"هذا مقالي الذي نشر الأسبوع الماضي بخصوص الوضع في غزة "
كاتب موريتاني – كوريا الجنوبية
“و انت تلبس أبنائك ثيابا جديد و تأخذهم لاماكن جديدة ليحتفلوا بالعيد،
لا تنس أبناء غزة الذين يلبسون أكفانهم و يأخذهم من بقي من أهلهم إلى القبور
ليرقدوا... عيد شهادة يا بقية الكرامة والانسانية”
لا يسجل
التاريخ للقادة إلا مواقفهم، و نحن في عصر لن يجد التاريخ فيه شيئا يسجله للقادة
العرب على الأقل. سيلملمهم فقط في كومة و يدحرجهم بإشمئزاز إلى مزابل التاريخ. هذه
لحظة نتذكر فيها حديث فيصل الذي أورده كيسنجر في مذكراته حين قال لفيصل ممازحا،
إبان قطعه إمدادات البترول انتصار للعروبة و الشرف ، قال له: طائرتي متوقفة لا تجد
بنزينا لتقلع، فهلا تأمر لها ببعض بنزين فرد عليه بوجه يقطر دما دون أدنى ملمح من
ملامح المزاح، و أنا شيخ طاعن في السن و حلمي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى فهل
تأمر لي بذلك. عام 67 و بعد استقلال الجزائر بخمس سنوات حين تم تعطيل اسطول
الطيران المصري، هاتف عبد الناصر هواري بومدين يطلب بعض الطائرات، فرد عليه في
موقف من المواقف التي يسجلها التاريخ: كل اسطول الجزائر 47 طائرة أرسل طيارين
مصريين لأن طياري الجزائر ليس مؤهلين بعد. قابل السفير الأمريكي بومدين في اليوم
الموالي ليبلغه بان الحكومة الامريكية لا تنظر بعين الارتياح لموقف الجزائر و
قرارها إرسال طائرات حربية الى عبد الناصر. رد عليه في جمل مقتضبة هي ما يحتاجه
عالمنا العربي بقادته البائسين اليوم: انتهى الزمن الذي تأمر فيه أمريكا و تطيعها
البلدان الصغيرة ، ثانيا: انتهى وقت المقابلة.
تلك هي
المواقف المقتضبة القاطعة التي تسجل للرجال، ليس التأتأة خلف الميكروفونات في
المؤتمرات الصحفية، ناهيك عن السدنة ممن يباركون العدوان الإسرائيلي و فوق ذلك
يرعونه مالا و عتادا و جاسوسية. ألا بئس هذاالزمن زمن السيسي، زمن تقول فيه
إعلامية بائسة: "و احنا مالنا" لاطفال يبادون مهما كان دينهم أو عرقهم.
زمن يقول فيه إعلامي بائس: غزة غزة إيه. زمن فيه مبعوثو الإغاثة الإنسانية حفنة
عملاء، كان ذلك في فترة كانت للعالم العربي فيها مواقف قبل أن تتحول قصوره و دور
رئاسته إلى أوكار رذيلة تغتصب فيها كرامتنا
و تنهب فيها خيراتنا و تباع فيها قضايا بثمن رخيص و يخرج علينا رئيس أو
أمير بائس يندد و يشجب. بل تجاوزنا هذه المرحلة في الحقارة وصلنا مرحلة تأييد قتل
الاطفال و النساء و الشيوخ و تشريد العائلات و تهديم البيوت.
