Saturday, December 17, 2016

نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم : آخر أسواق نخاسة رجال دين القبيلة


صورة فقط لخدمة النص 

اكتشفت مؤخرا أنه تقريبا كل يوم هنالك ندوة لنصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم في موريتانيا، قد يجادل بعض سذج أهل الخيام عندنا و ماذا في ذاك علينا نصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم كل لحظة. المشكلة و المسألة ليست في نصرة الحبيب بل في أن تستخدم المناسبة هذه لجمع تمويلات خليجية و لخلق مكانة اجتماعية يتم من خلالها سمسرة دور تفرغ زينه و ملحقاتها و يتم من خلالها تقديم بعض الأشخاص و تأليههم. 
إن النصرة التي يركض خلفها الجميع كغوغاء لم تعد أكثر من مناسبة لتجميع التمويلات و الرعاية و ما إلى ذلك. 
او على الاقل انشغلوا في ندوات نصرتهم و اتركوا ولد امخيطير في حاله. 

المجلس الأعلى للشباب : الأمل


في خطاب الأمل الشهير و شباب الأمل الشهير و دولة الأمل الشهيرة ، و شعب الأمل ، و مشاريع الأمل و دكاكين أمل و طرق أمل و مطارات أمل ، في ذلك البلد حيث أحيانا الأمل ألم و حيث أحيانا الأمل مناورة و حيث أحيانا الأمل أن تقبل الوضع البائس و حيث أحيانا الأمل كسل و و و 
في يوم مشهود أعلن رئيس الأمل عن تشكيل بنية شبابية علق عليها شباب موريتانيا كل الأمل ، كانت المجلس الأعلى للشباب. اليوم مر على المجلس ما يكفي لنشعر بأن بعضه أماله تحول إلى حقائق و بعض الأمال التي علقت عليه وصلت مكانا ما يلامس فيه الأمل بعض جوانب الألم المستوطنة في وطن مسكون بآهات الإنتظار أو قهقهات اليأس. 
في سؤال ببساطة كلمة الأمل و ما يكتنفها من صراعات شعورية أسأل أين حصيلة المجلس و تقاريره التي رفعها لرئاسة الجمهورية و توصياته و استشاراته؟ أين مشاريعه للتشغيل و مشاريعه للرقي بطموح الشباب أم أن شغله كان فقط أن يعطي الأمل حجما أكبر و يختار له الساعة المناسبة ليهده. 
ماذا فعل المجلس الأعلى للأمل غير فتية عرفناهم ظهروا لنا أحيانا برابطات عنق غير متناسقة.
هل يلتقي الرئيس الشباب من جديد و يعلن عن مجلس أمل جديد، أم كان المجلس فقط لامتصاص هبات فبراير المتطايرة و التي تلقفها عجزة الأحزاب، كان الأحزاب و رجالات القبيلة ليكفوا عزيز شر شباب فبراير الذي تبخر مع أول هبة جنب عمارة افاركو الشهيرة. 
هل انتهى دور المجلس الأعلى للشباب الذي كان فقط لربط الشباب بالأمل من جديد أو امتصاص بعض الشباب الذين في النهاية النضال بالنسبة لهم أفضل من الجلوس في البيت و شرب كؤوس الشاي الواحد تلو الآخر دون شغل و دون جدوى و تقريبهم من رائحة القصر حتى ينسوا رائحة الفحم. 
كل يوم و انتم على أمل في بلاد الأمل 

Thursday, June 23, 2016

لا تلمسوا بناية المطار القديم


بعد تدشين مطار ام التونسي الدولي ، و إعلان انطلاق استقباله للرحلات، تبرز التساؤلات حول مصير المطار القديم و الذي تقضي صفقة بناء المطار الجديد مع شركة النجاح باستلام الأخيرة أرضية المطار كلها و استغلالها. السؤال الآن هو عن مصير المطار القديم في ظل توقعات بهدمه و استقلال المنطقة بشكل كامل لأغراض مختلفة. 
شخصيا أرجو من كل زملائي من المدونين و الناشطين المجتمعيين و البيئيين و المثقفين العمل على حملة حقيقة لرفض المساس ببناية المطار القديم و برج المراقبة و الاحتفاظ بهما كمعلم من معالم مدينة نواكشوط ، كون المطار هو شاهد من شواهد المدينة وواكب نشأتها و تطورها من البدء. 

