Friday, January 3, 2014

القنوات الوطنية الموريتانية .. نظرة اولية : الوطنية في الريادة - الجزء الأول





منذ فترة أتابع ما تجود به قناة "بلوار ميديا" على اليوتيوب من الانتاج الاعلامي لقنواتنا الوطنية في مرحلة طفرة اعلامية تشهدها الساحة حتى الآن في موريتانيا، بعد  " تحرير الفضاء السمعي و البصري في موريتانيا" الذي نتج عنه اطلاق حوالي 5 قنوات تلفزيونية و بعض الاذاعات، و لا شك من المنتظر أن تاخذ هذه المرحلة موريتانيا لمرحلة جديدة لما للاعلام من دور في خلق تلك الحركية الخلاقة في شتى المجالات، لفترة طويلة لم يكن يوجد إلا تلفزيون الدولة و اذاعتها ،
تلك فترة كان فيه الاعلام الوطني حالة كارثية من البرامج المكررة بأسوء التقنيات التي يمكن لأي كان تخيلها بأسوأ الإضاءات و أسوأ الأفكار التلفزيونية، وكانت تعج بقوم لا علاقة لهم بالإعلام من جهة خصوصا التلفزيون الوطني، تعتمد على صحافة أخبار يشبهون "الروبوهات" و برامج حوارية بطول 3 ساعات من الحديث المثير للضجر و الاشمئزاز، حصلت معي تجارب كثيرة مع التلفزيون في هذه المرحلة، الأولى كنت مشارك في أحد البرامج إثر عودتي من رحلة خارج البلد، و بدأ البرنامج و تفاجأت أن المخرج يريد أن يضبط حركة رأسي و متى أرفع يدي و متى أخفضها و أن خاتمي يؤثر على إضاءة الكاميرا، و أنني أتحرك و ذلك لا يسمح بالتقاط الصور، و أمور لا تصدق، و كان يصرخ على الجميع و كأنه سوق مركزي، 

 التجربة الثانية، مرة كنت في مركز معروف بالعاصمة حيث كثير من الصحافة يلتقي، مرة كنت مع صديقي الذي يشتغل في وراقة و مكتباتية و تفاجات أنه يعد دراسة برنامج تلفزيوني، الدراسة كلها طلب إليه صحفي مرموق في التلفزيون الوطني، إعدادها له على وورد لأنه هو لا يعرف العمل عليه حينها لا شك الآن اخذ دروس تقوية في المجال، تصور برنامج تلفزيوني كامل فكرته في ورقة واحدة ، و اكثر من ثلاث ارباعها الميزانية. بعد أيام قعت عيني صدفة على احدى حلقات البرنامج. نقطة اخرى مرة كان لي صديق و يعمل مع جماعة على فكرة برنامج تلفزيوني، و ما حصل أنه حين تدراسه مع التلفزيون و جد أن هنالك نسبة خارج العقد تمنح للمدير و نسبة خارج العقد لفلان و فلان و فلان و بعد ذلك ندخل في تفاصيل العقد. و مرة كنت في احد المطاعم في تفرغ زينة توقف احد صحافتها المرموقين اول الليل مع سيدة و طلب طعاما ثم بعد حوالي 3 ساعات عاد مع اخرى. حقيقة تلفزيوننا الوطني كان تحفة وطنية أتمنى ان هذه الأمور تجاوزت، اضف اليها الاستوديوهات المفتوحة.
افتتاح القنوات الجديد خلق حالة تنافسية ايجابية، بالنظر إليها بشكل سريع، تلاحظ معطيات تالية.
   تتفاوت في المستوى الفني و في ابداعية الانتاج و في اتقان المحتوى و الموضوع و تتفاوت مستوياتها نعمل هنا على القاء نظرة على هذه القنوات من ناحية : المستوى الفني - محتوى المادة المقدمة  -  الكادر البشري.


-   الناحية الفنية ،

حين نتحدث عن التصوير و حتى الجنريك و الصوت و الإضاءة و ديكور الاستوديو، قناة الوطنية تقدم وجها لائقا جدا، و فنيا من طراز مقبول، فالصورة تأتي متكاملة في مجملها، مع بعض الهنات التي لاحظتها تتكرر تتعلق بالأقلمية بين ملابس الصحفيين و ألوانها و نوع الإضاءة المقترح و الوان الاستديو، افترض طبعا أنه ليس في القنوات كلها من يهتم بهذا الجانب، لذلك دور المخرج هنا أن يعمل قليلا على هذا البعد، فصحفي بشال وسط استوديو حالة غريبة جدا، و أحيانا الملابس خصوصا " السوت" الزي الرسمي تنحرف من مرة لأخرى لان الجميع ليس معتادهان لذلك تجب مراعاة هذه النقاط، و لكن على العموم استوديوهات و معطيات فنية مقبولة جدا، بالنظر لقناة الساحل مثلا معظم الاستوديوها يظهر أنها قاعات ببساط عادي و مقاعد مؤقتة يتم رصها بشكل تقليدي جدا ، و من غير إضاءة غالبا باعتماد الاضاءة الطبيعة التي يتطلب التعامل معها فنية حتى أكبر من اضاءة الاستوديو المشتغل عليها، عكس ما قد يظنه البعض، حين نعتمد الاضاءة الطبيعة في الاستوديو فنحن نحتاج مهارة طبعا لاقلمتها و اكمال جوانبها الناقصة و حتى توجيهها و تلوينها بما يخدم صورتنا لكن ذلك جانب مهمل كليا، حتى الصوت من الناحية الهندسية غير منضبط، قناة المرابطون تعتبر أحسن حالا قليلا، مع أنها في الجنريكات و المونتاج لاتزال تعتمد القوالب الجاهزة في احيان كثيرة ، و حين تريد خلق قوالبها فهي تسخط في فخ التقليدية المطلقة باعتماد الوان فاقعة كثيرة و صور معقدة و مربكة للمتابع، و أصوات لا تتناسق أحيانا مع تراتبية حركية الصورة، مع أن القابلية مح وجودها لكن يحتاج الامر ، نوعا من التطوير و الخروج من اطار القوالب، المرابطون أيضا تعتمد تحوير 



