خرج من ورشة أمله
محملا بأشياء مختبرات إبداعه ، نزل ليس ضيفا على أحد كالكلمة في هيبتها كالنسق
كالنص المذهل كالقصيدة حين جلس، دخل مقتحما
عزلة الملكات موقظا كل ما فيها من فراشات يفتش
عن الساحرة التي أيقظته و التي سكنت جنبات قصيدته ، ساحرة ما كانت جرحا و لا خنجرا كانت فقط في كل شيء في الفنجان، على
الجدار ترتسم في المدى ، هناك حيث قلب
الحب و حيث الكلمات انتماءات و المعاني
شظايا و حيث الشاعر يمشي محفورا بوعول الحزن التي تكابد الأمل، فتنقده أحيانا،
تهده لتبنيه.
طبيب يعالج
المسافة مستأنسا بأخبار مجنون ليلى و طرفة بن الوردة، فنان يلون المستحيل ازرقا،
مهندس يصحح الأشكال، صياد ينال الغزالة يوم الأحد، و على قبر الصورة سلام.
كلماته سماء عليلة
تفوح منها رائحة الأرض و رائحة الخبز مسكونة بفتنة السؤال،
أخرج رأس الحسين
من المدن الخائنة ، بجواشنه منع الدم الثاني، و لولا أمله كانت القيامة.
لا يكون له سيد
إلا الفحم و لا معبودة إلا القصيدة. القصيدة ذات النهايات التي تنأى.
قاسم الجمال
المشترك ، حداد المعنى ، قاسم حداد.
فلماذا يا ذاتي
الغبية لا تصدقي أنه هو الذي جلست إليه ذات مساء ماطر في قلب ليون و هو الذي اخترقتك كلماته كما
يخترق نهر الرون الجنوب الفرنسي محملا
بكاريزما باريس و كلمات بالزاك و أفكار فولتير و ألحان بياف وصور كلود موني و على جنباته إمتدادات الألب
الشاهقة؟ لماذا لا تصدقي أنه هو الذي حديثه عن محرقه رد إليك الأمل في بناء الهوية
الإفريقية و أنت في عمق مومباسا المسكونة بالحلم الإفريقي المنتظر و الألم
الإفريقي المعاش.