Tuesday, May 10, 2011

بن لادن ملأ العالم ... ورحل في صمت الحلقة الأولى

عبـــــــــــــــــــــــــدالله عزام 


جندي تحت إمرة عبد الله عزام ضمن المجندين العرب ضد السوفيات على سفوح جبال أفغانستان الوعرة هكذا بدأ بن لادن، وبدأت قصة الشاب الثري الذي اختار قبضة الكلاشينكوف بين الجبال على قبضة مقود سيارة الكاديلاك في شوارع المدن الفاخرة، واختار الكهوف وافتراش صخورها على الفلل الفاخرة والناعمة، لماذا يا ترى؟ وهل كان السبب وجيها، من القتال ضد السوفيات في افغانسان إلى قائد مشاريع خيرية في السودان تراوده نزعة جهادية عسكرية على خلفية تجربة أفغانستان، نزعة استقرت في رأس رجل الأعمال وكانت شيئا فشيئا تأخذ منها النزعة  الأخرى بل وتنتزع منها أسامة بن لادن جاء الإنزال الأمريكي في الكويت، لم يبد لأسامة ذلك الإنزال بمختلف كثيرا عن التواجد السوفيتي في أفغانستان الذي لم يمسح بعد عرق الركض في معمعاته مع قائده آنذاك عبد الله عزام ، فرفض ما سماه التواجد الغربي في جزيرة العرب ، بدت تلك النزعة الجهادية التي ترسخت مع تجربة أفغانستان الأولى تبرز بشكل أخر، وبدا سوق آخر يستلهم رجل الأعمال بن لادن للاستثمار فيه جسدا وروحا ومالا، منطلقا من أرضية العمل الخيري الذي كان يقود بعض مشاريعه في السودان التي احتضنته بعد ما تعثرت مسيرته كرجل يسعى للإصلاح بهيئة لم يدخل الجهاد ضمن المصطلحات التي تشكل اسمها ولا يبدو ان فكرا بسمة جهادية كان ضمن الأفكار التي قامت عليها، هيئة للنصيحة والإصلاح هيئة  كانت تهيأ لأبن لادن ردات فعل من الجهات السعودية تدفعه أكثر لذلك السوق الذي سينذر له حياته لاحقا ويستثمرها فيها ، لم تحقق هيئة النصيحة والإصلاح لابن لادن ما كان يصبو إليه بل فوق ذلك سحبت منه الجنسية السعودية، وضغط على السودان لتتخلى عنه، لكنه لم يجد من السودان مسارا خير من ذلك الذي يأخذه من جديد إلى جبال أفغانستان الذي مع حنينه الروحي إليها الذي كان يرافقه والذي تأجج مع تواجد الأمريكان في الكويت مع ذلك الحنين كان يدفع دفعا وهو يفصل عن أصله كسعودي مدنيا بسحب الجنسية منه، وتتلقى دعواته الرافضة للتواجد الغربي في جزيرة العرب بالتجاهل والرفض المطلق، هنالك يلتقي من جديد بتجربته القديمة مؤسسا للجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين، أعلنت الجبهة نهاية النزاع الداخلي وتغلب النزعة الجهادية التي سكن بها الرجل وهو يسخر ماله وجهده خيار أم اضطرارا لها الآن معلنا الحرب على أمريكا، فهو الذي استطاع يوما بين آخرين
الوقوف ضد السوفيات وطردهم نهارا جهارا من بين جبال الأفغان قادر اليوم على ان يفعل نفس الشيء بالأمريكان، لا شك هكذا كانت تحدثه نفسه وهو على يقين ان كما انسدت عن دعواته هنالك الأذان فستنفتح وتستمع له أخرى في أرضية جربها محاربا وغالبا ، والمحارب الغالب مهوس دائما بتكرار التجربة، هو الآن في أفغانستان رجل الأعمال تدخل حكم كان ، و ورئيس هيئة النصيحة والإصلاح هي الأخرى، الآن بن لادن لا يريد لقبا أكثر من أمير او زعيم ربما لا يسعى إليه بقدر ماهو مقدر له كسالك لذلك المسار على وعورته حاضرا وجغرافيا وعلى ارتباك معطياته في تلك اللحظة زمكانيا، بن لادن هو مجاهد فقط ، تلك رتبته الآن و له ما تخوله الشريعة الإسلامية الصرفة او ما تخوله له القوانين والنظم الحاكمة ضمن الجماعة أم هما معا، ما يهم انه بدل السير ضمن وفد رسمي لقص شريط مشروع خيري او لتوقيع عقد ما بدل ذلك لا يسير بن لادن الآن إلا ضمن كتيبة جهادية للتخطيط لعملية نوعية، او لتوقيع انتماء فرد جديد او فرقة جديدة للتنظيم، وكان له ان يوقع شيئا من ذلك القبيل حين قررت الجماعة الإسلامية الجهادية المصرية الانضمام للجبهة العالمية التي أسس لها أسامة بن لادن ، ليظهر اسم آخر لشخص آخر سيصير ملازما للشيخ بن لادن كما يحلو للذين كان بينهم تسميته ملازما له اسما وصورة تماما كما تلازم لا اله إلا الله محمد رسول الله في الأذان ، انه ايمن الظواهري، نسق عملي وتفاهم بين الاثنين ربما لن يقدره احد بقدر ما يقدره خبير باكتتاب العملاء في السي أي أيs وهو يترصد ثنائيات الجواسيس بين عشرات العملاء التي يعمل على تدريبها والتي يعرف أنها حاسمة في معارك كثيرة مستقبلية. ظهر انسجام في الأداء ووضوح في الأدوار بين الاثنين ، كان سمة بارزة وعلامة فارقة في أدائهما و تقدمها السلمي في التنظيم ، شكلا ثنائي رعب لاحقا لدى الكثيرين ، بعد ما انضم ايمن الظواهري وأفرادا من جماعته المصرية إلى تنظيم بن لادن بدا التنظيم يدخل مرحلة جدية خاطا إستراتيجية عمل مؤقتة و أهدافا عاجلة، لتعلن عن اسم التنظيم و لتشكل بداية حقيقية لكيان تشكل و يحاول تجربة أدائه بعيد مرحلة النضج.

القاعدة تعلن عن نفسها ....