Saturday, August 9, 2014

القمة الأمريكية - الإفريقية / حضور موريتانيا

يخوتي هذه الخلطة ال تتكلم متفاهمة ول؟
في أول أسبوع من فبراير عام 2014 كنت في مقعد في قاعة الاجتماعات الرئيسية بالاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ، حطت بي الطائرة في المطار و أنا لا أفكر بأني سأحضر جلسة سيتم فيها تسمية موريتانيا رئيسا دوريا للإتحاد الإفريقي، كنت محاطا بشباب أفارقة كنا نناقش مشكلة البطالة و التشغيل في الشباب الافريقي. أعلن السيد ولد عبدالعزيز رئيسا دوريا للإتحاد الافريقي و ألقى كلمة عرج فيها على الشباب الأفارقة حظت بتصفيق من المنطقة حيث أوجد و حيث قاعدة شبابية عريضة بعيدا عن شيوخ القادة الافارقة، كنت أستمع و هو ينتقل من العربية للفرنسية ، لكن فاجأني و هو يقرأ جملا باللغة الانجليزية المقبولة جدا، بادرني افريقي متعصب للغة الفرنسية جدا، كثيرا ما يقول لي: عبدالله موريتانيا دولة فرانكفونية لماذا تصر على الحديث و التعليق بالانجليزية و حتى أوراقك تقدمها بالانجليزية، قال لي: هل هو يتحدث الانجليزية؟ قلت له : على حد علمي هو لا يتحدث الانجليزية، و عربيته مرهقة جدا بالمسحة العسكرية و فرنسيته تعتبر الأفضل ، كان سعيدا بذلك الخبر صديقي.
المهم و أنا أتابع ، كان حضور السيد ولد عبدالعزيز من الناحية البروتوكولية و حضور لغة جسده و لغته المنطوقة كان مقبولا جدا، و كانت كاريزما من نوع ما يتمتع بها الرجل محل إشارة من بعد الأصدقاء، في تلك اللحظة بدأت افكر بشكل جدي في الرجل كشخص متمع بسمات قيادة مهمة للمرحلة الموريتانية، لكن السياسة عندنا و الساسة و المهتمين بالسياسة ناس لا يمكن أن تدخل معها في نقاش بناء ، فحين تقول أحسن يقال "صفاق" و هو مؤيد و حين تقول أخطأ يقال : معارض بائس. سيادة هذا النوع من الخطابات أفرغت الساحة السياسة من ممارسين و ناشطين و مهتمين من مضمونهم و افرغت رسالة أي نقاش من معناها. لكن أسير على المنهج الذي أختاره فحين أشعر أن أحدهم أحسن أقولها و أنا قشها مع من يتمع بمستوى نضج بعيدا عن غوغاء ساحتنا، و حين يسيء أحدهم أقول أساء ، و لا أريد أن أحسب على أغلبية و على معارضة، أحسب و أحاسب على رأي ووجهة نظري.
اختتمت تلك الجلسة، و بدأت الأجندة تتوالي، اليوم نجد انه في فترة ترأس موريتانيا للاتحاد الإفريقي حصل حدثان هامان على مستوى الديبلوماسية و يعطيان لموريتانيا و ديبلوماسيتها الخارجية دفعة و بريقا يحسب للرجل ، فمن قال أن تولي موريتانيا للرئاسة حظا فهذان الحدثان أيضا يمكن أن يكونا حظا مترتبا على حظ.
الأسوأ في الأمر ، أننا نعارض لدرجة نعارض فيها الوطن و الوطنية و الانتماء خالطين بشكل غبي و متخلف بين شخص عزيز و حبه و كرهه و الوطن، قد تكره ولد عبدالعزيز حتى كرها غير مبرر أو مبرر بالنسبة لك، قد تحاسبه انطلاقا من خلفية ما بعيدا عن متعلقات الانجازات و الاخفاقات و حساباتها، لكن هنالك مصالح عليا لوطن و لامه و لدولة و لعلم و نشيد، هذه يجب أن تبقى دوما فوق كل اعتبار. ننظر بسرعة لكل السنوات الأخيرة، لم يشد قائد حزب سياسي و لا ناشط بأي شيء تحقق لا محليا و لا دوليا و من السذاجة أن يصدق أي كان أن أيا كان حتى لوكان "حجرا" أو "شجرا" بقى لسنة واحدة رئيسا دون أن يفعل ما يمكن ان يكون ايجابيا لوطن، و إن لم يكن حتى ايجابيا أحيانا نصنع منه الايجابية لصالح الوطن. ما ستلاحظه هو أنه حين يحصل شيء يمكن ان يحسب على الايجابية، يقول الساسة و الناشطون: لا حصل هذا لأن هذا و هذا . و فعل هذا لأن هذا و هذا.. لنفترض مثلا أنني أنا معارض من أكبر معارضي سلطة بلد ، و هذا البلد تمت تسميته رئيسا للاتحاد الافريقي دون استحقاق حتى أو حتى بصفقات مشبوهة أي شيء، لكن سأقول: نهنيء موريتانيا برئاستها للاتحاد الافريقي .. نهنؤ موريتانيا ليس عزيز. و هذه واحدة من الاشكالية الكبرى التي يقع فيها ليس فقط الساسة بل النخبة المثقفة و الاعلاميون...
المهم الحدثان المهمان اللذان حصلا في فترة رئاسة موريتانيا للاتحاد الافريقي هما: القمة الافريقية الأوروبية و القمة الإفريقية الامريكية، و فيهما كلاهما كان ولد عبدالعزيز و العلم الموريتاني عند الحدث حضورا و طرحا شكلا و مضمونا... و هذه نقاط تستحق الاشادة مهما بلغنا من المعارضة . و لكي نعارض هنالك أشياء كثيرة يمكننا معارضتها و التركيز عليها بدل النظر بحالة عدمية تفرغ أي خطاب سياسي من أي مضمون يستحق المتابعة..
عزيز: ذ ال تقيول شنهو؟ الا حاني الترجمة ما فات جاتني، 

هنا بعض الصور مرفقة ببعض التعليقات التي أضفتها
عزيز: منادم امالو مكشر؟ حرك بكراعك الميكرو ذوكو....
هو ذ امنادم اش شافر؟ كيف ش ايقول ش مهم ....
أوباما: اسمعو ذاك ال قايلك لكم، انا افريقي ول عمكم  يغير حالا رئيس امريك
عزيز: احرك جاي، وهاي جاي إطيرك مذلك ، مانك خايف .. الا لاهي تقرأ ذ ال في تويقط ال عندك ، كيفنا كاملين ....
عليها....
صاحب غينيا: عزيز لا يورطك لابد تطفقني معاك شور امريك لاهي انحاني انهارين هون يسو ما تخصر ش... مصدر فخر ان ترى الخطوط الموريتانية بطاقم موريتاني تحط بوفد موريتاني... مع انها اعيات تخسر في المغرب
ذ منادم ذ ال واحل فيه شنهو؟؟ هذا عميييييق 
عزيز: حانين انعت لك ذ انت مانك فاهم ش ، 
هذه صورة من الارشيف، هوم الهم ياسر في التزعفيك .. تكيبر
طفلة ماهي شينه وهو اطفل مصندر ، هذه قط قالها لي واحد ماضي
على زيرات صكوكو، واحد من ذوك....
عزيز: الا تكايس الين انوفي ذ لمرده. أوباما: امممم، هو عايد أنو ذ كيفتو ، ذ هو ال بيه صاع اسرائيل
 ، يال نعرفو لي ش . أوباما إما يقول هذا، إما يقول: هذا امسيكين جاد اعليه ذ ال واحل فيه..
هذه املي : أم صك أحمر قالو البظان، حقيقة انت طفل و هي طفلة و ميشل قالت لأوباما يتم يعدل لها لتعدل انت لتكبر....

Tuesday, August 5, 2014

غزة تقاوم ... و الأقنعة تتساقط لا إفتراء بعد اليوم

"هذا مقالي الذي نشر الأسبوع الماضي بخصوص الوضع في غزة "


عبدالله أحمدمحمود
كاتب موريتاني – كوريا الجنوبية

و انت تلبس أبنائك ثيابا جديد و تأخذهم لاماكن جديدة ليحتفلوا بالعيد، لا تنس أبناء غزة الذين يلبسون أكفانهم و يأخذهم من بقي من أهلهم إلى القبور ليرقدوا... عيد شهادة يا بقية الكرامة والانسانية


لا يسجل التاريخ للقادة إلا مواقفهم، و نحن في عصر لن يجد التاريخ فيه شيئا يسجله للقادة العرب على الأقل. سيلملمهم فقط في كومة و يدحرجهم بإشمئزاز إلى مزابل التاريخ. هذه لحظة نتذكر فيها حديث فيصل الذي أورده كيسنجر في مذكراته حين قال لفيصل ممازحا، إبان قطعه إمدادات البترول انتصار للعروبة و الشرف ، قال له: طائرتي متوقفة لا تجد بنزينا لتقلع، فهلا تأمر لها ببعض بنزين فرد عليه بوجه يقطر دما دون أدنى ملمح من ملامح المزاح، و أنا شيخ طاعن في السن و حلمي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى فهل تأمر لي بذلك. عام 67 و بعد استقلال الجزائر بخمس سنوات حين تم تعطيل اسطول الطيران المصري، هاتف عبد الناصر هواري بومدين يطلب بعض الطائرات، فرد عليه في موقف من المواقف التي يسجلها التاريخ: كل اسطول الجزائر 47 طائرة أرسل طيارين مصريين لأن طياري الجزائر ليس مؤهلين بعد. قابل السفير الأمريكي بومدين في اليوم الموالي ليبلغه بان الحكومة الامريكية لا تنظر بعين الارتياح لموقف الجزائر و قرارها إرسال طائرات حربية الى عبد الناصر. رد عليه في جمل مقتضبة هي ما يحتاجه عالمنا العربي بقادته البائسين اليوم: انتهى الزمن الذي تأمر فيه أمريكا و تطيعها البلدان الصغيرة ، ثانيا: انتهى وقت المقابلة.
تلك هي المواقف المقتضبة القاطعة التي تسجل للرجال، ليس التأتأة خلف الميكروفونات في المؤتمرات الصحفية، ناهيك عن السدنة ممن يباركون العدوان الإسرائيلي و فوق ذلك يرعونه مالا و عتادا و جاسوسية. ألا بئس هذاالزمن زمن السيسي، زمن تقول فيه إعلامية بائسة: "و احنا مالنا" لاطفال يبادون مهما كان دينهم أو عرقهم. زمن يقول فيه إعلامي بائس: غزة غزة إيه. زمن فيه مبعوثو الإغاثة الإنسانية حفنة عملاء، كان ذلك في فترة كانت للعالم العربي فيها مواقف قبل أن تتحول قصوره و دور رئاسته إلى أوكار رذيلة تغتصب فيها كرامتنا  و تنهب فيها خيراتنا و تباع فيها قضايا بثمن رخيص و يخرج علينا رئيس أو أمير بائس يندد و يشجب. بل تجاوزنا هذه المرحلة في الحقارة وصلنا مرحلة تأييد قتل الاطفال و النساء و الشيوخ و تشريد العائلات و تهديم البيوت.
يلتصق العلم الفلسطيني بعمارة نائية في قلب مدينة بكولومبيا في حين لو كان حكامنا يتسمون بقليل من الإبداع مثل ذلك لألصقوا العلم الاسرائيلي على أبراجهم التي ينقفون عليها و على حفلات رأس السنة عبادة لأسيادهم ممن يلعقون أقدامهم و يمسحون من فوقهم و من تحت أرجلهم. تصرخ فتاة عشرينية في قلب مدينة باريس : غزة حرة. تصرخ في وجهها إعلامية عربية: و احنا مالنا؟ يصرخ شاب لاتيني : أوقفوا قتل الأطفال . يرد صاحب كرفتة تعيس : ما يتقتلو. يلصق نائب بوليفي الشال الفلسطيني على عنقه . يعدل أحدهم شماغه  بصفريه على رأس كل ما تحمله تعليمات سادته الشقر. تنادي صحفية اسرائيلية على واحد من انصار السيسي  في بلاتو قناة فرنسية : كيف يأتي كلام مثل هذا من عربي؟ ماتت البقية الباقية من العرب يا سيدتي . لم يتبق غير بعض الكلاب القادة أو الجرا اللاهثة. فيقول لها في وقاحة الاغبياء واحد من سنغافورة وواحد من دارفور، يا سيدي قبل أولئك واحد من مصر وواحد من فلسطين.

