نظمت منسقية المعارضة الوطنية مساء أمس مهرجان و اعتصاما بعنوان : بشائر الحسم. الحدث الذي تولى حملته الاعلامية و خاصة ما يتعلق بالتصميم والملصقات بشكل كبير حزب تواصل الذي يعتبر من أعضاء المنسقية بدأ الاستقطاب له حوالي الساعة 3 ظهرا إلا أن الحشد لم يبلغ النصاب إلا حوالي قبيل غروب الشمس، حيث اجتمع الحشد و عرف بعض مداخلات و كانت بعض الشعارات مرفوعة مطالبة بسقوط عزيز. و بتغيير النظام.
|
تصميم : عبد الله محمد عبد الرحمن |
الجهات الرسمية الأمنية و بعد اجتماع عام اختلفت حول الطريقة التي ستكون بها ردة فعلها فيما اقترح البعض العمل على تفريقه بهدوء و روية طالب البعض بتركه لأيام، و في النهاية و قبيل ساعات الفجر الأولى عملت قوات الشرطة مدعمة بقوات من الدرك الوطني و الحماية المدنية على فض و تفريق المعتصمين، وكان الاعتصام في الساحة إلى جانب الجامع العتيق و في منطقة حساسة حيث مراكز قوات مسلحة و دار الوزارة الأولى.
المهرجان و الاحتجاج الذي تنظمه المنسقية و لو أنه عرف مشاركة لابأس بها إلا أن بعض القوى الشابة و المثقفة من الجيل الجديد، قاطعته ليس تأييدا منها للنظام بل و حسب استطلاع بسيط اجريته كان السبب الاهم أن هذه الأجيال تبحث عن بديل ثالث ليس المعارضة و لا الاغلبية فبالنسبة لها المعارضة لا تعدو كونها شيوخ و بعض هواة السياسة التي دخلوها على نية الانتقام بعيدا عن معطيات البرنامج و الاصلاح و بعض شيوخ أخذ منه التخريف مأخذا بعدما أخذت منهم الديكتاتورية مآخذ متربعين أعواما على رؤوس احزاب لا تتطور برامجها السياسية و لا تتجدد طبقاتها و لا شرائحها. و بالنسبة لهذا الجيل فالاغلبية ليست بالطبع هي البديل و لكن البديل تحرك يقوده جيل من الشباب الواعي و المثقف و المتزن يطالب بالاصلاح في مرحلة أولى مقدما اقتراحات عملية و علمية تتماسى و الواقع الثقافي و الاجتماعي و السياسي للبلد بعيدا عن التقليد الاعمى الذي هو سمة الجهل و قصر النظر. البديل بالنسبة لهؤلاء تحرك يضع كل المعطيات في الحسبان و يفرض على الجميع التعامل معه كقوة حية ناهضة تريد مشاريع و برامج تنميوية تنهض ببلد أن عقودا تحت وطأة المشاريع الغير مكتملة.
ما يجعل البعض يشكك في امكانية تحقيق هذه التحركات و التي بدأت تنعكس سلبا على رؤوس المعارضة و الساسة حيث أن الشعب مل تحركات منهم غير مجدية و تنطلق من منطلقات خاطئة. ما يجعل البعض يشكك هو غياب ذلك الجيل القادر وحده على تغيير من هذا القبيل لا تنزلق معه البلد إلى حفر قد لا ينجو منها إلا الحاجزين تذاكر إلى باريس و مدريد و غيرهما.