يلتصق
العلم الفلسطيني بعمارة نائية في قلب مدينة بكولومبيا في حين لو كان حكامنا يتسمون
بقليل من الإبداع مثل ذلك لألصقوا العلم الاسرائيلي على أبراجهم التي ينقفون عليها
و على حفلات رأس السنة عبادة لأسيادهم ممن يلعقون أقدامهم و يمسحون من فوقهم و من
تحت أرجلهم. تصرخ فتاة عشرينية في قلب مدينة باريس : غزة حرة. تصرخ في وجهها
إعلامية عربية: و احنا مالنا؟ يصرخ شاب لاتيني : أوقفوا قتل الأطفال . يرد صاحب
كرفتة تعيس : ما يتقتلو. يلصق نائب بوليفي الشال الفلسطيني على عنقه . يعدل أحدهم
شماغه بصفريه على رأس كل ما تحمله تعليمات
سادته الشقر. تنادي صحفية اسرائيلية على واحد من انصار السيسي في بلاتو قناة فرنسية : كيف يأتي كلام مثل هذا
من عربي؟ ماتت البقية الباقية من العرب يا سيدتي . لم يتبق غير بعض الكلاب القادة
أو الجرا اللاهثة. فيقول لها في وقاحة الاغبياء واحد من سنغافورة وواحد من دارفور،
يا سيدي قبل أولئك واحد من مصر وواحد من فلسطين.
تبحث
طفلة في سن العاشرة في ركام البيت ليس عن أبيها أو امها أو اخوتها لاشك رحلوا، أمر
طبيعي بالنسبة لها، كمدرسة تعلم كيف تخرج الحياة من ركام الموت، طبيعي أن يموتوا و
أن تموت هي يوما بآلة قتل أسرائيلية و ينادي إعلامي مصري : ما تتقتلي، في ظل صمت
سيسي مصري الذي كان فرعونها أفضل منه لأنه كان جبارا بأنفة ليس جبارا بوقاحة ممثل
مبتديء. يبكي أمام الشاشات. يخلط بين رب العباد و
الأمير الخليجي. تبحث الطفلة في ركام البيت عن دفاترها عن درسها تريد أن
تحضر واجبها المدرسي على أمل ان طاولة في فصل من فصول مدرستها لا تزال سليمية و أن
الأستاذ لم يمت هو و أهله في قصف الساعة الماضية، أو لن تنزل تلك القنبلة في
السماء الآن على بيتهم. إنه التمسك بالحياة و حين تتحول الموت إلى يومية سهل أن
تفهم في ظل البحث عن الذات وا لكرامة.
الشيء
الوحيد الذي اثبتته الوقائع منذ فجر التاريخ أن آلة الموت مهما عظمت و كبرت و
تجبرت لا تهزم جسد أنسان مؤمن بحقيقة و متمسك بقضية. و كل عقود الصراع مع الجسد
الفلسطيني أثبتت ذلك. و يقول مون في لغته المترددة و خطاباته المكررة في الحرب
الماضية و التي سبقتها وا لتي سبقت ذلك، كل شيء بخصوص مون متردد : صمته و لغته و
مشيته، و يقف على بعد أمتار من مئات أطفال تحولوا جثثا هامدة و يقول : حق إسرائيل
في الدفاع عن نفسها. انت يا سيدي لك الحق الكامل في أن تطبق فكيك و تصمت و نحن
نساند ذلك الحق و يسانده طفل فلسطيني ينازع في لحظاته الأخيرة على أرضية مستشفى
الشفاء المغطاة بأجساد الشهداء، ذلك الطفل يساند حقك في الصمت المطلق، فدماء
الأطفال هي لحظات يجب أن تكلم فيها فقط الرجال لا أنصافهم و لا أرباعهم و لا
أشباههم. لكن رحل الرجال قبل أن يشهدوا أياما كتلك. التاريخ منصف للرجال يعطيهم
الفرصة ليسجل مواقفهم ثم يخجل من أن يواجههم بوقائع كهذه فيتركهم يرحلون. رحل
تشافيز و مانديلا .... و يخرج في ظلام البؤس الانساني الذي يغطي كونا يتفرج بأكمله
على نظرات طفل تبرز بين ركام بيت مهدم ، يخرج الدكتور الدنماركي ن يصرخ من بين
الاشلاء في مستشفى الشفاء يعانق طفلا فارق الحياة قبل لحظات يشتم رائحته يخلط دمه
بوجهه، و تسأل نظراته الهادئة و يومياته الطبية أين لا أقول أطباء العرب ، ألا
بعدا للعرب؟ يقول أين أطباء الانسانية؟ يعطى إسم شارع في دولة لا تينية قضية
لفلسطين فأين الحرمين و خدمهم و أين الإمارت و المملكات و الجمهوريات حيث تتجسد كل
أمارات الذل والهوان العربي. يخرج الرجل
العثماني و يقول بكل أنفة عثمانية قد لا تروق للكثيرين يقول لهم بلغة للتاريخ:
أوقفوا ذلك. فيما يتلعثم سيد عربي بلغته المهترئة التي تلائم علب القمامة و مزابل
اللغات و التواريخ و متاهات الجغرافيا.