تبحث طفلة في سن العاشرة في ركام البيت ليس عن أبيها أو امها أو اخوتها لاشك رحلوا، أمر طبيعي بالنسبة لها، كمدرسة تعلم كيف تخرج الحياة من ركام الموت، طبيعي أن يموتوا و أن تموت هي يوما بآلة قتل أسرائيلية و ينادي إعلامي مصري : ما تتقتلي، في ظل صمت سيسي مصري الذي كان فرعونها أفضل منه لأنه كان جبارا بأنفة ليس جبارا بوقاحة ممثل مبتديء. يبكي أمام الشاشات. يخلط بين رب العباد و  الأمير الخليجي. تبحث الطفلة في ركام البيت عن دفاترها عن درسها تريد أن تحضر واجبها المدرسي على أمل ان طاولة في فصل من فصول مدرستها لا تزال سليمية و أن الأستاذ لم يمت هو و أهله في قصف الساعة الماضية، أو لن تنزل تلك القنبلة في السماء الآن على بيتهم. إنه التمسك بالحياة و حين تتحول الموت إلى يومية سهل أن تفهم في ظل البحث عن الذات وا لكرامة.
الشيء الوحيد الذي اثبتته الوقائع منذ فجر التاريخ أن آلة الموت مهما عظمت و كبرت و تجبرت لا تهزم جسد أنسان مؤمن بحقيقة و متمسك بقضية. و كل عقود الصراع مع الجسد الفلسطيني أثبتت ذلك. و يقول مون في لغته المترددة و خطاباته المكررة في الحرب الماضية و التي سبقتها وا لتي سبقت ذلك، كل شيء بخصوص مون متردد : صمته و لغته و مشيته، و يقف على بعد أمتار من مئات أطفال تحولوا جثثا هامدة و يقول : حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. انت يا سيدي لك الحق الكامل في أن تطبق فكيك و تصمت و نحن نساند ذلك الحق و يسانده طفل فلسطيني ينازع في لحظاته الأخيرة على أرضية مستشفى الشفاء المغطاة بأجساد الشهداء، ذلك الطفل يساند حقك في الصمت المطلق، فدماء الأطفال هي لحظات يجب أن تكلم فيها فقط الرجال لا أنصافهم و لا أرباعهم و لا أشباههم. لكن رحل الرجال قبل أن يشهدوا أياما كتلك. التاريخ منصف للرجال يعطيهم الفرصة ليسجل مواقفهم ثم يخجل من أن يواجههم بوقائع كهذه فيتركهم يرحلون. رحل تشافيز و مانديلا .... و يخرج في ظلام البؤس الانساني الذي يغطي كونا يتفرج بأكمله على نظرات طفل تبرز بين ركام بيت مهدم ، يخرج الدكتور الدنماركي ن يصرخ من بين الاشلاء في مستشفى الشفاء يعانق طفلا فارق الحياة قبل لحظات يشتم رائحته يخلط دمه بوجهه، و تسأل نظراته الهادئة و يومياته الطبية أين لا أقول أطباء العرب ، ألا بعدا للعرب؟ يقول أين أطباء الانسانية؟ يعطى إسم شارع في دولة لا تينية قضية لفلسطين فأين الحرمين و خدمهم و أين الإمارت و المملكات و الجمهوريات حيث تتجسد كل أمارات الذل والهوان العربي.  يخرج الرجل العثماني و يقول بكل أنفة عثمانية قد لا تروق للكثيرين يقول لهم بلغة للتاريخ: أوقفوا ذلك. فيما يتلعثم سيد عربي بلغته المهترئة التي تلائم علب القمامة و مزابل اللغات و التواريخ و متاهات الجغرافيا.

تقل رائدة الاعلام العالمي مراسلة من فلسطين إلى روسيا في أقل من أربع و عشرين ساعة لأنها وصفت حقيقة رأتها، حين كان الشباب الاسرائيلي يشرب نخب دماء الأطفال الفلسطينيين الذي يشهقون شهقتهم الأخيرة في مستشفى مزدحم في غزة. و كانوا يتهافتون فرحا بذلك. كان ذلك كافيا لتصبح اليوم الثاني في موسكو. الحقيقة جريمة يا سيدتي. لا تخرجي على الإطار المعروف و الكلمة المحددة: اسرائيل تدافع عن نفسها. اغمضي عينيك عن ما غير ذلك فهو ليس من شأنك و ذلك هو حرية الإعلام و موضوعيته. تقول سيدة فلسطينية لإعلامي أمريكي في مقابلة تلفزيونية: الإسرائيليون يقتلون الاطفال و النساء بكل وحشية خروجا على القانون الدولي و الحس الإنساني، فيرد عليها الصحفي: شكرا مع أنك تقلبين الحقائق. فيستضيف بعدها ضيفا اسرائيليا يقول له: صواريخ غزة تمطر اسرائيل و اسرائيل تدافع عن نفسها فيقول معقبا: نعم أنت على حق. أي حق يا أعمياء الأجندة. يصرخ إعلامي امركي ساخر. يتحدث عن مراسل في اسرائيل كمن يستعد للذهاب إلى حفلة ساخرة فيما يبدو المراسل في غزة في ساحة حرب مشتعلة. يتساءل بهدوء: إلى أين يريدونهم أن يذهبو و يتحدثون عن الإخلاء أي إخلاء؟ اسرائيل من جهة و السيسي من جهة و البحر. هل يريدون لهم أن يرموا أنفسهم في البحر. و يسخر من دفاع إسرائيل عن نفسها. ذلك ببساطة رجل لن يترشح للرئاسيات الأمريكية.
يردد أوباما ككل الجمهوريين و الديمقراطيين تلك العبارة : اسرائيل تدافع عن نفسها. ذلك شرط الترشح للرئاسيات القادمة. الأوضاع لا تقاس بعدد الضحايا من الاطفال ، بل بتوقعات الربح و الخسارة في الانتخابات. ينادي صحفي بريطاني: لا أحد يأبه لموت الفلسطينين تلك الحقيقة المطلقة. ليتها انتشرت انتشار حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. أروبا اثبتت دائما أنها رجل ضعيف الشخصية أو سيدة خجولة على ضعف. لا تحسن أروبا القيادة، لكن تحسن أن تتبع أمريكا في كل خطواته. وحدهم احفاد كاسترو و غيفارا و تشافيز و الثورات اللاتينية هم الأوفياء لمباديء الإنسانية دون أن يأبهوا لإملاءات العم.
يتمنى مراسل لقناة غربية أن يجد أي وجه للمقارنة بين ما يحدث في غزة و في اسرائيل ، لا يجد مجالا للمقارنة مع ذلك قيل له بدقة: أن كل ذكر لضحايا فلسطين يجب أن يتبعه عبارة اسرائيل تدافع عن نفسها و اسلحة المقاومة مخفية في البيوت. ذلك لم يعد سادتي اللئام ينطوي على أحد. أسقط طفل غزاوي بريء مات في سنه الرابعة كل الأقنعة. أقنعة حرية التعبير و حقوق الانسان و الديمقراطية ، لم يعد يتغنى بها إلا أزلام يلملمهم التاريخ ليرمي بهم إلى مزابله في أقرب فرصة.
يجرب الصهانية العرب الأن شعور أن تسقط حقارة حتى يكون الحديث عنك أكبر منك و تكون كل عبارات القواميس الهابطة أكبر منك و تكون قشة بالية تنتظر كناسة عامل النظافة ليسقكنها أقرب حاوية للنفايات. لا بياض جلبابك و لا سواد جاكتك يجعلك تبدو إلا أكثر إثارة للإشمئزاز، لك و لمن يتغنى تتسع حاوية نفاسات عند رأس الشارع الرسمي لمدينة تعج بنفاياتك و نفايات أتباعك. فيما مدراس غزة مدمرة و حطام على أجساد طلابها تعرض قناة عربية مسرحية : مدرسة المشاغبين ليضحك أحدهم و هو ينهي طبق لحمه الثاني. يصفع طفل فلسطيني ساعة قبل وفاته كل الوجوه العربية العريضة المنتفخة مخبرا أن غزة و اهلها بخير و لا تحتاج لا وجوهم المنتفخة و لا بطونهم. و ينادي شيخ فلسطيني يحمل سجادته و مسبحته في وجه مراسل يقول له في وقاحة تحتاج صفعة بعمق الصبر الفلسطيني، يقول له : لكن اسرائيل طلبت منكم إخلاء البيت، يرد عليه: سنموت هنا و نموت هناك فالأشرف أن نموت في بيتنا و على أرضنا، تلك يا عماه لغة لا يفهمونها، تلك فلسفة عصية عليهم، يفهمون فقط لغة الشعارات الفارغة و الحركات المفتعلة أمام كاميرات تغطي المشهد الانساني الأروع من الحكاية. سيدة تمسك بيد طفل صغير: لها ابن مات و آخر يحتضر و ثالث لم تجده لا تعرف أين هو ؟ في أغلب الأحوال تحت الأنقاض و مع ذلك تقول في النهاية: لكن سننتصر. تلك دروس للحياة يحتاجها أحياء أموات. هنالك فرق بين هؤلاء و بين قوم يحلق فوقهم صاروخ فلسطيني محلي الصنع فيرتعدون و يموت رعشة و خوفا، و يبدؤون يحزمون حقائبهم للرحيل. الثابتون في الارض ثبات أشجار الزيتون هم اهلها ، ليس قادمون لا يعرفون قيمة أرض و لا تاريخ و لا جغرافيا. ينطلق صاروخ قد لا يقوى على الوصول إلى أسرائيل فتنطلق صفارات الانذار . ذاك فرق بين من يدافع عن حق و من يحاول أن يسلب حق. الحق قوة تقوى على كل سلاح.  فقط دع الممثل الشرعي لقضية الفلسطينيين يتحدث، دع البندقية تتحدث فهي متسلحة بقوة الحق.  
اسرائيل فتت عظامك اللينة تحت الركام دفاعا عن نفسها، هذا ما يريد هذا العالم الغبي أن يقنعنا به و يقنع به نفسه، لكن رسائلك تبدو مقنعة أكثر و عيونك تبدو مقنعة أكثر. يعدلون ربطات عنقهم و يتحركون و يفكرون ثم يقولون: إسرائيل تدافع عن نفسها. و يقف طفل في في منتصف الحطام يحمل العلم صامتا لا يدرك كثيرا مما يجري و لا حركات كيري و مون و كل تعاسات و بؤس الديبلوماسية الدولية، لا يدرك كثيرا ما يعنيه كل ما يجري، يعرف فقط أنه ضمن سلسلة يومياته العادية، أن يكون محاصرا ثم مقصوفا ثم منسوفا ثم يقف بعد كل ذلك شامخا منتصرا. كل حياته جرب هذا فقط، يقف شامخا وسط الركام و بين الزحام تمسك يداه بقوة بالعلم الفلسطيني. هذا أنا خبز و علم و رائحة الشهادة.
قواعد اللعبة تتغير، والموت السريع و بشرف و كرامة أفضل من موت بطيء، و هذه المرة ليست ككل مرة جسدي قادر على هزيمتك، لنهي هذه الحسابات العالقة هنا بعيدا عن اجتماعات العرب و قممهم الطارئة. ما تبديه هذه الحرب أنه دون قمم العرب الطارئة نحن أفضل. كانت اسرائيل حين يرهقها الاجهاد و الخوف و التغطي بمغارات تحت بيوتها، تنادي على امريكا فتنادي على بائس الامم المتحدة ليظهر الجميع و يتصل بحاكم عربي يدعو لقمة طارئة تباع يسقط فيها جانب آخر من جوانب القضية. قال مرة بورقيبة، أنه في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي دأب العرب دوما على أن يقبلوا في الاجتماع المقبل ما رفضوه في الاجتماع الماضي بل اكثر منه. نعم كنا في كل اجتماع نخذل الدم الفلسطيني الطاهر و نتاجر بقضيته العادلة في اجتماعاتنا البائسة. لا اجتماعات اليوم فقط جسد الطفل العاري و حقه و قضيته و بندقيته و أنت و ترسانتك العالمية البائسة . الحق أطول نفسا.
و ينادي حقير من بناية بائسة في نيويورك و يقول على الطرفين ، أي طرفين؟ يعني جسد الطفل العاري و الدبابة الإسرائيلية ، هلا تصمت لطفا و تغرب.  فأنت نذل كبعض العرب. توجه كل أسلحة العرب و أموالهم إلى كل اتجاه إلا الاتجاه الصحيح، قال أحدهم ذات مرة.

