في خطوة تعبر عن حالة من النضج المدني خاصة في صفوف النشطاء المدنيين الموريتانين، شهدت موريتانيا خاصة العاصمة نواكشوط في الاسبوعين الاخيرين حملة محمومة شارك فيها الجميع لجمع التبرعات بغية ارسالها لضحايا السيول التي اجتاحت امبود. الحملة شارك فيها نشطاء و مثقفون و نخب و إعلاميون و الأهم من ذلك ان وسائل إعلام نشطت في الحملة من خلال استقبال الاتصالات و التبرعات عينية كانت أو نقدية.
العملية التي تبنتها منظمة مجتمع مدني هي جمعية الإرادة شهدت حركية استثنائية على صفحات الفيس بوك، حيث في إدراج للناشطة الحقوقية السيدة : فاطمة بنت انجيان التي لعبت دورا أساسيا في الحملة على صفحة الفيس بوك من خلال ادراج تدوينات متتالية حول المتببرعين و مقدار تبرعاتهم و أسمائهم و استمرت في الادراج بشكل مستمر حول سير العملية، اكدت في تدوينة لها أن حوالي 90 بالمائة من التبرعات جاءت من خلال النشاط على الفيس بوك، و ذلك في اطار ادراج يتعلق بالهابا التي هي السلطة العليا للسمعيات البصرية التي فيما يبدو أن نشاط الحملة على وسائل الاعلام أُثار انتباهها لسبب ما.
مجموعة من الناشطين على رأسهم الحقوقية بنت انجيان و غيرها و بعض المنظمات و وسائل الاعلام قادت هذه العملية بشكل يعبر عن حالة نضج تمر بها الحركة المدنية في موريتانيا التي ظلت لفترة طويلة مختصرة في إطار السياسة و التأييد و المعارضة و التنظير الفارغ من أي عمل أو فائدة على أرض الواقع ما أفقدها أي معنى خاصة في دولة يعيش المجتمع المدني فيها حالة عبثية فوضوية قوامها اوراق الترخيص الفارغة من غير نشاط و الاحتيال على التمويلات من خلال القرابات و العلاقات.
هذا الحراك يعبر عن مرحلة جديد يدخلها المجتمع المدني الموريتاني و هي المطلوبة حاليا في ظل الوضع المعاش في بلد لا زال يترنح بحثا عن ذاته، لا يحتاج تنظيرات فارغة حول الديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات و غيرها من شعارات يعرف الجميع انها للاستهلاك الاعلامي و هدفها فقط ان تجد الامم المتحدة هذا الهيكل القذر أن تجد ما تقوله و ما تنظر فيه. بدل ذلك يجب العمل على انشطة ميدانية تمس المواطن و تؤثر على مستواه المادي و المعنوي .
و بعد هذه المبادرة اتمنى أن مبادرات اخرى ستتبع لا تركز على التبرعات و التمويلات، بل على دعم المجتمعات المحلية لتستثمر في قطاعاتها المتاحة و مساعدتها بالرأي القانوني و الخبرة الميدانية و دعمها في إطارها الجغرافي لنخلق هبة اقتصادية و وعيا مشتركا ناضجا. مما ساعد هذه المباردة أيضا كونها جاءت خلال شهر رمضان الكريم و معروف عن المجتمع الموريتاني و عقلية الموريتاني أن يستغل هذا الشهر لاعمال الخير و العمل الانساني، لكن الالية التي تمت بها العملية هي الية تستحق الاشادة و التقدير و تجعلنا ننظر بتطلع لمجتمع مدني يصنع المجتمع من جديد على أسس قابلة للحياة في عالم اليوم و قابلة لتصنع دولة.
و في مثل هذه المواقف يجب أن نسجل للمبادرين خطواتهم ، فمنذ بدأت الناشطة الحقوقية بنت انجيان انشطتها كانت لها فلسفة ثابتة في مجال النشاط المدني و مسؤولية المثقف و النخبة في ما يتعلق بصناعة التغيير الايجابي في المجتمع و هي رؤية استطاعت ترجمتها في أكثر من مرة و هذه احدى المرات مع أني أوكد أنها بالتأكيد لم تكن وحدها. لكن نحتاج ناشطين مدنيين و مجتمع مدني يتبنى فلسفة من هذا القبيل ترتب أولوياتها و لا تحاول أن تحاكي ما يحصل في العالم لأننا نعرف جميعا أننا حالة استثنائية و استثنائية جدا، فكفى غباء و اغاني فارغة لا تنم إلا عن سذاجة الناشط المدني و سخافته و هو يهيم و يصرخ في واد بعيد عن واقع امة لا زالت تبلور خطوات مدنيتها الاولى.
