Friday, February 28, 2014

قبل المنتدى بحاجة للتكتل و بعده بحاجة للتواصل

موضوع حول منتدى المعارضة المزمع عقده 



عبدالله أحمدمحمود
كاتب إعلامي 

من المتوقع أن يعقد غدا ما يسمى منتدى المعارضة و الوحدة أو منتدى المعارضة كما تختصر الكثير من وسائل الاعلام الوطنية الأمر، هذا منتدى يثير كثيرا من اللغط فبالنسبة للبعض يبدو المنتدى المستحيل و بالنسبة للأخر المنتدى الأمل و آخرين حتى لم يلقون بالا. تجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن المنتدى جاء في صيغة خجولة باهتة باردة ، تليق فقط برجالات سياسة الخيام و أهلها ممن لا يعرفون معنى ان تعيش في عالم انفجار اعلامي  تحكمه الخرجات الإعلامية الموفقة. فجأة بدأ الحديث هنا و هناك عن ما يسمى منتدى المعارضة وو، و المهتمون بدأو يسألون و يتساءلون أسئلة مشروعة حول خرجة من ذلك النوع. حتى قبل الإعلان عن المنتدى نفسه كان خبر تعليق حزب التكتل المشاركة فيه قد خطف كل الأضواء فلم يعد أحد يهتم لتفاصيل المنتدى و أهدافه بقدر ما يهتم لسبب تعليق حزب التكتل المشاركة فيه. لكن رب ضارة نافعة فتعليق المشاركة جعل الكثيرين يبحثون بجدية عن المنتدى و متعلقاته و شكله و مضمونه و ذلك للحصول على جواب حول سؤال تعليق التكتل المشاركة. هل أن ولد داداه كان يريد أن يكون المرشح التوافقي للمنسقية أم أنه كان يريد رئاسة المنتدى، أم أن للأمر متعلقات أخرى.
يسجل المراقب ملاحظات على هامش هذه الخربشات الإعلامية و الخرجات الغير موفقة من رجال سياسة لخيام، أولهم طريقة الإعلان عن المنتدى لا توحي بجديته و لا بمفصليته في الإشكال، فلو كانت المعارضة و من معها جادين كان المنتدى ليأخذ زخما أقله كزخم مطالبات الرحيلة السالفة. ثانيا: المنتدى يشكل نقطة التقاء لكثير من المتناقضات التي لا أثق في الحنكة السياسية الوطنية لتستوعبها بكل أشيائها. الملاحظة الأهم ربما هي أن المنتدى على رأي المؤمنين فيه و بدوره سيجمع ثلاثي المعارضة و المجتمع المدني و المستقلين، و حقيقة الخلط الحاصل معي هو المجتمع المدني ألا يعتبر مستقلين في مرحلة ما أم من جهة أخرى المستقلون هم مجتمع مدني خاصة إن اسقطنا على خصوصيات مجتمعنا المدني في موريتانيا الخاصة جدا. أم أنه في النقطة هنا هنالك خلط بين المجتمع المدني و المجتمع المدني المعارض مثلا. أظن أن حالة الميوعة التي نعيشها في كل شيء تؤثر في كل شيء معنا.
أنا شخصيا من ناحية مبدئية أرى المنتدى فرصة لقاء جميلة إذا و فقط إذا نجح "المجتمع المدني" في إعطاء بعض الدروس للقادة السياسيين، و نجح في تجديد آلية و ميكانية التفكير السياسي لديهم و اشتغل على تأهيلهم و تأطيرهم للوصول بهم إلى نقطة يمكنهم فيها منافسة أي كان ولو حتى أسوأ من ولد عبدالعزيز. و في هذه أيضا تبرز مشكلة أننا نعرف محليا أن كبار السن خصوصا ممن اقنعوا أنفسهم ببعض الترهات التي لا علاقة لها بالسياسة أكثر مما هي امتداد للدستور القبلي هؤلاء لديهم أدمغة جامدة عصية على التأثير.
السؤال المنطقي هنا: ماذا سيناقش هذا المنتدى خاصة أن بعض مشاركيه قالوا أن مرشحا توافقيا ليست اولوية، إذن هل سيرسم خارطة طريق للحراك المعارض حتى يصل به إلى نقطة يكون فيها قادرا على المواجهة فالكيانات المهترئة بشكلها هذا غير قادرة على هزيمتي حتى إنا الذي لا يعرف أحد إذا ما قررت الترشح للرئاسيات. أظن المواضيع هي الأخرى مختصرة في ورشات، و المعارضة بعد مسلسل المسيرات و الشارع و بعد ساحة بن عباس قرروا العودة لساحة بعض قاعات الفنادق و الورشات و حقا ذلك نضج ووعي يحسب لهم بشرط ان لا يختصر ذلك في نقاشات عقيمة و تداول كؤوس مترعة بالشاي الأحمر. و يبدو حسب ما وصلني من معلومات أن التركيز كل التركيز على الأمور الشكلية من يلقي كلمة المعارضة و من يلقي كلمة المستقلين و من يرقص في حفل الافتتاح و من يغني في النهاية و من يتكلم بإسم فلان.
و السيناريو الذي رسمه أحد المنظمين للمنتدى لمشكلة التكتل هو ان سوء تفاهم حصل، فبعد ما ظن ولد داداه ان خبرا وصله مفاده رئاسة التكتل للمنتدى اكتشف لاحقا ان الأمر يتعلق بالافتتاح و أن ورقة المعارضة سيقدمها تواصل. و بدا الأمر غير واضح للتكتل فأعلن إعلانا أربك منتدى كان مرتبكا من بدايته.
و الجميل أن البعض لازال متمسكا به، و هو أمر إيجابي فعلى ما يتوقع أن يشهده من خلافات و تباعد في وجهات النظر بين حزب ترشح و اخذ مقاعده خارجا على منسقية قاطعت و عاد لتسلم إليه ورقة المعارضة في المنتدى. رغم ذلك المنتدى مهم للإلتقاء و ربما تفعل القاعات و الورشات مالم تفعله الساحات و التظاهرات.
لكن خوفي ، لنا معارضة تبدع في شيء واحد امتصاص المبادرات و اغتيالها بدم بارد، و الناشطون على كل وعيهم و ثقافتهم و نضجهم لم ينجحوا يوما في لعب اللعبة السياسية بشكل دقيق لا مع الاغلبية و لا مع المعارضة فكل ما يحسنوه أن يكونوا جماعة تابعة لأجندة مخرف سياسي . فيوما ماضيا امتصوا الحراك الشاب الذي في مرحلة ما رأينا فيه أمل تشكل ما لم نلحق أن نحدد هويته حتى امتصته القبيلة و المعارضة و ابن عباس، حراك فبراير ظهر في مرحلة حاسمة من التاريخ السياسي لكن كان دون التوقعات و لم يكن على قدر المسؤولية. و الآن ظهرت مبادرات شابة اخرى مؤخرا و ظهر حراك دجمبر و أخاف ان المنتدى هذا أيضا هو بداية امتصاصه في بوتقة السياسة المعهودة لدينا.
إن المأساة أن مجتمعنا المدني و ناشطينا و مثقفينا غير قادرين على لعب اللعبة السياسية لم يجدوا بعد صيغة لمواجهة المدرسة السياسية التقليدية. على كل ما يتصورونه من قدرات و امكانيات و نشاط ، لازالت عقلية الجيل الاول و الذي يرفض الانسحاب إلا إلى القصر أو القبر لازالت عصية عليهم. و السبب ببساطة أن كل ناشط حين يجلس إلى نفسه بعيدا عن بعض الشعارات الموغلة في السخافة يجد أن قناعته بحاجة لمراجعة لماذا هو هناك؟ لرجل لقبيلة لوظيفة أم لماذا ؟ و المؤسف أن الحقيقة هي أنهم إما بين هؤلاء أم آخرين لا يعرفون أصلا لماذا هم هناك؟
و المنتدى مادام يشهد خلافات بهذا الشكل على من يقود و من يقرأ الكلمة و من يرفع العلم و من يفتتح و من يختتم فصدقوني تلك ليس هي أفضل بداية للنجاح في الانتخابات. و اظن من وجهة نظري البسيطة أن مرشحا موحدا يتطلب الكثير من التنازلات التي لا طاقة لشيوخ القبائل بها. و ماذا مثلا لوقال بعضهم عن المنتدى الذي لم يأت بعد نفس ما يقوله البعض الآخر عن لقاء الشباب الذي لم يأت هو الآخر، فيقول لن يأتي بنتيجة و هو بداية لاستغلال المجتمع المدني و الشباب  من طرف المعارضة ، و لن يغير شيئا و لو كانت المعارضة جادة كانت نظمنت منتدى من هذا القبيل من سنوات؟ و أين هي توصيات كل لقاءات المنسقية الماضية و منتدياتها و مؤتمراتها؟ لا يرجى من هذا المنتدى أي قيمة و لا نتيجة و هي لعبة مفضوحة تماما على غرار ما يقول آخرون عن لقاء الشباب.

