Monday, December 23, 2013

جميع المسافرين.. إلى البوابة رقم 2014




لا أعرف لماذا الأيام الأخيرة من كانون هذا لا تريد الإنقضاء ، و تسير بهذا الإيقاع البطيء جدا،  و كأن العام يكابر يرفض الانقضاء، هون عليك فكلنا ماضون و كلنا ستأتي اللحظة التي نتوقف فيها عن الحركة ، ثم ننسحب ببطإ من المسرح. لكن ما لا أعرفه أكثر هو لماذا أستعجل مضيها هذه المرة لماذا أريد لها أن تتسارع ثم تلملم ذاتها ، لماذا تقتلعني هذه الرغبة العارمة لأرى الأربعة تجتاح الثلاثة في ملحمة كونية ستضاء لها الشموع في أصقاع الدنيا و تضاء الأشجار و تعلق الهدايا و تتطاير في سماوات مانويل، اعرف كم الثلاثة منهكة و متعبة و بدأت توضيب حقائبها لتغادر في رحلة النهائية لتستريح من حضورها في كل ورقة حرب وقعت و كل صفقة شر أبرمت و كل اجتياح تم تدبيره، تريد الإختفاء و الإنطفاء، تعرف أن مدتها انتهت و أنها غير قابلة للتجديد و ان لا قوانين و لا برلمانات قادرة على تغيير تلك المادة،.
هل يتعلق الأمر بأني اعتدت غيابك ، فلم أعد انتظر شيئا و اعتدت السنوات تأتي و تمضي دون عطرك و ألوانك و دون لمساتك دون أي شيء منك، فلم يعد هنالك فرق نستعجل أحيانا و نستبطأ أحيانا ماداما لمعيار الزمني بعيدا عن توقعات حضورك و أحلام إطلالتك.فلتات الأعوام إذن كما شاءت و لتمضي كما شاءت ، فهي لا علاقة لها بتقويم أنت كل منحنياته و اسقاطاته.
و ليضأ الآخرون الشموع بعيدا عني و لينظموا حفلاتهم الراقصة بعيدا عني، و ليبحثوا عن سماء بعيدة قليلا لتطاير هداياهم و ألعابهم النارية، ليتركوا لي فسحتي فاصلتي الزمنية لحظة العبور، ليتركوا لي تلك الفاصلة المميزة لأتذكر فيها لحظاتي المميزة المختصرة كلها في زاوية الذاكرة حيث كل أشياءك تتراكم و تتقادم و تتجدد هنالك.
ليتركوا لي طاولة خشبية وحيدة على حافة البحر الأسود بين جسر البوسفور و جسر الفاتح غير بعيد من مكان ذلك الصياد العجوز حيث يلقي كل مساء بسنارته، كل ما أطلبه منهم تلك المساحة و بعض الصمت إجلالا لحضورك، و احتفالا بسيطا راقيا يليق بك. يجتاح البياض كل أشياءه، فقط لنتحدى الوان الغياب و البعد المظلمة.
....... يتواصل