Tuesday, April 30, 2013

عريضة ضد سلوكيات شركات التعدين في موريتانيا

يوجد الآن على موقع change.org عريضة وضعها ناشطون موريتانيون حول العالم للتوقيع عليها، تتعلق بإيقاف السلوكيات الغير متزنة و الغير محترمة لحقوق المواطن و الدولة الممارسة من طرف هذه الشركات على غرار أم سي أم كينروس و بتروناس .
بدأ توقيع العريضة لكنها مازالت بحاجة لكثير من التوقيعات ، و ذلك لإيصال رسالة مفادها الوقوف في وجه جشع هذه الشركات اللامحدود و استغلالها للفساد المستشري في البلد لتمرير ممارساتها.
من المعروف انه منذ ما يمكن تسميته الثورة المعدنية في موريتانيا حيث قدمت شركات من أكبر الشركات حول العالم في المجال و أخريات في الطريق فإن المواطن الموريتاني ظل دائما بعيدا. فهذه الشركات تستخدم نظام الرشاوي بشكل فعال مع مفتشي الشغل و الادرايين المحليين و يأتي المقاولون حلقة أخرى من حلقات الفساد المحيطة بالشركات هذه.
وقعوا العريضة على الرابط ، و أبناء موريتانيا سيأخذون للمواطن البسيط حقه بعيدا عن ديناصورات القبائل و جيوب المسؤولين ووقاحة الاداريين
كل عام و موريتانيا بخير بابنائها ............. كنت على نفس الموقع العام الماضي أطلقت عريضة تلقت استجابة جيدة من الجميع و كان له تأثيرها بأن أوصلت أسماء الناشطين الموريتانيين و كشفت قضايا الدولة و المواطن و المجتمع للعالم أجمع حتى نتيقن اننا نعيش مع العالم في كوكب واحد.
رابط التوقيع : https://www.change.org/petitions/mauritanian-human-rights-organization-stop-the-misconduct-of-mining-companies-in-mauritania?utm_campaign=friend_inviter_chat&utm_medium=facebook&utm_source=share_petition&utm_term=permissions_dialog_false#share

Sunday, April 28, 2013

متى كنا غير دولة قبيلة ....

إن من أكبر المشاكل التي نعاني منها ، قفز المثقفين ووكلاء التغيير في المجتمع على الحقائق، ففي حين ينشغل هؤلاء بسياسة لا ساسة فيها و ينادون بحقوق الانسان و الديمقراطية الحقيقية و  و و و نقفز على حقيقة أننا نعيش في دولة قبيلة و قبيلة الدولة.
و ما دام المجتمع يفكر بمنطق قبلي و تجد المثقف و الاكاديمي يفاخر بنسبه و حسبه و يتعمق فيه الانتماء له أكثر من الانتماء لوطن لا يرى انه قدم له شيئا. فهو يرى أن القبيلة هي التي علمته و توسطت له حتى حصل على شغل ثم واكبته حتى تم تعيينه في منصب ثم بدأت تقتص منه كلما قدمت له على مدى عمره. و هوا راضخ لهذا المنطق البائس.
ما وجدت القبيلة و عقلياتها لا مكان لديمقراطية و لا لحقوق و لا لحرية و لا لشيء. المكان فقط لشيوخ القبائل الذي يزورون البيوت مساء فيعين لهم و يوظف لهم و يرسل أبنائهم للدراسة في الخارج و و و و
قبل القفز هنا و هنا و محاكاة وقائع لا تمت لواقعنا بصلة من قبيلة ثورة أو أو ، دعونا ننطلق من واقعنا كدولة لا زالت تعيش عصر الدولة ما قبل مفهوم الدولة، حيث الكل يقوم على توزنات قبلية و جهوية ضيقة.
إن من يريد التغيير الحقيقي ليس ذلك الذي يرفع شعارات و يضع صورا و يكتب كلمات أقرب هي للمحاكاة من أن تكون حركة جدية للتغيير.

