بلد المليون شاعر قالها قائل في يوم ما حينما حط الرحال في شنقيط فإذا بهدير أمواج المحيط يردد الأشعار وصدى الرمال ينشد القوافي ،وإذا بكل خيمة من الشَعر تلتحفها قصائد الشعر ،وإذا بكل ابن شاعر رضع الشعر من ثدي أمه ،ولكن السؤال هو هل استطعنا نحن حفظ ذلك الإرث الثقيل في هذا العصر الضائع والمضيع في عالم من السرعات التي تفوق الخيال ،وهل حافظنا على ذلك اللقب شكلا ومضمونا ذا معاني ودلالات . لا يختلف اثنان على أن الشعر في موريتانيا ورغم كل ما شابه من الشوائب وزاحمه من مؤثرات كادت تخرجه من إطاره الجمالي أو أخرجته أحيانا ، لا زال بخير ،الشئ الذي قد يبدو لأي متتبع أننا وحتى الآن مقصرين أو عاجزين عن ترجمته وذلك لعوامل عدة وأسباب متعددة عل اهمها وأوجهها أننا في زمن له إملاءاته وضروراته بعيدا عن زمن ضرب أكباد الإبل في الصحاري وعن بحث القلم في قاع الدواة بعيدا عن زمن الحافظات البشرية في زمن حافظته الوحيدة هي آلة القرن
العجيبة ،حيث بموازاة هذا تنعدم انعداما كاملا دور النشر والوسائل التي تتيح لك الفرص لترسل صوتك الشعري بريدا سريعا إلى أصقاع الدنيا ،ما يجعل مصير القصيدة والمنتج أيا كان قراءة على مسامع الأصدقاء وطي ووضع في خزانة الكاتب حيث هناك ينام ويصمت إلى أجل غير مسمى هذا إضافة إلى أمور أخرى جعلتنا نفشل إلى حد ما في إيصال صوتنا وحمله لنقطع به حدودنا ولكن فشلنا هذا ليس عجزا عن الإنتاج بقدر ما هو انعدام كامل للإخراج دون أن نغفل أن الشعر الموريتاني في مرحلة ما انقطع عن حاضره متقوقعا في التراث الشعري واللغوي فبقي بمنأى عن الواقع وتجسد الأمر في سيطرة المدرسة القديمة أن صح التعبير ولو انه يحسب لنا أننا في فترة انحطاط الشعر و إهماله في العالم العربي كان يشهد ازدهارا وتطورا في موريتانيا إلا أنه كان مواضيع مكررة يسيطر عليها النمط الواحدة والمدرسة الواحدة ، فالذائقة الشنقيطية صعب عليها أو مازال صعبا استيعاب النمط الشعري الجديد المتمثل في الشعر الحر و النثري ولا زالت هذه الذائقة المتمسكة بالأسلوب التقليدي تنظر لهذه الأنماط بنوع من عدم الجدية يصل درجة السخرية، مع أنه في السنوات الأخيرة برز جيل شعري لم تجد المدرسة التقليدية بدا من أن تعطيه الفرصة ليخرج للنور القصيدة التي تركها دائما لأنه يعرف أن الجمهور لن يتفاعل معها ويذكر الفضل هنا في جزء منه لبرنامج أمير الشعراء الذي مع أنه شكل فرصة ليبرز الصوت الشعري الشنقيطي المطمور في هذا الصحراء والذي تجلت فيه بشكل سلبي وانعكست عليه عزلته عن الحركية الشعرية العربية، برنامج أمير الشعراء بمعاييره ابرز ولد الطالب وشبابا من جيله اصواتا شعرية حداثية قادرة على الموازنة والإبداع في المدرستين الشعريتين مستخدمة لغة تتماشى مع العصر مع تحفظ المدرسة التقليدية على هذا التعبير وشكل الزخم الذي حظي به هذا البرنامج التلفزيوني في بدايته فرصة من خلالها تشكل ما يمكن تسمية نواة متذوقي الشعر الحر والقصيدة النثرية في موريتانيا، ليس هذا وحده بل مع كل ما يحيط به من التحفظ اليوم وصل درجة المقاطعة فلا يمكن إنكار أن البرنامج شكل فرصة جيدة للبوح الشعري الشنقيطي ليصل ويتواصل مع الجانب الأخر من اللغة والقصيدة وعل ابرز دليل على أن الذائقة الشعرية لم تتقبل بعد هذه الأصناف ردود فعل الجمهور في المهرجانات الشعرية الدولية المنظمة هنا في موريتانيا حيث لا تزال تتلقى تلك بالترحيب المجامل، تعود القضية أيضا في جزء كبير منها إلى أن المنبر الأدبي في موريتانيا في مرحلة ما شهد إهمالا من الدولة ومن القائمين عليه اضطرارا ولم تشهد الساحة الشعرية والأدبية عموما ما يضمن لها أي حراك من أي نوع ،ويبقى للبيوت والشوارع والصحاري والرمال والشطآن صوت واحد يثبت أن للشناقطة لغة يتقنونها جيدا هي الشعر . إلا أن الحقيقة