فبعدها مقاطعة و اللغط السياسي الفارغ، انتهى الأمر بموافقة الموافقين و مقاطعة المقاطعين.
من حلف المنسقية الديمقراطية، أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية حزب تواصل الممثل للتيار الإسلامي المشاركة في الانتخابات خروجا على خط المنسقية الذي ظل دوما متعرجا تعرج الطريق الرابط بين مركز العاصمة و مقاطعة دار النعيم ، غير خاضع لضوابط و لا مباديء سياسية إلا تماما كما قيل أن ذلك الطريق كان ينعرج ذات اليمين و ذات الشمال ليمر أمام القطعة الأرضية للوجيه فلان أو الوزير فلان أو السياسي فلان، حتى صار كفوضى عبثية من الخطوط ذات اليمين و ذات الشمال.  أعلن تواصل المشاركة، و عاش حزب تقدم حالة من التردد و التوتر انتهت باعلان المقاطعة. و فيما اعلن تواصل المشاركة و اعلن تقدم المقاطعة و أحاط بقراري الحزبين هالة من التجاذبات و النقاشات كان مردها أنه لم يكن هنالك توافق كلي داخل هياكل الحزبين هذين حول المشاركة او المقاطعة، في حين أحاط بقراري الحزبين هذين كثير من التجاذبات ، جاء قرار تكتل في حالة صمت تطرح أكثر من سؤال، تكتل الذي يكمل أضلاع الثلاثي الذي يعتبر اللاعب الأبرز في الساحة السياسية المرتبكة و المربكة في موريتانيا.
برر تواصل مشاركته بأنها استجابة للقاعدة الشعبية للحزب و حرصا على السلم المؤسساتي الذي يتبعه الحزب في اتخاذ قرارات مصيرية من هذا القبيل، حيث ورد من الحزب أن أغلبية أيدت المشاركة و طالبت بها، فكان على المطالبين بالمقاطعة في الحزب التنازل للنظم المتبعة لاتخاذ القرارات، و تم إقرار المشاركة. فيما تواترت الأنباء ان مقاطعة حزب "تقدم" جاءت تحت ضغط بعض القادة في الحزب و رفض للتفاعل مع مطالب القاعدة الحزبية التي ارادت المشاركة هي الاخرى، فقرار تقدم حسب حتى أعضاء في الحزب جاء استجابة لأشخاص معيين ركبوا أدمغتهم متجاهلين وجهة نظر اطراف مهمة في الحزب.  مع هذين يأتي حزب تكتل، مقاطعة هذا أو مشاركته لا تبدو محل جدل، يمكن تفسير الأمر على نحوين: إما ان الحزب يعيش حالة توافقية تعتبر لحد ما درجة من المستحيل و اللاممكن، فالتقاء نخبة مثقفة سياسية لها رؤاها و أفكارها التقاؤها كلها على قرار من قبيل المشاركة في الانتخابات التشريعية و البلدية الموريتانية يمكن الجزم باستحالته، لاشك أن في الحزب من أراد المشاركة و فيه من أراد المقاطعة لربما، و له قاعدة شعبية لها رأيها هي الأخرى، فكيف إذن لم يعرف تكتل ما عرفه حزبا تواصل و تقدم من تجاذبات بخصوص اتخاذ القرار الحاسم؟ هل لأنه أكثر منهما مؤسساتية؟ هل لأن قاعدته الشعبية أكثر وعيا و نضجا من القواعد الشعبية لهذين الحزبين؟ هل لأن قياداته أكثر نضجا و عقلانية من قيادات حزبي تواصل أو تقدم؟ أم أن الأمر على العكس، و يتعلق بالأساس، فالأسس و الطرق المتبعة في حزب تكتل مختلفة و أي نوع من الإختلاف هذ؟ المعروف أن عاملا مشتركا يجمع حزبي تواصل و تقدم و هو عامل الإيديولوجية فالحزبان قائما على ايديولوجيتين لهما المؤمنون بهما و المدافعين عنهما و مما يميز هذا النوع من الاحزاب هو تمتعها بأفراد على مستوى عال من النضج الفكري و السياسي ، هذا طبعا دون إقفال الجانب المظلم من المشهد السياسي الموريتاني القائم على أشياء أخرى. اما حزب تكتل فهو لا يعتمد على إيديولوجية معينة ، و ما يشير إليه المتتبعون هو انه أحد الأحزاب التي تعتمد القبلية و الجهوية بشكل متجذر في معطى الحزب و لو ان الوضع الحالي أكثر اتزانا من سنوات خلت ، كان فيها الحزب لمنطقة معينة و أشخاص معينين تماما كما كان طريق الأمل. أذكر صديقا لي مرة تحدثت معه و اكتشفت أنه كان يظن أن الحزب لجهة و فئة معينة و لا يمكن لأي أحد خارجها الانتساب إليه. المهم ان  التساؤلات السالفة الذكر حول النظم و السبل المتبعة لاتخاذ القرارات في الحزب تستدعي التفكير في اتجاهات ربما ذاك أحدها و الآخر لربما إيمان الحزب بقائده و قراراته التي لا تطرح للنقاش و هنا يطرح ألف سؤال و سؤال حول المبدأ الديمقراطي و    الرأي الآخر الذي ينادي الجميع به
شارك تواصل نزولا عند مطالب قاعدته الشعبية ، و قاطع تقدم كما قال البعض لأن بعض القادة الكبار ركبوا أدمغتهم و قرروا المقاطعة رغم أنف القاعدة المطالبة بالمشاركة، و تكتل قاطع المهم انه قاطع نزولا عند رغبة هذا أو ذاك لايبدو ذلك بالاهمية بمكان. و بقيت المنسقية ترفض المشاركة، الغريب في المعطى السياسي الموريتاني أن تقول المنسقية أنها ترفض المشاركة و ستعمل على تعبئة الرأي العام لمقاطعة الانتخابات، و تواصل طرف من المنسقية و هو مشارك في الانتخابات "تيجي الزاي دي بقى" على رأي المصريين.  لا تكفي بسمات جميل و لا أبيات غلام لتعطي جوابا مقنعا لهذا السؤال. فيما وصف البعض تواصل بأنه حزب الطعن في الظهر و انه فعلها مرارا حيث في اللحظة الأخيرة ينسحب مسلما لرغباته و طموحاته فأين جهاد النفس في السياسة على الأقل، نظر البعض للقرار على أنه رغبة الحزب في إثبات ذاته و قاعدته، بحسابات مسبقة أو من دونها صار تواصل وجهة موسم الهجرة إلى الترشحات، فمن لم يرشحهم الاتحاد من أجل الجمهورية الحزب الحاكم و من لن يمكنهم الترشح من طرق حزب تقدم المقاطع ، وفي ظل القانون الذي يمنع الترشح بشكل مستقل،  وجدوا في تواصل الملجأ ليترشحوا باسمه، و كان كريم الضيافة معهم غالبا، الأمر الآخر الذي برره الحزب بأنه يتعلق بسياساته الداخلية و هو مبرر مستصاغ جدا مقارنة مع مبرر من قبيل الشعب الموريتاني حين قاطعت المعارضة انتخابات منتصف التسيعينات غدر بها و شارك فيها، و لاننا لا نريد لتلك التجربة أن تتكرر قررنا المشاركة، كان هذا المبرر الذي بدأ به تواصل و الذي تطور مع الوقت ليصل مرحلة التفسيرات الفائضة لميثاق المنسقية و أنه ينخرم بالواحد أو ما إلى ذلك ، ثم وصل مرحلة أن السبب الدقة المؤسساتية التي تميز الحزب و في النهاية صارت عبارة من قبيلة سياسات الحزب الخاصة ، و بالمناسبة هذه عبارة في المجتمع الموريتاني الفوضوي الوعي السياسي تفهم في الإطار السلبي. الآن فرص تواصل كبيرة بلوائحه و المرشحين الذي وصلوا في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشحات، لكن ستكون أيضا ضربة قاسية للحزب حين تأتي النتائج دون تطلعاته التي يبدو أنها ضاربة في السقف. رغم كل شيء فالحزب