Sunday, April 1, 2012

القضاء الموريتاني ....فساد بالجملة

كل شهر يحال إلى حسابات القضاة مبالغ طائلة كرواتب فالقضاء مدعوم من الاتحاد الأوروبي كما أن رواتب القضاة عالية جدا، و مع حساسية منصب القاضي على مر التاريخ الاسلامي، فإن القضاء الموريتاني يعيش حالة من التردي و الظلم يندى لها الجبين، فصاحب الحق كثيرا ما يستسلم أمام المماطلات و التأجيلات مع قلة حيلته في الغالب فيما يكون المدعى عليه ذا مال وجاه يخولانه العمل بشتى الطرق للتحايل على حقوق المساكين، تلك الطرق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستثنى منها الرشوة أو رابط قبيلة أو دم أو شيء من هذا القبيل. فما لم تكن ذا مال و جاه أو على الأقل يكون القاضي من أهلك و عشيرتك و قرابتك ففرصك في استرجاع حقوقك ضئيلة و ضئيلة جدا. حيث سيدخل بك في متاهة قانونية دائرية و يلعب المحامي و القاضي على أعصابك  حتى تجد نفسا مضطرا للقبول بعرض هزيل دائما مقدما من المدعى عليه، الذي سيقول لك بثقة الغالب إما أن تقبل هذا أو تخسر كل شيء.
و لا أنسى هنا قصة القاضي الذي كان يسكن ليس بعيدا منا و من مركز خردوات قريب منا أخذ و استلف كثيرا من المعدات لبناء داره الجديدة و كان صاحب المحل يثق فيه كونه قاضيا، و في نهاية الأمر قال له و بعد أشهر من المماطلات، أنا سوف لن أعطيك شيئا و أنت لا تطالبني بشيء و لست مدينا لك بشيء و ما عندك من أدلة ليس اعتبار في القضاء فاذهب حيث شئت و كانت نهاية الأمر  أنه لم يجد من يستمع إليه فالقاضي كان ضليعا بالمكر و الخداع و يعرف كل أروقة القضاء الدنسة في موريتانيا.