التي علينا كموريتانيين أن لا نتجاهلها هي أننا مؤخرا اشتغلنا شيئا ما بالتغني بالأمجاد وربما لم نسع بما فيه الكفاية لنفجر تراكماتنا هذه حتى تصل شظاياها مداءات بعيدة تنزل فيها بلسما شافيا لكل باحث عن كلمة عذبة جميلة وصورة بلاغية وصوت شعري يهد الكيان ، صوتا يعج بعطر شنقيط وجمال همس الصحراء في أذن المحيط ،القصيدة الموريتانية ما لم تجد وسيلة تخرج فيها للأخر تلتقيه ويلتقيها قد تشهد تآكلا ذاتيا ، فمن التناقض بمكان أن بلدا بهذا الحجم من الشعراء لا تلاحظ فيه ذلك التأثير البارز للشعر والكلمة والسبب هو أن الشعر يمارس في موريتانيا نوعا من الترف الثقافي و أدوات الترفيه أكثر من استخدامه كقصيدة هم ورسالة وهي حقيقة ولو أنها قاسية ، القصيدة الموريتانية هي صوت طفل في العاشرة من عمره ينشد الدواوين خلف شياهه في الصحراء هي صفير رياح يلحن الشعر وصدى حصا رمال يردد القصيد وحصير نسجته الكلمات ومخدات تملؤها العبارات و عمامات مدورة على القوافي وملاحف تلتحفها بيوت الشعر وهضاب وكثبان وتلال ووديان تنساب فيهم بحور الشعر ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها نتجاوزها بحكم البداهة التي تعطل دوما عمق المعطى وربما السؤال الأبرز ، هل تعيش القصيدة الموريتانية اليوم نهاية مرحلة التغني بالأمجاد؟ وتدخل مرحلة اكتشاف جديدة تؤثر فيها وتتأثر بالقصيدة العربية التي شهدت تطورات متلاحقة؟ والاهم هل امتلكت وسائل هذا الاكتشاف وضرورات هذه الخرجة لا اللغوية والأدبية بقدر ما نعني الفنية؟ وهل أن نهاية تلك المرحلة تعني بداية مرحلة التباكي على الأطلال ؟ نقول لا هذا ولا ذاك ذلك لأننا لم نتغن لدرجة تجعل الواحد منا يطل على هذا العصر الهائج الأمواج من علا تلة واضعا كفه على خده قائلا كان أبي ،تغنينا تغنيا مشروعا في هذا الزمن الذي ينسى كثيرا ويتناسى ،أما الأطلال فبيت الشعر الذي أسس له الأجداد وحتى الآن لم يسقط منه حجر بل يرتفع شامخا في عنان السماء رغم كل المعيقات التي تبطؤه أحيانا إلا أنه يرتفع متماسكا. فأشرعة الشناقطة ارتفعت في كل بحور الشعر مالئة الدنيا جمالا وخيالا وشعرا وسحرا وخمرا حلالا، إن فينا إيمانا أسمه الشعر وإنا به لصادعون ،إننا نكفكف دماء اليواقيت من علا الأرصفة في سواد الليل ونسبح في مداءات الجمال دون نهايات ،ويقسم الشعر بالليالي العشر أنه تحت خيمة الشَعر يشعر بالأمان
العجيبة ،حيث بموازاة هذا تنعدم انعداما كاملا دور النشر والوسائل التي تتيح لك الفرص لترسل صوتك الشعري بريدا سريعا إلى أصقاع الدنيا ،ما يجعل مصير القصيدة والمنتج أيا كان قراءة على مسامع الأصدقاء وطي ووضع في خزانة الكاتب حيث هناك ينام ويصمت إلى أجل غير مسمى هذا إضافة إلى أمور أخرى جعلتنا نفشل إلى حد ما في إيصال صوتنا وحمله لنقطع به حدودنا ولكن فشلنا هذا ليس عجزا عن الإنتاج بقدر ما هو انعدام كامل للإخراج دون أن نغفل أن الشعر الموريتاني في مرحلة ما انقطع عن حاضره متقوقعا في التراث الشعري واللغوي فبقي بمنأى عن الواقع وتجسد الأمر في سيطرة المدرسة القديمة أن صح التعبير ولو انه يحسب لنا أننا في فترة انحطاط الشعر و إهماله في العالم العربي كان يشهد ازدهارا وتطورا في موريتانيا إلا أنه كان مواضيع مكررة يسيطر عليها النمط الواحدة والمدرسة الواحدة ، فالذائقة الشنقيطية صعب عليها أو مازال صعبا استيعاب النمط الشعري الجديد المتمثل في الشعر الحر و النثري ولا زالت هذه الذائقة المتمسكة بالأسلوب التقليدي تنظر لهذه الأنماط بنوع من عدم الجدية يصل درجة السخرية، مع أنه في السنوات الأخيرة برز جيل شعري لم تجد المدرسة التقليدية بدا من أن تعطيه الفرصة ليخرج للنور القصيدة التي تركها دائما لأنه يعرف أن الجمهور لن يتفاعل معها ويذكر الفضل هنا في جزء منه لبرنامج أمير الشعراء