Friday, May 1, 2015

دواهي ولد داهي : المطلوب الحضور عند مكتب ولد داهي لتنال بطاقة الانتماء إلى الإسلام

في القضاء الآن مجموعة من الناشطين و المدونين و المثقفين يرفعون دعوى قضائية على السيد يحظيه ولد الداهي رئيس جمعية أحباب الرسول بتهمة تكفيرهم و التشهير بهم و هدر دمهم، في المقابل يتهم ولد الداهي الجماعة بأنها تسيء لسمعته و تشهر به.
يعود موضوع التكفير هذا  و الدين و التدين من جديد بعد جملة أحداث شهدها البلد في الفترة الاخيرة ، من حرق بعض الكتب الفقهية  قصة المصحف في مقاطعة من مقاطعات نواكشوط، مرورا بمقال  ولد امخيطير إلى غير ذلك. بدأ الحديث منذ أيام من خلال السينمائية مي مصطفى التي اعلنت رفعها قضية على الرجل مطالبة بحفظ حقها كمواطنة، لتتوالى لاحقا دعاوى أخرى...

يذكر أن ولد الداهي الذي يعبر عن رؤية اسلامية ضيقة متطرفة معتمدة على محاكمة الآخرين و تنصيب نفسه رئيس جماعة أمر بمعروف و نهي عن منكر على الطريقة السعودية في موريتانيا. كان قد أقدم منذ فترة على اهدار دم ناشطة حقوقية تدعى بنت المختار على خلفية نشاطها الحقوقي و مطالبتها باطلاق سراح ولد امخيطير واصفا إياها بالزنديقة.  الرجل و جماعته يوزعون مجانا صفات و سمات التكفير و ما إليه و يدخلون من يشاؤون في الإسلام و يخرجون منه من يشاؤون. ربما التكوين السعودي هو الذي خولهم فعل ذلك.
يعود تاريخ جماعة أحباب الرسول ، التي بطريقة ما تسعى لتكون "أمر بالمعروف و نهي عن المنكر في موريتانيا على الطريقة السعودية" . الجماعة التي يتزعمها ولد الداهي، يعود إلى نهاية يناير على خلفية النص الذي كتبه ولد مخيطير ووصف بأن فيه إساءة للرسول صلى الله عليه و سلم و الإسلام، و الذي حوكم السيد على خلفيته و لم يبت بعد في مصيره منذ ما يزيد على سنة تقريبا.

الخطر الذي يشكله الرجل و جماعته هو فرض نوع من التقسيم جديد على مجتمع عاش حياته بدينه و إسلامه بسلام و سلم و طمأنينة. و كان دائما في الخط الوسط و النقطة الوسطى ممارسا تعاليم دينه بكل عفوية بعيدا عن أي طائفية دينية بارزة. و في مجتمع منقسم أصلا عرقيا و ثقافيا ، ما ينقص هو انقسام قائم على منسوب او نسبة الدين في دم شخص.  ما يفرضه ولد داهي هو تشكل تيار في الجانب الآخر و تياره و تيار ربما يكون في الوسط و حين نصل لهذه المرحلة في مجتمع بهذه الدرجة من الهشاشة فإنه خطر محدق. يذكر أن المجتمع الموريتاني لم يعرف أبدا تطرفا دينيا من أي نوع و هو مجتمع يعيش أعرافه و تقاليد و دينا إسلاميا سمحا.

يعود بي هذا الموضوع من جديد إلى مرحلة "الانفجار القيمي" التي أراها حتمية مجتمعنا قادم عليها شاء أم أبى، انفجار قيمي يسمح لكل الممارسات النائمة و الهادئة بأن تخرج للعلن فيعلن البعض حتى خروجه من الدين و حينها يعلن امثال ولد داهي هدر دمه و قتله في الحل و الحرم و تكون داهية الدواهي. الانفجار القيمي يبدو حتمية و هنا دور المثقفين ليس ناشطين بين عشرين ظفرا يتحينون أي فرصة ليجدو اسما لهم على صفحة مجلة موريتانية ورقة من النوعية الرخيصة بمحتوى فقير و مرهق و لا على صفحة موقع بائس يائس يمتص به صاحبه 70000 اوقية عن طريق قريبه من شركة اتصال، و لا على شاشة قناة لا تزال صورها كأنها قادمة من عهد السبعينات و محمضة في استوديوها تركها الاستعمار الفرنسي. الان دور نخبة تقدر و تسير و تفكر تحمل المجتمع المنهار لجادة يتماسك فيها على منطلقات و مباديء كقيم الوطنية و الانتماء التي وحدها بعيدا عن الانتماءات الضيقة كفيلة بضمان نوع من التكافل. فاغنية مجتمع متدين يبدو الرجل بجماعته مصرا على هدمها بهذا الخطاب الغريب العجيب  .يبدو ولد داهي ايضا عارف لحن لغوي من الدرجة الأولى حيث أشار احد الكتاب الموريتانيين إلى بعض امثلة اخذها من صفحة رئيس جماعة احباب الرسول كانت فيها اللغة العربية قد كفرت و أخرجت عن ملتها و طريقتها بشكل تصطك له الآذان على طريقة استاذي سنة سادسة ابتدائية. فحروف الجر التي تجر الجبال كما يقول دائما لم تجر كلمات ولد داهي.
هنا خطر من نوع اخر ان يكون المستوى بدرجة من الانحطاط لا يضاهيه إلا مستوى التمسك بأفكار سطحية و قراءات واهية سطحية بدائية للدين . المخنثون و المرتدون و الزنادقة تبدو من قواميس الرجل الرائجة.
كل ما يتداول تقريبا هو ان الرجل كان يدرس بالمعهد السعودي قبل إغلاقه، و أنه مزواج ..... و الله أعلم

الدولة تترك الحبل على الغارب بطريقة تعتبر تحديا حقيقيا. هنالك أمور على الدولة الحزم فيها خاصة حين يكون المجال الاعلام و الفكري بهذه الدرجة من الميوعة و الضياع. فانا افهم في مجتمع متمكن من نواصي المعطيات الفكرية و النقاش و الحوار أن تترك الدولة للمثقفين مجالهم و نقاشهم و تهتم بما يصل منصات قضائها فقط بشكل قانوني، و لكن في ساحة كالتي عندنا حيث من هب و دب مدون و مثقف و اعلامي و حيث ما كان ينقصنا إلا حملة صكوك الغفران و موزعي الجنة و النار و بطاقة الانتساب للدين و بطاقة الخروج منه. فإن دور الدولة يعتبر ضرورة في هذه الحالة.