تقل
رائدة الاعلام العالمي مراسلة من فلسطين إلى روسيا في أقل من أربع و عشرين ساعة
لأنها وصفت حقيقة رأتها، حين كان الشباب الاسرائيلي يشرب نخب دماء الأطفال
الفلسطينيين الذي يشهقون شهقتهم الأخيرة في مستشفى مزدحم في غزة. و كانوا يتهافتون
فرحا بذلك. كان ذلك كافيا لتصبح اليوم الثاني في موسكو. الحقيقة جريمة يا سيدتي.
لا تخرجي على الإطار المعروف و الكلمة المحددة: اسرائيل تدافع عن نفسها. اغمضي
عينيك عن ما غير ذلك فهو ليس من شأنك و ذلك هو حرية الإعلام و موضوعيته. تقول سيدة
فلسطينية لإعلامي أمريكي في مقابلة تلفزيونية: الإسرائيليون يقتلون الاطفال و
النساء بكل وحشية خروجا على القانون الدولي و الحس الإنساني، فيرد عليها الصحفي:
شكرا مع أنك تقلبين الحقائق. فيستضيف بعدها ضيفا اسرائيليا يقول له: صواريخ غزة
تمطر اسرائيل و اسرائيل تدافع عن نفسها فيقول معقبا: نعم أنت على حق. أي حق يا أعمياء
الأجندة. يصرخ إعلامي امركي ساخر. يتحدث عن مراسل في اسرائيل كمن يستعد للذهاب إلى
حفلة ساخرة فيما يبدو المراسل في غزة في ساحة حرب مشتعلة. يتساءل بهدوء: إلى أين
يريدونهم أن يذهبو و يتحدثون عن الإخلاء أي إخلاء؟ اسرائيل من جهة و السيسي من جهة
و البحر. هل يريدون لهم أن يرموا أنفسهم في البحر. و يسخر من دفاع إسرائيل عن
نفسها. ذلك ببساطة رجل لن يترشح للرئاسيات الأمريكية.
يردد
أوباما ككل الجمهوريين و الديمقراطيين تلك العبارة : اسرائيل تدافع عن نفسها. ذلك
شرط الترشح للرئاسيات القادمة. الأوضاع لا تقاس بعدد الضحايا من الاطفال ، بل
بتوقعات الربح و الخسارة في الانتخابات. ينادي صحفي بريطاني: لا أحد يأبه لموت
الفلسطينين تلك الحقيقة المطلقة. ليتها انتشرت انتشار حق اسرائيل في الدفاع عن
نفسها. أروبا اثبتت دائما أنها رجل ضعيف الشخصية أو سيدة خجولة على ضعف. لا تحسن
أروبا القيادة، لكن تحسن أن تتبع أمريكا في كل خطواته. وحدهم احفاد كاسترو و
غيفارا و تشافيز و الثورات اللاتينية هم الأوفياء لمباديء الإنسانية دون أن يأبهوا
لإملاءات العم.
