يبدو أن سحر المعارضة بدأ ينقلب عليها، فأمام حالة الاحتجاجات التي تعيشها البلد مؤخرا، و التي كان تعامل مدير الأمن الأول معها مرحلة ثم جاء مدير الأمن الجديد مدشنا مرحلة أخرى،حالة الاحتجاج هذه التي تشهدها موريتانيا و التي تدأب المعارضة عن تنظيمها فقط لرحيل عزيز مؤخرا، خلقت نوعا من ردة الفعل السلبية بالنسبة للمعارضة التي كثفت هذه الاحتجاجات دون تفاعل شعبي منها على مستوى القاعدة، فأصبحت بدل تشويه النظام و خلق رأي حول رفضه بدأت عكس ذلك تعطي صورة يمكن لعزيز أن يستخدمها على أنها حالة من الديمقراطية المتقدمة
و المتقدمة جدا في الخارج و على المستوى الوطني المحلي بدت كثير من الأوساط في الأيام الأخيرة تبدي تذمرها من هذه التحركات التي تقول أنها لم تأت بجديد. فاليوم و أثناء محاولة لاستطلاع رأي العامة حول مجموعات مسيرات متزامنة نظمتها المعارضة يوم أمس في مقاطعات نواكشوط التسع ، لفتت مجموعة تعاليق انتباهي:
و المتقدمة جدا في الخارج و على المستوى الوطني المحلي بدت كثير من الأوساط في الأيام الأخيرة تبدي تذمرها من هذه التحركات التي تقول أنها لم تأت بجديد. فاليوم و أثناء محاولة لاستطلاع رأي العامة حول مجموعات مسيرات متزامنة نظمتها المعارضة يوم أمس في مقاطعات نواكشوط التسع ، لفتت مجموعة تعاليق انتباهي:
أحد المعلقين قال هم يقول أرحل: و لكن "أرحل ما اترحل" باللهجة الحسانية أي أن ارحل لا تجعل أحدا يرحل، تعليق هذا الرجل حاولت استقراءه إن كان نوعا من الدعوة للخطوة التالية ، فإذا به يقصد أن موريتانيا شعب مسالم و مادام في حالة الأمن لن يجد خيرا منها.
معلق آخر أسهب حين عبر عن حالة التمايز العرقي و الثقافي و حالة الفوضى التي تعيشها الحالة المدنية للمواطنين الموريتانيين و أشار أن أي حراك غير سلمي قد يؤدي بموريتانيا و هي دولة لا تحتوي على مؤسسات ثابتة و لا إدارات قائمة قد يعيدها للمربع الأول أو لربما ما قبله.
المهم أن الحقيقة حسب وجهة نظر ملحد سياسي مثلي لا يؤمن لا بأغلبية و لا معارضة و لا يؤمن بوجود سياسة في موريتانيا و ينظر لكل ما يحصل على أنها حالة توازن قبلي عرقي من نوع ما يحاول كل إقامتها، حسب وجهة نظر سأذكرها هنا في عجالة على أن أعود إليها بتحليل، من الأمور التي جعلتني لا أحبذ كثيرا الخوض في سياسة موريتانيا و ساستها، كون السياسة لا توجد بكل ما تعنيه السياسة أما الساسة فهناك جيل مسيطر على مفاصل أحزاب المعارضة لا يؤمن بسنة تعاقب الاجيال و لا زال يتدعدع. و عن الأغلبية هي مجموعة من الرؤوس تميل حيث الرياح تميل.
المعارضة لم تعد مقنعة اليوم هذه هي الحقيقة و لو كانت مرة ، رؤوس المعارضة البيضاء وخطواتهم المتثاقلة لم تعد مقنعة لجيل شاب يتقد حماسة و مع ذلك فهذه الرؤوس لا تعطي الفرصة لهذا الجيل ليعبر عن معارضته كما يشاء و يخلق خط معارضة ثورة كان حربا سلما مدنية عسكرية، المهم أن يجد الفرصة ليعبر كما يشاء عن معارضته. هذه الرؤوس تعمل الآن بشكل يربك كل المعطى السياسي و الاجتماعي للبلد فمحاولاتها لاستهلاك و استغلال الحراك الشبابي و الاحتجاجي المبدع في كثير من حالاته و بطرق سخيفة تربك كل المعطيات. فالحل اليوم و لا أريد أن يقول أحد هذا محسوب على هؤلاء أو أولئك الحل الذي سأورده لاحقا في طرح كامل متكامل، ربما يكمن في رحيل عزيز في حمله على الإصلاح أو تغيير سياساته لكن الخطوة الاولى نحوه تبدأ من إزاحة هذه المعارضة فكما جربنا أنظمة جديدة كل فترة و لو بانقلابات نريد أن نجرب معارضات جديدة و وجوه معارضة جديدة و لو بانقلابات أيضا.
الاحتجاجات مؤخرا صارت تعطي للنظام وجها مشرقا جديدا كمتقبل للطرف الاخر و كمتيح لمساحة من الحرية هائلة. و هو ما لا تريده المعارضة قطعا و عليه على المعارضة أن تجد حلا جديد و طرقا جديدة. و أن تحلل الإشكال مادامت تريد لعب دور الفاعل. و تتخلى عن نظرية العدمية لأنها لم يعتمدها معارض على الإطلاق ووصل. فالواقع و الإنطلاق منه يكون دائما أكثر جدوائية. و لا يعني هذا أن الأعلبية لا تعاني من مشاكل هي الأخرى بل لربما لكانت مشكلة بتركيبتها و روابطها. لكن لنخطو نحو الحل.
تابعوا الأسبوع المقبل موضوعي التحليلي :أول خطوة نحو الحل....