Wednesday, April 4, 2012

المطعم الجديد

قبل حوالي اسبوعين من الآن شب حريق هائل في مطعمه و حوله رمادا فالحماية المدنية الوطنية اعتادت أن لا تتدخل حتى تنتهي الكارثة من ضعف معداته و ضعف قدراتها التدريبية ، المهم أن صاحب المطعم بعد أن احترق مطعمه بالكامل، لم ييأس و يبدأ في لعن القدر و الواقع ، و لم يحرق سيارة الإطفاء التي جاءت بعدما أزال المواطنون أنقاض المطعم و بعدما سكبوا الماء العادي على الحريق و أوقفوه و لو متأخرا، كعادة سيارات إطفائنا في موريتانيا حتى لوكان الحريق إلى جانب مقرهم الرئيسي لن يأتوا إلا متأخرين لأنه لا وسائل اتصال و الاستجابة دائما تاتي متأخرة و دونما مبالاة فإطفاؤنا لم يفلح يوما في إطفاء حريق إلا نادرا و نادرا جدا فالسيارات دائما من دون بنزين لأن الكبار يستخدمونه و الصغار يبيعونه. و أتذكر جيدا حريق كلية العلوم في العام قبل الماضي حين جاءت سيارات الإسعاف كلها و بدؤا سكب الماء على دخان لم يعرفوا مصدره أصلا و بدا عليهم الارتباك فهم يشتغلون في أمور لا يعرفون عنها شيء.
المهم ما أعجبني في القصة إصرار صاحب المطعم و قوة إرادته و صبره ففقط أسبوع بعد الحريق وضع لافتة جديدة و أعاد ترميم المطعم و تنظيفه و طلاءه و المضحك و المفرح أن الإسم الجديد الذي أعطاه للمطعم هو " المطعم الجديد" و كأنه كان ينتظر الحريق و جاء فرصة ليجدد مطعمه ، هذا النوع من امتصاص المشاكل و النكبات و القفز عليها مهم فيما يسمى بالتنمية البشرية خاصة منها تحفيز النفس.