أمام هذا نجد أنفسنا في حلقة مفرغة، و أمام وطن ينتظر و سينتظر طويلا.

Sunday, February 23, 2014

إعلام مراهق و دولة تحت النضج


عبدالله أحمدمحمود
كاتب إعلامي – اسطنبول

ما يتوقع من إعلام محترم و مسؤول و ناضج و في دولة مثل موريتانيا مع ما تعانيه من غياب عن كل الساحات مكتفية بالتغني بذلك السطر الضائع المليون شاعر و متقوقعة في فضاء سيبة حدوده ارهاصات الهواية، ما يتوقع صبيحة اليوم الموالي لإعلان موريتانيا رئيسا دوريا للاتحاد الافريقي أن يكتسح المانشتات الرئيسية لكل الجرائد و الصفحات الرئيسية لكل المواقع الالكترونية التي ناهزت المليون هي الأخرى على غرار الشعراء أن تكتسح عبارة من قبيل موريتانيا تتسلم رئاسة الاتحاد الافريقي بكل بساطة و جفاف الجملة أن تكتسح كل هذه المانشتات و تكون مدار الحديث خاصة و انها المرة الثانية في تاريخها بعد الأولى مع المؤسس الراحل.   و خاصة أن هذا أمر وقفت ضده جهرا أو سرا جهات كثيرة لم تؤمن بموريتانيا كدولة قائمة بذاتها يوما ما.
أعلنت موريتانيا رئيسا في حين  كان الكثيرون من أقصى القارة السمراءلأقصاها يتساءلون ليس فقط إن كانت هذه دولة أم لا بل ماذا يعني أن يوجد إسم من ذلك القبيل هناك و لماذا يعود الإسم أًصلا؟  ربما لم يجرب أحد من أولئك يوما أن يسأله أحد سؤال بقمة السذاجة بقدر ماهو بقمة المنطقية من حق أي كان أن يسأل : ماهي موريتانيا؟ دون أن يكفهر وجه أحدهم و يقول موريتانيا الشعر و الشعراء و العلم و الادب ، و هي كلها أشياء لا بد لها من مقومات حتى تكون لها معاني دون بقائها مصطلحات جوفاء لا يوحي واقع موريتانيا بشيء من مضمونها. السيدة من جنوب افريقيا تحدثني أنها سمعت اول مرة بموريتانيا حين كانت بطولة اللاعبين المحليين مؤخرا في جنوب افريقيا و جاء إليها أخوها المهتم بالرياضة و المعجب بثقافة و إطلاع اخته فسألها : هنالك دولة مشاركة في البطولة إسمها موريتانيا؟ هل سمعت ببلد بهذا الإسم من قبل؟ فردت عليه ببساطة: لا. و أخذت تقلب جهازها تبحث. لن تجد أكثر من معلومات مبعثرة على غرار تلك التي كانت على موقع وزارة الخارجية المصرية مؤخرا. مع كل ما لدينا من الناشطين و المدونين و الذين ناهزوا المليون هم الآخرين لازال المحتوى الرقمي حول موريتانيا قليل غير دقيق و خاطيء في مجمله. حين أخبرتها أن المساحة تزيد على المليون و نصف كلمتر مربع و الساكنة حوالي الثلاثة مليون و نصف. قالت لذلك السبب لا يعرف أحدكم عنكم شيئا فأنتم ضائعون في مساحة كبيرة. قلت لها ممازحا: نعم حين يريد أحد الخروج لابد أن يتجاوز تلك الفيافي و الاراضي الشاسعة و يتعب قبل أن يخرجها. 
نعم موريتانيا هي بلد غائب عن التاريخ و الجغرافيا و الواقع و الافتراض، علينا ان نعترف بذلك و نعترف بمسؤولياتنا و نتوقف عن ترديد تلك الاغاني المشروخة و نعمل لنخلق وجودا لوطن يسير اتجاه الانعدام. فموريتانيا عرفت في الستينيات اكثر مما تعرف اليوم. مع كبر الخريطة حين تلقي نظرة خاطفة على انتصابة افريقيا إلا أننا عاجزين عن ان نقول للعالم هي هنالك. و ننسحب من مسؤولياتنا بإلقاء اللوم على الآخر.  هي مسؤولية الإعلام و نحن لنا إعلام من الهواة و محترفيه هم وجهاء القبيلة و وسطاؤها و تجارها. مرة سألني إعلامي محترم عن موقع يعتبر رئيسيا ليتابع منه بعض الأخبار عن بلد يراه مهما و غائبا و مغيبا، كان طلبه صعبا جدا فبادرت بإعطائه ما أظنه أحسن مواقعنا شكلا و مضمونا و ما أظنه صمم بعيدا عن خلبطات و خربشات الهواة من ناسخي الجمل و ملصقيها، تفاجات به بعد أسبوع يكتب لي أن الموقع لا يفيد في شيء و صياغته للأخبار رديئة، ربما أسقط على المعايير المتعارف عليها، كان عليه أن يسقط على المعايير المحلية و المعايير القبلية و المعايير الوطنية التي تعتبر الفوضوية و العبثية احد أهم أسسها و أولوياتها.