في تقرير عن المظاهرات التي اجتاحت أروبا منددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة و قتل الابرياء، أرادت بعض القنوات أن تحول الأمر إلى تزايد في معاداة السامية بأروبا، إن كانت أفعال أسرائيل تمثل السامية فهنيئا للسامية معاداة كل إنسان على هذه البسيطة، دموع طفلة بريئة مات قبل أن تجف على خدها هي التي جعلت  الانسان بغض النظر عن دينه و عرقه و لونه ينهض من أقصى الكرة لأقصاها في وجه العنجهية و الوحشية الاسرائيلية. إن النظام العالمي يحتضر فلا شيء يهد أنظمة و امما كما الصمت على الظلم و الوحشية، فكلما تغاضت الأمم عن الوحشية ضد الأبرياء كل ما اقتربت لنهايتها أكثر، و هذا النظام العالمي كراع و شاهد على كل المجازر التي ارتكبت في حق هذا الشعب العظيم الذي يعلم الحياة بموته  هو نظام لم يعد قابل للحياة، و يسير في اتجاه نهايته. دموع الاطفال الأبرياء أمام أنظار العالم هي التي تضع نهاية للنظام العالمي. والدول لا تبنى على الخوف، فالخائف في أحسن الأحوال يموت قلقا. 

Monday, July 28, 2014

عيد فطر مبارك

بمناسبة عيد الفطر المبارك ، اتوجه إليكم بأحر التبريكات و أطيب الأماني، كل عام و أنتم بألف ألف خير 

Saturday, July 26, 2014

حملة إغاثة متضرري "امبود" : حالة انسانية ورسالة نضج مدني

في خطوة تعبر عن حالة من النضج المدني خاصة في صفوف النشطاء المدنيين الموريتانين، شهدت موريتانيا خاصة العاصمة نواكشوط في الاسبوعين الاخيرين حملة محمومة شارك فيها الجميع لجمع التبرعات بغية ارسالها لضحايا السيول التي اجتاحت امبود. الحملة شارك فيها نشطاء و مثقفون و نخب و إعلاميون و الأهم من ذلك ان وسائل إعلام نشطت في الحملة من خلال استقبال الاتصالات و التبرعات عينية كانت أو نقدية.
العملية التي تبنتها منظمة مجتمع مدني هي جمعية الإرادة شهدت حركية استثنائية على صفحات الفيس بوك، حيث في إدراج للناشطة الحقوقية السيدة : فاطمة بنت انجيان التي لعبت دورا أساسيا في الحملة على صفحة الفيس بوك من خلال ادراج تدوينات متتالية حول المتببرعين و مقدار تبرعاتهم و أسمائهم و استمرت في الادراج بشكل مستمر حول سير العملية، اكدت في تدوينة لها أن حوالي 90 بالمائة من التبرعات جاءت من خلال النشاط على الفيس بوك، و ذلك في اطار ادراج يتعلق بالهابا التي هي السلطة العليا للسمعيات البصرية التي فيما يبدو أن نشاط الحملة على وسائل الاعلام أُثار انتباهها لسبب ما.

مجموعة من الناشطين على رأسهم الحقوقية بنت انجيان و غيرها و بعض المنظمات و وسائل الاعلام قادت هذه العملية بشكل يعبر عن حالة نضج تمر بها الحركة المدنية في موريتانيا التي ظلت لفترة طويلة مختصرة في إطار السياسة و التأييد و المعارضة و التنظير الفارغ من أي عمل أو فائدة على أرض الواقع ما أفقدها أي معنى خاصة في دولة يعيش المجتمع المدني فيها حالة عبثية فوضوية قوامها اوراق الترخيص الفارغة من غير نشاط و الاحتيال على التمويلات من خلال القرابات و العلاقات.

هذا الحراك يعبر عن مرحلة جديد يدخلها المجتمع المدني الموريتاني و هي المطلوبة حاليا في ظل الوضع المعاش في بلد لا زال يترنح بحثا عن ذاته، لا يحتاج تنظيرات فارغة حول الديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات و غيرها من شعارات يعرف الجميع انها للاستهلاك الاعلامي و هدفها فقط ان تجد الامم المتحدة هذا الهيكل القذر أن تجد ما تقوله و ما تنظر فيه. بدل ذلك يجب العمل على انشطة ميدانية تمس المواطن و تؤثر على مستواه المادي و المعنوي .
و بعد هذه المبادرة اتمنى أن مبادرات اخرى ستتبع لا تركز على التبرعات و التمويلات، بل على دعم المجتمعات المحلية لتستثمر في قطاعاتها المتاحة و مساعدتها بالرأي القانوني و الخبرة الميدانية و دعمها في إطارها الجغرافي لنخلق هبة اقتصادية و وعيا مشتركا ناضجا. مما ساعد هذه المباردة أيضا كونها جاءت خلال شهر رمضان الكريم و معروف عن المجتمع الموريتاني و عقلية الموريتاني أن يستغل هذا الشهر لاعمال الخير و العمل الانساني، لكن الالية التي تمت بها العملية هي الية تستحق الاشادة و التقدير و تجعلنا ننظر بتطلع لمجتمع مدني يصنع المجتمع من جديد على أسس قابلة للحياة في عالم اليوم و قابلة لتصنع دولة.

و في مثل هذه المواقف يجب أن نسجل للمبادرين خطواتهم ، فمنذ بدأت الناشطة الحقوقية بنت انجيان انشطتها كانت لها فلسفة ثابتة في مجال النشاط المدني و مسؤولية المثقف و النخبة في ما يتعلق بصناعة التغيير الايجابي في المجتمع و هي رؤية استطاعت ترجمتها في أكثر من مرة و هذه احدى المرات مع أني أوكد أنها بالتأكيد لم تكن وحدها. لكن نحتاج ناشطين مدنيين و مجتمع مدني يتبنى فلسفة من هذا القبيل ترتب أولوياتها و لا تحاول أن تحاكي ما يحصل في العالم لأننا نعرف جميعا أننا حالة استثنائية و استثنائية جدا، فكفى غباء و اغاني فارغة لا تنم إلا عن سذاجة الناشط المدني و سخافته و هو يهيم و يصرخ في واد بعيد عن واقع امة لا زالت تبلور خطوات مدنيتها الاولى.

