Thursday, May 24, 2012

ولم نأكـــــــــــل من الشجرة




غارق في بحر
 تبتلعني فيه عينيك  
لأتعبد في أحداقهما
وأسبح بحمد خالقهما
وأخرج أحرفي بيضاء
  من صمت  ذهولي المطبق
فتلقف مداءات سحر جمالك
فتصورها شعرا ونثرا
تنفخ فيه الروح بإذن ربك
ليصير آية سائرة
وأذرف أدمعي على قبور
الذين غيبوا
وأقرأ عليهم بعض السطور
 من كتاباتي
فيحييوا تلك أخرى من آياتي
وحين أرادوا أن أحبك كما يشاؤون
وخرفوا عن عادات في حبهم
عن قوانين
عن أشياء تخيل إليهم من جهلهم
أنها عقيدة ودين
قلت لهم أني لا أعترف
 بحب خاضع لقوانين


وألقيت عليهم روح حبك
فإذا هي تلقف ما يافكون
فطاردني
الملك والسحرة وأهل المدينة
وأنا في مهد حبك
نطقت بآيت وحيك
وصدقني كثيرون
وكذبني كثيرون
وخرجت مهاجرا
رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
وقالوا لأهلي قد جئتم شيئا إمرا
وهم الذين أحدثوا في أمري وأهلي أمرا
وبقيت تهاويما في ثنايا الليل
في غياهيبه
وولوا ساخرين
وجاءوا أبي ضحى يضحكون
إن إبنك مجنون
إنه غارق في المجون
وكنت قلت لأبي قبلا
يأبت إني رأيتني في عطفة بدر صغير
وحولي شموس ونجوم وأقمار
وكواكب ما عاد لها دوار
فلم يستمع إلي
 وقال أضغاث أحلام
 وأوهام صغار
وأنا على طرف الرصيف
وحيدا أهيم على وجهي
إذ مرت سيارة وسيارة
 لم تلق بالا
إلى أن اقتادني هيامي
إلى أرض حيث
قضيت في الكهف سنين عددا
وطيفك مسدول الشعر
 باسم الثغر حولي
ودجى الليل وسنى النهار يتعاقبان
وأهل المدينة لا يفهمون شيئا
أهل المدينة الذين أعود إليهم
 بعد كل هذه السنين
فلا أجدهم قد تغيروا
بل أجدهم كما هم كما تركتهم
وأجد أبناءهم قد أرادوا
عبادة عجل تركه لهم آباؤهم
ويقولون أجعل لنا آلهة
 كما لأجدادنا
ولم يقرأ أحد الألواح التي تركتها
ولا التي أرسلتها
فأبدأ بناء سفينتي
وأشد أحزمة أماني
من إيماني
و أحذر أهل المدينة
من الطوفان طوفان أشواقي
وأذهب إلى الأرض
 التي أكون فيها مكينا أمينا
حيث سألفى الملك لدى الباب
وامرأة العزيز ونسوة المدينة
تراودنني عن نفسي
حيث يتمزق قميصي من دبر
وأنا إليك أركض
والمسافات دونك مهملة
ثم يشهد شاهد من أهل المدينة
كيف أصبح وكيف أمسي
فأمشي إليك
تاركا ما خلفي من سحر الشرق
وبريق الغرب
تاركا السمراوات والشقراوات
تاركتهن كلهن يقطعن أيديهن
ما شاء الله
ماهذا حب
 ولا من الغراميات
ما هذا إلا شيء فوق المصطلحات 

AMA