كانت أفضل وسائل إعلامنا تلك التي نادت على سيبويه صباح اليوم الثاني ساخرة من خطاب ولد عبدالعزيز، لم تجد في الأمر فرصة تذكر فيها بتاريخ تواجد موريتانيا ولا بالدور الذي لعبه المختار ولد داداه في تأسيس اول هيئة أفريقية التي ستصبح فيما بعد الاتحاد الافريقي. و كأننا نساعد الآخرين في تجاهلنا و إلغائنا. ماذا لو سمع بعضهم موريتانيا رئيسا للاتحاد الافريقي و قال لاشك في وسائل الاعلام الموريتانية سنجد الخبر الكامل و نعرف متى انضمت موريتانيا أصلا للاتحاد الافريقي؟ و هل هي حقا جزيرة في عمق الأطلسي كما يتبادر لأذهان الكثيرين ممن لم يسمعوا بالبلد أصلا و يبدأون "يخبطون زرعهم أخظر " على رأي المثل المحلي، فيقول لك أحدهم هي دولة في القارة اللاتينية هذا من أولئك الذين لن يلقوا بها جزيرة ضائعة في الأطلسي.  نعم سيتصفح مواقعنا و إعلامنا و حينها سيسأل من جديد: هل أنت متأكد من أن موريتانيا هي التي سميت رئيسا للإتحاد الافريقي. سؤال مشروع لأنه سيجد واحدا من الواقع ينشر خبرا عن الانتصاب الجنسي و يرى في ذلك ابداعا و ابتكارا اعلاميا، و أحدهم يتفنن في رسم سيناريو الاعتداء على ولد الددو، و آخر مهتم بدوره كراعي لله على الارض في متابعة الضالين و الكافرين، و أحدهم مشغول بالولي الصالح و  عائلة أهل فلان الكريمة، و أخرى عناوين اخبارها أطول من الخبر نفسه. إن الحقيقة المرة هي ان اعلامنا على تحرير فضائه و أرضه و على الحالة الانفجارية التي يعيشها ، هو فوضى عارمة ربما تكون خلاقة لاحقا.
مأساتنا اننا لا نعرف كيف نعارض حين نعارض. و لا كيف نحتج حين نحتج و لا كيف ننشط حين نكون ناشطين و المشكلة الأكبر اننا مع ذلك نحاول معايشة متناقضات كإملاءات القبيلة و كل عقد المجتمع و تعقيداته مع أشياء تبدو دخيلة و غير متناسقة مع واقعنا و لا تشكل أولوية، فتجد أحدهم في مجتمع لا يفرق رأسه من قدمه و هو يظن أنه يدافع عن اليسار و اليمين و غيرها و هو ذاته على يقين أن تلك مراحل تصلها المجتمعات في مرحلة معينة و للوصول إليها لا يحب القفز على أسسه. بعضهم ربط تسمية موريتانيا رئيسا دوريا أمر يخص عزيز و في قاموسه القبلي و المحظري و المدني و غيره أن كل شيء قادم من ذلك الرجل عليه ان يكون ضده، مشكلتنا اننا لا نفرق بين كيان الدولة و الأشخاص بالشكل المناسب قانونا و عرفا، إن الهم الوطني و القضايا الوطنية هي أشياء تتجاوز الاشخاص و الاسماء، حين يتعلق الأمر بموريتانيا يجب ان نقفز على هذه الجزئيات. بدل التركيز على كون موريتانيا ترأس الاتحاد الإفريقي و المجموعة الاقتصادية و تستقبل دول الساحل و الصحراء و كل تلك الأشياء التي تحسب لموريتانيا، بربط البعض من اعلاميين و ناشطين لها بعزيز عملوا على تقزيمها بدل تضخيمها أو على الأقل نقلها بشكل لائق خدمة لإسم دولة و قضية أمة. تحاول جاهدة العودة لساحة لا ترحم المتقوقعين خلف الجمل الجوفاء الفارغة.
ما كان إعلامنا يوما بمستوى اللحظة، كان دائما فوقها بغباء أو تحتها بعجز و قلة حيلة. لم يكن يوما في الوقت المناسب كان دائما يستبق بصبيانية أو يأتي متأخرا بتبعية و تقليد أعمى. هنالك قضايا امة ووطن و هنالك متعلقات سياسة و خلافات سياسة و لا يحب الخلط بين الإثنين هنالك الدولة و رموزها و قضاياها.
إن الإعلام المسؤول و الناضج هو الذي يكون هنالك يدا واحدة حين يتعلق الأمر بقضايا الوطن و الأمة ، لكنه إعلام غير ناضج و من سوء حظه  و من سوء حظ الدولة أن الإثنين التقيا في الوقت الخطأ الإعلام الغير الناضج و الدولة الباحثة عن ذاتها. إن المعارضة العمياء العدمية هي تماما كالموالاة العمياء التبعية. و بين الإثنين هنالك وطن يجب أن يلتقي الإثنين على قضاياه. لأن الامر لا يتعلق ببعض شيوخ القبائل و الوجهاء و بعض هواة السياسة و طبقة لم تجد موريتانيا بعد منذ استقلالها فرصة لتجرب غيرها من سياسيين كل ما أثبته الوقت و السنين و كل ما أثبتته الإنقلابات المتعاقبة بكل امتحاناتها السياسية فشلهم الذريع و المطلق في التعاطي مع أي حدث من أي نوع.
لنتفق على اننا في دولة تبحث عن نفسها و السبيل لذلك أن نقف لقضايا الإقليمية و الدولية بكل قوانا السائبة على ميوعتها و على ارهاقها. فيوم سميت موريتانيا رئيسا للاتحاد الافريقي كان جدير بإعلام لا يجد أصلا ما يشتغل به و يخلق القصص السخيفة و السبق الساذج من وحي خياله ريثما يصل الفريق إلى نقطة إلى قريب أو صديق أو وسيط  من القبيلة يربطه بشخص في ادارة تسويقية لشركة اتصال يأتيه بإعلان يحصد منه بضع آلاف يضعها في جيبه ، كان جدير بإعلام آخر ما يهمه المهنية و الموضوعية فارغ من أي معنى أن يجد في حدث كذلك موضوعا للبحث و التحليل و التطبيل بدل الانشغال بقصة اللصق و النسخ من بعضه البعض. هنالك فرق بين موريتانيا و عزيز و ما هو فيه صالح موريتانيا على الأقل إقليميا و دوليا يجب أن يكون فوق تصارع الهواة و السطحيين من سياسيي الفشل أغلبية و معارضة و ما بينهما.


