قدمت جمعية المسرحيين الموريتانيين ليلة أمس بدار الشباب القديمة عرضا مسرحيا شيقا امتد على مدى حوالي ساعة، حمل العرض الذي كان مزيجا بين الحسانية و العربية الفصحى ، حمل العنوان : "البلهاء" و تمثل في حوارات متنوعة بين ثلاثة شبان بحضور فتاة، العرض الذي مزج دراما بالتراجيدا بالكوميديا و مزج الحسانية و العربية بحرفية بالغة الدقة و بنص متماسك متوازن شهد نوعا من النقلات الفنية التي لم تخل بالسياق العام كانت غاية في الإبداع و الحرفية، مع أن الحضور لم يكن بالكبير جدا حيث اقتصر على بعض من النخبة الشابة من شعراء و مثقفين و مهتمين بالشأن الفني و السينمائي، فقد تفاعل مع أحداث و نص المسرحية بشكل رائع. كان من بين الحاضرين عدنان و لد بيروك مدير الثقافة و عبد الرحمن ولد احمد سالم مدير دار السينمائيين و الشاعر جاكيتي الشيخ سك و السينمائي محمد ولد إدوم و ثلة من النخبة المثقفة التي تبشر حقا بمستقبل فني جميل.
العرض الساحر و الذي كان بطله كاتبه و مخرجه الشاب المبدع سلي. الذي صحبة طاقمه قدم عرضا فنيا راقيا و رائقا عالج من خلاله نواحي و جوانب مختلفة اجتماعية و سياسية عرضا حقا بشر بمستقبل مسرحي زاهر، ما لم تكن موهبة كهذه على غرار سابقاتها ستنتحر على أبواب الواقع الأليم الذي يقتل الموهبة بدل تنميتها و تطويرها. العرض عرج على التلفزيون الوطني و طريقته في طرح المواضيع بشكل ساخر ما دعى طاقم التلفزيون الذي كان حاضرا إلى الإنسحاب على الفور، مكتفيا بما كانت كامرته قد التقطته قبل أن تكون موضع نقاش.
أحيى مسرحيو موريتانيا اليوم العالمي للمسرح و اثبتوا أنه رغم قلة الامكانيات فالإبداع يبقى إبداعا يخلق لذاته أرضا و سماء و نجوما و كواكب.....و يسير ركبه في أحلك الأوقات و تحت أشد الظروف.