يتمنى
مراسل لقناة غربية أن يجد أي وجه للمقارنة بين ما يحدث في غزة و في اسرائيل ، لا
يجد مجالا للمقارنة مع ذلك قيل له بدقة: أن كل ذكر لضحايا فلسطين يجب أن يتبعه
عبارة اسرائيل تدافع عن نفسها و اسلحة المقاومة مخفية في البيوت. ذلك لم يعد سادتي
اللئام ينطوي على أحد. أسقط طفل غزاوي بريء مات في سنه الرابعة كل الأقنعة. أقنعة
حرية التعبير و حقوق الانسان و الديمقراطية ، لم يعد يتغنى بها إلا أزلام يلملمهم
التاريخ ليرمي بهم إلى مزابله في أقرب فرصة.
يجرب
الصهانية العرب الأن شعور أن تسقط حقارة حتى يكون الحديث عنك أكبر منك و تكون كل
عبارات القواميس الهابطة أكبر منك و تكون قشة بالية تنتظر كناسة عامل النظافة
ليسقكنها أقرب حاوية للنفايات. لا بياض جلبابك و لا سواد جاكتك يجعلك تبدو إلا
أكثر إثارة للإشمئزاز، لك و لمن يتغنى تتسع حاوية نفاسات عند رأس الشارع الرسمي
لمدينة تعج بنفاياتك و نفايات أتباعك. فيما مدراس غزة مدمرة و حطام على أجساد
طلابها تعرض قناة عربية مسرحية : مدرسة المشاغبين ليضحك أحدهم و هو ينهي طبق لحمه
الثاني. يصفع طفل فلسطيني ساعة قبل وفاته كل الوجوه العربية العريضة المنتفخة
مخبرا أن غزة و اهلها بخير و لا تحتاج لا وجوهم المنتفخة و لا بطونهم. و ينادي شيخ
فلسطيني يحمل سجادته و مسبحته في وجه مراسل يقول له في وقاحة تحتاج صفعة بعمق
الصبر الفلسطيني، يقول له : لكن اسرائيل طلبت منكم إخلاء البيت، يرد عليه: سنموت
هنا و نموت هناك فالأشرف أن نموت في بيتنا و على أرضنا، تلك يا عماه لغة لا
يفهمونها، تلك فلسفة عصية عليهم، يفهمون فقط لغة الشعارات الفارغة و الحركات
المفتعلة أمام كاميرات تغطي المشهد الانساني الأروع من الحكاية. سيدة تمسك بيد طفل
صغير: لها ابن مات و آخر يحتضر و ثالث لم تجده لا تعرف أين هو ؟ في أغلب الأحوال
تحت الأنقاض و مع ذلك تقول في النهاية: لكن سننتصر. تلك دروس للحياة يحتاجها أحياء
أموات. هنالك فرق بين هؤلاء و بين قوم يحلق فوقهم صاروخ فلسطيني محلي الصنع
فيرتعدون و يموت رعشة و خوفا، و يبدؤون يحزمون حقائبهم للرحيل. الثابتون في الارض
ثبات أشجار الزيتون هم اهلها ، ليس قادمون لا يعرفون قيمة أرض و لا تاريخ و لا
جغرافيا. ينطلق صاروخ قد لا يقوى على الوصول إلى أسرائيل فتنطلق صفارات الانذار .
ذاك فرق بين من يدافع عن حق و من يحاول أن يسلب حق. الحق قوة تقوى على كل سلاح. فقط دع الممثل الشرعي لقضية الفلسطينيين يتحدث،
دع البندقية تتحدث فهي متسلحة بقوة الحق.