Thursday, February 20, 2014

عزيز و الشباب و انتم الأمل

بعيدا عن حركات فبراير و حركات مارس و منسقية المعارضة و مفرقية الاغلبية و بعيدا عن ارهاصات هواة الركض في الشوارع و انصار اليسار و اليمين و انصار السنة و أعدائها و بعيدا عن القبيلة و متطلباتها و الناشطين و الخامدين و الجامدين، أظن أن  فكرة لقاء الشباب هي فكرة تستحق الإشادة حتى ولو افترضنا ولو جدلا أن عزيز و حاشيته يستخدمونها كفكرة لحشد التصويت في الانتخابات، حتى ولو اعتبروها خطة لاختلاس بعض الاموال العامة و تقسيم بعض العمولات على رجال اعمال عزيز، حتى ولو اعتبرها البعض كذبة اعلامية هلامية، المهم أن الفكرة بالنسبة لي تستحق أن تذكر، حتى أيضا لواختار المنظمون و اختار عزيز فقط أبناء رجالات الأغلبية و أحباب عزيز.
لماذا الفكرة مهمة؟
لأنها فقط كمجرد فكرة دون تنفيذ و لا فائدة هي تدخل بعدا جديلا في العملية التنموية و السياسية، من خلال فتح مجال مباشر من هذا القبيل و كأني ببعضهم سيحاول أن يبدأ مسيرته النضالية من هناك. 
المهم أننا لا يجب أن نتعامل هنالك على طريقة اهل لخيام، على الشباب أن ينجح في هذا الامتحان فيرفض التدجين و الاستغلال و صرخاته التي اشتكى منها الفالي سيليكون و استوكات فيس بوك يجب أن تجد طريقها بطريقة معقلنة إلى هناك، كما يجب للافكار الخلاقة التي لطالما صم بها اذان الجميع أن تتبلور و يستخدم بعد ذلك قوة الركض في شوارع نواكشوط ليدافع عن خياراته و افكاره.
لكن ما لا تعرفونه أنه في هذه المواقف كثيرا ما يضيع كل شيء فيصمت الصارخون و المدونون و الناشطون، لأن الثقافة التي عاشو بها لحد الساعة هي ثقافة الغوغاء و الميع و العدمية المطلقة. 
لم يعطوا لأنفسهم فرصة يوما ليسألوا بطريقة متأنية ما المشكلة بالتحديد؟  
http://www.rencontrejeunes.org/ 

في حضرة الشيخ الددو ...



مساء الثلثاء الماضي أدرج أحدهم سطرين سريعين تفيد أن الشيخ ولد الددو سيحضر جلسة في مقر جمعية الحكمة، كنت حينها في مقر السفارة الإيطالية أصارع مسؤولا يريد أن يقنعني كذبا بأنه لا يرفض إعطاء التأشيرة لسمر افريقيا أولئك بسبب بشرتهم و كونهم افارقة بعدما أكملوا كل متطلبات الملف. ساعتان إلا قليلا و هو يتحدث في متاهات ثم يسقط في هواة إقصائية سحيقة حين يقول لي مثلا: أنت لا تعرف هؤلاء حين يذهبون لا يعودون أبدا، و نحن نحتاج خلفية عن أهلهم و لا نقبل ملفات مصورة و لا مرسلة بالايميل و كأنه يريد أن يقول لي بغباء لا سبيل لإعطائهم التأشيرة.

خرجت من نقاشه النتن العنصري الرجعي، ثم صارعت إلى منطقة الفاتح ، و أنا أحسب أني سأتأخر طبعا. حين دخلت منطقة الفاتح تذكرت ما قاله لي مرة صديق من غانا، أنك حين تدخل منطقة الفاتح مساء تحسب أنك في مكة المكرمة. سارعت خطاي باتجاه الجامع و بعد وصولي بدأت مسيرة بحثي عن البوابة المناسبة. فجأة صادفت صديقين من اصدقاء العبور. و ترافقنا باتجاه المقر. كان ثلة من الشباب المشبع بسمرة الوطن السحيق تنتظر عند البوابة. قلت لعل الأمر انتهى و تم. لكن ما اكتشفته أن الجماعة لا زالت في انتظار الشيخ. هي دقائق تربو على العشر ووصلت سيارة من نوع البيجو "أكسبرس" مصحوبا بصديق آخر من أصدقاء هذا المنكب الذي يصنعهم التسكع. تسارعت الجماعة لإلتقاء الشيخ.

كانت هذه المرة الأولى التي التقي فيها الشيخ وجها لوجه و أصافحه، خاصة أنها تأتي بعد حادثة الإعتداء عليه في جمعة سابقة في موريتانيا من طرف من قيل أنه صديق، الأمر الآخر أني أردت التقاط "صورة بورتريه" خاصة للشيخ أتيت بكل عدة الكاميرا من أجلها من إضاء و أعمده و فيلتر و كل ما أحتاجه لالتقاط صورة تصلح لركن خاص في خزينة الصور، رزين هو هاديء بعيون تنظر في دقة و تفحص و أناة "مهدومة" على رأي أهل لخيام، فضفاضته مخاطة بشكل مميز و له طراز معين، يلفت انتابهك هنا لماذا تمسك بذلك الجانب من الدراعة الموريتانية بجيبها المزخرف و خاطها على شكل "الجلابية" في حين كان بامكانه ارتداء الزي المعروف. تجد فقط نقطة التمسك بذلك الجانب الموريتاني الصرف من الزي. و هو في طريقه إلى البوابة صافحته و احتضنني بيده اليسرى و أعطى قبلة مريحة سريعة على رأسي على طريقة الأب ، لكن لاحظت البعض يتمسك بها على أنها طريقة شيخ الجماعة أو الطريقة و هو ما أنا متأكد أن الشيخ لا يرغبه. فعلى طريقة الأب صافحني. تجمهر الشباب حوله و دخل يخطو في اناة الواثق و يبتسم ابتسامة هادئة.
دخلت خلف الجماعة بعيدا عن الزحمة و أخذت مكاني في مكان يناسب الصورة لكن لم تكن الإضاءة كافية و لم أرد إزعاج الشيخ بإضاءات الفلاش و لم يكن المقام يسمح بإستخدام إضاءة مساعدة.
كان قبله أحدهم يتحدث عن الفلوجة و الاعتداءات هناك، ثم بدأ الشيخ يتمتع حديثه بكل صفات الحديث المثير للاهتمام و الانتباه. يخبرك ثم يستجلب الدليل قرءانا كان أو سنة و تفسيرا و لغة حتى ، ثم يعطيك المثال المقرب للفكرة، و يحرك نظره في القاعة بهدوء معبإ بسكينة .  أنا دائما كرهت أولئك الذين ياتون و يقولون لك السماء فوقنا و الارض تحتنا و الله خلقهما. حديث الشيخ هو حديث ستخرج منه بأفكار و تصورات و الأجمل انها مدعمة. مر على قصة أبي ايوب الانصاري رضي الله عنه بخصوص دفنه حين يموت حين قال لهم ثيتوني على فرسي و اطلقوها في الأرض و هي ارض القسطنطينية حيث كان غازيا لها و حينها فتحها الفاتح جاء قبره. ضرب مثلا حول المدافعين عن الامة و الدين و قال ان غير المشاركين في ذلك مثلهم كمثل من يرى خيمة يعمل قوم على رفعها فيقولون ننتظر حتى يرفعوها ندخل معهم تحتها، تحدث في الدين و السياسة و المجتمع بطريقة متناسقة متجانسة مسترسلة بشكل ممتع.
لم احصل على الصورة تلك، فاعمدة الكاميرا أخذها مرافق الشيخ و استخدمها لكاميرته لتسجيل المحاضرة.
ثم بعد المحاضرة بدأ الجميع يريد المصافحة و التقاط الصور و حضر جانب من سلوكيات الوطن العزيز. فوضع احدهم يده فوق رأس الشيخ و تمسك اخرون بمنكبه و صعد بعضهم الكنبات لتلتقطه الصورة، و الجميل ان الشيخ كان يحتفظ بتلك البسمة أمام الكاميرا.
ثم خرجنا مقر الجمعية و الشيخ تحت الملاحقة، فاجأني احدهم بالسؤال إن كنت أريد التقاط صورة مع الشيخ و كان زحمة قاتلة أمامنا قلت له بالطبع و ادخل الفكرة إلى رأسي بعد أن رفضتها في البداية لما رأيت الازدحام، قلت نعم سينتهون الآن و ربما اجد فسحة لالتقاط صورة لكن ما حصل أننا بعد الخروج فاجأنا أحدهم بتذكر السلوكيات المدنية ، فذكرنا ان المكان ليس نواكشوط و كأن أي أوجه شبه تتوفر هنالك. بعيدا عن كل التجاذبات و الجدل السياسي العقيم في ارض السيبة و بعيدا عن هواة الاعلام و سطحية العلمانيين و سذاجة الاسلاميين و غباء اليسار و اليمين و بعيدا عن فضاء الميوعة الاعلامية و الثقافية و السياسية ، الشيخ ولد الددو يظل هامة و قامة لها هيبتها و لها قدرها، و إن لم يستحق الاحترام بالنسبة للبعض لأي شيء فهو يستحقه كرجل يعرف ما هو منشغل به.
و دعا الشيخ للطلاب و دعاء طويلا جميلا، و قدم له اتحاد طلاب تكريما أو تشريفا أو "بلاكت" و رفع الشيخ شعار رابعة ، و استخدم الشيخ مناديلا استخرجتها من حقيبتي و استخدمت كاميرة مرافقه اعمدة كاميرتي على فكرة ربما يعني الأمر الكثير للبعض.