قدم خدمة للحزب الحاكم و الأحزاب المشاركة من قبيل التحالف و الوئام، الحزبان اللذان يثبت الوقت و المواقف أنهما حزبان لايدخلان الحسابات المترددة، فيوم قررا الحوار لم يترددا و يوم قررا المشاركة في الانتخابات لم يترددا و يذكر لهما دور الوساطة الذي قاما به لجلب الأطراق السياسية إلى طاولات الالتقاء، فعمل السيد ولد بلخير على عرض متطلبات المنسقية و الضمانات التي ترغبها مما يتعلق باللجنة المستقلة إلى المرصد إلى التأجيل، و في النهاية وصل لما أمكنه الوصول إليه. ربما مما يذكر للحزبين هذين المواقف الثابتة منذ أيام الانقلاب الأخير حتى قبله. فإن كانت المؤسساتية النسبية على الأقل  أو الخلفية الإيديولوجية تعطي لتواصل و تقدم نوعا من الاستمرارية و الثبات يعكره تقلبات متكررة  تعدم تبريرات مقنعة فإن المواقف الثابتة أعطت لهذين الكيانين موضعا لائقا في المعطى السياسي الموريتاني. و مما لا يخفى ففي ظل قرارات تواصل المثيرة بخصوص علاقته مع المنسقية فإن قدرة قادته أو قائديه على الأقل على التجاوب الإيجابي و الفعال مع الأسئلة المرتبكة لإعلاميين لا زالت الهواية و الحدود تبطش بمعطياتهم  و قدرتهم التنظيرية الفائقة التي تذكر لهم بكل أمانة مع المسحة الدينية التي يضفونها عليها و تتخلل تفاصيل العصب لمجتمع يعيش اختلالات نفسية دقيقة و حرجة ، ، استطاعا أن يمتصا لحد ما حالة الحيرة و الاستغراب التي ارتسمت في البداية حتى على بعض أشبال تواصل هؤلاء الذين شيء آخر فظالما او مظلوما تواصل هم له ناصرون و ذاك حقهم، عاشوا حالة الارتباك تلك في انتظار اجوبة القادة، و شكلت المشاركة صدمة للشباب الناشطين من أشبال القبائل و أشبال خمسة عشرين و ستة و عشرين و ما بين ذلك قواما و شباب في منتصف طريقه أو اولها حتى طعنته وجوه تصطنع السياسة و احزاب تحاول امتهانها و تركته وحيدا بعد أن امتصت حماسه و قدراته في البداية رمته لشارع لا شيء فيه إلا صوته الباهت و المشتت بين القبيلة و أشيائها و الانتماءات الضيقة و املاءاتها.
في النهاية ، يحق للجميع أن يسأل : هل مبررات تواصل للمشاركة مقنعة؟ هل ما ذكره بعض قادة تقدم من أن الحزب اتخذ القرار رغما عن أراء قاعدته الانتخابية ،هل هو صحيح و هل أن تقدم يقع في الهوة التي تفاداها تواصل مع قاعدته الشعبية؟  و هل ما كشفت عنه هذه الأزمة هو أن  تكتل حزب سياسي أم حزب رجل و أسس تقليدية بائدة؟ و هل أنه في النهاية المثبت الوحيد هو ان تحالف ووئام كسبا الرهان؟ كلها أسئلة مشروعة جدا. و مشروع أيضا أن نسأل عن الترحال السياسي الذي يواجهه حزب الاتحاد من اجل الجمهورية للرجالات الذين لم يرشحهم فذهبوا إلى تواصل.

ربما الكلمة السر لربط كل تلك المعطيات على تناقضاتها و كل تلك الاتجاهات على اختلافاتها و بعيدا عن السياسة و الساسة و التسيس و بعض الترهات التي لا تقدم و لا تؤخر و لا صلة لها بسياسة و لا ديقراطية الإغريق و لا تحاليل كتاب القبائل و صرخات أشبالها، بعيدا عن تنظيرات لمقارنة التجمع عندنا  بعدلة و تنمية تركيا أو عدالة مصر و بعيدا عن اسقاطات اتحاد عزيز على أشياء أخرى. الكلمة السر هي القبيلة.
