Monday, March 11, 2013

مالم يشفى مثقفنا من عقدته لن يخرج بلدنا من و ضعيته


أعلنت منذ أيام انطلاقة مشروع : ذاكرة شعب MEMORIM   و الذي يعنى بجمع الثقافة الموريتانية ممارسة و نمط حياة و توثيقها رقميا. في ظل حالة من انعدام تاريخ مكتوب واف و مدقق و انعدام مطلق لمعلومات على الانترنت اللهم إلا ما كان بعض معلومات مجتزئة و ناقصة و غير وافية ، و ماحادثة الخارجية المصرية و موقعها منا ببعيد، في ظل حالة كهذه و أنا استمع لجدي يحكي لي قصصا من الشرق و الجنوب و الغرب و هو رجل عرفته ربوع الوطن ما قبل التشكل و اثناءه و هو الآن يبتسم بهدوء على فراشه. جاءتني فكرة المشروع و قدمتها لمسابقة تنظمها "الأصوات الصاعدة" ثم قررت بعيدا عن المسابقة و نتائجها التي لم تعلن بعد أن أبدأ العمل على المشروع و جعله أولوية مطلقة.
النقطة التي أريد الإشارة إليها هي إشفاقي على الحالة النفسية "للمثقف الموريتاني" فمثلا و ضمن اصدقائي نخبة من المثقفين الذين احترمهم و افكارهم. لاحظت أن التفاعل و المصادر و المعلومات التي وصلتني حتى الآن و هي كثيرة جاءت من أشخاص لم أعرفهم يوما و لم يطلبوا يوما أن يعرفوا كمثقفين و لا كتاب و لا صحافيين  لا ناشطين بل اشخاص عاديون يحتفظون بقدر كبير من الوطن و الهوية أكثر مما يحتفظ أولئك القابعون في غرف عقدهم محاطين بجدران من الارتباك و التفكير السلبي و مشغولين بالموازنة بين التصرفات المصطنعة و الحقيقة المطلقة تائهين بين الهدف و الوسيلة و بين الواقع و الخيال مختفين خلف ألقاب صامتة جامدة. و أنا اتصفح كل يوم رسائل بين صور و روابط و بين عناوين مستعدة للتفاعل أجدني أمام مثقفين أعرف كم هم منشغلون بحسابات عقدهم النفسية. "أنا اكبر من أن أبعث رابطا" أنا أكبر من أن لا تأتيني رسالة مزخرفة فردية أطلب فيها على انفراد " بحث غبي عن قيمة ضائعة في دهاليز العقد إن وجدت أصلا. اسمحوا لي أن ارفع القبعة لشاب قابع في غرفة ضيقة في حي لا يهمه إن سموه صحفيا لامعا أو محللا بارغا أو كاتبا مميزا يكفيه أن يكتب و يعبر و يتفاعل مع ما يراه ذا قيمة اسمحوا لي ان احيي شابة تلعب و تستهلك وقت الفيس بوك فراغا لكن حين قرأت أبت إلا ان تبعث بصور و رابط و تعد صور جديدة مما لدى جدتها و تبعثها ... اسمحوا لي أن أحيي كل أولئك و أقولك لهم بكم و بإراداتكم و صدقكم مع ذواتكم سنصل و سنوثق ثقافتنا..... و اسمحوا لي أن اتمنى للمثقف الموريتاني الخروج من حالته المرضية الملازمة "العقدة"