Saturday, February 15, 2014

من ضرب ولد الددو؟

حين تتابع هذه الأيام وسائل إعلام الهواة و أصحاب "القشابات" تظن أن أحدهم أخذ ولد الددو من تلابيبه و أعطاه بعض الضربات الرأسية الدقيقة على العين و الأنف ثم أخذ عصا و أطعمه منها بضع ضربات. فتطالعك مواقع الهواة : الرجل الذي ضرب ولد الددو فيه فرق بين ضرب و اعتدى يا جماعة أو حاول الاعتداء، أنا استخدمت ضرب في العنوان أيضا لأشير لهذه النقطة.
المهم حاولت جاهدا الحصول على معلومات دقيقة حول الحادثة التي يعود أصلها إلا أنه بعد صلاة الجمعة و حسب ما نقل قام أحدهم بالاعتداء على العلامة ولد الددو أو حاول ذلك. قرأت أن مقابلة جرت مع الشخص أرجع فيها الأمر لخلافات و أشياء لا يبدو لها أول من آخر، فهمت منها فقط أن الرجل الذي تبين كما أفاد هو حسب ما أفاد موقع هواة آخر أنه كان صديق العلامة أيام محظرة أهل عدود ربما يعيش حالة نفسية عادية مردها طراز و نوعية الفضفاضة التي يرتديها العلامة و نوع سيارته و إسمه و علمه و ما أنعم الله عليه، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض.
ربما يحتاج دعوة صالحة أو مراجعة للنفس, و على معشر الهواة هؤلاء أن يوقفوا هذا الهرج و العبثية الصبيانية.

Monday, February 10, 2014

رابعة تربك الثقافة و المثقفين في قصر المؤتمرات

يوم أمس و أثناء كلمة وزير الثقافة المصري الذي ينزل ضيفا في موريتانيا مع وفد من المثقفين المصريين و الفاعلين في مجال المسرح و السينما و الادب ، أثناء كلمته انبرى بعض الشباب من الجمهور صارخين و كاشفين عن قمصان صفراء تحمل شعار "رابعة" تعبيرا عن رفض زيارة الوفد و رفض ما يسمونه الإنقلاب في مصر.
و كان لغطا كثيرا سبق وواكب و لازال يلاحق زيارة الوفد التي يقرؤها البعض في انها مساعي لتشريع الانقلاب في مصر ، فواكب الأمر حراك استهدف المخرج المصري خالد يوسف الذي لم يحضر الأمر الذي أسف له بعض الفاعلين و الناشطين في الحقل الثقافي الموريتاني خصوصا المهتمين بالسينما و الفنون، ووصفوا الحراك بانه يدخل في إطار عمليات ترعاها جهات اعلامية تابعة للتيار الاسلامي في موريتانيا، ضخمت الامر و صنعته من الفراغ وواكبته. فيما يرى بعض الرافضين أنه فقط يدخل في اطار حقهم في التعبير عن أرائهم.
المهم قاطع الشباب الذين ظهر في الصور أنهم كانوا خمسة قاطعوا الوزير الذي كان يسترسل في التأصيل للعلاقات المتداخلة ثقافيا و فنيا و تاريخيا بين موريتانيا و مصر و شنقيط و النيل و ما إلى ذلك مرتجلا تعابيره و أفكاره. نشر بعض الصور الذي يفيد أن بعض الحرس المصري اعتدى على بعض الحاضرين، و تدخل الامن أيضا ليخرج الأشخاص من القاعة. لكن حالة ارتباك تملكت الجميع بما فيهم زيرة الثقافة التي بدت مشوشة و هي غير معتادة على الارتجال اطلاقا فبدت ضائعة في مساحة الديمقراطية على حد قولها التي تتمتع بها البلاد. ثم جلبت اجندات خارجية عن غير قصد كما كان باد على ملامحها، و كانت دون مستوى الحدث حد الصفر و الانعدام.
ربما يتساءل البعض و انت ماذا ترى؟
ببساطة كمراقب، يؤمن أن له وطنا يعيش حالة السيبة و الفوضوية و العبثية في كل شيء حتى في الاحتجاجات و حتى في التيارات و التوجهات الفكرية، أرى أن الامر فقط تجلي واضح من تجليات التشكل التي نتيه فيها الآن في سعينا الحثيث لتشكيل مجتمع و رأي بعيدا عن "لخيام" بكل معطيات المصطلح السلبية. ببساطة و دون مراوغة نحن وطن و مجتمع يحب أن يكون حاضرا في كل شيء و أن يمارس كل شيء، لكن أيضا نفعل كل ذلك بعبثية و هواية موغلة في الرجعية. فتياراتنا الفكرية تسبح في فضاء و مجتمعنا في فضاء آخر و ناشطونا في سماء و مجتمعنا في ارض، و نعيش حالة اللاحالة و واقع اللاواقع. شعارنا الأبرز أننا نحاكي نريد أن نكون مثل العالم، لكن مشكلتنا ينطبق عليها المثل الموريتاني " ذلك الذي حاول مشية فلانه فضاعت مشيته و لم يعرف مشيتها" فلم نبقى مجتمعا تقليديا محافظا متمسكا بعادات و تقاليد يستخدمها و يعبدها أكثر من الدين و لم نعد مجتمعا مدنيا راقيا متحضرا يزن الأمور و يقيسها و نحن في فضاء بين الاثنين يقفز فيه بعض الهواة و الأشبال من الناشطين و الاعلاميين و الصحافيين و "المدونين" فمؤخرا اكتشفت أننا بلد المليون مدون أيضا و الحمد لله و المليون ناشط و المليون موقع اخباري و و و و و و في النهاية نحن  3 مليون نسبة الامية فيها تتجاوز الستين.....
باختصار. اعجبتني تدوينة قرأتها لسيد كما أضحكني تعليق سيد ، التعليق كنا نناقش قضية رفض زيارة خالديوسف و قلت بتلقائية لخيام : "نحن مان عارفين المرغوب فيه من الما مرغوب فيه" رد علي السيد المحترم : أليس في هذا تعميم مخل. في الواقع من مشاكلنا أيضا ثقتنا المفرطة في انفسنا . التدوينة : كتب أحدهم أننا مجتمع ننظر لكرة القدم على أنهم رجال متفسخون و للمسرحين و السينمائيين على أنهم خشب جهنم ..... و هذا عين حقيقة . لذلك أتوجه إلى ناشطينا و مفكرينا و اعلاميينا الذين يريدون القفز على هذا الواقع و يصور نشاطهم المجتمع الموريتاني كمجتمع الثورة الثقافية التي لم يشهد العالم لها مثيل. يجب أن يبدأوا من هنالك من "لخيام" و يعرف كلهم أنه لا زال يرفع شعار "أنا ابن فلان" و مع ذلك يتحدث عن ديمقراطية و حقوق و قيم و ووووووو. مسكين وطن الصمت 