اسرائيل
فتت عظامك اللينة تحت الركام دفاعا عن نفسها، هذا ما يريد هذا العالم الغبي أن
يقنعنا به و يقنع به نفسه، لكن رسائلك تبدو مقنعة أكثر و عيونك تبدو مقنعة أكثر. يعدلون
ربطات عنقهم و يتحركون و يفكرون ثم يقولون: إسرائيل تدافع عن نفسها. و يقف طفل في
في منتصف الحطام يحمل العلم صامتا لا يدرك كثيرا مما يجري و لا حركات كيري و مون و
كل تعاسات و بؤس الديبلوماسية الدولية، لا يدرك كثيرا ما يعنيه كل ما يجري، يعرف
فقط أنه ضمن سلسلة يومياته العادية، أن يكون محاصرا ثم مقصوفا ثم منسوفا ثم يقف
بعد كل ذلك شامخا منتصرا. كل حياته جرب هذا فقط، يقف شامخا وسط الركام و بين الزحام
تمسك يداه بقوة بالعلم الفلسطيني. هذا أنا خبز و علم و رائحة الشهادة.
قواعد
اللعبة تتغير، والموت السريع و بشرف و كرامة أفضل من موت بطيء، و هذه المرة ليست
ككل مرة جسدي قادر على هزيمتك، لنهي هذه الحسابات العالقة هنا بعيدا عن اجتماعات
العرب و قممهم الطارئة. ما تبديه هذه الحرب أنه دون قمم العرب الطارئة نحن أفضل.
كانت اسرائيل حين يرهقها الاجهاد و الخوف و التغطي بمغارات تحت بيوتها، تنادي على
امريكا فتنادي على بائس الامم المتحدة ليظهر الجميع و يتصل بحاكم عربي يدعو لقمة
طارئة تباع يسقط فيها جانب آخر من جوانب القضية. قال مرة بورقيبة، أنه في تاريخ
الصراع العربي الاسرائيلي دأب العرب دوما على أن يقبلوا في الاجتماع المقبل ما
رفضوه في الاجتماع الماضي بل اكثر منه. نعم كنا في كل اجتماع نخذل الدم الفلسطيني
الطاهر و نتاجر بقضيته العادلة في اجتماعاتنا البائسة. لا اجتماعات اليوم فقط جسد
الطفل العاري و حقه و قضيته و بندقيته و أنت و ترسانتك العالمية البائسة . الحق
أطول نفسا.
و ينادي
حقير من بناية بائسة في نيويورك و يقول على الطرفين ، أي طرفين؟ يعني جسد الطفل
العاري و الدبابة الإسرائيلية ، هلا تصمت لطفا و تغرب. فأنت نذل كبعض العرب. توجه كل أسلحة العرب و
أموالهم إلى كل اتجاه إلا الاتجاه الصحيح، قال أحدهم ذات مرة.
في تقرير
عن المظاهرات التي اجتاحت أروبا منددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة و قتل
الابرياء، أرادت بعض القنوات أن تحول الأمر إلى تزايد في معاداة السامية بأروبا،
إن كانت أفعال أسرائيل تمثل السامية فهنيئا للسامية معاداة كل إنسان على هذه
البسيطة، دموع طفلة بريئة مات قبل أن تجف على خدها هي التي جعلت الانسان بغض النظر عن دينه و عرقه و لونه ينهض
من أقصى الكرة لأقصاها في وجه العنجهية و الوحشية الاسرائيلية. إن النظام العالمي
يحتضر فلا شيء يهد أنظمة و امما كما الصمت على الظلم و الوحشية، فكلما تغاضت الأمم
عن الوحشية ضد الأبرياء كل ما اقتربت لنهايتها أكثر، و هذا النظام العالمي كراع و
شاهد على كل المجازر التي ارتكبت في حق هذا الشعب العظيم الذي يعلم الحياة
بموته هو نظام لم يعد قابل للحياة، و يسير
في اتجاه نهايته. دموع الاطفال الأبرياء أمام أنظار العالم هي التي تضع نهاية للنظام
العالمي. والدول لا تبنى على الخوف، فالخائف في أحسن الأحوال يموت قلقا.