Monday, July 21, 2014

و غزة تقاوم و غزة تنتصر - عذرا غولدستون


كتبت هذه الاحرف ابان اعداد غولدستون تقريره منذ سنوات بعد الحرب على غزة.
الآن و الحرب تعود و اسرائيل تفي لوحشيتها و جرائمها و تقتل الابناء ، الاطفال و النساء
يجي السياق لها
الآن و غزة تنتصر و غزة تقاوم ... الآن نتذكر الرجال و نلعن خراف العرب و أِشباه رجال العرب من سيسيهم الى ذوي العباءات من رجالات و بطون النفط الآثمة. نتذكر يوم قال فيصل : و انا حين اخبره كيسنجر ممازحا أن طائرته واقفة غير قادرة على الحركة بسبب قلة النفط عام 73 حين أوقف النفط عن الغرب، فقال له كيسنجر: فهل تأذن لها ببعض النفط. رد عليه: و انا شيخ عجوز طاعن في السن و أحلم بأن أصلي ركعتين في الأقصى فهل تساعدني في ذلك.
نتذكر تشافيز ، نتذكر بعض الرجالات التي سجلت مواقف خالدة، نتذكر صدام حسين ، نتذكر شرفاء و أحرار العالم الذين وقفوا انتصارا للعدالة و الحق وا لانسانية.

                                         عذرا غولدستون
عذرا يا سيدي
كلنا قرأنا التقرير
لكن حفنة البغال , حفنة الحمير
خافوا على العلف
في الزوايا الفاخرة
قايضوا القضايا
واتلف القمح الشرف
لا تدري سيدي
كم حقير من طلب التأجيل
نعم غولدستون
قرانا التقرير
ورأينا الضمير يتحدى السيف
وراينا الإنسان يتحدى الخوف
ورأينا وجوها بلاا دماء
ودماء تصير ماء
نحن يا سيدي
حتى التاريخ صار يخجل منا
والجعرافيا لا تعرف عنا
غير أنا إقطاعيات
يضاجع كل ليلة نساءها الغرباء
ورجالنا في الحشد الراقص
يرددون نكتهم السخيفة
حيوانات مجرد حيوانات أليفة
لا يسمعون صرخات النساء
والغرباء يبعثرون غرفة النوم
يختارون فستان النوم
كما اختاروا لهم عدد الركعات
أ وقات الصلاة قدر الزكاة
موسم الحج
وقريبا سيقرون غير رمضان شهرا للصوم
وسيأتمر بأمرهم القوم
صارت المرأة العربية
بحبة رضا تضعها
أمريكا في بيت المال
أنذال نحن وألف أنذال
ولا يرحم بنت العرب
صراخها ولا عويلها ولا ترحمها الآه
رحم الله زمان وامعتصماه
فأول الجيش الآن بسمات وقربان وتحايا
وأوسطه استماع لأوامر الإله
وآخره
سهرة ساخرة تشرب فيها أنخاب الضحايا
مع الذين شربوا دماء اطفالنا
تسلم فيها الجواري هدايا
وحفلة شواء  
تهدى لأرواح شهدانا
تسلم فيها القضايا  

جعلونا سوق نخاسة

بيت دعارة  
................................يتواصل 

Saturday, July 19, 2014

التراث الثقافي الغير ملموس - موريتانيا

نشرت هذا الاسبوع في الدورية التي تصدر عن ICCN المتخصصة في مجال الارث الثقافي الانساني الغير ملموس و التي تنشط في أكثر من 50 دولة تقريبا، نشرت موضوعا عن أهم عناصر الثقافة الموريتانية ، خاصة تلك التي تجعل من هذه الثقافة شيئا مختلفا و مميزا. المقال لقي تجاوبا جيدا خاصة و انه يكشف عن بعض عناصر مهمة في ثقافة دولة لا يعرف عنها الكثيرون الكثير.
يمكن الاطلاع على المقال من خلال الرابط التالي:


http://iccn.or.kr/docs/Newsletter/no13/p4.php

Friday, July 18, 2014

أمبود يجتاحه السيل

اجتاحت الامطار مدينة "امبود" حيث أغرقت و هدمت البيوت و تركت المئات من الاسر و العائلات دون مأوى . اجتاحت السيول المدينة تماما ربما كما حصل منذ فترة مع مدينة الطينطان.
فور وقوع الكارثة، قادت مجموعة من الناشطين الموريتانيين حملة إغاثة و توعية حولها على صفحات التفاعل الاجتماعي، محاولين التنسيق لتنظيم عمل مركز ذا نفع مباشر و عاجل يستفيد منه سكان المدينة المنتظرين. 
الملاحظ أن ردة فعل السياسيين و الأحزاب كانت خجولة جدا و متاخرة، ففي حين سير حزب تواصل المحسوب على التيار الاسلامي قافلة مساعدة ، فإن المنتدى و المنسقية و غيرهما ممن كانوا يصرخون أثناء الانتخابات وا لحملات اختفوا من المشهد كليا حتى من خلال تصريح بسيط خجول، و هذه حالة من الحالات التي ينكشف فيها قناع ساسة الهواية و المتسيسين الذي تختصر السياسات لديهم في فضفاضات و بعض الكلمات الضائعة حول تزوير أو فساد على رأيهم. لا يجد المواطن البسيط هؤلاء الذين يصمون أذانه بالصراخ و البحث عن مشاركين في مسيراتهم و احتجاجاتهم لا يجدهم حين يحتاج إليهم حتى و هو يغرق.

أيضا ردة فعل الدولة في البداية كانت هادئة، إلا أن مفوض الأمن الغذائي ابتعث إلى المدينة و انتشرت معلومات اليوم تفيد بأن الدولة قادت عملية جرد ميداني لتحصي حوالي 591 أسرة متضررة سيرت نحوها حوالي ما يزيد على 590 خيمة مجهزة بالاغطية و الغذاء و ان صح الأمر فهي خطوة تحسب للدولة رغم مشاحنات الساسة الاغبياء . فأن تكون هنالك عملية جرد تليها انشطة على أرض الواقع هي الالية الحقيقة و الصحيحة لمعالجة الأمر، خاصة حين يرافق الأمر إعداد استراتيجيات و دراسات لتقوية و ترميم السد و كذلك لإعادة ترميم المدينة بطريقة تتماشى مع الظروف المناخية. 

Tuesday, July 15, 2014

ورطة في ورطة - بصمة في تاريخ الدراما و التلفزيون الموريتاني

أجد من الانصاف و الحقيقة بمكان أن أقول أنه في هذا الركن القصي من العالم و في شهر رمضان الكريم يبدو المسلسل أو السلسلة الوحيدة التي شدت انتباهي و اعجابي و اتابعها باستمرار هي : ورطة في ورطة . و حلقة بعد حلقة أتاكد من امر واحد أن هذه السلسلة على علاتها طبعا تشكل علامة فارقة في تاريخ السينما و الدراما الموريتانية.
إنها تقدم اثنين من أكثر الممثلين الموريتانيين موهبة ، بل أكثرهم موهبة على الاطلاق . إن أعمر و كوص يعتبران وجها دراما و ممثلين بصفات مكتملة. أكثر موهبة و مهارة حتى من رجالات الحفر في الصخر في أيام البحث الاولى عن الميلاد.
بساطة السلسلة و مواضيعها التي تعالجها و التناسق و التلقائية بين الثنائي الذي يتولى بطولتها، تجعل منها عملا دراميا متسقا و متناسقا يستحق الاشادة.
بساطة طاقم السلسلة ، و ايضا المواضيع و كونها مواضيع حديثة معاشة يوميا ، مع لمسات في الحبكة في الفنية جميلة نسبة الى المتاح. كلها جعلت من السلسلة عملا يمكن وصفه بالدرامي التلفزيون الفكاهي الهادف. مع الدور البارز للطاقم الفني إلا أن ابداع الثنائي هو شيء يتفق عليه الجميع. و يستحقان بحق تقديرا و اشادة.

Friday, July 11, 2014

الدراما الرمضانية في موريتانيا : انتاجات ركيكة و ورطة في ورطة في الصدارة

منذ أيام تفرغت قليلا لأتفرج على الانتاج الدرامي الموريتاني في شهر رمضان خاصة و أنه الان تتوفر موريتانيا على حوالي 6 قنوات خمسة منها حرة .  القنوات التي لا تزال تبحث في بداياتها كلها، اجتاحها هذا رمضان ما يمكن تسميته "تجاوزا" دراما.
القاسم المشترك بين كل الانتاجات هو الضعف الفني و ضعف الصورة و ضعف الممثلين الذين ينقلون بوضوح صورة تفيد بانهم لا يعيشون واقع الدور بل يفتعلون فيبدو الحوار كحوار طلاب مدارس اعدادية في مسرحية بمخيم صيفي للكشافة. اضف الى ذلك ضعف النص و الحوار و الاشكالية المطروحة في السلسلة. كل الانتاج تقريبا يبدو مسرحيات هواة في مسارح غير مجهزة.
من "أنا و عمي" "جيوب و قلوب"  "وجوه من خشب" ... كلها لا ترقى شكلا و لا مضمونا لتكون انتاجا دراميا يعكس صورة أو رسالة من اي نوع.
يبقى في القمة دائما بالنسبة لي" ورطة في ورطة" فموضوعه و معالجاته تتماشى مع المتاح فنيا و محتوى. فهو سلسلة منفصلة تعالج قضايا مطروحة بشكل يليق بانتاج لديه كاميرا وحيدة او اثنتين في احسن الاحوال من غير اضاءة متنقلة و بمونتاج و مؤثرات فنية غاية في الضعف.
أما أن نعمل على انتاج مسلسلات و نحن نعرف أن الوسائل كلها معدومة فهي محاولة تحمد لاصحابها لكن اذا كان لديهم رؤية لتطوير الامر دون الاكتفاء فقط بانتاج خزعبلة يعرفون انه في كل الاحوال سيتم عرضها و تكون في قمة الانحطاط الفني و الرداءة ، فيقدم الاعلام و وسائله صورة اخرى من احتقار المشاهد و المواطن بتبني اعمال من هذا الشكل لا ترقى إلى أي مستوى من أي ناحية.
لا أستبعد ان العلاقات و الصلات داخلة في تفاصيل تلك الصفقات ربما، لكن في النهاية نريد انتاجا لا ئقا بعيدا عن ترهات تثير الاشمئزاز و مشاهد لا صلة لها بدراما و لا بتلفزيون.

الفنان أعمر و صديقه "كوص" اصطلاحا هم ممثلون من طراز رفيع و هم وحدهم بالنسبة لي الذين يمكن ان نطلق عليهم اسم فنانين بمعنى المصطلح و سلسلتهم هي سلسلة قمة حين نضعها في اطارها. فهي تجسد خلاصة احتراقات و تجارب شباب و رجال حفروا صخر المسرح و التمثيل. فالجميل دائما ان نحترم انفسنا و انتاجنا و أن نعمل على اشياء تليق بوسائلنا. مسلسل تتطلب اشياء فنية و تراكمات و مقتضيات متشعبة ، دونها لا يكون العمل يرقى لأكثر من مسرحيات هواة في مسارح غير جاهزة من غير اضاء و لا مؤثرات و منقولة بكاميرا هاو واحدة.