Friday, February 7, 2014

خالد يوسف و المقال المسيء.... و المدونون الناشطون



اطلقت مجموعة من المدونين و اطلقت مجموعة من النشطاء المدونين ، ما لاحظته مؤخرا أن إعلامنا و اعلاميينا استبدلوا مصطلحات من قبيل مصدر مطلع و مصدر خاص و حسب معلومات ب " مجموعة من المدونين و النشطاء" و صاروا كل ما ارادوا الحديث في أمر يبحثون عن مجموعة من المدونين و النشطاء و سيجدونهم بالطبع فما لاحظته أيضا أننا صرنا بلد المليون مدون و المليون ناشط إضافة إلى الملايين السابقة من كل شيء.
طالعت خبرا أن مجموعة من المدونين كما قالوا نشرت عريضة لتوقع بغية معاقبة كاتب المقال المسيء، لكن ما اكتشفته أن مقدمة الاستمارة تبدوا تماما مثل رسائل لا شك وصلت احدكم يوما : إن لم تقرأ هذا الدعاء فستحزن الاسبوع القادم. إن لم توزع هذا على مائة شخص فسيحدث لك أمر سيء غدا. .... و غير ذلك من الأشياء السخيفة. الأمر لا يتعدى استمرار المتفرغين و السطحيين استغلال مساحة السيبة في بلاد السيبة و اعلام السيبة. 
قلبت الصفحة فوجدت أيضا أن مجموعة مدونين و ناشطين يطلقون حملة ضد زيارة خالد يوسف المخرج المصري الذي يصل ضمن وفد من المثقفين المصريين بقيادة وزير الثقافة المصري، الوفد الذي رسم احدى المواقع سيناريو لزيارته يصلح أن يشتغل عليه المخرج في حال ما فكر في مسلسل سطحي غبي سياسي، تقول القراءة أن ولد عبد العزيز استقبل اموالا من السعودية لاقناع الاتحاد الافريقي بقبول الانقلاب في مصر. 
المهم بين هذا و ذاك ما يتضح اننا لا زلنا في سيبتنا و بؤسنا و عبثيتنا ، بين اعلام سطحي غبي و نشاط عبثي. لا شك أيضا لاحظ الكثيرون منذ اشهر أن نشاط الموريتانيين على الفيس بوك تراجع شيئا ما، لربما لان حالة "كمبه" تجاوزت.
كان الله في عون بلاد السييبة

غزوة تفسك الكبرى و محرقة سامسونج المجيدة

كل ما أعرفه أن طلاب المحظرة حين يقودهم الشيخ فهم يشكلون خطرا حقيقيا لأن إيمانهم به يتجاوز حد المعقول.
و أنا أتصفح صباح اليوم بحثا عن ما جد في حكومتنا الجديدة ، قرأت خبرا مفاده أن جماعة أٌقدمت على حرق علب من لبن "تفسك" و الهواتف من ماركة "سامسونج" و أتمنى أنها ليست من عائلة "غالاكسي" الكريمة. و الذي اقدموا على الأمر هم جماعة قالت انها تفعل ذلك بداعي الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
لمن لا يعي حيثيات القضية خارجا أو داخلا، يتعلق الامر بمقال كتبه شاب مقيم في نواذيبو يسمى "ولد مخيطير"، مقال نظر إليه على أنه مسيء لجانب النبوة الأعظم، تطورت احداث المقال و في النهاية أعلن محامي يدعى : محمدن ولد إشدوا  استعداده الدفاع عن صاحب المقال، و قدم بعد القراءات القانونية لتبرئة الرجل، وثائق رد عليها محامون آخرون بأنها كلها مغالطات، و في النهاية رجع الرجل الذي تحدث الجميع عن تصريحه باستعداده الدفاع عن الرجل رجع و قالت قناة الوطنية أنه نفى الأمر. المهم بين ما إن كان حقيقيا أو كذبا. مع أن قضية اعلانه الدفاع عنه تبدو بالنسبة لي واضحة لدرجة لا تحتمل "النوش" . لكن لربما لم يقدر المحامي أن مجتمع السيبة قادر على أشياء لا تخطر حتى في البال كأن يقود غزوة تفسك الكبرى و محرقة سامسونج المجيدة على طريقة "إيرا" . الشركتان ممثلتان في نجلي المحامي ولد إشدو، و لذلك يرى الغاضبون أن في استهدافهما ردعا له و مواجهة حقيقة لحتى تفكيره في الدفاع عن شاب يرون جزاءه الوحيدة في شنقه جهارا نهارا، لا اعرف إن كان شيخ المحظرة أفتى لهم بوجوب ذلك.
خطر الحالة الانفلاقية القيمية أن لا احد يمكن أن يتنبأ بما قد ينتج عنها، ففي حين في الكلمتر 25 يحرق هؤلاء هواتف و علب لبن ربما الأولى بهم بعض ساكنة حي "الرف" و يفعلون ذلك نصرة للحبيب المصطفى على حد قولهم، و يعلنون الاعتصام بشكل اسبوعي حتى ينصر و يعدم المسيء إليه. في ذلك الحين، وصلتني رسالة يوم أمس من رجل لا أعرفه حتى يعرض علي الحضور لحفلة أشرب فيها ما لذ و طاب من ويسكي و أعانق ما شئت من نساء و يعطي عنوان البيت و رقم الهاتف.
و الأمر لا يعدو كون الحالة الورمية التي ظل وجهاء و شيوخ ذلك المجتمع المؤمنين "بالطبقية " حد الاعتقاد يردمونها و يخفونها، الآن تنفجر و تنقلب ليس فقط على رؤوسهم بل على رؤوس المجتمع و الدولة. و يقول ماهرهم الكاتب، أن الدولة أعطت الحرية أكثر مما ينبغي  و ذلك هو السبب، يا سلام... . المهم أنا لا اظن المسكين تفسك و البريئة سامسونج أساءتا للرسول صلى الله عليه وسلم، و لا اظن كاتب المقال استخدمها حتى أثناء عمله على المقال حتى نتهمهم بالمشاركة في الجرم، فما هو مثبت أنه هاتفه ليس من نوع سامسونج و كذلك هو ليس من محبي الألبان المعلبة خاصة و خاصة "تفسك"
و السيد ولد إشدو إن كان اتخذ القرار و جاءت العقبات أكبر مما تخيل او حسب الأمر من جانب واحد ، يجب أن يعترف و يعتذر عن الدفاع عن الرجل و يبقى لإبنيه هواتفهم و لبنهم. و إن كان شجاعا و مصرا على قراره فليواصل و ليحرقوا هم حتى مقر سامسونج الرئيسي، فالتنازل و التراجع بهذه الطريقة مذموم جدا، و إن لم يكن هذا و لا ذاك ، فليعلنها واضحة كذب من قالوا أنه أعلن استعداده للدفاع عن الرجل.
نتمنى لكل من مات من تفسك أو سامسونج الرحمة والغفران و للاهلهم الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون.

