قتلناه ورميناه في البحر.....
أخيرا وبعد عشر سنوات من المطاردة قالوا أنهم قتلوه ورسموا السيناريو متكاملا، سيناريو أهم مقاطعه أنهم رموا جثته في البحر، قصة البحر هذه أمر جديد وهي قصة تحيط بها تساؤلات بامتداد البحر من ناحية، وتبدو سهلة التحليل من ناحية أخرى، فقضية ان يموت بن لادن على اثر عملية عسكرية مباشرة نفذتها قوات خاصة وامتدت لأربعين دقيقة دون علم مسبق لباكستان بالأمر هو أمر لا يكاد العقل يصدقه خاصة وان المنزل حيث كان يقيم الرجل على بعد عشرات الأمتار من أكاديمية عسكرية باكستانية هذا من جهة ومن جهة أخرى فكون الرجل ومنذ أعوام يقيم في بيت متميز عن حيزه بالفساحة والارتفاع ويعتبر منارة في المنطقة حيث هو إذ تفوق مساحته ثمانية مرات مساحة البيت العادي من البيوت التي تحيط به وحيث تصل ارتفاعات جدرانه حوالي خمسة أمتار ان يكون البيت بهذه الدرجة من التميز في منطقته ولا تعلم المخابرات لا الباكستانية ولا الأمريكية به ، هذا أمر ا يصدقه عقلا ولا نقلا ، فالقضية إذن تحيط بها تساؤلات كثيرة عل أبرزها هو هل ان باكستان كانت تعرف كل شيء عن أسامة وتحركاته وكانت تبقي الأمر سرا، لحاجة في نفسها، أم ان الاثنتين باكستان وأمريكا كانتا على علم بمكان الرجل ولكن كانوا يحتاجونه مطلوبا أكثر من حاجتهم إياه أسيرا او قتيلا وذلك لأن دور الشماعة لا زال ضروريا في معطيات العملية الإستراتيجية كاملة، لذلك فضلوا متابعته من بعيد متحينين الزمان والمكان وفي تحديد الأخيرين تدخل ما يسمى الربيع العربي، الثورات العربية التي ساهمت في وضع حد لكل الاستراتيجيات في المنطقة ببساطة لأنها غيرت المعطيات والإستراتيجية تسقط بسقوط معطياتها نفسها الإستراتيجية التي كانت في كثير من جوانبها تعتمد على مكافحة الإرهاب و مطاردة القاعدة وبن لادن كمصوغ و مبرر. كلها تساؤلات مشروعة فمن أين تأتي إذن أهمية البحر؟ هنالك طريقة قديمة في التلاعب بالمعطيات تقوم على الأمر الأتي حين افعل أنا ما اعرف انه يثير الريبة والشك والتساؤل أعمل على ان أضيف إليه عنصرا يثير هذه الأمور بحق لأخذ المتسائل من سؤاله الجوهري إلى سؤال أخر سيصل به إلى نتيجة