العملية التي تبنتها منظمة مجتمع مدني هي جمعية الإرادة شهدت حركية استثنائية على صفحات الفيس بوك، حيث في إدراج للناشطة الحقوقية السيدة : فاطمة بنت انجيان التي لعبت دورا أساسيا في الحملة على صفحة الفيس بوك من خلال ادراج تدوينات متتالية حول المتببرعين و مقدار تبرعاتهم و أسمائهم و استمرت في الادراج بشكل مستمر حول سير العملية، اكدت في تدوينة لها أن حوالي 90 بالمائة من التبرعات جاءت من خلال النشاط على الفيس بوك، و ذلك في اطار ادراج يتعلق بالهابا التي هي السلطة العليا للسمعيات البصرية التي فيما يبدو أن نشاط الحملة على وسائل الاعلام أُثار انتباهها لسبب ما.
مجموعة من الناشطين على رأسهم الحقوقية بنت انجيان و غيرها و بعض المنظمات و وسائل الاعلام قادت هذه العملية بشكل يعبر عن حالة نضج تمر بها الحركة المدنية في موريتانيا التي ظلت لفترة طويلة مختصرة في إطار السياسة و التأييد و المعارضة و التنظير الفارغ من أي عمل أو فائدة على أرض الواقع ما أفقدها أي معنى خاصة في دولة يعيش المجتمع المدني فيها حالة عبثية فوضوية قوامها اوراق الترخيص الفارغة من غير نشاط و الاحتيال على التمويلات من خلال القرابات و العلاقات.
هذا الحراك يعبر عن مرحلة جديد يدخلها المجتمع المدني الموريتاني و هي المطلوبة حاليا في ظل الوضع المعاش في بلد لا زال يترنح بحثا عن ذاته، لا يحتاج تنظيرات فارغة حول الديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات و غيرها من شعارات يعرف الجميع انها للاستهلاك الاعلامي و هدفها فقط ان تجد الامم المتحدة هذا الهيكل القذر أن تجد ما تقوله و ما تنظر فيه. بدل ذلك يجب العمل على انشطة ميدانية تمس المواطن و تؤثر على مستواه المادي و المعنوي .
و بعد هذه المبادرة اتمنى أن مبادرات اخرى ستتبع لا تركز على التبرعات و التمويلات، بل على دعم المجتمعات المحلية لتستثمر في قطاعاتها المتاحة و مساعدتها بالرأي القانوني و الخبرة الميدانية و دعمها في إطارها الجغرافي لنخلق هبة اقتصادية و وعيا مشتركا ناضجا. مما ساعد هذه المباردة أيضا كونها جاءت خلال شهر رمضان الكريم و معروف عن المجتمع الموريتاني و عقلية الموريتاني أن يستغل هذا الشهر لاعمال الخير و العمل الانساني، لكن الالية التي تمت بها العملية هي الية تستحق الاشادة و التقدير و تجعلنا ننظر بتطلع لمجتمع مدني يصنع المجتمع من جديد على أسس قابلة للحياة في عالم اليوم و قابلة لتصنع دولة.
و في مثل هذه المواقف يجب أن نسجل للمبادرين خطواتهم ، فمنذ بدأت الناشطة الحقوقية بنت انجيان انشطتها كانت لها فلسفة ثابتة في مجال النشاط المدني و مسؤولية المثقف و النخبة في ما يتعلق بصناعة التغيير الايجابي في المجتمع و هي رؤية استطاعت ترجمتها في أكثر من مرة و هذه احدى المرات مع أني أوكد أنها بالتأكيد لم تكن وحدها. لكن نحتاج ناشطين مدنيين و مجتمع مدني يتبنى فلسفة من هذا القبيل ترتب أولوياتها و لا تحاول أن تحاكي ما يحصل في العالم لأننا نعرف جميعا أننا حالة استثنائية و استثنائية جدا، فكفى غباء و اغاني فارغة لا تنم إلا عن سذاجة الناشط المدني و سخافته و هو يهيم و يصرخ في واد بعيد عن واقع امة لا زالت تبلور خطوات مدنيتها الاولى.