Friday, May 27, 2016

قاسم الجمال المشترك حداد المعنى


خرج من ورشة أمله محملا بأشياء مختبرات إبداعه ، نزل ليس ضيفا على أحد كالكلمة في هيبتها كالنسق كالنص المذهل كالقصيدة حين جلس،  دخل مقتحما عزلة الملكات  موقظا كل ما فيها من فراشات يفتش عن الساحرة التي أيقظته و التي سكنت جنبات قصيدته ، ساحرة ما كانت جرحا  و لا خنجرا كانت فقط في كل شيء في الفنجان، على الجدار ترتسم في المدى ، هناك حيث  قلب الحب  و حيث الكلمات انتماءات و المعاني شظايا و حيث الشاعر يمشي محفورا بوعول الحزن التي تكابد الأمل، فتنقده أحيانا، تهده لتبنيه.
طبيب يعالج المسافة مستأنسا بأخبار مجنون ليلى و طرفة بن الوردة، فنان يلون المستحيل ازرقا، مهندس يصحح الأشكال، صياد ينال الغزالة يوم الأحد، و على قبر الصورة سلام.
كلماته سماء عليلة تفوح منها رائحة الأرض و رائحة الخبز مسكونة بفتنة السؤال،
أخرج رأس الحسين من المدن الخائنة ، بجواشنه منع الدم الثاني، و لولا أمله كانت القيامة. 
لا يكون له سيد إلا الفحم و لا معبودة إلا القصيدة. القصيدة ذات النهايات التي تنأى.
قاسم الجمال المشترك ، حداد المعنى ، قاسم حداد.
فلماذا يا ذاتي الغبية لا تصدقي أنه هو الذي جلست إليه ذات مساء ماطر في قلب ليون و هو الذي اخترقتك كلماته كما يخترق  نهر الرون الجنوب الفرنسي محملا بكاريزما باريس و كلمات بالزاك و أفكار فولتير و ألحان بياف  وصور كلود موني و على جنباته إمتدادات الألب الشاهقة؟ لماذا لا تصدقي أنه هو الذي حديثه عن محرقه رد إليك الأمل في بناء الهوية الإفريقية و أنت في عمق مومباسا المسكونة بالحلم الإفريقي المنتظر و الألم الإفريقي المعاش.

  