التغيير يبدأ من التخلص بشكل مطلقا من العقلية القبلية و الجهوية الضيقة. حين نتخلص منها سوف لن تكون هنالك عبودية و لا اعتداء على حقوق و سيجد كل ذي حق حقه بعيدا عن "الشيوخ و حساباتهم التي تتحكم حتى في المعطيات الاجتماعية"
بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن دفاعنا عن حقوق الانسان و عن الديمقراطية و الحرية و المساواة و حتى القيم الانسانية ، فالمنطق القبلي فاقد للقيمة الانسانية التي هي أساس كل بناء ناجح.
منذ استقلال الدولة لليوم لم نشهد أي حدث إلا مستند على انتماء قبلي أو جهوي، لذلك لم نبرح مكاننا إطلاقا حتى التحركات الشبابية و حركات التغيير كانت تقوم على أساس قبلي و هو أمر لا زلنا نعيشه حتى اليوم.

Tuesday, April 23, 2013

عقد الناشط و تعقيدات الوضع .... ثورة الهستيريا


إن وضعنا في دولة كموريتانيا مثير للشفقة و الاستغراب و الحنق، تشغل مسرحنا شخوص لا أمل فيها في كل المجالات مع الاستثناءات طبعا، في السياسة في الثقافة في التعليم في الصحة في الاعلام.. تنظر لهنا و أنت ترى بصيص أمل يوم أو اثنين و يختفي ليتحول كابوس يأس مطلق.

إن أكبر ما نعانيه قبل كل شيء "العقد" مجتمع من الاطارات الوهمية، مع بدايات الحراكات في العالم العربي بدأ حراك في موريتانيا و كان هنالك امل أن نخبة مثقفة من الشباب الموريتاني نضجت و صارت مستعدة لصناعة التغيير الذي تأمله أجيال تنتظر منذ أزيد من عقد، فظهرت حركات ك 25 فبراير و حركات أخرى ، و كنا ننظر بأمل كان ذلك بصيصا ما فتيء أن تحول كابوسا مظلما مرعبا، حين احتوت الاحزاب السياسية المقيتة و القبيلة بأهدافها القذرة ووسائلها كل شيء و بدأ الجميع ينادي باسم القبيلة و الحزب محاطا بعقده. ما حصل أن الوضع و الجرح تعمق فتعمقت القبلية و زاد ضجيج احزاب السياسة العبثية. و ازداد وضع البلد تعقيدا و تأزيما و بعد الحل و التغيير مسافة أطول.
ثم في النهاية أنعكس الامر على النخبة فتعمقت العقد لديها، فصارت تبحث في أوهامها عن ثورة لم توفر لها الأسباب في حالة عجز مطلقة، فالصراخات الواهية التي لا تنطلق من قناعة أكثر من أن تكون رغبة قبيلة أو وجهة حزب ليست هي التي تصنع الثورات إطلاقا مهما كان الاعلام هاويا و سخيفا. الثورة أعظم و أغلى قليلا من ذاك ، من أن تنطلق لرغبة قبائل أو احزاب لا تعرف في ابجديات السياسة شيئا.
امام حالة عجز هذه """النخبة"""" المطلق و الواضح ، أصابتها نوبة "هستيريا ثورة" و "احباط" فصارت تلصق الإسم بكل شيء، تنادي بائعة سمك في نواذيبو أن مثلجها لم يعمل و فسد سمكها فيقولون "ثورة السمك" ينادي شيخ محظرة أن طلابه لم يحضروا فيقولون "ثورة محاضر" تنادي مجموعة تعاني نقص أو انعدام ماء فيقولون "ثورة الماء" ربما حين لا يجد رجل في اقصى الشرق أو الجنوب اللبن في بقرته سيقولون : ثورة اللبن، ثم ثورة السكر ، و ثورة اللحم قريبا، و جاءوا بمصطلح ثورة الحمالين ، و لاحقا انتظروا كثيرا من الثورات التي لا تتجاوز مصلطحا يرميه هاو على عجل ، يغتال به قضايا هؤلاء العادلة و يسرق استماتتهم في الدفاع عن حقهم ، تماما كما اغتالت القبيلة و رجال السياسة الأغبياء حلم ثورته.
ما نحتاجه ليس جيلا مصابا بهوس و لا تنتابه هستيريا و لا يريد صناعة التغيير بمصطلحات طائشة نحتاج جيلا متحررا من املاءات القبيلة كافرا بسياسة يعرفه كل المعرفة أن كل من فيها تجار و باعة و سوقيون و سافلون و لا يصلحون لشيء. نحتاج جيلا يخرج من عباءة القبلية  و يرمي اصحاب الفضفاضات باحذيته حينما يقفون لاستعراض انجازاتهم على شاحنة في ساحة عمومية. جيلا يعرف أن سيبدأ من صفر بداية لا شيخ قبيلة فيها و لا رئيس حزب ........
و اتركوا الجميع يدافع عن حقه ، ثوروا أنتم و دعوا الاخرين يدافعون عن حقوقهم بعيدا عن مصطلحاتكم الجوفاء، التي تفرغ القضايا من قيمها. ثوروا انتم أو عيشوا مع عقدكم الثورية و عجزكم و دعوا الاخرين يصرخون رفضا طالبين لحقوقهم.
و اخر ما كان ينقصنا أن تكون لنا حراكات مصنفة جهوية و قبليا فشباب كذا و شباب كذا و شباب كذا و اخيرا قبيلة كذا و كل هذا من اعلام الهواة... هل تعرفون أنها قمة التأخر و السفالة و انحطاط قيم المواطنة أن نجعل من كل قرية بلد مستقلا يطالب بالماء و الكهرباء ، إن كنت انت عطشان فانا عطشان فلا تسميها من فضلك "شباب كذا ..." فأنا عطشان معك لكن من شباب موريتانيا 
تصبحون و تمسون على وطن بعيدا عن قبلية مقيتة و ساسة رعاة و تجار و اعلام هواة ...