إن المتفق عليه أن الانتخابات الموريتانية منذ نشأة ما يمكن تسميته ديمقراطية أو تعددية هي الفرصة الذهبية و الدورية التي تجدد فيها القبيلة سطوتها و سيطرتها، و هي فترة دورية لتجديد الولاء للقبيلة، فترة تعيد فيها القبيلة  جميع رجالات السياسة و الاعلام و الثقافة الذين صموا آذاننا لسنوات قد تكون أربعا أو خمسا أو سبعا حتى على غرارنا هذه المرة، صموها بالديمقراطية و التعددية و البرامج السياسية و الحزبية و التنظيرات في مجالات لا يعرفون عنها أكثر من كلمات، سيمحونها و هم ينتقلون من باب شيخ القبيلة هذه إلى ذاك ووجيه المنطقة هذه إلى تلك و يعدون لائحة بأسماء و أرقام الوجهاء و الشيوخ و قادة القبائل و لربما مع اللائحة أيضا يعدون سلسلة بالهدايا تليق بهؤلاء و إلى جانب ذلك ربما أيضا يعدون لائحة بالتعيينات القادمة و الذين سيتم تشغيلهم فتكون هنالك نسب من أبناء القبيلة و الجهة لابأس بها، نعم الأنتخابات هي فرصة القبيلة لتقول لهؤلاء جميعا كفوا ذاك الهراء تبا لكم و عودوا إلى هنا إلى أماكنكم الحقيقية حيث ليست منابر الخطابات السياسية و لا جلسات الخطط الاستراتيجية العملاقة عودوا  إلي أنا إلى فراش شيخ القبيلة. فيدخل السياسي مطأطأ الرأس ليقبله الشيخ و الوجيه و يجلس ماسحا من ذاكرته الديمقراطية "يلعن أبوها و امها" و مكفرا عن كل ما قاله يوما بخصوصها يطلب الغفران و صكه من الشيخ ليضمن تصويته و أبناءه و عشيرته و القرى المجاورة. يتساوى في هذا الجميع باختلاف الخلفيات الايديولوجية و المؤسساتية من عدمها. الانتخابات هي سلاح القبيلة الذي تستخدمه و بكل قوة ، و في ظل ساسة من هذا العمق المتخلف دون ذرة مواطنة و لا توجه وطني همهم الأول و الاخير تشغيل ابن العم و الزواج من بنة العم التي تصغر بعقدين، و البقاء في ذلك المنصب مغطى بيافطة المجتمع العريضة يمارس تحتها ماشاء له الشيطان الأحمر، فإن ذلك السلاح فعال، و أمامه أشبال القبيلة يصمتون إلى أن يصرخوا مرة صرخة في العراء صارت مؤخرا تشبه تصاريح منسقية المعارضة، أفكار لا معنى لها و لا محل لها من جار القبيلة و مجرورها و لا فاعل السياسة و لا مفعولها.
تتزاحم في تلك الغرفة الرمادية الخجولة غير بعيد من منطقة المدارس الحرة ، تتزاحم كميات هائلة من الفضفاضات التي يرتديها النعس و النوم و المنمون و المزارعون و تجار "البازان" و العطر و شاربوا الشاي، غرفة أنشط شخص فيها هو صانع الشاي و أكثر ما يتم الحديث عنه في فضائها "أخبار اهل لخيام" و "الخطلة " و "ولد عمك " تتزاحم وجوه من الوقاحة و السذاجة درجة تريد فيها إقناعنا أن ما يمارسونه سياسة و ديمقراطية ووطن، و أنه ليس مجرد فرع و جانب من المؤسسة القبلية الحقيرة. في حين يريد هؤلاء بكل الوسائل إلصاق أقنعة رجال سياسة و أحزاب سياسة  و الحديث عن برامج سياسة و ثقافية و تنموية و و و ، فإن قواعدهم الشعبية و قادتهم الذين يتحدثون عنهم هم رجالات القبيلة الهادئين هناك في قراهم و بين قبائلهم و عشارئهم الذي سيقومون بعملية جمع شامة لبطاقات التعريف  و الانتخاب لن يسلم منها أحد يتساوى فيها راعي الغنم و الكاتب الصحفي، حتى بمن فيهم شباب الدفاع عن الديمقراطية و الحقوقيين من مدونين و كتاب و إعلاميين حتى و قادة مجتمع مدني و من يعول عليهم في تغيير العقليات ممن إذا التقوا على مباراة كرة قدم ترفيهية في اقصى نقطة من كرة أرضية وزعتهم القبيلة بوزرائها و موظفيها عليها ، يلتف إليك أحدهم  و يقول لك : " انت من أي الناس" ثم يركب وجه القبيلة و المجتمع الوقح ، حين ترد عليه ، يركبه و يقول لك: أنا لم أقصد ذلك ، فقط مجرد سؤال لا يترتب عليه شيء. لتثبت نفاقه و نفاق المدرسة القبلية التي خرجته انسانا مجردا من ذاته يختصر كيانه ووجوده في فلان و اهل فلان، قل له أنا من الفلانيين ، و يصادف مثلا أنها نفس القبيلة، سيبدأ يسرد عليك تاريخ القبيلة المجيد الذي يختصر فيه تاريخ دولة و أمة يخاف رجالاتها من كتابة تاريخها نزولا عند رغبات القبيلة و استسلاما لقواعد مشبعين بها جردتهم من ثقافتهم و مسؤولياتهم تجاه الأجيال. نحن مجتمع تاريخنا القبيلة و جغرافيتنا القبيلة و رياضياتنا القبيلة و اعلامنا القبيلة. أيها السياسي الجبان لماذا لا تتحدث عن تاريخك و هو تاريخ أمة ووطن و واجبك تجاه أجيال قادمة و تقول لي بكل وقاحة أنك تخاف القبيلة . هل قدرنا أن نختصر أشيائنا في اردات القبيلة و متطلبات مجتمع الانفصام النفسي و العقلي و الشخصي.