Thursday, February 6, 2014

هوامش على قمة الأفارقة - الجزء الثاني....



--- بعدما عرج في كلمته السيد ولد عبدالعزيز الذي تسلم رئاسة الاتحاد الافريقي، عرج على الدور الذي لعبه المختار ولد داداه مؤسس الدولة و أب الأمة الدور الذي لعبه مع اخرين من اجل وضع اللبنات الاولى للوحدة الافريقية، عرج في فقرة من خطابه على الشباب و دوره ثم انشغل بالزراعة التي تعتبر هي الموضوع الرئيس للاتحاد الافريقي في الفترة الحالية. ثم توالت الكلمات المكتوبة المرتبة، التي لا تقدم و لا تؤخر في حالة قارة افريقية مسكونة باشباح الاستغلال  و الاستعمار و القهر و الفقر.
ثم بعد ذلك بدأت اجتماعات مغلقة ثنائية و ثلاثية، لم اعرف حينها أن الحسن الذي درسني الادب الافريقي في قسم الانجليزية بجامعة نواكشوط تم تعيينه في ديوان رئيس الجمهورية إلا حين مر بجانبي يحمل حقيبة رئيس الجمهورية. ثم استرجعت قليلا ذاكرتي فوجدت كل اساتذتي و قد صاروا بين وزير و امين عام من باهية إلى الخليل إلى الحسن و و و ، قلت في نفسي لربما تلك سياسة حكيمة لتغيير حال الدولة و بنائها . ثم توقف و قلت الله أعلم.
خرجت مع أصدقائي، و اخذنا قهوة افريقية على عجل في تلك العمارة الصينية التي قدمت صدقة عينية من الصين للامم الافريقية المقهورة. بعدها بدأ التحضير لغدا ءعمل مع القادة، كنت ضمن المقرر أن يحضروا الغداء حين سلمتني السيدة اغوسوا الظرف الذي يحمل الدعوة التي تسمح لي بتجاوز انتهارات الرجل عند البوابة الذي يلبس على طريقة عمر المختار، حين دخلنا و جلسنا و الرؤساء حولنا ياكلون كمن لا يرغب في الاكل، تقدم الشاب بنظاراته الشمسية المثبتتة في جيبه و زيه الذي لا تصادق منه قطعة قطعة ، و وقف كشخص بلله المطر و قرأ أشياء لم يعرف أي منا لها رأسا من عقب، ثم تقدمت السيدة التي أعطتني فقط قبل بدايتها قبلة شاردة بريئة بالقرب من أذني ابقت حمرة احمر شفاهها التي نبهتني عليها الصديقة الاخرى لأمسحها فلربما لا يليق ذلك بالرؤساء الافارقة.
حصل نفس الامر الذي اخبرت به أصدقائي في اطار مزحة و نحن قادمون من الفندق. قلت لهم كل ما سيحصل، أن بعض الرؤساء سينصرفون في الدقائق الخمسة الاولى و اخرين لن يحضروا سيرسلوا مستشاريهم،، في النهاية حضر كل الرؤساء و صبروا ربما من اجل وجه اوباسانجو الذي كنا نناقش في اطار منظمته مشكلة التشغيل و خلق الفرص في افريقيا. اردفت لاصدقائي و نحن نخترق شوارع اديس ابابا الضبابية، أنهم في النهاية سيستمعون و سيقول كل منهم أنه بدأ اصلا في انجاز تلك المشاريع و التوصيات منذ سنوات و ان جمهوريته و دولته المتطورة في الخطوات الاخيرة.
و حقيقة الامر الأخرى أن التوصيات التي قدم بها الشباب لم تعد اكثر من كونها جمل مكررة طالما سمعوها لربما.
حصيلة الامر أن افريقيا و الافارقة لا زالوا ضائعين بالمطلق و يتغاضون و يتناسون حقيقة الاشكال و هي ان افريقيا تعيش حالة متطورة من الاستعمار، لم تستقل افريقيا بعد، يريدون من الاتحاد الافريقي ان يغير حال افريقيا و هو اصلا جهاز مشلول دون تمويلات المستعمرين .
.............. يتواصل ............