إن النظرة ذات الخلفية التقليدية و المقلدة ليست كفيلة بخلق الثورة فالثورة هي نتاج ذاتي يدمر الاستيراد بنيته. و في دولة لم تقم بعد ركائز مؤسسات صلبة و في دولة من 3 ملايين شخص بخلفيات وعرقيات مختلفة و في دولة تواجه مشكلة التجنيس و تعاني انعدام الوطنية و غياب الأسس المتينة لدولة قادرة على أن تبدأ من جديد و ..................و...................و
لا أقول أن ترك عزيز في الحكم هو الحل أبدا و لكن لا يمكن أن أقبل أن كلمات من جالسين و متناولي أيس كريم في الخليج أو في أمريكا هو الحل و أيضا لا يمكن أن يكون حراك رجالات ظلوا عقودا في مجال السياسة فلم تسجل لهم السياسة مواقف مشرفة و لم يسجل لهم التاريخ ابحاثا و لا دراسات و لا محاضرات استراتيجية و لم يسجل لهم غير أنهم هم انفسهم معتمدي القبلية و الجهوية و يسيرون الاحزاب بعقلية شيخ العشيرة و يديرون ميزانياتها كما تدار ميزانية قطيع الابل لا يمكن أن يكون أبدا هو الحل كونه حراك أعرج قعيد امعتل. نعم يحق للشعب أن يعلي صوته مطالبا بالحرية و العدالة الاجتماعية يحق للنخب المثقفة أن تخرج لتضمن لنفسها مستقبلا افضل و لابنائها و لدولها التي تمثل واجهتها ، نعم يحق لها أن تتخذ التدابير لتشكل ملامح مستقبل لم يتضح يوما بين اغلبية حاكمة و معارضة ساعية للحكم و الاثنان بعيدان من هم الوطن و المواطن. و الحل بالتأكيد ليس تحركا إسلاميا يشكل في حد ذاته انتحارا لطبقة سياسية لطالما احترمها الشعب ليس استنادا على المعطى السياسي بقدر ما هو بتلقائية التدين المجتمعي.
إن الحل يكمن في جيل شاب كافر بعقائد الأولين السياسية منطلقا من قناعات ذاتية لم يدر بها شيخ القبيلة و لم يقترحها رجال اعمال القبيلة والجهة جيل ينطلق من ذاته الثقافية و ضميره الوعي الجمعوي و يقرر، و يتصرف واضعا في الحسبان ليس كم شخصا من القبيلة سيوظف و لا كم من القبيلة عزله هذا النظام و لا كم الدولة الآن ملك لفلان و فلان بل واضعا في الحسبان موازنة تقارن ماهو كائن و ما يمكن أن يكون و مجسدا كيف يجب ان يكون في شكل شيء ما إن شاء اعتصاما ان شاء ثورة حارقة إن شاء مسيرات و مهرجانات و ما إن ننطلق من واقع و منطق صحيحين حتى وجدنا الجميع إما معنا أو يعرف أننا على حق و لو بقي هناك يتفرج. إن جيلا كهذا لديه من الوعي السياسي و الإدراك الاستراتيجي هو القادر على أن يقود حراكا بناء ، حراكا يضمن الاصلاح و التغيير بأجمل طريقة ممكنة.
إن العبارات عابرة البحار و الأفكار لا تصح منطلقا بحكم المنطق بل تصح مواصلة، إن القادة هم القادرون على الاستمرار و القادة الشباب اليوم في وطني لا يمكن أن يقبلوا رجال المعارضة اليوم قادة لهم و لا موجهين لسبب بسيط ، لا الحكمة السياسية لا الرصيد المعرفي لا القناعة الفكرية لا شيء من هذا القبيل يشكل قائدا مثاليا لشاب يتقد فكرا ووعيا و حماسة منفتح على العالم، شاب رغم تغييبه يشهد القاصي و الداني أنه يكون الاول اول ما تتاح له فرصة ، ذلك الشاب هو القادر على أن يقود عملية الاصلاح و التغيير و هو الذي قادها في تونس و مصر و ليبيا و في اماكن اخرى. ليس الشاب الذي يحضر لأن القبيلة طلبت حضوره و لا الذي يحضر لأنه حين ينجح الحراك سيتم تعيينه و لا وو لا ولا ولا...........أولئك مفعول بهم و الشاب الفاعل هو القادر على القيام بالفعل كما ينبغي.
لست مع الأغلبية و لا مع المعارضة جملة صرت مضطرا على أن أكررها كلما اقول أبسط فكرة ففي بلد السذاجة السياسية و فوضوية الوعي و في بلد سياسة القبيلة و قبيلة السياسة لا بد أن أقولها كل مرة فلا أحد يفهم رأيا مجردا حتى وهو على قناعة أنه لا الاغلبية و لا المعارضة تشكل وجهة و لا رؤية يمكن لأي عاقل او حامل حبة فكرة أن ينتهجها نهجا أو فكرا أو طريقة. كان الله في عون بلدي الرمادي