الذي مع أنه شكل فرصة ليبرز الصوت الشعري الشنقيطي المطمور في هذا الصحراء والذي تجلت فيه بشكل سلبي وانعكست عليه عزلته عن الحركية الشعرية العربية، برنامج أمير الشعراء بمعاييره ابرز ولد الطالب وشبابا من جيله اصواتا شعرية حداثية قادرة على الموازنة والإبداع في المدرستين الشعريتين مستخدمة لغة تتماشى مع العصر مع تحفظ المدرسة التقليدية على هذا التعبير وشكل الزخم الذي حظي به هذا البرنامج التلفزيوني في بدايته فرصة من خلالها تشكل ما يمكن تسمية نواة متذوقي الشعر الحر والقصيدة النثرية في موريتانيا، ليس هذا وحده بل مع كل ما يحيط به من التحفظ اليوم وصل درجة المقاطعة فلا يمكن إنكار أن البرنامج شكل فرصة جيدة للبوح الشعري الشنقيطي ليصل ويتواصل مع الجانب الأخر من اللغة والقصيدة وعل ابرز دليل على أن الذائقة الشعرية لم تتقبل بعد هذه الأصناف ردود فعل الجمهور في المهرجانات الشعرية الدولية المنظمة هنا في موريتانيا حيث لا تزال تتلقى تلك بالترحيب المجامل، تعود القضية أيضا في جزء كبير منها إلى أن المنبر الأدبي في موريتانيا في مرحلة ما شهد إهمالا من الدولة ومن القائمين عليه اضطرارا ولم تشهد الساحة الشعرية والأدبية عموما ما يضمن لها أي حراك من أي نوع ،ويبقى للبيوت والشوارع والصحاري والرمال والشطآن صوت واحد يثبت أن للشناقطة لغة يتقنونها جيدا هي الشعر . إلا أن الحقيقة التي علينا كموريتانيين أن لا نتجاهلها هي أننا مؤخرا اشتغلنا شيئا ما بالتغني بالأمجاد وربما لم نسع بما فيه الكفاية لنفجر تراكماتنا هذه حتى تصل شظاياها مداءات بعيدة تنزل فيها بلسما شافيا لكل باحث عن كلمة عذبة جميلة وصورة بلاغية وصوت شعري يهد الكيان ، صوتا يعج بعطر شنقيط وجمال همس الصحراء في أذن المحيط ،القصيدة الموريتانية ما لم تجد وسيلة تخرج فيها للأخر تلتقيه ويلتقيها قد تشهد تآكلا ذاتيا ، فمن التناقض بمكان أن بلدا بهذا الحجم من الشعراء لا تلاحظ فيه ذلك التأثير البارز للشعر والكلمة والسبب هو أن الشعر يمارس في موريتانيا نوعا من الترف الثقافي و أدوات الترفيه أكثر من استخدامه كقصيدة هم ورسالة وهي حقيقة ولو أنها قاسية ، القصيدة الموريتانية هي صوت طفل في العاشرة من عمره ينشد الدواوين خلف شياهه في الصحراء هي صفير رياح يلحن الشعر وصدى حصا رمال يردد القصيد وحصير نسجته الكلمات ومخدات تملؤها العبارات و عمامات مدورة على القوافي وملاحف تلتحفها بيوت الشعر وهضاب وكثبان وتلال ووديان تنساب فيهم بحور الشعر ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها نتجاوزها بحكم البداهة التي تعطل دوما عمق المعطى وربما السؤال الأبرز ، هل تعيش القصيدة الموريتانية اليوم نهاية مرحلة التغني بالأمجاد؟ وتدخل مرحلة اكتشاف جديدة تؤثر فيها وتتأثر بالقصيدة العربية التي شهدت تطورات متلاحقة؟ والاهم هل امتلكت وسائل هذا الاكتشاف وضرورات هذه الخرجة لا اللغوية والأدبية بقدر ما نعني الفنية؟ وهل أن نهاية تلك المرحلة تعني بداية مرحلة التباكي على الأطلال ؟ نقول لا هذا ولا ذاك ذلك لأننا لم نتغن لدرجة تجعل الواحد منا يطل على هذا العصر الهائج الأمواج من علا تلة واضعا كفه على خده قائلا كان أبي ،تغنينا تغنيا مشروعا في هذا الزمن الذي ينسى كثيرا ويتناسى ،أما الأطلال فبيت الشعر الذي أسس له الأجداد وحتى الآن لم يسقط منه حجر بل يرتفع شامخا في عنان السماء رغم كل المعيقات التي تبطؤه أحيانا إلا أنه يرتفع متماسكا. فأشرعة الشناقطة ارتفعت في كل بحور الشعر مالئة الدنيا جمالا وخيالا وشعرا وسحرا وخمرا حلالا، إن فينا إيمانا أسمه الشعر وإنا به لصادعون ،إننا نكفكف دماء اليواقيت من علا الأرصفة في سواد الليل ونسبح في مداءات الجمال دون نهايات ،ويقسم الشعر بالليالي العشر أنه تحت خيمة الشَعر يشعر بالأمان