Monday, April 22, 2013

الحمالة - عمال الميناء - لا تتعبوا و لا تركبوا ظهورا اعياها الإنحناء


عرف اليوم مواجهات بين جهات أمنية  و بعض المتظاهرين من عمال الميناء من الحمالة. هذا و منذ فترة فإن الحمالة يحاولون إيجاد صيغة يدافعون بها عن حقوقهم كما يقولون، خاصة و أن حالات استغلال تجري في أوساطهم من طرف التجار و رجال السوق و المال، مستغلين قلة حيلتهم و كون العمل هذا هو بابهم الوحيد للرزق. في اطار محاولاتهم كانت هنالك ارهاصات سابقة لتأسيس نقابة لهم أواتحاد لهم خاصة أنهم يلعبون دورا كبيرا في ظل غياب المعدات و الآليات في الميناء و في المدن عموما.
و في ظل انشغال النقابات العمالية على كثرتها مؤخرا في قضايا شركات المعادن و النفط التي تعتبر أكثر فائدة من ناحية الرشاوي التي تقدمها و الوعود و غير ذلك مما تتقننه نقاباتنا العمالية ، ظل الحمالون ينادون بحقهم و ينتظرون اللحظة التي يجدون فيها إعلاما أو ساسة صالحين أو ناشطين يعرفون معنى النشاط و بأنه ليس كلمات متناثرة يبعثرونها على صفحات موريتانية أقرب ما تكون للعبثية.
ثم قرروا هم التحرك لحقوقهم. لأن انتظارهم كان شبه انتظار يائس.
مع هبتهم هبت المعارضة التي اعتادت ان تنام حتى تجد فرصة أو حدثا مهما كان صغيرا أو كبيرا لتركبه حتى ظهر عجوز خمسيني انحنى من كثر ما حمل من الكلغرامات ووضع. ثم خرج الحقوقيون "على استحياء" لمحاكاة ما يحصل في العالم غالبا، و هب الإعلام الهاوي فالتقطت صور من شباب يركضون و اخرى من دخان ربما هو دخان اسرة تطبخ على الفحم، ثم هب الناشطون و الناشطات الجانب الاخر من الوجه القبيح الذي أعطاه هذا الكشكول من سياسة القبيلة و اعلام الهواية و ناشطي العبث . و ركب الجميع هبة الحمالين. و كل ما كان ينقصهم أن تبعث الدولة إليهم بالأمن كم هي غبية دولتنا سطحية مثقفيها و سذاجة اعلامييها و غباء سياسييها.
ختاما للحمالين الحق في التظاهر و الرفض و الدفاع عن حقوقهم و الوقوف لها و سيقف كل اصحاب القضايا معهم لا رغبة في منحة و لا انتظارا للحظة ركوب سياسية. فيما سيصرخ الهواة و ساسة القبيلة تما كما فعلوا مع هبات و حراكات من قبل فيغتالو القضية العادلة و يدخلوها أسواق بوتقهم المقيتة.
و المرفوض بغض النظر عن كل شيء هو أن تواجه الدولة الحمالين بالعصي و القنابل و أن يحاول أي كان استغلال قضية الحمالين العادلين لاهداف سياسية أو غير ذلك ضيقة.