Sunday, July 6, 2014

ستارتآب في نواكشوط لأول مرة Start Up


أعلن منذ أيام في موريتانيا عن تاريخ تنظيم أول نسخة من "ستارت آب" start up  المشروع العالمي الذي عرفته تقريبا كل عواصم العالم من قبل. تنظيم أول نسخة منه في نواكشوط. ستارتآب يهتم بالمقاولين الشباب و الشباب من حملة الافكار الاقتصادية و افكار المقاولات بحيث يخولهم اللقاء مع خبراء و رجال مال و أعمال و مستثمرين.



المطلوب من المشارك أن يقدم فكرة افتصادية فكرة مقاولة ، بحيث سيتم نقاشها معه و تقييمها من طرف خبراء و بعد ذلك يتم تقرير ما إن كان بعض المستثمرين سيتولى رعاية الفكرة و التعاطي معها.
لم أعرف بعد بالتفاصيل كيف وصل ستارتآب إلى نواكشوط إلا ان البنك الموريتاني للتجارة الدولية  BMCI  يبدو حاضرا خصوصا من طرف مديره السيد ولد عباس الذي يعتبر رئيس لجنة تحكيم ستارت آب في هذه النسخة . و ايضا مؤسسة كوفمان.
ستنعقد نسخة هذا العام بداية من 21 اغسطس في فندق الطفيلة و التقديم للمشاركة يتم من خلال الاستمارة التالية :

https://docs.google.com/forms/d/1djxbkZOuOPEWHXDQCUkkj-ReWNECHGtL0IbWucwqF44/viewform


Monday, June 30, 2014

صيف في غانغ نيونغ - (سيول و شارع غانغنام) الحلقة الثالثة


كانت الساعة الثامنة صباحا حين تواجدت عند محطة الباصات بمدينة "دانغ وون" و اتجهت إلى سيول. سيول كائن هائل من العمارات و الشوارع الواسعة و اضاءات المرور المربكة، في سيول مدينة تحت الأرض و مدينة فوقها و عمارات تعانق السماء و أضواء و إشارات و فخر الصناعة الكورية و الانسان التكنولوجي الكوري، من هيونداي و كيا موتورز و سامسونج إلى أل جي و غيرهم تستقر أسماؤهم و ماركاتهم في السماء  مصابيح ضائعة في فضاء يملؤه امتداد العمارات.

بعد اربع ساعات تقريبا  وصلنا لمحطة الباصات بسيول، و منها سيرا على الأٌقدام خرجنا نتلمس الطريق إلى محطة "السابواي" هي محطة تضم عشرات الخطوط و الاتجاهات المربكة التي لا يليق بها إلا دقة مرافقتي الكورية الرائعة حين تبتسم و حين تشرح بانجليزية اسيوية انيقة ما يعنيه ذلك الصوت و ما يعنيه ذاك. ثم ببساطة تبتسم تلك البسمة المثيرة لرجل بكل العمق الافريقي و التسكع في ارضفة الغربة من اللاتين بسمرتها الى اروبا و شقرتها اكتساحا لافريقيا بكل ادغالها المثيرة. هي بسمة تليق بملامحها الاسيوية ذات السمرة الفاتحة.
وقفنا عند تلك الماكينة لنقتني تذكرة القطار، ثم بدأنا ننزل و ننزل و نخترق اسواقا و محلات تنتشر في جميع الاركان تحت تلك الارض. ركبنا السابوي الذي ذكرني صوته بصوت قطارات موسكو ظننت وحدها قطارات موسكو هي التي تصمت ثم تطلق ذلك الضجيج فجأة، لكن كانت قطارات سيول مثلها و بنات سيول تكشفن عن سيقانيهن بقدر ما تغطين صدورهن. في سيول البنات تكشق سياقنهن لكن يستحيل ان ترى ناحية الصدر هو شيء من الثقافة أو من الفاشيون لا أعرف أيهما بعد.

نزلنا محطة القطار و كان الجوع ياخذ ماخذه من الجميع بعد حيرة و نحن نتجول في شارع في منطقة "غانغنام" التي عرفت انها هي المنطقة التي اخذت منها الاغنية الشهيرة "غانغنام استايل" شهرتها هي منطقة جميلة بشوارع واسعة و عمارات شاهقة و كل شيء هنالك اسمه غانغنام ، في سيول هنالك قاعدة بان يسمى ساكنة كل جهة باسمها. جولة قصيرة في منطقة "غانغنام" كنت استذكر خلالها ذلك اليوم الاسطنبولي حين كنت رفقة وجوه عابرة للمسافات من افريقيا و امريكا و اسيا ، كانت تلك السفينة تعبر بنا من جانب المدينة الاروبي الى الجانب الاسيوي و كنا نجلس في صف نحرك ايدينا على طريقة "غانغنام استايل" و التف الجميع حولنا يستمتع بالمشهد. كان جميلا ان ترى اسمرا و ابيضا و احمرا و اخضرا و اشقرا و بين هذا و ذاك كلهم يرقص و يغني و يضحك، الرقص و الغناء و الضحك هي لغة موحدة ، السعادة لغة واحدة يفهمها الجميع و يمكن ان يتقنها الجميع.
بعد ذلك عرجنا على مطعم فيه سيدة بملابس بيضاء تكشف ما شاء الله لها من سيقانها و لها وجه جميل تعلوه بسمة تليق بمائدتها. هنالك جربت نوعا جديدا من الطعام في ستة ايام قضيتها اجرب الاطباق الكورية. التهمت ذلك الطبق الذي بدى بنكهة سيولية جميلة. بعده اخذنا ننزلق باتجاه فندق "بلازا سيول" لاجدني فجأة ارتدي فضفاضة موريتانية بيضاء و عمامة سوداء و عن يميني يجلس وزير الثقافة و الرياضة و الساحة الكوري محاطا بمجموعة من السفراء من العالم اجمع و حوالي 80 شابا و شابة يرتدون ازياء بلادهم التلقيدية و هنالك بدأت حكاية اخرى.
--- يتواصل 

Saturday, June 28, 2014

لقاء مع السفير التونسي في كوريا الجنوبية


على هامش ملتقى ثقافي دولي نظمته وزارة الثقافة و الرياضة و السياحة الكورية كان لي شرف لقاء  بعض أعضاء طاقم السفارة التونسية من بينهم السفير السيد محمد علي النفطي ضمن كوكبة من السفراء الذين حضروا النشاط، قبل السفر إلى سيول لحضور اللقاء ، بحثت على الانترنت لاعرف إن كان لموريتانيا أصلا سفارة في كوريا و لم استطع العثور عليها فقلت إذن لا توجد. المهم سألني هو نفس السؤال مخبرا لأنه لم يحدث أن التقى أو سمع بها. تماما كما سألتني السيدة التي تعمل في السفارة التونسية في كوريا من 3 سنوات تقريبا .

تحدثنا قليلا عن تجربتي في تونس كطالب ، و عن الاوضاع الراهنة بشكل مختصر، كان حديثا وديا جميلا، و كان السيد مرحبا جدا مردفا مرحبا بالأخ الموريتاني. كما كان لقائي بسفير الفلبين ايضا جميلا ، حيث أعرب هو الاخر عن اهتمامه بموريتانيا. و حين جاء وقت الطعام، كان التحدي أمامي و السفير التونسي ، فلم يكن هنالك ما يشير الى طعام حلال من حرام، و كان نصيحته عليك بطبق الخضروات ذاك أو الارز. و هو ما فعلته واثقا من تجربته في البلد.
و تشرفت بالتقاط صور معه ارفقها هنا.
تثبت تونس دوما ان ساكنة القلب التي تلقاني  و ألقاها دائما حتى من غير مواعيد.

Monday, June 23, 2014

صيف في غانغ نيونغ - الحلقة الثانية

استيقظت اليوم  باكرا و تابعت على عجل مباراة كرة القدم بين البرتقال و امريكا تابعتها حتى الدقيقة التي سجلت فيها أمريكا هدف تعادلها الاول، ثم بعد ذلك خرجت لأستغل سيارة مع صديقين الى عمارة تعتبر الاكثر ارتفاعا في المدينة تتواجد فيها كل الادارات و المهمة في المدينة من مبنى البلدية للمستشفى لادارات المالية و تستقر في احد طوابقها العلوية مكتبة عريضة طويلة، و كان مكتب عملي في اعلى طابق منها، التفت الي الصديقة الكورية الخفيفة "سومي" لتقول لي تعرف انت الان في أعلى منطقة في مدينة "غانغ نيونغ" كان من الزجاج تبدو غابات غانغ نيونغ الغناء و جسرها على مسافة يخترق الجبال و خضرتها و يتغطى المشهد بحالة من الهدوء كتلك التي تسبق المطر و قد امطرت السماء لاحقا. استمررنا في العمل و بدأت اكتشف مع زملائي بعض المصطلحات الضرورية من قبيل "مرحبا" و "شكرا" و "عفوا" و غيرها و تقدم لي بعض الميزات الثقافية للمجتمع الكوري، ما تكتشفه انه مجتمع محترم الى حد كبير و الاحترام يحتل مساحة عريضة في لغته و حركاته و طبيعته ربما يعود الأمر لأن جانبا من المجتمع هنا يقدس ما يسميه ارواح الاجداد التي يستدعيها تماما كما حاولت عجوز ذلك المساء حين اهتزت بنا طائرة "خطوط اسيانا" و هي تخترق سحابة رعدية في سماء ما بين اسطنبول و سيول.
جاء وقت الغداء، و خرجنا الى مطعم البناية العام، كان صفا متماسكا من الكوريين و انا الاجنبي الاسمر الوحيد فيه مع صديقتي "سومي" التي يرحمني الحديث اليها من نظرات المحيطين بنا، رأيت ارزا ابيضا نقيا و بعض العشب الاخضر و حذرتني صديقتي من لحم قالت انه غالبا لحم الخنزير، ثم جلسنا لنأكل و جدتني اعجز عن أكل أي شيء، و مع ذلك لفتت انتباه صديقتي عن الامر حتى خلصت طعامها و كان لا مفر لدي من استخدام فرشاة ذلك الجانب من العالم التي تتشكل من عودين طويلين عليك ان تمسك بهما بدقة و من خلالهما تمسك بقطع الطعام.
عدنا للمكتب و في ناحية حيث تعد القهوة هنالك حصير مطروح على الارض علينا أن نحيد احذيتنا قبل الصعود عليه،اخبرتني السيدة انهم في كوريا ينامون على الارض و لا يدخلون البيوت و فراشها باحذيتهم، قلت لها: تعرفين اننا في موريتانيا نفعل نفس الشيء.
شربت قهوة اعدتها تلك السيدة بدت قوية جدا، و بدأت اقدم درسا عن موريتانيا و موقعها الجغرافي و موقعها التاريخي ، محاولا أن احيل اللبس عن زملائي بين موريتانيا و موريشيوس. و وجدت خريطة للعالم مثبتة في احد جوانب المكتب وقفت اليها و قدمت درسا جغرافيا وافيا. استمع اليه الجميع باهتمام.

