Wednesday, August 27, 2014

نواكشوط : إني أغرق كالعادة


وزارة الخارجية الموريتانية محاطة بالمياه
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط في الأيام الاخيرة تساقطات مطرية حولت العاصمة كما يحصل كل مرة إلى بركة مياه متعفنة في جميع جهات العاصمة خاصة مركزها. و اعتادت نواكشوط منذ فترة على اغنيتها الشهيرة : إني أغرق إني أغرق ليس من حب حكومتها لها و لا من احترام مواطنيها لمقاييس المدن المتعارف عليها بل تغرق ببساطة في بضع ملمترات من المطر.
كتبت اليوم عن الأمر على صفحتي في فيس بوك رد علي صديق لي ناشط في مجال التغيير المناخي، يسأل عن المشكلة: تساءل هل أن قوة الأمطار أكبر من الطاقة الاستيعابية لنظام الصرف الصحي الذي لدينا؟
جانب من شوارع العاصمة 
لم يرد أن يصدق جوابي بأن المدينة لا تمتلك نظاما صحيا. أعاد علي السؤال : هل تتحدث عن العاصمة ؟
نعم صعب أن تصدق أن عاصمة لا تمتلك نظام صرف صحي، لكنه الحقيقة المرة للمدينة الرومانسية الغارقة دائما في أشيائها.
إن قضية الصرف الصحي تعتبر مسألة أولوية إسقاطا على أبسط المعايير، يجب أن يوجد لها حل .
في حين أن الناشطين الموريتانيين في أغلبهم لا يزالون ضائعين في متاهات الاعلام الاجتماعي فاشلين في توجيه الجهود لقضايا وطنية كبرى بشكل يصنع التأثير، بحيث أن كل نشاط لهم يبدأ لينتهي في صمت دون معرفة ماذا انتج و لا كيف أثر.
في حين لا يستطيع أي كان الآن التحرك في العاصمة إلا بشق الانفس، ركز الناشطون على التفنن في كيف يسخرون من الوضع، لكن لم يسأل هؤلاء الناشطون الأمر الذي يسخرون منهم هم من يتوقع ان يعمل على تغييره.
فهل من سبيل لتوجيه كل جهود السخرية هذه و تكاتفها للعمل على حراك يفرض العمل على هذا الأمر، لا نريد الان شبابا و لا فساد و لا أملا نريد فقط نظام صرف صحي و مدينة بعده يمكننا الحديث عن دولة و عن شباب دولة و عن الفساد في دولة و عن و عن ....
إن الأزمة التي يعيشها الوطن ، لا تزال تتبلور في أزمة تعيشها نخبه و تتوارثها جيلا عن جيل. أن النخبة لم تصنع بعد قطيعة مع العقلية و الممارسة لتتمكن من صناعة التغيير.
و إلى أن يحصل ذلك ستغرق العاصمةو تتمزق أحلام كل الشباب و الاجيال في دولة . في مدينة في مكان يستجيب لأي معيار.

فهل لنا أن نقول كافي ، من هذا المشهد المثير للشفقة و الخجل حين يغرق قلب عاصمة في بضع مللترات و نتحدث عن مدينة، أشياء كثيرة تحتاج أن يقال لها كافي، و لا نحتاج لأن نكون سياسيين و لا اغلبية و لا معارضة ، كشباب ناشطين لا نحتاج لكل ذلك لنشتغل عليها يمكننها أن نبدا الآن من كميات الساعات الهائلة التي نقضيها على مواقع و نضيعها دون استراتيجية لاستخدام و لا لصناعة التأثير  و التغيير #انواكشوط_تغرق
أكبر سوق شعبي في العاصمة - سوق كابتال 


و كانت تقارير كثيرة اشارت الى ان نواكشوط تقع تحت مستوى البحر و يهددها خطر أن يتم غمرها نهائيا في البحر ، و مشكلة الصرف الصحي تعتبر عصية كون المدن توسعت دون مخطط و دون أي برنامج معماري هندسي ، إلا أن القضية تعتبر مستعجلة قبل أن يستحيل الامر من شوارع معبأة بالمياة إلى كارثة انسانية مباشرة  اكثر مما يحصل الان بسبب الامراض و التلوث.