Monday, April 15, 2013

الهيئات الدولية ... أكبر ظلم عرفته البشرية

في السنوات الأخيرة خرج الكثير من الخبراء عن صمتهم معلنين حقائق ربما كانت معروفة لدى البعض. و هي الدور السلبي الذي تلعبه كل الهيئات الدولية. و حقيقة كونها لا تعدو وسائل في نظام عالمي ، وسائل للتحكم في الشعوب الفقيرة و مصيرها و استخدامها بؤسها. تتعدد الأسماء بين رأسمالي و شيوعي و و و و لكن الحقيقة الأكيدة أن الأمم المتحدة و صناديقها و برامجها و هيئاتها ماهي إلا وسائل تحكم تفرض بها دول تسمي نفسها متقدمة ، سامحة لنفسها بأن تسمي دولا أخرى عالما ثالثا و رابعا. نعم تتحكم بها في هذه الشعوب لتضمن لها استمرار نظام عالمي جائر و ظالم و بدأ يتخبط في سقطاته الفنية.
فصدق الخبير الذي قال: اليوم لم نعد بحاجة للحروب و الجيوش لإستعمار الشعوب، هنالك وسيلة أسهل هي البنك الدولي و صندوق النقد الدولي.... الهياكل التي مع غيرها لا تسمح لدول و شعوب جهدت و تعبت و عملت و تنتج أكثر من أمريكا و غيرها لا تسمح لها بان تكون في الصدارة لأن النظام العالمي و الذي أسس لنفسه مستخدما اتفاقيات و تواقيع و هيئات تقف عائقا أمامها.
إن حل فقر و بؤس و جهل افريقيا و اسيا و شعوبها ، و حل الدول التي نمت و تطورت و تبحث عن نفسها في عالم كهذا ، حلها الوحيد هو حل الأمم المتحدة و كل صناديقها و برامجها و الخروج عليها و تأسيس نظام يعتمد برامج و صناديق و هيئات لكن تعامل العالم و تكافح فقره و جوعه بطريقة مختلفة، ليست طريقة تكافح جوعك لتزيدك جوعا و تكافح فقرك لتزيدك فقرك فجوعك و فقرك ركن أساسي لتوازنها و استمراريتها. هل حلت هذه الهيئات و المنظمات أي شيء إلا أرقاما و تقارير لا تبت لواقع بصلة. و شعارات فارغة آخرها كذبة اهداف الألفية التي لا تعدو فرقعة لشغل عالم منشغل مغلوب على أمره.
إنها حقيقة تجعلنا أيضا لحين ملزمون بالتعامل مع هذا النظام و السير في تياره حتى و نحن على يقين بكذبه و خداعه و هدفه. يعرف الجميع أنه محكوم بإطار نظام يجعل كل شيء يبقى على ماهو عليه. لكنه نظام اصبح عاجزا. ليس هذا من باب التمني و لا من باب الرجاء بل من باب حقائق أصبحت بادية للعيان. قد يأخذ الأمر وقتا لكن الحقيقة المطلقة أن نظاما جاء على اعقاب سايكس بيكو و تبعات قسمتهما الضيزى ليس نظاما يضمن العدالة و التوازن بين الأمم و الشعوب بل نظام يفرض تفوق دول على أخرى و أمم على أخرى وفاء لحقبة استعمارية مقيتة. 