Sunday, June 22, 2014

الرئيس و لد عبدالعزيز و النخبة الشابة المثقفة : هل أطعمها أم أقنعها ؟

في زيارتي الخاطفة الأخيرة إلى موريتانيا ، و لأقف على بعض ما كنت أتابعه على صفحات التفاعل الاجتماعي مباشرة، التقيت بعض الشباب ممن يحسبون على النخبة المثقفة الشابة في وطن الفوضى العارمة. كنت على صفحات التفاعل الاجتماعي و خاصة بعد "لقاء الشباب" لاحظت ان قاعدة هامة من النخبة الشابة بشكل أو بآخر أخذت نفسا عميقا قبل أسطر من التهجم و الشتيمة متخلفة و لا تمت للثقافة و لا للوعي بصلة ، و لفت الامر انتباهي.
بالنسبة لي شخصيا، اظن "لقاء الشباب" جاء في وقت حاسم و خدم الرئيس و الاغلبية على صعد كثيرة، فلا يختلف اثنان على انه امتص الغضب الافتراضي و الثورة التي حولها بعض المتمسكين بها و لو اصطلاحا حولوها الى صفحات مواقع التفاعل الاجتماعي. نعم امتص حدث لقاء الشباب الحراك الافتراضي بشكل كلي بعد ان امتصت المعارضة و شيوخها من شيوخ القبائل و والوجهاء بعد ان امتصوا الحراك على ارض الواقع ايام فبراير رحمها الله و اسكنها فسيح مزبلات التاريخ.
فجأة اعلن قدر لابأس به من الشباب الذي تمسك دوما بمعارضة النظام و التهجم عليه ، اعلن تأييده لولد عبدالعزيز أو على الأقل إيمانه بمساره، و كان المبرر الذي اورده كثير منهم هو أن المعارضة لم تقنع لا بخطاب و لا بقول و لا بفعل. فهي خانت مواقفها كثيرا و في المواقف كلها كانت متذبذبة متنافرة غير قادرة على الوصول الى نقطة التقاء الا الرحيل الاجوف و الطواف بين مسجد المغرب و ساحة بن عباس.
حين نحاول قراءة هذه الحالة بنوع من المنطقية نجد أن الحراك الشاب حاول في البداية خلق خط ثالث يتبنى أفكاره و رؤاه ، نعم وقع في اخطاء اثناء عمله على بناء هذا الخط من بينها أنه قفز على واقع البلد و بدأ بتنبي افكار "الربيع العربي" الذي اجتاح المنطقة حينها الفكرة التي لم تجد ارضية ليس فقط لتقبلها بل للالتصاق بها، فجأة هجمت المعارضة و حراكاتها انذاك و مطالبها بالرحيل على هذه التكتلات الشابة التي كانت قيد التشكل و كانت تعيش حالة من عدم اليقين أو الشك المطلق في مسارات حراكها، تبنتها المعارضة جهارا نهارا و استخدمت كالعادة طرقيها الرجعية المقيتة القائمة على الجهويات و القبليات و غيرها من ما تحسن معارضتنا استخدامه بعيدا عن الخطابات السياسية الناضجة. هنا ترك النظام الساحة لتتم عملية الامتصاص بشكل كلي ، فكفت المعارضة النظام قتال و مواجهة ذلك الحراك الشاب الذي كان ليكون اكثر تأثيرا و نضجا و عقلانية.
كانت تلك النخبة الشابة أو بعضها على الاقل لا يزال متمسكا بشكل من حلم تبدد ذات مساء في ساحة بن عباس حيث كانت بشكل اسبوعي تقتل احلام اي مواطن موريتاني في الحصول على سياسيين ناضجين أو خطابات ناضجة. سايرت مسار معارضة يبدو متعرج و غير واضح و متردد، يتحين أي فرصة ليؤدي طوافا بدا ركنا من أركان سياسته بين مسجد المغرب و ساحة بن عباس. كان ذلك الطقس السياسي الوحيد. و كانت ذلك الحراك الشاب يساير و يطوف هو الاخر متمسكا بحبل امل. اقتنصت الاغلبية بنظامها فرصة حاسمة في وقت حاسم ، كانت فيه النخبة الشابة تلك قد بدأت تكره كرها مطلقا ذلك المسار المعارض المتردد و بدأت تنفصل مكتفية بصفحات التفاعل الاجتماعي كفضاء ليس كساحة بن عباس التي بدت ملكية خاصة لقادة المعارضة و مهرجاناتها و مطالبهم المتهالكة بالرحيل. بدأ حراك محموم على صفحات التفاعل الاجتماعي و كان مؤثرا لدرجة كبيرة و دفع الجميل للتفاعل معه. كان حينها الجيل الشاب من الناشطين يعلن ببساطة وفاة و موت المعارضة السريري، خاصة منه النخبة الشابة التي تفصل بين السياسة و القبيلة و الجهة و بين رجال السياسة و رجال القبيلة و بين السياسة و القبائل، بالطبع بقت "نخبة" للأسف شابة بالنسبة لها السياسي و رجل القبيلة نفس الشيء.
اطلق النظام حينها مشروعه لقاء الشباب، و حاول ما وسعه الجهد احاطته بنوع من الشفافية اقنعت الكثيرين من الشباب خاصة من تلك النخبة الشابة التي عرفت ذلك المسار الذي مكنها ان تجرب خيارات كثيرة. نعم نجح اللقاء و القائمون عليه في اقناع قاعدة شابة عريضة معارضة بالمشاركة. و كان كل ما حصل في ذلك اللقاء يحسب للرئيس ولد عبدالعزيز و نظامه. الأسئلة و اجوبتها و النقاشات الجانبية و الانشطة الموازية. النخبة حين وضعت في الواقع و امام مسؤولياتها كان باد عليها الارتباك ما  لعب دورا بارزا  في هذا النجاح  الذي حصده النظام من ذلك اللقاء.  وجدت النخبة نفسها فجأة بدل صفحة فيس بوك الافتراضية وجدت نفسها امام صفحة وجه رئيس الجمهورية. و هذه اللحظة لتصرخ مباشرة في وجهه هنا زوكبيرغ ليس وسيطا بينكما، انت و القاعة و الميكرفون، كان ذلك امتحان فشل فيه كثير من نخبتنا المناضلة و المعارضة و غيرها.
على إثر هذا اللقاء اختفى الحراك الافتراضي بشكل كلي، و فوق ذلك اعلنت نخب شابة كثيرة تبنيها مشاريع الرجل، واعلان كفرها المطلق بالمعارضة و حسمت حالة التردد.
كان سؤالي الملح امام الحالة التي لاحظتها ، اعلاميون، كتاب، فنانون رياضيون خريجون شباب ... يخبرونني وبوضح انهم الان انضموا لصف ولد عبدالعزيز، تساءلت هل أطعم الرجل القوم، ذلك سؤال يتبادر لذهنك حين يأتيك شاب معارض ويقول لك هؤلاء ناس تم شراؤهم و تم تقريبهم من النظام بطريقة أو بأخرى. لم يكن هذا الجواب ليقنعني لأنني ببساطة وجدت من الشباب من لا أومن بأن سؤق النخاسة السياسة يمكنني ان يغريه بأسعاره التي قد تكون حقا مغرية.
فهل أن الرجل أقنع القوم؟ لن أقول نعم بالمطلق ، لكن سأقول بثقة أن خطاب معارضتنا السياسي و خطاب معارضينا العدمي بالتأكيد ساعدوا السيد ولد عبدالعزيز في اقناع تلك النخبة الشابة خاصة في ظل وقوف هذه المعارضة ايضا في وجه أي خط ثالث، يمكن قيامه 

Saturday, June 21, 2014

صيف في غانغ نيونغ - الحلقة الأولى



وصلت الى محطة باصات يانغ نيونغ بعد ثلاث ساعات من مطار نشويون في سيول إلى غانغ نيونغ، كان في الباص حوالي عشرة أشخاص انا و آخر معي اجنبيين فيما الباقون هم ثنائيات كورية شابة. كنت أشعر بشيءمختلف و أنا اخترق تلك الارض الكورية و فجأة تنتقل الموسيقى التي اضعها في اذني الى اغنية "يا ابنة العم و الهوى أموي" قلت في نفسي، لا أعرف إن كانت هذه الاغنية او صاحبها فكرا يوما أنه الآن على بعد مئات الكلمترات من العاصمة الكورية الجنوبية سيكون هنالك متسكع ضائع بين المحطات و المطارات يستمع إليها و يستمع من خلالها إلى دعاء أمه يوم غادر نواكشوط فقط قبل خمسة أيام.





وصلت المحطة ، و اخذت اجر حقائبي ابحث عن نقطة اللقاء حيث يفترض ان التقي مضيفتي الرائعة الكورية الجميلة. لم اجد نقطة اللقاء و لم اجد من يمكنه أن يجيبني غير سيدة في غرفة كتب عليها معلومات للسواح، سألتها و لم تكن تتحدث الانجليزية و كان ذلك غريبا شيئا ما ان تكون في غرفة كتب عليها بالانجليزية معلومات للسواح و ان لا تتحدث الانجليزية. عدت الى حقائبي و فتحت الجهاز انظر الى رسالة بعثتها الصديقة الكورية تعرض فيها صورة من نقطة اللقاء في المحطة أول ما نظرت اليها وجدت المكان ووجدت صديقتي واقفة فيه. كان ذلك جانب من الدقة الكورية. كانت أشياء كثيرة مشتركة بين تلك الصديقة الكورية و بين الكورية الاخرى في السفارة الكورية في عمارة الشرق الاوسط غير بعيد من شيشلي. طريقتهما في الكلام في الشكر في الامتنان في تقبل الكلمات الجميلة التي فيها بعض من رائحة المغازلة.