Wednesday, April 27, 2016

الأيام الستة في نواكشوط : - كل عام و على هذه الارض ما يستحق الحياة

صدقوني لا شيء أحلى و لا أغلى من أن نلتقي أولئك الذين رماهم قدر في طريقنا و رمانا قدر في طريقهم فاكتشفناهم و عرفناهم و سكنوا ذاكراتنا و رحلت أٍسماؤهم و أوجههم و عطرهم و صوتهم في حقائبنا، و ارتسمت حركاتهم و سكناتهم على جدران وهمية نحدق فيها على هدى و على غيره. لا شيء أجمل من نجلس إليهم نشاطرهم البسمة و الكأس و الصمته و نترك لرياح نواكشوط المحملة بنا و بذواتنا و هوايتنا نترك لها أن تجتاح أوراق عواطفنا المبعثرة على طاولة خشبية رمى بها أجنبي على عجل في مقهى أو مطعم ألقاه على رصيف طريق تغطيه الأتربة.
لا شيء أجمل من أن نلقى كل الرائعين الذين أحبتني العناية الالهية بما فيه الكفاية لترشدني إليهم و ترشدهم إلي. أن نلتقي أوليك اللاتي قررن ذات مساء بعثرة أوراق عاطفية مزقتها القبيلة البائسة و وطن المشاعر المنتظر حد اليبس و التشظي ، ألئك اللاتي قررن أن ترسلن لك بسمة عابرة للقارات و دمعة عابرة للحدود لأنهن وجدن فينا منديلا شاردا يحسن مسح الدمعة و قلبا بسعة المتاهة يحسن مقاسمة البسمة.
لكن الحسابات وحدها هي التي تهزم عواطف الاحلام و أحلام العواطف، و الزمن هو وحده الذي ينثر العواطف عليه فاصلة و احداثية كمعلم ديكارتي دقيق. حلقت بي طائرة ذات زوال اسطنبولي تغالب شمس غيما يوحي بمطر ، رمتني الطائرة في احضان درة المتوسط لأخذ لنفسي جولة مقتطفة من كل الجداول المغلقة فاشرب قهوة في مقهى يطل على بحيرة تونس و الصق عقدا فضيا تتوسطه حبة خرز اسطنبولية بجيد فتاة سحرتني طلته ذات مساء بارد موغل في البرد و الشقرة. ثم تعانق عيني بسمتها بشغف المسافة و عبق الازقة العريقة. منها إلى نواكشوط حيث البداية و النهاية و المنقلب و حيث نبتلغ غبار شوارعنا و نستنشقه و كأنه رائحة التوليب في وسط نيسان، حيث أم و أب و اخ و اخوات و عائلة جميلة تسكنني و يسكنني حبها انتظروني لعامين كنت خلالها أتسكع في سيول و ازقة بانكوك و أٌتأمل جادة الشانزليزيه و نافورة جنيف و جدران تورين و عمارات برلين و معطيات اديس ابابا الموغلة في افريقيتها، عائلة هي الوطن و السكن .
اريد أن ارى كل واحد رغب ذات لحظة شاردة في أن يبادلني حديثا و بسمة و هما كل واحدة ارادت يوما ان تضحك دون رقيب و ان تجرب الكفر بالقبيلة و اعرافها و المجتمع و قواعده الدنيئة ، كل واحدة حلمت بان تركض بحرية و تصرخ بحرية و تغني لطيور اركين المهاجرة منه و إليه و تبوح لامواج الاطلسي الغاضبة بكل ما يختلج بداخلها، اردت ان التقي اصدقاء الطفولة و أيام دار النعيم المجيدة، أصدقاء كرة القدم و الأقدام العارية في ساحات المطار الواسعة، أيام الجامعة الصامتة الهائمة الحائرة الحزينة الجميلة بكل شحوبتها أيام الحب الطفولي و الاحلام الطفولية بوطن و حبيبة جميلة و خطى مطمإنة على حافة الوطن، قبل أن نكتشف أن الوطن  كعكة يتقاسمها أقوياء القبيلة البؤساء و قبل أن نكتشف أن الوطن نهش لأشباه المثقفين و أشباه السياسيين و أشباه الرجال . قبل أن نكتشف أنه يستحيل أن نحب و أن نمشي مطمإنين و أن نجلس مطمإنين  بل و أن نعيش.
صدقوني أريد أن ألقاكم جميعا فردا فردا  و لا أريد أن أدمر لحظة قد تسنح لي بلقائكم كما دمر  أحدهم أشياء أحدهم دبابة دبابة.
لكن الزمن يأبى إلا أن يكون الفيصل و الحاكم الغير آبه بالعدل من قلته، هو فقط يقرر البداية و يقرر النهاية و يتحكم في المسار الفاصل بينهما. ستة أيام اقتطعتها هذا العام كما اقتطعت اربعة أيام منذ عامين. ستة أيام ثلثها لأهل أريد أن استذكر و إياهم لحظات هي التي شكلتني و ثلثها لمدن و شوارع و أماكن هي التي عرفتها  و عرفتني في وطن الانتظار هذا ووطن متقاسمي الانتظار و متقاسمي الكعك القبلي، و ثلثها للملمة الأوراق و الحقائب.
إن لم نلتقي الان ليس لأنني لم أرد بل لأنني أردت أكثر مما استطيع و لاني ارتكبت خطيئة الارتجال  مدفوعا بضرورة اتخاذ القرار حين لم اجد اكثر من 6 أيام.
احلق بعد يوم و بعض يوم عائدا إلى شوارع تسكعي حيث أنام فوق الخرائط و أمام المحطات و حيث أكتب عن وطن تغمره الرمال و تدمر رجالات القبيلة فيه الاحلام ، و تموت بناته في اسرة أزوراج بعمر آبائهن و تتدمر قلوبهن في انتظار قصة لن تبدأ لتكتمل و سينتحر بطلها أمام أول عرض قبلي، أكتب عن وطن مثقفوه مرهونون لكأس قهوة خارج على قوانين القهوة و نصوصها أعده اجنبي في مجتمع لا يفهم الا الشاي و الرغوة و صار يبيعه بسعره في أماكن تشبه وجه المثقف ووجه المدينة، لكن اترك أحلاما دائما أكبر من ساستنا البؤسسا و أمالا ببسمة طفل يقيم في ضاحية نائية من حي عشوائي في منطقة ملح.
إن لم نلتقي الان فشيء مني دائما هنا لكم  و شيء منكم دائما في أي مكان معي