Thursday, April 11, 2013

فساد و تحقيقات لا تكتمل .... النفوذ فوق القانون

اعتاد الموريتانيون إعلاما ساذجا و مثقفين غوغائين و نخبة و عامة، اعتادوا مسلاسل التحقيقات الغير مكتملة، بحيث عند بداية كل تحقيق في أي قضية فساد و ما اكثرها تقوم ضجة تقودها خلبطات إعلامية لا تخضع لمعايير ثم نعيق بعض المثقفين الغير موجه. و في النهاية و في أروقة المحاكم و على كؤوس الشاي يتم تصفية الملف و الصمت عنه بعيدا عن اعلام يكون منشغلا حينها و مثقفين أيضا يكونون هم الآخرين يشربون كؤوس شاي أو كؤوسا أخرى في أماكن أخرى.
و هكذا ينجو كل مرة المجرم و الجاني بفعلته، فيلتهم المال العام و يعين على أساس القرابة و الوساطة، و يسرق الميزانيات و يفعل كل ما يمكن أن يخطر لأحد على بال.

يبدأ التحقيق و يتواصل ، ثم يصل إلى العقدة حيث سيتم قتله نهائيا حين يظهر أن الأمر يتعلق بجنرال مثلا أو نافذ له أياد و أذرع في الجهات الأمنية و الاقتصادية، أو على أقل تقدير شخص من قبيلة نافذة.
أخر حادثة كان ما حصل في التحقيق حول تقييد أجانب في السجل السكاني و منحهم الأوراق الموريتانية، حيث المؤكد أنه تم كشف عصابات خاصة بهذا الأمر في لبراكنة و لا شك في مناطق أخرى كثيرة حتى في المراكز في نواكشوط. حيث تم الوقوف على الجريمة الشنعاء و لكن لم يحصل شيء في مرة سابقة. مؤخرا تمت مباشرة التحقيق بعد ما تفاقمت القضية و بعد استدعاء سيدتين أوصل إليهما التحقيق . بدأ مدير الوكالة نعيقه و اتصل بوزير الداخلية، لاشك أن السيدتين من قرابته مثلا  او تجمعه معهما مصالح قبلية او اجتماعية أو اي شيء. المهم أن هذا تدخل سافر ووقح في السلطة القضائية و مجرى القانون و قفز على القانون بشكل مخزي. 
هذه ليست المرة الأولى و لا الأخيرة فنحن الآن نتحدث عن قضية سرقة مال الجيش ، لا نعرف بعد أين وصلت؟ لكن ما أنا متاكد منه أنها هي الأخرى سيتم إغلاقها في غفلة من إعلامنا السطحي و مثقفينا الضائعين و ناشطين، الذي ينشطون بالتناسب مع حركة سوق المتاجرة بالقضايا و الحقوق .
كل تحقيق يبدأ ثم يصطدم بصخرة تكون ضابطا أو قائدا عسكريا أو رجل أعمال نافذ أو حتى سيدة ذات صلة في وسط النافذين و أقله القبيلة التي هي بالطبع فوق القانون و لا تعترف به أصلا و لا تعرف عنه شيء.
و إذا ما استمر الحال هكذا إعلام سطحي غافل و لصوص و مجرمون في حق المجتمع و الدولة يهربون من العقاب بسبب تدخلات نافذين و قبيلة و شيء من هذا القبيل فنحن بحق أمام مشروع دولة فاشل.

Monday, April 8, 2013

للإنسانية ... نتذكر الإبادة الجماعية في رواندا مليون شخص في 100 يوم - رواندا و الإبادة

