أحلام سعيدة Happy dreams |
ألتقطت الصورة، و كان المشهد مؤثرا جدا، ثم تذكرت برنامج مكافحة التسول و إيواء المشردين الذي كان الحديث عنه يكثر تلك الأيام و الذي وجد تمويلا و تشرف مفوضية حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني على تنفيذه.
يقضي البرنامج بإيواء المتسولين و المشردين و توفير سكن لهم و حتى معونة شهرية . لم تستفد هذه السيدة من البرنامج ذلك و الحقيقة أنه لا أحد رأى من نتائجه الكثير.
ففي تلك الأيام كان المتسولون و المشردون ينتشرون في شوارع نواكشوط بشكل كبير أسر كاملة من غير مأوى بأبنائها يقضون الليل و النهار على أرصفة عامة في حر الصيف. البرنامج المذكور تجسد في انتشار سيارات تابعة للشرطة تقوم بجمع المتسولين في بعض المناطق ، تحدثت لأحد هؤلاء قال أن البرنامج لا يوفر لهم شيئا فميزانيته قد تم التحايل عليها و لم يجدوا من نتيجته إلا تلك السيارات التي تجمعهم و تلقي بهم كأكوام أشياء.
كان أنه في نفس تلك الفترة أيضا تم استدعاء مفوض المفوضية و وجهت إليه تهم بالفساد و الاحتيال على بعض ميزانيات المفوضية، دخلت في القضية الحسابات السياسية و القبلية و يعتبر تأثير الاخير قويا لدرجة لا يقف في وجهه عرف و لا قانون و لا عدل، ففي دولة لا زالت القبلية تجتاحها بشكل كبير تعتبر القبيلة و أعرافها و القبائل و صلاتها القوة الأولى و القانون الذي لا قانون فوقه.
حتى الآن لا يعرف أحد شيئا عن تلك القضية و لا مآلها و أين ستتجه، كل ما هو معروف هو أن تلك الأسر لا زالت تنام هكذا و تعتبر هذه الصورة من أصدق التعبيرات التي قد تعكس حالة وضع يتفاقم بسبب إهمال تطبيق القانون و متابعة المشاريع و النزاهة و الشفافية في تسيير الميزانيات.