Wednesday, April 11, 2012

لهذا السبب يسير هذا البلد إلى الوراء


موريتانيا كغيرها من الدول فيها كثير من الوزارات و الإدارات و المصالح و الهيئات و غير ذلك ، و حين ترى كل هذا تستبشر خيرا بأنك في دولة لها طواقمها و موظفوها القادرون على النهوض بها و تأدية كل المهام. لكن الحقيقة أن الدولة في واد و موظفيها في واد آخر من أعلى رأس إلى أقصر ذنب،كل صباح يتوجه الجميع إلى مكاتبهم و إداراتهم و مصالحهم، لكن ماذا يفعل هؤلاء سؤال بسيط قد يواجهك، و أنت تعرف أن معظم هؤلاء ليسوا على صلة لا من قريب و لا من بعيد بما هم فيه و من منهم على صلة به سيقطع تلك الصلة سريعا و يتصرف كمن لا علاقة له بالمجال و لا ما يرفعه و لا ما يهبطه.
الأمر ببساطة كالتالي أن موظفي دولتنا المحترمة من وزراء و إداريين و كل ذلك كل ما يفعلونه في المكاتب من العمل و كل ما يبقوا منشغلين به من ساعة العمل الأولى إلى و قت انتهاءه هو أن هذا يحاول أن يتم توظيف قريبه ذاك و ذلك لا يريد لفلان أن تفوته فرصة الصفقة كذا، و ذلك يريد أن يبقى على اتصال باخبار الحزب و تحولاته، مثلا وزارة التعليم و من فيها هدفه طريقة ليحصل بها على منحة لقريب أو لاداء حاجة لرجل من القبيلة بخصوص فلان، أو البحث عن تسجيل مزدوج غير شرعي لفلانة أو طريقة لصرف منحة لها، أو أن يجد طريقة ليتم اكتتاب فلانة سكرتيرة بشكل رسمي و تكون صلتها بالكومبيوتر صلة موريتانيا بالمريخ و الفضاء، و تجد المدير يعرق و ينشغل و يمر هنا و هناك و الهاتف ثابت في اذنه تقول سبحان الله : هذا رجل يعمل بكد، و لا شك أن قطاع التعليم سيتطور في زمنه، فجأة اذا به يقول: الأمر لم يطرأ فيه شيء بعد. أي أمر مثلا منحة فلان أو اكتتاب فلانة. في وزارة الثقافة مثلا ينشغلون بميزانية للحجث كذا كيف سيتم توزيعها من سيستفيد منها، أو في قمصان و قبعة من سياخذ أكبر كم، هل فيه مكتب جاهز لتحيلني إليه السيد الأمين العام، و يتصل فلان و تتصل فلانة و يتم العمل في هذا الاطار و يتم اكتتاب هذا و فرض هذه و ووجود طريقة للاحتيال في هذا، في وزارة الصيد كل العمل على الصفقات و توزيع ريعها، في وزارة النفط المهم و المهم جدا السفريات إلى الخارج و ما تدره، ما يهم مثلا في وزارة الصحة اكتتاب شباب القبيلة أو الأهل أو وساطة لاكتتابهم الشباب المتخرجين حديثا، و غير ذلك
الدولة كلها و من فيها لا شغل لهم و لا مشغل غير هذا و ما نراه و نظنه دولة تسير و تدار مجرد روتين تم الاعتياد عليه و بعض الاوراق تحمل الرأسية الرسمية لا أكثر ، و إلا كيف نتصور عمل إدارة لا تقوم بدراسات و لا تعد تقارير و لا تبادر من أجل تطوير قطاعها و تكتفي بردة الفعل على أفعال المواطين  أو الضرورات الدولية. الطف يا رب بهذا الوطن الرمادي