ثم اقترح أن يسرد علي شيئا من التاريخ أعرف أني سأجد فيه دقة و موضوعية لم أجدها في كتاب و لا إعلام موجه يبطش بعالمنا و إنسانيتنا اليوم.
قسم صديقي تاريخ رواندا إلى 3 أٌقسام : ما قبل الإستعمار حيث كانت توجد الملكية و أثناء الإستعمار و ما بعد الإستعمار.
في سنة 1899 كانت رواندا ملكية مطلقة وصل إليها الألمان كمحتلين و حين وجدوا أن البنية الملكية متوطدة لم يعملوا على استئصالها بل استبقوها و بقوا يعملون من خلالها. إلى أن انهزمت المانيا في الحرب العالمية. فتم تسليم رواندا لبلجيكا، ثم ظلت الملكية موجودة غطاء يستخدمه المستعمر، الذي عمل على فصل طبقة النبلاء عن طبقة العامة من فلاحين و عمال. ليقدم لاحقا في تطبيق حرفي لمقولة فرق تسد على تقسيم رواندا إلى 3 طوائف على أسس لا علاقة لها بالعرق و لا بالاختلاف الثقافي أو الفكري كما يظن الكثيرون. بل على أساس الأختلاف في البنية و الميرفولوجيا الشكل و اللون و الطول و حتى طول الأنف من قصرة. و على ذلك الأساس أسس 3 مجموعات:  "الهوتو" و كانوا يمثلون 85 في المائة ، "التوتسو" و كانوا يمثلون 10 في المائة و "تفوا" و كانوا يمثلون حوالي 5 في المائة. 
وفي عام 1959 و قعت شبه ثورة قادها "الهوتو" و يقال بأنها كانت مدعومة من البلجيكيين الذي أرادوا إزاحة الملكية حين بدأ الملك يطالب بالاستقلال. في الواقع كان انقلابا دمويا هرب على أساسه الملك إلى دولة مجاورة. و في عام 1962 حصلت رواندا على الاستقلال و تم تأسيس أول جمهورية من حكومة "هوتو" فقط الهوتو . و كان الملك حينها من التوتسو. في هذه الفترة تمت عمليات تهجير منظم للتوتسو إلى الدول المجاورة، أوغندا و تنزانيا و بوروندي و جمهوريةالكونغو الديمقراطية. وفي عام 1973 قاد رجل من "الهوتو" انقلابا استولى على إثره على الحكم . و بعد توليه الحكم، كان المهجرون من "التوتسو" يطالبون بالسماح لهم بالعودة إلى بلدهم و هو الأمر الذي لم تسمح به الحكومة. و كان العالم الجبان المتآمر الطامع يتفرج على كل ذلك دماء أبرياء تسيل فقط لطمع الدول العظمى. 
دعم اللاجئون المتواجدون في اوغندا دعموا أوغندا و شاركوا معها في حراك الإستقلال و لتدفع لهم الثمن ، دعمتهم أوغندا في سبيل العودة إلى بلدهم بالقوة بعدما رفض حكومة "الهوتو" ذلك. في اكتوبر 1990 بدأوا يتسربون من أوغندا إلى الداخل . في البداية تم تجاهل حراكهم على المستوى العالمي و لم تعطه الحكومة في الداخل أهميته و حين اكتشفوا جدية الأمر. تدخل المجتمع الدولي ليعرض التفاوض كوسيلة للحل ، تفاوض كانت حاشية الرئيس حينها ترفضه رفضا باتا، في حين قبله الرئيس و أثناء رحلته إلى تنزانيا في إحدى جولات التفاوض. تم اغتياله. و يقال بتدخل فرنسي حصل و كان حينها الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران". لم يتحدث عن ذلك التدخل إطلاقا. فالحقيقة الغائبة و المغيبة تقول أن حاشية الرئيس اغتالته و اشاعت ان "التوتسو" هم من فعلوا ذلك لتجد مبررا لإبادتهم التي يخطط لها في مطابخ فرنسية. كون القادمين من أوغندا من "التوتسو" كانوا يتحدثون الإنجليزية و في حال عودتهم فإن رواندا الفرنكوفونية مهددة بأن تكون دولة انجلوفونية. فرأت فرنسا في دعم "الهوتو" وسيلة لتفادي الأمر. لم تأبه حينها لدم بريء و لا مصير شعب و لا حق انسان . كما لم تأبه بلجيكا قبلها لذلك . كان اغتيال الرئيس بداية حقيقة للإبادة التي حملت معها حوالي مليون شخص في 100 يوم.
هنا يتضح كذب العالم نفس تلك السياسات مازالت مستمرة لكن فقط باستخدام و سائل أكثر حداثة و تقنيات أكثر إقناعا. إنه عالم يسخر أباطرته كل شيء لمصالحهم الشخصية غير آبهين بمصائر الشعوب و الأمم و لا ما قد يترتب على أفعالهم الشنيعة. إنه عالم من الكذب و الخداع و الشعارات الزائفة. هو الذي خلق الجوع و الفقر و الجهل إنها وسيلته للسيطرة على الأمم و الشعوب و مقدراتها. و الأمم المتحدة اكبر جهاز فساد في العالم و أكبر مجرم في حق الإنسانية. فهي تستخدم فقط لخدمة استراتيجيات و رؤى الدول العظمى محطمة كل آمال الشعوب المقهورة في عالم رخاء و سلام . تاركته يعيش في كذبة إعلامية كبيرة معتمدة على اننا ننسى .... ننسى .... ننسى 
نسينا و ننسى المجازر في فلسطين و البوسنة و رواندا ...كما سننسى ما حصل في العراق و افغانستان و نتناسى ما يحصل في فلسطين... أيها الإنسان المقهور المحطم انهض من الركام و أحك قصصك للجبناء .

