Wednesday, April 13, 2011

مصلحة الشؤون الطلابية إذلال للطلاب في مركز للتكوين




وكان الوزير من أهلها ...
كان ذالك بعد ما غبت أشهرا لضرورات عمل ، فرضه علي واقعنا التعليمي الذي يشكل عبئا ثقيلا على عاتق العائلات الموريتانية ضرورات عمل و أمور أخرى، نعم مما يثير التساؤل عن ما يحصل في جامعة موريتانيا أن أعود بعد شهرين و زيادة واحد أن لا جديد يذكر على مستوى حضور الأساتذة أو مستوى الدروس ، في أيامي الأولى و أنا أعدل وضعيتي كطالب في العام النهائي و بصدد تحضير رسالة تخرجي حضرت عند إدارة الشؤون الطلابية و جدير بالإشارة أن هذه الإدارة في كل الجامعات هي التي تتحمل كثيرا من ضغط العمل ومن الضروري ان يكون طاقمها ينبض حيوية وذا كفاءات وخبرات عالية . على مدى يومين التقي كل مرة عند ذلك الباب المقفل الذي يبدو لك كبوابة سجن التقي ذلك الرجل ذا المزاج المتقلب الذي ما إن رأيت وجهه حتى تذكرت وجه حميد رجل يشغل نفس منصبه ولكن ليس في جامعة نواكشوط  ، تذكرت ذلك اليوم حين حضرت عنده مع صديق لي كان يريد تسوية وضعه فالتقانا باسم الملامح بل وكأنه فرح لحضورنا وما إن رأى ما في يد صديقي من ورق حتى عرف حاجته تلقائيا كنت أتذكر وجهه لأهرب من ملامح السيد أمامي العابسة والتي تبدو لك ملامح بخيل مضطر لتقديم فلوس لك من جيبه ، على مدى يومين كنت التقي أو على الأصح استجديه لينتظرني ، كان عذره لي في المرة الأولى ان أجهزة الإدارة معطلة عن أخرها ، لا ادري ربما هو عذر أقبح من ذم ، وكان العذر في المرة الثانية أن العمال المسؤولين عن ما أريد يغادرون الثانية عشرة كان كريما معي بإعطائه هذه المعلومة ، ولكن حين نظرت الساعة وجدت ان الثانية عشر لم تحن بعد ، أردت ان اخبره لكن حين رأيت ملامحه ثانية فضلت ان ابتلع لساني وقلت
ربما هي الثانية عشر بساعة إداريينا علي ان أراعي فارق التوقيت ، كانت طريقته في التعامل معي ومع بقية الطلاب مع أنها كانت لا باس بها أحيانا معي لأسباب اجهلها كانت تثير حنقي لدرجة أفضل فيها السكوت لأنني من الذين يصمتون كثيرا ولكن حين يتكلمون يقولون كل شيء كان هذا نهاية الأسبوع .

...وجاءت السيدة
في بداية الأسبوع الموالي تماما حضرت حاملا عدتي وكانت بناية الإدارة قد تغيرت قليلا ، و أنا أفكر في النفسية التي علي ان ألبسها كي احظي بمرادي وهو أمر اعتدته على مدى ثلاث سنين ان اصطنع الملامح مستخدما كل ما علمنيه مرة الأستاذ هشام في تقنيات التواصل والتحكم ، وأنا أفكر لمحته عند الباب حارس الإدارة عجيب ما إن أراه حتى افرح لأنه على الأقل سيلتقيني بملامح منشرحة وبوجه طلق مع انه لا يستطيع ان يقدم لي إلا ذاك إلا ان ذاك أفضل من وجه عابس بائس يائس لأولئك السادة والسيدات الذين يعاملوننا كطلاب في الصف الثالث الابتدائي ، تبادلنا التحية وأصوات القهقهات تتصاعد من الداخل ، وحين سألته في حاجتي بدأ يبحث عن من يسأله مر من خلفه وهو يحدثني من خلف الباب سيد من سادة الإدارة الكبار إلا انه تردد في ان يسأله ربما لذات أسباب ترددي أنا دائما تلك الملامح المنكمشة البعيدة عن مهارات الإداري وسماته التي يجب ان يتحلى بها خاصة إداري في مصلحة طلاب جامعيين ، حين تتجه للنافذة بعد ما يرشدك عليها فاعل خير تقف ساعة إلى اثنتين وتتكرر معك قصتي ، جئت النافذة وكان المقعد شاغرا ناديت وضربت على النافذة ، فجأة حضرت السيدة والسيد عالق بملحفتها يضحكان ذكرني المشهد بثنائي يجول في ساعة عاملة قبيل الغروب ، إلا ان الغروب بعيد الآن والشمس تلفحنا كطلبة وهي في كبد السماء قاطعت ضحكهما دون ان اعتذر وناديتها أختي لم يطاوعني لساني لأعطيها لقبا وأنا متأكد انه ليس من قلة أدبي في هذه المرة على الأقل،التفتت إلي أخبرتها أني أريد إفادة ، سألتني عن رقمي أخبرتها وأصابعها المرتعدة على لوحة المفاتيح لا تقدم ولا تؤخر ، نعم اعرف هذه المرأة وأخريات من العام الماضي في هذه الإدارة يعرفون الدردشة والضحك أكثر من أي شيئا خر ، أدخلت الرقم أو لا ادري حاولت شيئا ما وبقيت تسألني عن رقمي مرارا وتكرارا و سؤالها يبدو الأمر الوحيد الذي تفهمه وكأنها تريد من النظام ان يفهم تلقائيا ما تريده ويفعله لها ، ثم تصمت ربما تفكر في قصور هذا العالم وعجزه التقني لم يأتي بتقنية من هذا الشكل ؟! بعد جلسة طويلة أطلقت صفارة النجدة نافخة بشدقيها ربما تريد ان تبعث برسالة ما من خلال هذه الحركة . جاء معها رجل آخر من رجالات الإدارة متبوعين برجلين آخرين بدا من شكلهما أنهما من رجالات القرابة والمحاباة وربما من أفراد القبيلة من يدري؟ كان السيد يستقل فرصة لقائه لها حضرا وهما يضحكان أيضا لكني لم أرد إخراج الأمر في تفكيري من اطار الزمالة ، ربما كانت هذه السيدة لتكون أكثر جدوائية لو كلفوها بالترويح عن العمال و العاملات في المصلحة ، حضرا وجلسا معا وأنا انتظر وخلفي ضجيج تحت شمس حارقة ينتظر دوره .

