لا شك لو أن العالم يعرف الكثير عن عاصمة وطني العظيم في هدوئه و ذي العنفوان الأبدي في تواضعه، لو أنه يعرف عنها لتم تصنيفها أكثر مدن العالم تلوثا و بالدرجة الأولى ، فعلى جميع الصعد من القمامة لعوادم السيارات للأوساخ الموجودة في أي مكان و التي يرمي بها المارة حيثما شاؤوا و كيفما أرادوا في كل مكان في المطار في المستشفى أما الشارع فمسكين حتى أشد قذارة و سوءا من ذلك. فللجميع أن يعرف مثلا أن نواكشوط حتى الآن لا تتمتع بصرف صحي رغم توالي المشاريع و تعاقبها دون فادئدة و بقائها معلقة، ربما أيضا لا يعرف أنها ليست لها مركز و تعيش حالة من الفوضوية و العبثية تطال جميع نواحي الحياة. و السبب الأول هو ان الثانون لم يعرف بعد حيز التطبيق . فالجميع لا زال يتصرف و كأنه يقيم في خيمة صوف في فيافي شاسعة تخفي شعتها كل شيء و كل سوء.
أعرف انه لا وزير التجهيز و النقل و لا ولا وزارة البيئة و لا أي وزارة أو قطاع آخر قد يقرأ هذا فكهم مشغول بوساطاته و علاقاته و كومسيوهاته و ما سيجني من كل صفقة و المشروع لا يفكر في جدوائيته على البلد بقدر ما يفكر في الطريقة التي سيحتال بها على نصف تمويله هو و زبانية معه .
و رغم ما تحقق و يتحقق مؤخرا من تقدم لا بأس به على المستوى المعماري و رغم حملة "زازو"التي بدت مسخرة جميلة بالنسبة للبعض مع أنني اعتقد أن نفايات البلاستيك هي الأكثر انتشارا و عرقلة لوجود مظهر يليق بمدينة. إلا أن المدينة لم ترق بعد لمستوى مدينة حسب أبسط المعايير، فهي لا تتوفر بعد على أي شيء يمكن من تسميتها ولو تجاوزا مدينة فكيف عاصمة .