تزامن مع وصولي في زيارة قصيرة الى موريتانيا ان امتحانات اختتام الدروس الاعدادية (تريفه) تجري الآن و يوم الاثنين المقبل تبدأ امتحانات الباكلوريا. ما صدمني هو أن كل ما يجري يبدو مهزلات مثيرة للضحك، فمن ضمن القصص التي سمعتها:
أن أحد الطلاب وجد حتى هذه اللحظة خمسة اشخاص ليجروا الأمتحان نيابة عنه، فجاء أحدهم ليجري له المادة الأولى و جاء هو ليجري الثاني و جاء ثالث ليجري نيابة عنه الثالثة و لا شك سيأتي رابع و خامس.
بعيدا عن ذلك هنالك تلاميذ يجرون الامتحانات عن اخرين بعمر الثلاثين فمافوقها. و هي مهزلة مطلقة. سمعت أن أحد الاساتذة وقف عند الباب و بدأ يصرخ على التلاميذ افتحوا الطريق و في ذلك الحين صرخ علي احدى الطالبات و رمى إليها ورقة الاجوبة و قال لها : فلانة خذي . حصل هذا في احدى اعداديات تيارت و في اعداديات دار النعيم تتردد قصص ادهى .
و في الاسبوع المقبل تجري امتحانات الباكلوريا و ربما ما لا يعرفه الجميع هو أن الباكلوريا اصبحت تتنافس فيه عصابات وجماعات في بيعه و تزوير شهاداته و نتائجه و العصابات تضم جنرالات و رجال اعمال و عمال في مصلحة الامتحانات ، فمعظم الطلاب في الخارج من ابناء رجال الاعمال وا لجنرالات يدرسون بشهادات و نتائج مزورة تباع في السوق ببضع مئات من الالاف .
و في دولة تباع بريفه و يباع الباكلوريا و غيره فإن وضعية البلد و نخبته في خطر. فنحن في بلد حتى امتحاناته الحاسمة تباع و يتسلمها الجنرالات و تتاجر فيها العصابات.