..... وانطلقت الدورة التدريبية

كنت واقفا وكانت دورة تكوينية في مجال العمل على برنامج الإدارة لإخراج الإفادات قد أعلن السيد انطلاقتها دون علمنا و أقحمنا فيها كمشاركين دون استئذاننا ، الدورة انطلقت خصيصا للسيدة حين انتبهت لهم فهمت ان هنالك برنامجين واحد للنظام القديم وآخر للنظام الجديد وفهمت ان السيدة لا تفرق بينهما وأنها أدخلت رقمي أثناء كل تلك المحاولات الفاشلة في النافذة الخطأ، وفهمت ان الرقم يتم إدخاله في نافذة بحث ، ولكل طالب شبه قاعدة بيانات فيها بعض من معلوماته ، وبدا لي من ملامح السيدة أنها لم تفهم الكثير وأنني فهمت أكثر منها ، قلت ربما هي من الذين يفهمون بصعوبة أم أنها لا تفهم شيئا لأنها ان كانت تفهم كانت ليكفيها شهران وزيادة من الشرح ، لكن السر عرفت لاحقا انه ربما يكمن في ان السيدة لم تر ما يسمى الكومبيوتر قبل ان تدخل وتعمل في مصلحة الشؤون الطلابية هذه إذن هي تفتقد الأساس ، حين انتهت الدورة سألني السيد بعبارة لا تنم عن مثقال ذرة من احترام عن رقمي ، أخذت وقتي واستخدمت كل مهاراتي في فن التواصل وأجبته بطريقة اعلمه من خلالها انه يسأل بطريقة وقحة ، بعد ان أجبته تذكر صاحبيه الواقفين خلفه وعاد إليهما وسألهما عن الأرقام وهي بالتأكيد ليست لهم ونحن واقفون تحت الشمس، ما كان ليمر مشهد كهذا دون ان اعلق ، سألته إن كان علينا نحن أيضا ان ندخل لنحظى بغايتنا ، سؤال يحمل رسالة أخرى بصيغة نقدية بريئة والتقطها ، وما يعجبني في هذا الرجل بالذات قدرته الفائقة على التقاط الإشارات، انتهى منهما وأغلق الصفحة خطئا ربما نسيني ، حين ذكرت السيدة مناديا عليها ، أخذت تحاول تطبيق درسها لكنها فشلت من جديد لم تعرف كيف تدخل الرقم وكان صبري قد بدأ ينفذ وأخذت تسألني عن الرقم من جديد وعادت حليمة المسكينة لعادتها القديمة تسألني كطريقة الفريق الفائز الذي يريد استهلاك الوقت ، حتى يتفرغ زميلها من الحديث والمزاح مع صاحبيه ، عاد فوجدها متوقفة عن العمل وفر علي هذه المرة مشكورا إعادة الدورة التكوينية من جديد ولكن كان الله في عون آخرين ، أخبرته برقمي من جديد وحين بدأ يخرج الورقة وبعد إدخاله الرقم اخذ يتحدث وعاد لجماعته وأنا واقف تحت الشمس وخلفي حوالي العشرة وكل ما ينقض ضغطة زر واحدة يمكنه القيام بها وهو يتحدث لكنه بخل بها علينا ، ووصلت أنا حد الانفجار وغادرت ، كنت قد انتظرت أكثر من ساعة ما يمكن انجازه في دقيقة ، ورددت رقمي أكثر من عشرين مرة دون جدوى.
مأساة حقا مأساة ان تعج مصالح الجامعة بالمبتدئين و من ان تجاوزنا الإدارة وفنياتها لا يتمتعون بذرة احترام للطالب ويحدثونه كحيوان، يعاملونه بإذلال واحتقار .
حين تريد ان تنجز حاجة مع هؤلاء لا بد ان تدرس نفسياتهم حتى تعرف كيف تنجز عملك بدل ان يكونو هم كأشخاص يقدمون الخدمة و يدرسون نفسيتك كطالب وضعوا هنالك ليسهروا على راحتك ومصلحتك ويوفرون لك طريقة المعاملة التي تليق بك وتناسبك
ياللاسف جامعة تعاني التعب والاهتراء بشرا وحجرا .