ربما هو أمر خاف على الكثيرين من اكبر المعوقات الواضحة الانعكاسات على اداراتنا اليوم ، الأمية الالكترونية، بحيث أن جيل الموظفين كلهم لا يعرفون عن المعلوماتية و استخدامات الانترنت الكثير، خاصة و أنك تجدهم في أماكن أكثر ما يكونون فيها حاجة لتقنية المعلومات و استخدامات الكومبيوتر، مثلا إدارة المصادر البشرية و السكرتيريا و العروض و البيانات غيرها. الظاهرة منتشرة وواضحة بشكل لا يحتمل الاخفاء أو اللبس، فأن يطلب إليك مثلا رئيس قسم في الجامعة أن تفتح له إيميله و يسأل كيف يفعل ذلك بل فوق ذلك يطلق منك رئيس قسم آخر أن تعلمه كيف يفتح موقع الاخبار مثلا، حقيقة أنت أمام كارثة بكل معاني الكلمة، في عالم اليوم الذي يتعامل بلغة الكليك و الأكسس، تجد في الموظفين السامين من لا يعرف كيف يفتح موقع انترنت فكيف بغير ذلك، هذا مع أن الجيل الجديد و خاصة الذي تم اكتتابه بكثافة في عهد الرئيس الموريتاني الحالي على صلة طيبة بتقنية المعلومات و استخداماتها كونه من الجيل الرقمي العالمي. لكن الحقيقة المرة أن نجد في كثير مصالح الدولة و إداراتها فتح صفحة وورد مثلا أومن يريد أن تفتح له حتى جهاز الكومبيوتر يا ألطاف الله، أمين عام وزارة لا يعرف عن الكومبيوت و لا الانترنت أي شيء تصور..... تلاحظ القضية حين تحضر في بعض مقاهي الانترنت التي قد اعد لك بها خريطة حيث تجد موظفي الدولة من مديرين و رؤساء مصالح يدفعون لمن يطبع لهم ورقة فيها ثلاثة أسطر مثلا، قد تحسب الأمر مبالغة لكن صدقني حدثني شخص على صلة بالامر و به عليم و يتحدثون عن عصرنة الإدارة هي ليست إدارة أصلا و ان ادعينا أنها ادراة عن أي عصرنة يتحدثون. السكريترة تكون الخبيرة الاولى في مجال المعلوماتية و الانترنت حين تكون قادرة على فتح حلقة المسلسل في يوتيوب و في اغلب الاحوال هذا كل ما تعرفه عن الانترنت لانها تعلمته بحافز . و المدير يكون خبيرا في فن الانترنت و ناشط على النت و خبير بالاعلام الجديد و القديم بين زملاءه حين يكون قادرا على فتح صفحة موقع الاخبار مثلا......و على الدولة البدء في حملة شاملة لكن دون تعويض مالي لأنه حين يكون هنالك تعويض سينشغل القوم بحسابه اكثر من المعلومات، و لكن للاسف حينما لا يكون هنالك تعويض أخاف ان لا يحضر أحد، المهم على الدولة ان تعالج هذا الاشكال العميق .
لي زميل عزيز كان ينوي العمل على مشروع حول محو الامية الالكترونية تمنيت لو يكون المديرون و الامناء العامون و رؤساء المصالح و الاداريون من ضمن المستهدفين لكن للأسف زميلي لا يحمل من المال و لا من المكان ما يكفي لحمل كل تلك الديناصورات..............آسف أنا اتحدث عن جهل هؤلاء بالمعلوماتية و الانترنت و في حقيقة الامر فيه موظفين في موريتانيا من دون شهادات حتى باكلوريا أصلا و سمعت انه مؤخرا طلب من جميع الموظفين جلب شهاداتهم فازدهرت تجارة اسكانير و صار كل يعمل على صنع شهادة المتريز على الاقل لأنه لا يحب المبالغة و يعرف أن مستواه قد يفضحه في أي وقت .......اللهم الطف بالوطن الرمادي