Friday, July 11, 2014

الدراما الرمضانية في موريتانيا : انتاجات ركيكة و ورطة في ورطة في الصدارة

منذ أيام تفرغت قليلا لأتفرج على الانتاج الدرامي الموريتاني في شهر رمضان خاصة و أنه الان تتوفر موريتانيا على حوالي 6 قنوات خمسة منها حرة .  القنوات التي لا تزال تبحث في بداياتها كلها، اجتاحها هذا رمضان ما يمكن تسميته "تجاوزا" دراما.
القاسم المشترك بين كل الانتاجات هو الضعف الفني و ضعف الصورة و ضعف الممثلين الذين ينقلون بوضوح صورة تفيد بانهم لا يعيشون واقع الدور بل يفتعلون فيبدو الحوار كحوار طلاب مدارس اعدادية في مسرحية بمخيم صيفي للكشافة. اضف الى ذلك ضعف النص و الحوار و الاشكالية المطروحة في السلسلة. كل الانتاج تقريبا يبدو مسرحيات هواة في مسارح غير مجهزة.
من "أنا و عمي" "جيوب و قلوب"  "وجوه من خشب" ... كلها لا ترقى شكلا و لا مضمونا لتكون انتاجا دراميا يعكس صورة أو رسالة من اي نوع.
يبقى في القمة دائما بالنسبة لي" ورطة في ورطة" فموضوعه و معالجاته تتماشى مع المتاح فنيا و محتوى. فهو سلسلة منفصلة تعالج قضايا مطروحة بشكل يليق بانتاج لديه كاميرا وحيدة او اثنتين في احسن الاحوال من غير اضاءة متنقلة و بمونتاج و مؤثرات فنية غاية في الضعف.
أما أن نعمل على انتاج مسلسلات و نحن نعرف أن الوسائل كلها معدومة فهي محاولة تحمد لاصحابها لكن اذا كان لديهم رؤية لتطوير الامر دون الاكتفاء فقط بانتاج خزعبلة يعرفون انه في كل الاحوال سيتم عرضها و تكون في قمة الانحطاط الفني و الرداءة ، فيقدم الاعلام و وسائله صورة اخرى من احتقار المشاهد و المواطن بتبني اعمال من هذا الشكل لا ترقى إلى أي مستوى من أي ناحية.
لا أستبعد ان العلاقات و الصلات داخلة في تفاصيل تلك الصفقات ربما، لكن في النهاية نريد انتاجا لا ئقا بعيدا عن ترهات تثير الاشمئزاز و مشاهد لا صلة لها بدراما و لا بتلفزيون.

الفنان أعمر و صديقه "كوص" اصطلاحا هم ممثلون من طراز رفيع و هم وحدهم بالنسبة لي الذين يمكن ان نطلق عليهم اسم فنانين بمعنى المصطلح و سلسلتهم هي سلسلة قمة حين نضعها في اطارها. فهي تجسد خلاصة احتراقات و تجارب شباب و رجال حفروا صخر المسرح و التمثيل. فالجميل دائما ان نحترم انفسنا و انتاجنا و أن نعمل على اشياء تليق بوسائلنا. مسلسل تتطلب اشياء فنية و تراكمات و مقتضيات متشعبة ، دونها لا يكون العمل يرقى لأكثر من مسرحيات هواة في مسارح غير جاهزة من غير اضاء و لا مؤثرات و منقولة بكاميرا هاو واحدة.