كانت سيارتها حمراء صغيرة، مركونة الى جانب مدخل المحطة. ركبنا و اتجهنا الى حيث يفترض أن أسكن، تحدثنا في اشياء كثيرة و اخبرتها عن الانطباع الاول الذي تركته المدينة عندي و هو انها مدينة خضراء طبيعية صديقة للبئية. تحيط بها جبال خضراء و تتواجد فيها عمارات من الطراز الكوري التقليدي مع تلك القبعات مثلثة الشكل و ذات الحمرة الهادئة.
حين وصلت ودخلت محل اقامتي هي شقة صغيرة جدا مستقرة في الطابق الاول لعمارة بيضاء في منطقة هادئة غير بعيد من احد شوارع المدينة الرسمية حيث تنتشر سلسلة من العمارات مرقمة على طريقة الفنادق بحيث رقم العمار 100 و التي تليها 200 و الاخرى 300 .....
دخلت و بدات ارتب الاغراض. و كنت بحاجة لشيء آكله و يبدو أن الاكل سيكون من احد الاشياء المثيرة للاهتمام. خرجت اتفقد بعض المحلات فتعرفت على اول صديق لي في غانغ نيونغ، كنت احاول مع صاحب المحل لاجد قنية ماء من الحجم الكبير، كان اخصائي تجميل بعبارة اخرى حلاق، و كانت انجليزيته كافية لمساعدتي. اخذت ماء و لبنا و اضعا في الحسبان بعض قطع الشوكولاته و البسكويت التي تركتها في الثلاجة. عدت و كان علي ان اتابع مباراة فرنسا على الأقل ان لم يكن بالامكان متابعة باقي المباريات. هنالك فارق حوالي 9 ساعات مع توقيت اغرينتش بمعنى ان مباراة فرنسا ستكون الساعة الخامسة او السادسة فجرا. حاولت ترتيب الوقت لدرجة اتابع بها المباراة ثم قررت لاحقا أن الأمر لا يستحق ذلك العناء خاصة ان ارهاق السفر طيلة الاسبوعين الاخيرين  لا زال يلاحقني .

Wednesday, June 18, 2014

الصيف الكوري

أقضي صيف هذا العام في كوريا الجنوبية، كوريا عالم اخر كما أصرت صديقتي.
أعرف ان مغامرات كثيرة و أشياء كثيرة جديدة علي و نمط عيش و حياة  حركة تنتظرني.
لكني هوسي بالتسكع و هوسي بأن أتلقى كل صدمات "كالترال شوك"
سأشارككم متابعي هذه التجربة كلمة و صورة و صمتا .
سأحمل إليكم كوريا بأزيائها و أشيائها و طعامها و كلامها و سلامها.
انتروبولوجية المجتمع و تاريخه و ممارساته.

Thursday, June 12, 2014

مسابقة اختتام الدروس الاعدادية (بريفه) مهزلة من الغش و التزوير


تزامن مع وصولي في زيارة قصيرة الى موريتانيا ان امتحانات اختتام الدروس الاعدادية (تريفه) تجري الآن و يوم الاثنين  المقبل تبدأ امتحانات الباكلوريا. ما صدمني هو أن كل ما يجري يبدو مهزلات مثيرة للضحك، فمن ضمن القصص التي سمعتها:
أن أحد الطلاب وجد حتى هذه اللحظة خمسة اشخاص ليجروا الأمتحان نيابة عنه، فجاء أحدهم ليجري له المادة الأولى و جاء هو ليجري الثاني و جاء ثالث ليجري نيابة عنه الثالثة و لا شك سيأتي رابع و خامس.
بعيدا عن ذلك هنالك تلاميذ يجرون الامتحانات عن اخرين بعمر الثلاثين فمافوقها. و هي مهزلة مطلقة. سمعت أن أحد الاساتذة وقف عند الباب و بدأ يصرخ على التلاميذ افتحوا الطريق و في ذلك الحين صرخ علي احدى الطالبات و رمى إليها ورقة الاجوبة و قال لها : فلانة خذي . حصل هذا في احدى اعداديات تيارت و في اعداديات دار النعيم تتردد قصص ادهى .
و في الاسبوع المقبل تجري امتحانات الباكلوريا و ربما ما لا يعرفه الجميع هو أن الباكلوريا اصبحت تتنافس فيه عصابات وجماعات في بيعه و تزوير شهاداته و نتائجه و العصابات تضم جنرالات و رجال اعمال و عمال في مصلحة الامتحانات ، فمعظم الطلاب في الخارج من ابناء رجال الاعمال وا لجنرالات يدرسون بشهادات و نتائج مزورة تباع في السوق ببضع مئات من الالاف .
و في دولة تباع بريفه و يباع الباكلوريا و غيره فإن وضعية البلد و نخبته في خطر. فنحن في بلد حتى امتحاناته الحاسمة تباع و يتسلمها الجنرالات و تتاجر فيها العصابات.

Wednesday, June 11, 2014

هذا المساء الساعة السادسة على قناة الموريتانية

أحل هذا المساء الساعة السادسة بتوقيت اغرينتش ضيفا على فقرة "حكاية انسان" في برنامج يبث على قناة الموريتانية .
كل تجاربي الماضية مع التلفزيون الوطني كانت كوارث طبيعية تبدأ بساعات الانتظار الطويلة، الى الاعداد الفقير و الاسئلة السخيفة ، خاصة حين يتعلق الأمر بالفنيين و المخرجين و المشادات و المشاحنات بينهم.
اتمنى ان تجربتي معهم ستكون مختلفة هذه المرة 

Tuesday, June 10, 2014

على قناة وطنية - حديث في سياسة لا اومن بها و عن أشباه ساسة !!!!

الساعة الخامسة تقريبا ، اتصل بي الصديق الذي التقيت صدفة ليلة البارحة في مقهى تونس بانواكشوط، و قال لي أنت ضيف الحلقة كذا التاسعة مساء بعد ملتقى طرق صباح.
لسببين قبلت دعوته مفسرا له أمرين:  لأني أعرف صعوبة أن يعتذر ضيف لك في اللحظة الأخيرة و لأني لا أريد أن يجرفني تيار المشغولين المولعين دائما بأن يقولوا بأنهم مشغولون ليثبتوا ذواتهم فأنا لا احتاج تلك الخطوة لذلك.

حاولت تفهم صديقي ووضع طلبه في اطار حاجة، ما اكتشفته لاحقا أن أصدقائي يظنون أنني استضافتي هنالك خدمة لي. كان أمرا مثيرا للشفقة و الضحك. أنا الذي قطعت انشغالاتي و قطعت تلك المسافات الطويلة في يوم حار و لا أومن أصلا بإعلام وطني و لا بوجود إعلاميين وطنيين .
المهم نبهت صديقي كون ساعة لا تكفي للوصول هنالك خاصة اذا ماكان برنامجهم مباشر - فرد: ان الأمر عادي
كنت مع صديقي بعيدا عن البيت نرتب بعض الأوراق المهمة بخصوص سفري، و حين وصلني الاتصال لم انتظر طلبت إلى الصديق مرافقتي. حين وصلت لم أجد صديقي الذي اتصل بي و ظننت ان الحلقة ستكون جلسة حوارية بيني و بينه، بدل ذلك وجدت ضيفا و صحفيا في انتظاري ووجدت مقعدي فارغا هنالك في انتظاري.
كان الاستوديو عبارة عن غرفة واسعة بطول 6 الى 8 امتار و عرض 4 امتار في نصفها الآلات الفنية عند المدخل، ثم ستار شفاف و في نهاية القاعة الاستوديو أو على الاصح المقاعد، ووجدت كومة من اليافطات و المعدات المتعلقة ببرامج اخرى للقناة، نفس الأمر إنه استوديو متعدد الخدمات.
لم أحب دوما الخوض في سياسة وطنية لا أرى لها أي اساس من أي نوع فأنا أصلا لا أرى سياسة و لا احزاب و كل ما اراه هم شيوخ قبائل ضائعون بين السياسة و القبيلة . المهم كان الضيف الاخر معارض متحامل على عزيز و لديه أغنية يبدو يحفظها في عيب الرجل و هذه هي كل مشاكلنا السياسية فثقافتنا السياسية اعلاميين و مثقفين و غير ذلك لا تتجاوز مدح هذا و جعل منه الها و ذم ذلك و جعل منه شيطانا.
المهم طلبت ماء و اكتشفت لاحقا أنه تمت استدانته من صاحب الدكان. انسابت الحلقة انسيابة كل شيء في ظن السيبة ، انسيابية تبين ان الهدف الاساسي هو ان يتم تقديم اي شيء دون اعطاء اي قيمة لمهنية و موضوعيته، الموضوع الاخر أني دخلت الاستوديو و انا لست على اطلاع بأي موضوع سيتم مناقشته اصلا. فانا اضع دائما ما يحصل في هذا المنكب في سياقه.
في اطاري عملي على اعداد البرنامج  المختص في مجال الاعلام الاجتماعي لقناة التركية العربية ياخذ الامر مسارا آخر، لكن اعرف جيدا معنى أن لا يكون لديك ضيف ساعات قبل الحلقة، لكن ان يتصل بك ساعة قبل الحلقة معناه أنك لست جادا في الأمر نهائيا، و معناه ان البرنامج ليس بتلك الدرجة من الأهمية الدقيقة و الأمر لا يتعدى لعبة "ربما يحضر في الوقت" معناه ايضا عدم احترام المشاهد الذي يجب ان ياتيه البرنامج في وقته المعروف و المحدد.

Monday, June 9, 2014

اليوم الأول - (سلسلة 5 أيام في عاصمة الانتظار)

كل شيء في الوطن الحبيب يدعوك للتأمل، كل شيء يدعوك للإنتظار و الصمت، وجوه المارة و الجالسين و الباعة المتجولين ، ملامح الشوارع و البنايات و البيوت العبثية المبعثرة في اطراف مدينة تنتشر و تتمدد افقيا بفوضوية و عموديا بهواية.
نواكشوط هي فوضى من سيارات طراز 190، تنزل عن الشوارع يمنة و يسرة و تبحث طريقها حتى ولو في الصين، لا احد يعبؤ كثيرا لإشارة مرور و لا عبارة وصول، لا تزال السيارات متوقفة في اماكنها الخطأ و السائقون يسيرون في الاتجاهات الخطأ، و كل شيء ليس في مكانه الطبيعي، أول ما لاحظته أن لوحات الاعلان المضيئة تحولت كلها إلى صور عزيز بين ثلة من الشباب تصرخ ربما بكاء من حقبته أو فرحا بها. يبدو أن صاحب شركة اللوحات هذه اخيرا حظي بعقد مجز في هذه الحملة.
خيام الحملات الوطنية كلها لعزيز، فقط مساء هذا اليوم و في منطقة باهتة من غير اضاءة تبينت في عمق الحي الساكن : خيمة للمرشح برام. نفس الناس بنفس الوجوه و نفس الملامح، لازال الشباب يجمعهم الفراغ و الاحباط و الهروب من الاكتئاب أمام محل بائس يطل على شارع رسمي يبيعهم فنجان القهوة بسعر يقارب الألف بمقاعده الخشبية التي عليك أن تقدمها لنفسك.
منذ عامين و لا شيء تغير، إلا طرقا صارت أوسع مما كانت كما أخبرني أحدهم، أو معارضة ملت الطواف بين مسجد المغرب و جامع بن عباس.

