Sunday, April 1, 2012

الإدارات الحكومية الموريتانية.... ما لا عين رأت

عجيب أمر الإدارات الحكومية الموريتانية ترى فيها العجب العجاب، فرؤية بسكويت سرقل مع حبيبات من الفول السوداني مثلا في مكتب كاتب خاص لوزير أمر عادي جدا، و أن تسمع صوت بسكويت " اليورو" ينبعث من تحت المكتب أمر عادي جدا، و أن تخرج عليك أحيانا سكرتيرة و على شفتيها دسم أو تحمل في يدها قطعة من اللحم المشوي أمر عادي، و الأكثر بساطة من كل ذلك أن تجد مثلا عاملات في إحد المراكز التجارية لسوملك حيث تدفع الفواتير تجهدن سعيدات لأن الكهرباء مقطوع عن مركز من مراكز شركة الكهرباء ، فتجدهن سعيدات يتبادلن النكات و يسترقن الفرصة لتكملن الحديث عن أحداث المسلسل أو عن عرس فلان وفلانة. الأمر الغير طبيعي و المستحيل جدا أن تجد مو ظفة إدارية أو موظفا منغمسين في أشغالهم يعرفون معاملة المواطن، و يحترم مناصبهم و خدماتهم.
الاجتماعات عندنا يمكن أن تأخذ اليوم بطوله كون الذي في الاجتماع لا يهتم لاولئك الذين ينتظرون خدمة قد تكون ملحة وضرورية. في إداراتنا ترى العجب العجاب. موظفة لا تعرف من الانترنت إلا ان تفتح حلقة المسلسل اليوم أو أمس في يوتيوب و أحيانا لا تجد حرجا في أن تطلب إليك فتحه لها. موظفون كل شغلهم في الإدارة أن يبحثوا عن الشاي و هل الكأس الثاني قد جهز هل تم توزيعه؟ آخرون همهم السؤال عن قبيلة فلان و سرد حياة الوزير الذي تمت إقالته و قبيلة فلان و فلانة و أهله و أجداده و كم بقرة كانت لديهم و كم معزاة؟ و ما إلى ذلك...... انتظر بصوت غير مسموع من مكان لا تعرفه مهذبة جدا حين تعلم أنها من سيدة المكتب الأولى كانت منشغلة في تناول وجبة ما بين الفطور و الغداء...... ماذا تفعل إداراتنا ؟ سؤال وجيه و صدقني أبسط إجابة و أصدقها لا شيء...فكل مانراه أشياء بديهية و شكليات جاهزة و سوف لن تجدها إلا على مضض ..... أعان الله هذا الوطن الرمادي