Sunday, April 1, 2012

عفوا يا دكتور ....لكنه كاد يموت من النزيف

 شيخ في السبعينيات من عمره جاء من البادية ليتعالج في العاصمة حيث الطب و الأطباب و الأطباء ما شاء الله عليهم، كان قد سقط من على راحلته و وقع كسر في ساقة من ناحية ركبته، الشيخ أصر على أن يعالج في نواكشوط على الرغم من إمكانياته ليتعالج في الخارج عن كسر بسيط، ليته ما اختار ذلك، في مستشفيات العاصمة العمومية عمل بعض الفحوص ثم فضل الانتقال للعلاج في عيادة خصوصية: لم يجد أفضل من عيادة القدس على حد قول أهله.
هنالك بدأ العلاج، ليلة العملية حدث نزيف لم يعلم به لا الدكتور الرئيس ولا طاقمه وهم يلائمون جانبي الساق، النزيف ناتج عن إصابة أحد العروق على حد قول الدكتور ببرودة أعصاب لاحقا، بقي المريض ينزف من الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا، حين شارف على الرحيل و حضر كل ذووه و بدأ كتابة وصيه و بدأ الجميع يفكرون في طقوس النهاية ، نعم لقد رحل كان القدر أن يموت هناك على هذا السرير ، الليل بطوله لم يستطيعوا الحديث إلى الطبيب المعالج، كانت هاتفه مغلقا لايرد ربما كان يتسكع في قصور انواكشوط ، كان ساهرا مع أصدقائه و إنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة خطأ فادح لا يغتفر من دكتور يصنف على أنه الأول في المجال. بقي الحال على حالة يأس القوم منه و من المراقبة تلك الليلة التي تكرر لهم شيء عادي. الحمد لله كان النزيف خارجيا و لم تكن ساعة المريض قد حانت فقط. في الصباح وصل و كنت رأى الأمر فاحمر وجهه و علا الارتباك ملامحه و لم يبدو عليه الخوف فيعرف انه في النهاية سيقال قضاء و قدر و لن يلقى لوما فكيف محاكمة و سجنا للاهمال. ببرودة أعصاب قال ما قال مبرر و اه و سخيف ،ثارت ثائرة أهل المريض لكن ما كان منهم إلا أن تقبلوا الأمر, على ماهو عليه، في النهاية دفع المريض مبلغا طائلا و دخل المستشفى كل ما يشعر به هو كسر بسيط في العظم خرج و هو يعاني أكثر من 4 أمراض متعلقة بالدم و القلب و حتى الكسر التأم معوجا و منذ ستة أشهر و هو حتى الآن لم يتمكن من الوقوف بشكل مستقيم. فمتى يجد هؤلاء الأطباء الذين لا يمارسون المهنة في وطنهم بمهنية و لا بمسؤولية حيث يمر الواحد مساء و كل العائلة في السيارة تنتظر  و عطره الفرنسي يعج به المكان يمر للحظة و يترك بين المريض و الممرضة التي تنام أول ما يختفي و يبقى المريض و السرير و الأهل يعانون أما يحق لهم أن يلعنوا هذا الوطن الذي يضع حياتهم في يد هذا النوع من البشر. هذا مجرد مثال و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا.... و لو أضطررت ففي المرات اللاحقة سأسمي الأطباء . لأن ما يحصل لا يمكن تفسيره إلا على أنه نوع من الاستهانة بحياة البشر و عدم المسؤولية و انعدام قيم المهنة و القيم الانسانية, فإذا كان الأمر يحدث في أكبر المستشفيات مع أكبر الدكاترة و الأطباء فكيف بالاخرين؟