كل عام  و على هذه الارض ما يستحق الحياة

Sunday, April 24, 2016

خدمة زبناء شنقيتل : أسوأ مما تتخيل

بعد عملية بحث طويلة على الانترنت لمعرفة كيفية تشغيل خدمة للانترنت مع شركة شنقيتل موريتاني، عملية 
بحث باءت بالفشل ، بعد استشارات توصلت بنتيجة أنه هنالك خدمة اسبوعية بمبلغ 2000 أوقية. اتصلت بخدمة الزبناء (122) التابعة لشركة شنقيتل ، و طلبت من السيدة أن تخبرني كيف يمكنني أن أشغل خدمة الانترنت لمدة اسبوع و بمبلغ 2000 أوقية فطلبت إلي أن أدخل #594#3302*ok    أدخلت الكود و توصلت برسالة تقول بأن خدمة 3302 تم تشغيلها و لا أعرف أنا أي خدمة تلك، أظن فقط أنها خدمة الانترنت الاسبوعي كما ردت على السيدة.
ذات اليوم مساء تفاجأت بالانترنت تنقطع بشكل نهائي، و حين حاولت فهم ما حصل، أتصلت بخدمة الزبناء مرة أخرى (122) و طلبت إلي السيد المتعب و الذي يرد فقط بعد اتصال أو اتصالين طلبت إليه أن يفسر لي ما حصل.
فرد أن خدمة الانترنت لمدة اسبوع يتم تشغيلها بطريقة اخرى #590#724* اوكي ، حين أخبرته أن زميلته أخبرتني بأمر آخر، رد أن الأمر كذلك و أنه ليس علي أن أرفع صوتي و قطع الإتصال.

حين تكون خدمة الزبناء بهذا الشكل في مؤسسة اتصالات كمؤسسة شنقيتل فإني كمواطن عادي أندد بما قامت به شنقيتل و ما تقوم به خدمتها خاصة أنني اشتغلت لفترة في مركز اتصالات و خدمة زبناء تابعة لشركات الاتصال عام 2010 تقريبا، فتردي خدمة الزبناء و سوء الأجوبة و ترديها و جهل العاملين فيها بالخدمات و طريقة تشغيلها هي أمر يسيء للمواطن و الزبون و للشركة و مسؤوليتها.

خدمة الزبناء (122) التابعة لشركة شنقيتل قمة في السوء
-         بطؤ في الرد
-         سوء و نقص في المعلومات المتوفرة
-         جهل بالخدمات و طرق تشغيلها

-         فظاظة و عدم احترام في التعامل مع الزبناء. 

