Monday, June 9, 2014

اليوم الأول - (سلسلة 5 أيام في عاصمة الانتظار)

كل شيء في الوطن الحبيب يدعوك للتأمل، كل شيء يدعوك للإنتظار و الصمت، وجوه المارة و الجالسين و الباعة المتجولين ، ملامح الشوارع و البنايات و البيوت العبثية المبعثرة في اطراف مدينة تنتشر و تتمدد افقيا بفوضوية و عموديا بهواية.
نواكشوط هي فوضى من سيارات طراز 190، تنزل عن الشوارع يمنة و يسرة و تبحث طريقها حتى ولو في الصين، لا احد يعبؤ كثيرا لإشارة مرور و لا عبارة وصول، لا تزال السيارات متوقفة في اماكنها الخطأ و السائقون يسيرون في الاتجاهات الخطأ، و كل شيء ليس في مكانه الطبيعي، أول ما لاحظته أن لوحات الاعلان المضيئة تحولت كلها إلى صور عزيز بين ثلة من الشباب تصرخ ربما بكاء من حقبته أو فرحا بها. يبدو أن صاحب شركة اللوحات هذه اخيرا حظي بعقد مجز في هذه الحملة.
خيام الحملات الوطنية كلها لعزيز، فقط مساء هذا اليوم و في منطقة باهتة من غير اضاءة تبينت في عمق الحي الساكن : خيمة للمرشح برام. نفس الناس بنفس الوجوه و نفس الملامح، لازال الشباب يجمعهم الفراغ و الاحباط و الهروب من الاكتئاب أمام محل بائس يطل على شارع رسمي يبيعهم فنجان القهوة بسعر يقارب الألف بمقاعده الخشبية التي عليك أن تقدمها لنفسك.
منذ عامين و لا شيء تغير، إلا طرقا صارت أوسع مما كانت كما أخبرني أحدهم، أو معارضة ملت الطواف بين مسجد المغرب و جامع بن عباس.