لذلك هذه المفاهيم من قبيل المشاركة و المقاطعة و الحياد لا يعترف بها قاموس القواعد الشعبية التي تعرف فقط أن فلان من القبيلة و الجهة و يجب أن يفوز بذلك المقعد، المبرر الذي لم يستطع تواصل تضمينه في إجابات يحاول إعطائها بشكل لا يضع مجالا للشك بأن فيه خافي، لكن من يؤمن بعدم وجود الخافي في ظل حضور القبيلة الخرافي، ما لم يمكنهم  صياغته بوضوح هو أن القاعدة الشعبية هنالك لا تفهم معنى المقاطعة و لا المشاركة و كما قال شاب ذات مرة جانبي: من المقزز أن تنادي أيها الشعب الموريتاني العظيم و انت تعبؤ للرحيل و الربيع الموريتاني ثم حين تريد الترشح للانتخابات تقول الشعب الموريتاني خذل المعارضة مرة في انتخابات منتصف التسعينيات، ببساطة أدرك تواصل تلك الحقيقة أن رجالات القاعدة الشعبية هنالك لن تصدع نفسها بالتفكير في مقاطعة و لا مشاركة فهنالك مقاعد يجب فقط أن تعبأ القبيلة نفسها للحفاظ عليها إن كان عن طريق تواصل أو حزب الليكود مثلا أو اسرائيل بيتنا، و هي ذاتها قناعة أصحاب الاتحاد من اجل الجمهورية الذي رحلوا لأحزاب أخرى، فاولئلك الذي رشحهم كانوا ليفعلوا نفس الشيء لو لم يتم ترشيحهم، و ذلك شأن تقدم، لربما في حالة تقدم أنه أراد المغامرة ليجرب عقلية القاعدة الشعبية  و المساحة التي تجتاحها القبيلة فيها حتى الآن.
فأوقفوا هذه المشاهدة السخيفة من مسرحيتكم القذرة ، و اذهبوا فالوقت يمضي للقاء شيوخ القبيلة ووجهاء المنطقة و ارتدوا فضفاضة من "الشكة " و لا تنسوا ان تضعوا هدية الشيخ في صندوق السيارة أو ترسلوها قبلكم. و ليغط كل منكم فعلته بمسحة تكون الجرعة الدينية فيها الزائدة مثلا أو الجرعة القبلية الصرفة أو جرعة الهدية ، المهم أنكم خبرة و تجربة في المجال و لن تعدموا طريقة.
ما دمنا من كل أربع إلى خمس سنوات مضطرين لتجديد الولاء للقبيلة و ليس فقط العامة بل النخبة السياسية و الثقافية و الفكرية من قادة احزاب و مرشحين و ناشطي مجتمع مدني و ناشطين حقوقيين، كيف نستغرب حالنا أحسن مما هو عليه ،  بعد نصف قرن يزيد من الزمن نختصر فيها ذواتنا في القبيلة و القبيلة تختصر دولتنا. إن القبيلة هي الوحيدة في موريتانيا التي تحقق كل استراتيجياتها السياسية و الثقافية و برامجها الانتخابية، لذلك لم يحقق شيئا هذا الوطن حتى الآن.
الإنتخابات في موريتانيا هي تجديد ولاء للقبيلة أولا ثم بعدها تحدث عن باقي تلك الأشياء القذرة.