Friday, June 6, 2014

إني لأجد ريح نواكشوط ...

أكتب هذه التدوينة الآن و أنا في العاصمة التونسية للمرة الرابعة في ظرف عامين لم أر فيهما عاصمة الرماد و الأمل و الانتظار و الفتوة ، العاصمة الفتية نواكشوط ، عامان عن نواكشوط حصلت فيهما أمور كثيرة من انتخابات و مظاهرات و صراعات و و و .
و للأسف أعود لفترة وجيزة جدا لا تتجاوز سبعة أيام مملوءة من أولها لآخرها بأشياء غبت عنها لعامين، ذلك قبل ان تاخذني طائرة التسكع من جديد و شوارع التشرد إلى المنكب الكوري لأتسكع هناك بضعة أشهر ، أتأمل الطبيعة و الثقافة الكورية في ذلك المنكب البرزخي.
اريد من نواكشوط اشياء كثيرة في فترة وجيزة أريده أن يهديني صورا تبين ملامحه التي تتلبد و تتبدد مرة بعد مرة ، أريد من ان يحدثني بكل قصص العامين الأخيرين و ما جرى فيهما و ما ولد من مبادرات و ما مات من حركات سياسية و ثقافية و ما تم تأسيسه من جمعية و من تم تعييه من وزير، و عدد المظاهرات التي نظمتها المعارضة و عدد الاصوارت اللاغية أريد منه حكايات كثيرة أعرف أنه ليس لي الوقت للاستماع إليها كثيرة

Tuesday, May 27, 2014

كان ترفع القبعة لتمبكتو و بكاء طيورها و غضبهم و لسيساغو


عاد اليوم إلى موريتانيا، المخرج الموريتاني العالمي عبدالرحمن سيساغو بعد مشاركته في نسخة هذا العام من مهرجان كان السينمائي بفرنسا، عبدالرحمن سيساغو شارك في نسخة هذاالعام متنافسا على السعفة الذهبية بفيلمه : تمبكتو ، الذي يسرد قصة الاحداث التي جرت في منطقة تمبكتو بشكل درامي و ثائقي، مع أنه لم تتح لي فرصة مشاهدة الفيلم بعد، إلا أن وصوله لمكانة كتلك في مسابقة كمسابقة كان تعتبر في حد ذاتها شهادة للفيلم من نواحيه الفنية و من ناحية مادته.
ربما أُثارت بساطة الفيلم بعد الانتقادات ، لكن الجميل دائما في أن يكون بامكانك صناعة شيء مختلف و حين تكون البساطة هي محل النقد و الجدل فذلك طريق الصواب، و لا يخلوا أي عمل فن من محبين له و كارهين، و لكن يبقى عبدالرحمن سيساغو قامة فنية سينمائية رائعة لها فلسفتها التي أُتبت دوما نجاحها. لها طريقتها في تقديم النص صوتا و صورة بشكل يعجبك أو لا يعجبك لكنه يفرض عليك التعامل معه كعمل فني راقي.
يعيب البعض على الرجل توجهاته السياسية أو الفكرية، و ذلك أمر و عمله الفني حتى و إن أراد به مساندة توجه أو فكر فهو أمر آخر فالعمل الفني محكوم في البداية بمعطاه الفني و محتوى تمبكتو أيضا لا يميل ذلك الحد، بل يقدم جدلية حقيقة فكرية و تاريخية محكومة بمعطيات جيوسياسية مهمة. حسب ما قرأت عنه.
السعفة الذهبية فاز بها فيلم "وينتر سليب" لكن تمبكتو و طيورها و غضبهم و بكائهم كان حاضرا عملا فنيا جديرا بالتقدير و الاحترام
استقبل سيساغو اليوم ف يمطار نواكشوط مجموعة من المثقفين و المهتمين بالشأن السينمائي على الرغم من رفض البعض التفاعل مع ترشيح مخرج موريتاني بفيلمه للسعفة الذهبية في مهرجان ككان، و إن لم يكن قد فاز بالسعفة فقد حظي بالتقدير و الاعتراف و بجوائز أخرى ربما من ناحية القيمة الفنية أهم من سعفة قد تكون محكمة بضوابط أخرى. كان من ركب المستقبلين للرجل السيد محمد ادوم و هو مدير مهرجان الفيلم القصير و احد مسيري دار السينمائيين الموريتانيين

نظل دائما نقدر من  يرفع اسم و علم الوطن في أي مجال من المجالات.
فحين تقرأ الان في مجلات عالميةو عربية  عبارات من قبيل : فرضت موريتانيا نفسها ممثلا للعرب و الافارقة في مهرجان كان السينمائي و حين تجد البعض الان يسألك عن السينما الموريتانية و انتاجاتها و تاريخها تعرف أن كلا يمكن أن يقدم شيئا للوطن ، بعيدا عن أولئك الذين لا يقدمون إلى حفر جهنم العالمين بمكانها فيما يبدو فقال أحدهم أن كان حفرة من حفر جهنم.
ألا بعدت أيادي و ألسنة البؤساء. و عاش الوطن بأبنائه 

Thursday, May 22, 2014

فاجعة منجم "سوما" في تركيا و التفاعلات

يوجد في جامعة غالاتاساراي نفق قصير يربط جانبيها و تم تسميته "نفق سوما" تكريما لأرواح الضحايا في منجم سوما حسب ما أخبر منظموا النشاط الذين أمعنوا في نعت اردوغان و حزبه بأنهم السبب في الكارثة رافضين القول بأنها حادثة و قدر و قائلين بأنها جريمة.
في الأسبوع الاخير عاشت تركيا واحدة من أسوأ فترتها إثر حريق شب في منجم "سوما" راح ضحيته قرابة 301 عاملا.  المنجم على إثر الحادثة زاره معظم الوزراء و فرق كرة القدم التركية المحلية  و الفريق الوطني و رجالات سياسة و اقتصاد، و تبرع نادي فنربخشه بتحمل تكاليف تعليم حوالي 100 طفل من أبناء العمال الذين توفوا.
في الداخل بادرت المعارضة و القوى المناهضة لاردوغان و حزبه بنعت الأمر بأنه نتيجة إهمال و تواطؤ من الإدارة و انطلقت حتى احتجاجات و تظاهرات لم تتجاوز يومها الأول. فيما تصر الحكومة على ان الأمر سيجري فيه تحقيق كامل و تام بحيث سيتم التأكد من وجود أي نوع من الإهمال و معاقبة المسؤولين عن الإهمال هذا.
أعلن الحداد لأيام ثلاثة في تركيا و نكست الأعلام. و المشكلة الباقية أن هذا بلد يترصد بعضه أي حدث ليستغله ضد الحكومة و النظام ، فقريبا ربما يقولون أن سبب مقاطعة المعارضة الموريتانية للانتخابات الرئاسية هو اردوغان، و سبب الحرب العالمية الأولى و الثانية هو اردوغان. باختصار في هذا البلد معارضة يكفيها أنها أفشل من المعارضة الموريتانية.

Tuesday, May 20, 2014

أين قانون الميمات الثلاثة ؟

قامت الدنيا و لم تقعد في موريتانيا منذ شهر تقريبا حول ما سمي قانون الانترنت أو المعلومات او الميمات الثلاثة اصطلاحا، الذي قوبل بالرفض كقانون يضيق على الحريات و يدخل موريتانيا نفقا ظلت للسنوات الاخيرة بعيدة عنها محتلة ترتيبا متقدما بين الدول العربية و الافريقية في احصائيات حرية الصحافة و التعبير.
لكن ما فتيء الأمر أن اختفى و صار و كأنه لم يكن. فلم يفرح معارضو القانون بتوقيفه أو إلغائه و لم تتابع الدولة في طرحه، آخر عهدنا بالقانون هو أنه ينتظر مصادقة البرلمان؟ هل أن أوراقه ضاعت في بين كؤوس شاي كل ما يعرف برلماننا هو شربها. بالمناسبة دخلت بناية البرلمان في عمري مرتين واحدة تشاجر أمام اثنين و ضرب أحدهم صحفي من صحافة المواقع الرحالة . و المرة الثانية شربت كأسا من الشاي لا ازال اتذكر طعمه.
المهم ان هذا لا يحصل فقط مع قانون الميمات و لا غيره. قضايا كثيرة ينتهي بها المطاف لأمر كهذا ، من قضايا الفساد و قضايا المتابعات و قضايا القضاء و كل قضايا الرأي العام و هذا أمر مخيف ينبئ أن المكلفين بالدفاع و تتبع قضايا الرأي العام من صحفيين و ناشطين اساسا و مثقفين لا يعرفون كيف يتابعون القضايا حتى يصلون بها للنهاية. فاللعبة كلها بيد الدولة تحرك ما شاءت وقت ما شاءت لتجلب الانتباه إليه و تسكته و قت ما شاءت لتصرف الانتباه عنه. فمثقفون و صحافتنا و ناشطونا لعبة سهلة في يد هواة .
أين قانون المميات الثلاثة و ما مصيره ؟ ماذا فعل الله به و بصحافتنا و ناشطينا و مثقفينا. ربما لاحظتم معي مؤخرا أيضا أن نشاط فيس بوك امتصه لقاء الرئيس بالشباب، بقي فقط من عرف عند البداية لماذا يستخدم فيس بوك؟ 

Monday, May 19, 2014

إطلاق صحفة : ذاكرة الغياب

اطلقت أمس صفحة تحمل إسم : ذاكرة الغياب، و ذلك لمناقشة المجموعة التي صدرت لي مؤخرا، بحيث يهمني أن أسمع أراء القراء و قراءاتهم للنصوص الواردة في المجموعة. كما سأعمل على تحديث الصفحة ببعض الجمل و الافكار الواردة في المجموعة، الصفحة هي فضاء مفتوح حر لكل أراء قراء الكتاب أو الراغبين في الحصول على معلومات أكثر عنه.

https://www.facebook.com/TheAbsenceMemory