Tuesday, May 12, 2015

بعد حمى النشاط ، الموريتانيون يحولون فيس بوك الى ساحة معايدة و إعلانات حمى و صداع


بعد فترة تحول فيها كل الموريتانيين الى ناشطين سياسيين و مدونين و معارضين و حقوقيين و ملؤوا صفحات فيس بوك كل يدلو بدلوه من ناحيته في بئر ليس له فيها و ليس لها فيه. بعد كل ذلك و بعد ما هدأت الساحة السياسية و أصبح عزيز يطل برأسه من فترة لأخرى محاطا بباقة من الصحافة و المتسولين و المتسلقين و المثقفين و المستثقفين و و و و بعد كل ذلك، وجد الذين أقاموا بين صفحات افيس بوك فترة وجدوا نفسهم في فراغ كامل و فقر مدقع لما يمكن تدوينه أو كتابته فتحولت فجأة صفحات فيس بوك الموريتانيين إلى تراكمات سخيفة من الإدراجات التي لا تقدم و لا تؤخر :
- رأسي يؤلمني ألما شديد
- أنا مريض ادعوا لي
- أبوه مسافر إلى دكار لإجراء عملية
- أمه في طريقها إلى تونس وعكة صحية
- أخوه في طريقه إلى المغرب
- أنا رأيت حلما
- أبي يجلس ، انا أقعد أنا أشرب أنا أكل ، هو يقود سيارته
- سيارته تعرضت لحادث سير
- هو يمشي على شارع عزيز
....
....
....
و الأكثر سخافة : أنا مسافر الآن الى  و راجع الآن من ، و ما أثار دهشتي أن ثلاثة دول هي دائما في الأفواه : المغرب - تونس - سينغال . هل يعكس ذلك الحالة الصحية للبلد أو الحالة المادية للمرضى؟
ما أريد فقط الإشارة إليه أنه مسلسل العبثية الذي تحدثت عنه مرة ماضية في مقال : فيس بوك والمستخدم الموريتاني.
كل ما ورد في المقال تثبته الوقائع الآن. كان الله في عين بنك البيانات في سيليكون فالي...