Friday, April 5, 2013

من تجارة المخدرات إلى غسيل الأموال

ما إن هدأت الزوبعة التي اثارتها تصريحات النائب البرلماني الفرنسي بخصوص مساهمة الرئيس الموريتاني ولد عبدالعزيز و تشجيعه بل و مشاركته في عمليات متاجرة بالمخدرات في المنطقة. تصريحات أثارت سحابة من التحاليل المتحللة في الإعلام الموريتاني الهاوي، تحاليل لم تصل بالقضية أكثر و لا أبعد مما أوصلها النائب البرلماني. فهي لم تكشف خيوط جديدة و لا دقيقة لما سمته تورط الرئيس الموريتاني في المتاجرة بالمخدرات.
فيما إعلامنا منشغل بالتحاليل ، عاد النائب الفرنسي ليصرح و يصحح ما قال أنه سوء فهم و استغلال لتصريحاته من طرف أعداء للرجل يتربصون به ، و هو اعتذار أو تصحيح أو توضيح جاء في أثناء كان ولد عبدالعزيز قد سلم الملف لمكتب محاماة ليلاحق النائب بتهمة التجريح و التشهير و الادعاءات الكاذبة.
هنالك أيضا أقفل إعلامنا المغلق على خربشاته و ممارساته الهاوية التي تعتمد نظام القبيلة هي الأخرى في التوظيف و التصعيد و التهبيط و التثبيط، أغلق الملف و انتهى كل شيء، لم نعرف إن كان الرجل تاجر مخدرات حقا أم تاجر سيارات أم رئيس جمهورية.

اليوم بنفس الطريقة إعلامنا يحلل و يكتب و يتدارس و يضع المانشيتات بخصوص ما سماه فضيحة أكرا، يتعلق الأمر بما قيل أنه تورط لولد عبدالعزيز في عمليات غسيل أموال بالتعاون مع تاجر عراقي و وزيرة سابقة و قصة على هذا المنوال. ستقفل هي الأخرى كما تم إقفال الأولى، خاصة و أن هذه سجلت تدخل ولد محمدفال رجل الأمن الأول في موريتانيا لعقود و حتى اليوم بشكل أو بآخر. ربما لأن التعمق في قضية من هذا القبيل على أساس قضية المخدرات قد تطال رؤوسا أكبر و رجالات تفاخر اليوم بمحاربة الفساد و النزاهة و تطالب برحيل رجل قالت أنه أفسد البلاد و أهلك العباد.
حصيلة الأمر، أن  موريتانيا في تاريخها الحديث لم تعرف في السياسة إلا الفضائح فالساسة أنفسهم هم أكبر فضيحة سياسية و ثقافية و اجتماعية..... و على الإعلام أن يترك هذه الرقصات التي يؤديها على غرار الأطفال الغير مدركين و يتعلم أن يتابع القضايا و يدرسها بعمق و يصل بها إلى نهاية.
دولة  يخربها النظام القبلي ، و الألقاب الفارغة....