Sunday, February 2, 2014

هوامش على قمة الافارقة - الجزء الأول

حضرت ضمن مجموعة من الشباب الافارقة، الجلسة الإفتتاحية لقمة الاتحاد الافريقي، بعد يومين كان الشباب خلالها يعملون على موضوع تشغيل الشباب في افريقيا، المعوقات وا لحلول الأمر الذي مع الأسف لم يتقدم فيه خطوة إلى الأمام. وصلنا على أن الاجتماع سيبدأ الساعة التاسعة، و ااخذنا مواقعنا و بدأنا نرقت و نشاهد الرؤساء الأفارقة يدخلون واحدا تلو الاخر، من بوابة مخصصة للأمر، قبل الإنطلاقة كانت هنالك فرقة تتدرب على النشيد الافريقي ، و كانت الفوضى تعم المكان و كانت سيدات بالمحلفة عرفت لاحقا أنهن تمثلن الصحراء الغربية مشغولات جدا بالتصوير و التصوير فقط و من فترة لأخرى يلتفتون للوفد الجزائري و يلتقطون صورا. و كان القائمون على التنظيم فقط كحال كل انشطتنا في دولتنا الافريقية الجميلة، كانوا يعيشون حالة ارتباك فطرية ممزوجة بتعقيدات البروتوكول.  كنت أراقب الباب بدقة و كانت الرؤساء بدأوا التوافد، وصل ماكي صال و بدأ يقلب هاتفه و صفحاته في حلة سينغالية بيضاء أنيقة، ووصل موغابي و أمامه جندي بنياشين صفراء، ووصل ديبي و غيرهم و كنت لا أزال انتظر رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية، الذي ظهر لاحقا أنه ربما وصل حتى قبل فتح القاعة، عله لا زال يتمسك بعادة الانضباط في الوقت مع التجربة العسكرية الطويلة، كان الرئيس قد جلس بطاقمه و لاني كنت في طابق القاعة الثاني ، كنت احتاج لانظر أسفل قريبا، حتى ألاحظ تواجده.
مع بداية النشاط، غنى الفريق النشيد الافريقي، و بدأت المكالمات و من فترة لاخرى ألقي نظري على رئيس الجمهورية الذي في احيان كثيرة كان يبدو متضحا لي أن يراجع كلمته التي سيقرؤها . و كان يستخدم لغة الجسد ، فكان يحرك يديه مع تدقيق النظر في الورقة، هذا قبل التوجه إلى المنصة، قبله تحدث الرئيس الجديد لمدغشقر الذي شكل اسمه تحديا لكل المتحدثين الذي أرادوا أن يباركوا له بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهوريته حتى رئيسنا الذي أتعبه الإسم حد الإرهاق. نودي على رئيس مدغشقر ليتحدث،
بدأ حديثه كان واثقا ملتزما بقواعد الحديث امام جمهورية يستخدم صوته و حركته و نظره، ثم مع الوقت ظهر في طريقة حديثه ساركوزي بكل لغته الانتخابيه فكان يقول "ماداغاسكااااار" تماما كما يقول ساركوزي " لا فرااااانس" لكن كانت كلمته في محلها لأن الجميع كان متعبا من كلمات مرهقة . و توالت الكلمات والتهاني و الترحيبات الامر الذي يجيده الافارقة لأنه يدخل في اطار "الهراء" و "بلابلا" كنت أنتظر كلمة الرئيس كلمة عزيز بترقب كما يقولون.
وصله الكلام و هنؤوه بتوليه رئاسة الاتحاد الافريقي. بدأ كلمته، اللغة العربية كانت متعبة قراءتها لكن ربما بالاسقاط فقط على مستويات عالية قليلا، و المهم أن المترجمين فهموا قصده و ترجموه بدقة، التقت الي الصديق الكامروني المتعصب للغة الفرنسية، فلقد طلب إلى التوقف عن الحديث بالانجليزية لأن موريتانيا دولة فرانكوفونية. و سألني لماذا لا يتحدث رئيسي بالفرنسية؟ قلت له : لأن العربية هي اللغة الرسمية في موريتانيا.
كانت المفاجأة حين وجدت السيد ولد عبدالعزيز يتحدث بالانجليزية و ذكر جملا هنأ فيها و رحب، تفاعل معها الحضور خاصة من أصدقائي المحيطين بي و كمزحة أخبرتهم أني لم أكن أعرف أن رئيسي يتحدث الانجليزية ، لكن الرئاسية تحدث اشياء. صفق الجمهور بعد تلك الكلمات، و لم أتفاجا أنا فالحسن الذي درسني مرة الأدب الافريقي في قسم الانجليزية بجامعة نواكشوط هو نائب مدير الديوان كما قيل لي، و ولد تكدي كان سفيرنا في الامم المتحدة و هو يتقن الانجليزية. بمعنى انهم لاشك لقنوه الكلمات هذه ليرددها . بعد كلمات الانجليزية بعد ذلك بدأ الحديث بالفرنسية حيث بدا و أنه شعر بارتياح اكثر. كان في الكلمة مواضع توقف تتطلب التصفيق لكن موسيقية الصوت لم تساعد في ذلك. انتبه بعض الحاضرين للفقرة التي اعطاها في كلمته للشباب و ادماجهم و تحرير طاقاتهم.
ربما النقطة العريضة التي لفتت انتباهي ، و زدتها تقديرا بعد أن سألني صديقي إن كانت موريتانيا قد ان انضمت مؤخرا للاتحاد الافريقي، النقطة هي اشارة ولد عبدالعزيز إلى الأب المؤسس للدولة السيد المختار ولد داداه حيث أشار إلى انه أيضا من ضمن مؤسسي الاتحاد الافريقي، فوجدت من سؤال الصديق فرصة لأقدم له لمحة تاريخية عن رجل ظلمه مجتمعه و دولته و أبناؤها لدواعي قبلية مقيتة .....
يتواصل.... (سلسلة تقارير حول القمة 22 للاتحاد الافريقي. هوامش على قمة الافارقة)

إعدام ولد امخيطير ...

أنا باختصار لا أفهم مطالب الجموع الغفيرة كما يردد اعلامنا الذي تتظاهر بشكل مستمر ضد كاتب المقال، و لا أعرف إن كانت عبرت عن مطالبها بشكل محدد، و حين اضع الفكرة هذه جانب فكرة المحامين الذين قال بعضهم أن القضية جنائية،  و أنها يجب ان تعامل على ذلك الأساس. أجدني باختصار حائرا. في الأخير، هل يريد هؤلاء إعدام "ولد امخيطير" و إلى متى صمت العلماء؟ و ما كان ينقصنا قصة السامسونج و اللبن التي جاءت مع اعراب السيد ولد اشدو عن استعداده للدفاع عن الرجل، حقيقة اشدو اختار اللحظة المناسبة ليبرز فيها لحالة الجدل ويتحول مركز اهتمام. و كان أيضا في قراره شجاعة تستحق الذكر، نعم من حق ولد امخيطير أن يجد من يدافع عنه، تماما كما من حقكم أنتم أن تطالبوا بإعدامه، لا يقبل كائن من كان و لا يرضى بأن يمس الجناب النبوي الشريف ، لكن ما بهذه الغوغاء تحل المشاكل، غوغاء ربما حين تسأل أحدها تطالب بإعدام من ؟ يقول لك: جزار قالوا أنه يبيع لحم الكلاب. لأنه لا فكرة لديه حول ما يحصل. كعادة مجتمع الفراغ و الفوضى الموضوع حمل أكثر مما يحتمل، ووجد مجتمعا بدأت فيه ظاهر الشوارع في مراحلها الاولى، فهو لا زالت "كابظتو كمبت" الشوارع. لذلك السبب صار ينزل بهذاالشكل .
باختصار و حين نضع القضية في إطارها، يعرف الجميع حتى "الأمي الجاهل" أن إعدام ولد امخيطير غير وارد من جميع النواحي حتى الشرعي منها، فلنا أن نفتي نحن ما دام علماؤنا صامتون ففتوانا هنا حالة اضطرارية. فالدولة حين تقدم على الأمر فهو تغيير منكر ربما يترتب عليه منكر أكبر و لن تجازف الدولة بسمعتها الدولية و كل تلك المتعلقات بإعدام شخص كتب ربما دون وعي بما يكتب أو بوعي مستندا على نصوص قد لا يكون في محل ادراكها.
لذلك ولد امخيطير ربما واحد أساء بشكل ما ، يجب معاقبته بعد تحري القضية أو تبرئته.
و الغريب أن يخرج لنا اليوم إعلاميون و نشطاء ، يشكون من مستوى الحرية و يتحدثون عن تغاضي النظام و فتح الباب لكل من هب ودب. هنا يبرز لك المجتمع التائه و مثقفون الخيام و نشطاء السطحية. أن الحرية بشكل رسمي تقونن لكن ممارستها هو وعي اجتماعي لا يمكن للدولة فرضه بأي شكل فلو كان بامكان أن نفرض حالة وعي اجتماعي ما كنا اشتغلنا على أشياء كثيرة.
الدولة حين تحاسب أيا كان سيقال لها ديكتاتورية و عنجهية و حين تترك أيا كان يقال لها تشجع الفوضى. و ما يتغاضى عنه هؤلاء هو أن الحد الفاصل بين الحرية في التعبير و غيرها مما قد يخرج عنها هو اطار هلامي غير محدد و لا يمكن لاي كان أن يحده. ربما المساس بالمقدسات يقول بعضهم، نعم لكن المساس بالمقدسات كيف يفسر و كيف يعامل معه هذا فضاء اخر للشريعة و القانون فيه مكان.
في النهاية يا سادة الإعدام هذا أمر آخر.