Monday, February 15, 2016

و لكم عيد حبكم و لنا حقارة قبائلنا لكم فالانتاينكم و لنا مشايخنا




احتفل العالم يوم أمس بيوم القديس فالنتانين أو ما يسمى عيد الحب، كما يفعل كل 14 من فبراير شباط. فلا تخلو الشوارع من راكض بباقة ورده ، وراكضة للقاء عيد حبها في مكان ما من مدينة تملؤها الرومانسية، أول ما يقفز إلى ذهن قادم من شواطي بلد يحب فيه شيخ القبيلة نيابة عن حفيدته و يحكم فيه الحب بقاعدة : من أي الناس أنت؟
أفكر في فتاة تفجرت أنوثها في اعدادية غارقة في غبار العاصمة و فضاءاتها الرمادية و مساحاتها التي تعج بتجمعات القمامة، أفكر في دقات قلبها حين ينبض حبا لأول مرة، أفكر في حال فتاة مسكينة حكمتها طبيعة الإنسان في أن ترغب في عينين تصب فيهما جام حزنها، عن حضن تختفي فيه في شوارع قبائلنا المكشوفة على جدلنا و كذبنا، أفكر في فتاة فقيرة بقلب غني تملؤه الأغاني و الجمال و الحب قلب يهوى أن يرقص أن يركض أن يصرخ حبا حرية، أفكر في فتاة رموا بها ذات مساء مغطاة بملابس سوداء بسوءاتهم و دجلهم و كذبهم ، رأسها غارق في خرزهم ووخزهم و هي تزف إلى واحد لا تعرف عنه و لا يعرف عنها شيئا في زيجة دبرها رأس القبيلة العفن. أفكر في شاب غارق في مال أبيه و في معطيات القبيلة و أياديها الآثمة و هي يخرج ذات مساء بفضفاضة تحمل كل سذاجة القبيلة و سطحيتها من شارع ضيق في حي من الأحياء الشعبية ياخذ فتاة محملة بغضبها و خليط احلامها بيأسها بأملها و ينتهي بهم المطاف في كل أمية و في كل سخط و هما يلتهمان شفاه بعضهما في ساحة تشبه تلك التي أمام الملعب الأولمبي، أفكر في فتاة ما فتأ صدرها أن نهض من طفولته و هي تجلس في غرفة مظلمة من البيت في مؤامرة دبرتها والدتها ووالدها لتستقبل رجلا بعمر أبيها لأنه وجيه قبيلة أو حملته رافعات القبيلة المنحطة ليحتل منصبا في دولة لا تريدها القبيلة إلا دويلة يتصارع فيها رجالات القبيلة البائسون، حيث لا مساحة لأمل و لا أفق لحياة، أفكر و أفكر و أفكر
ثم أقول لك الله يا بلدا ضائعا بين رجالات دين خارج السياق و رجالات قبيلة تائهين في صياغات القبيلة الآثمة الوقحة الرجعية و رجالات سياسة لا فكر و لا نهي و لا أمر إلا ما تمليه أموال تحت الطاولات و علاقات الدم التي منذ فجر الأمة و هي تريق دماء حلمها. أفكر في بلد لا مساحة فيه إلا للكذب و النفاق و الدجل و التغني بخرافات الاجداد. أفكر في فتاة لن تتزوج فلانا لأنه من الفلانيين و رجلا يجر كل الكبش الى فتاة لم يعرفها حتى على الفيس بوك لأن القبيلة اقترضته و تملكه بدينها حين ارسلته للخارج ليدرس و يعمل فهو ملكية خاصة للقبيلة و خطط نسائها الرجعيات القبيحات.
أفكر في سيدة جلست إلي ذات مساء تشكو كل رجال موريتانيا من ذوي الجاه الذين يتعاقبون عليها الواحد تلو الاخر في زيجات لا ناقة لها فيها و لا جمل في عملية بغاء يقودها الوالد والوالدة و أسر غارقة في كرمها النظري تحولت بيوتها إلى بيوت دعارة و بناتها إلى بائعات هوى بسيير الأم و رعاية الأب، ولا زلن يتغنين بالشرف و الكرم. أفكر في فتاة تبكي حلمها في الزواج بشاب يعشقها و هي تعرف أنها من طبقة دونه. أفكر في فتاة تنسحق في فراش العابرين غضبا من تزويجها بأحدهم، أفكر في شيخ العمامة الذي يجول بعد صلاة العشاء بين البيوت شاربا الشاي و فاتحا البيوت، أفكر في شيخ محاظر يغتصب بنتا في العاشرة من عمرها، أفكر في رجل ذا مال و جاه تستعبده هو ورجولته فتاة بمؤخرتها في شقة بمقاطعة لكصر تحكي علي يومياته بألم الذين هوى بهم قدرهم إلى المتاجرة بأسرتهم، أفكر في أسر لا تعدو مجرد ماكنات جنس من الطراز القديم، تنتج اطفالا مجردين من الشعور بالحب و الشغق و العائلة، فالوالدة رأت الوالد ليلة الدخلة ، و بعدها لا تراه إلا حين يأوي إليها في هجع أخير من الليل. أفكر في قبيلة تريد فتاة في 14 من عمرها بوزن يزيد على 100 كلغ لتبيعها في سوق نخاسة وضيع كل المراهنين فيه رجالات القبيلة  و مشايخها ووجهاؤها. أفكر في شاب طويل عريض انحنى علي ذات مساء فيما وراء البحار ليسأل بكل خسة القبيلة : أنت من أي الناس؟ ذاك شاب ستبلى به ذات يوم فتاة و لا احد سينظر لا لقلبها و لا لعينها و لا لمستواها الدراسي. أفكر أفكر ثم أقول لاداعي للتفكير ، ستبكي كل فتاة ملأ حدقتيها و حجم دموعها و سيسخط الجميع ثم ذات مساء هاديء تثور فيها ثائرة السخط المكبوت فيهن و يتمزق بيت العنكبوت من هالات القدسية و الكرامة و النبل الكاذبة التي أحاط كل واحد بها نفسه.
لا أريد للجميع أن يعيش قصة حب عظيمة و لكن لا اريد للجميع أن يقتل فيه كل شيء في كذبة كبيرة. اريد لتلك الادمعة المشبعة كل ذاكراتها الرقمية و مذكراتها بأن تحطم على فتاوى تحريمهم و توزيعهم الحلال و الحرام بما يضمن استمرار نظام اجتماعي فاشل مقيبت بائس رجعي.
أفكر و أفكر ثم أفكر بأن لا أفكر ثم أقرر أن أفكر فأجيالنا كلها عاشت ربع حياة و شبعت موتا و لم تفكر. لك أن تحبي سيدتي و تصهري الكارهين بشعلة قلب حين تتقد شغفا، لك أن تحرقي كتبهم و أن تحلقي لحاهم الشيطانية و لك أن تصرخي حتى تنخلع كل أغطيتهم البيضاء عن دنس لياليهم. و لك أنت تهز كم دراعتك فخرا بها أو أن تنحي لكبريائها أو أن ترمي بنفسك في زبالتهم و تتعفن معهم كما يتعفنون، و لك أن تفرحي بعيدك دون زهور ففي بلادك هناك فقط رمال يبعيها و يشتريها رجال القبيلة.