المخرجات الاعلامية في غرف المونتاج بحيث تركب خلفيات للبرامج و تعمل على خلق التأثير ليس في الاستوديو و اضاءاته و معطياته بل من خلال 

برامج الملتيميديا و هذه ايضا طريقة قديمة فالاعلام و المادة الاعلامية اليوم صعب تصورها دون استوديوهات مجهزة بمكبرات مناسبة و اضاءات قابلة للمعالجة في الاستوديو بحيث تقدم الشكل الذي يخدم معطى المنتج، و لا مفر من اعداد استوديوهات من هذا القبيل ، فهي في حد ذاتها تعتبر نصف المادة بل حتى أكثر من ذلك. فمهما كانت جودة المادة و روعتها دون استوديو على المستوى لا تساوي شيئا، و زمن استوديوهات بمقاعد تشبه مقاعد معلمي الابتدائية و الاساتذة و المحاضرين و باضاءة فلاش كاميرا أو الاستعانة بنافذة زجاجية ولى عهدها و فقط تضفي تلك المسحة الصبيانية الطفولية على المادة و الهزلية حتى، بحيث يبدو الامر و كأنه غير جدي بالنسبة لنا.


التلفزيون الوطني يحاول جاهدا، و ربما من اكبر ما قدمته القنوات الجديدة أن حركت مياهه الراكدة و جعلته في موقع يملي عليه استخدام موارده و موارد الدولة لتطوير محتواه و شكله و مضمونه أو سيتقادم حتى يتحول مبنى التفزيون و طواقمها إلى خرق بالية تنام جانب بحيرة خلفتها امطار في مدينة لا صرف صحي فيها أو إلى جانب مجمع نفايات منذ أيام لم تزره شركة "بوزورنو" . فأرادت دخول المنافسة من الناحية الفنية ، لم يتغير الشي الكثير، الصورة لا زالت رمادية و الاستوديوهات لازالت كما هي تشبه بعض الصالونات العبيثية التي اعدتها اسرة لا تفهم في فن الديكور و لا التصميم و تحاصرها الضوائق المالية أيضا، المصورون لا يزالون يفبعون في زواياهم الفقيرة بصورة ذات بعد واحد من زاوية واحدة و البرامج في معظمها بكاميرا واحدة كما يبدو لربما ينتظرها برنامجان اوثلاثة، هنا في سبب فمثلا القنوات الجديدة ربما وجدت فرصة لاستقطاب بعض كفاءات على الأقل لتضيفها لأولئك الذي اكتتبوا على أسس أخرى كالقرابة و الوجاهة و القبيلة لا يتصورن أي كان أن القبيلة لم تكن لها يد لا في هذا و لا في ذاك فتلك تكون سذاجة سيدي القاريء. أما التلفزيون فالغالبية من مهندسي صوت و اضاءة و تصوير هذا أن افترضنا جدلا أن ذلك اللقب قادر على أن يجد محله من الاعراب، معظمهم دخل مجالا بدأه من الصفر أو ما قبله بكثير بحيث لم يكن لديه ميل يوما لمجال كهذا لكن حين تحرك القريب الوزير أو المدير أو الوجيه أو الصحفي العريق في التلفزيون الخبير بازقتها  و مكاتبها و شايها ،كانت التلفزيون مثلا أقرب وسيلة لتشغيل القريب العاطل عن العمل. المهم ان التلفزيون تحتاج سياسة تنطلق من تأهيل الكادر البشري و تقديم دورات له لأنه طبعا احالته و اقالته الان ستملأ مواقعنا الهزلية السخيفة من تضامنا مع فلان و فلانة و سيصبح صعب علينا العثور على أي شيء في الفيس بوك مثلا. و ايضا لن يكون عادلا، فهنالك محاربين قدامي لن يسمحوا بأي حال من الاحوال أن يقال الشخص الذي قدموا بها هناك و عندها يضحى بأشخاص و كفاءات قليلة وصلت بجهدها، المشكلة أيضا أن الجدي في الأمر هذا لابد ان يبدأ برؤوس هنالك تظن انها قامات اعلامية و تلفزيونية بتجربة تزيد على العقود و هي في النهاية تجربة لم تعمق لديهم إلا الخبرة في السمسرة، يعني بصراحة و بموضوعية احبتي في التلفزيون الوطني يحتاجون حراكا قاعديا تأطيريا و بعض المعدات المتطورة قليلا من ميكروفونات و كاميرات و اثاث استوديوهات اعلامية ليست استوديوهات تبدو و كأنها مؤتمرات المجتمع المدني في موريتانيا
........يتواصل  

-         االمحتوى :