تتابع غالبية الموريتانيين ممن لا يتمتعون بالقدرة على اقتناء بطاقات التشفير للقنوات الرياضية وهم أغلبية و كثر يتابعون فعاليات كأس افريقيا للأمم المقامة حاليا ما بين غينيا الاستوائية و الغابون ، يتابعونها على القناة الثانية ( الأرضية) التلفزيون الموريتاني، و هي تغطية تتم برعابة تامة من موريتل و يشكر لها الجهد، إلا أن الاستوديو التحليلي الذي يبث قبل المباراة و مابين الشوطين قصة أخرى تستحق الوقوف عندها.
يتعاقب على الاستوديو كل من ولد الحسن وو لد احمي السالم و منت اكليب، عن طريقة التقديم حدث ولا حرج كان الله في عونهم الارتباك و الخجل الذي لا يزال باديا، و من زال عنه الخجل إما يتخبط في متاهات الأدب مستذكرا الأشعار و القصائد أو متخبطا في العفوية الزائدة التي تحول الاستوديو إلى صالون منزلي لكل الحركات و السكنات مما لا يمليه الطبع بل التطبع. جميل الاستوديو كفكرة فهو يشكل فرصة لهؤلاء الذين لطالما اهتموا بالرياضة الوطنية ولم يجدوا لاهتمامهم نتيجة فلا المنتخب الوطني على أي مستوى لنبحث له عن إنجاز ولا الدوري الوطني على الأقل مادام الأمر يتعلق بموضوع لا خجل فيه ولا وجل فلا ضير في أن يتحدث الجميع و ينظر كما شاء. هذا الجانب وحده بعيدا عن المقدمات الطللية الأدبية و بعيدا عن الصراخ التلقائي في الرياح أرتحت لها. إلا أنه بعد إدخال فكرة الأتصال من طرف المشاهدين لم أفهم حقيقة الدور الذي أصبح المحللون يلعبونه ، هل فقط لتغطية الفراغ ما بين اتصالين أم ماذا؟ خاصة و أن الصحفي أو المقدم لا يجد حرجا في مقاطعة الفكرة الفنية: نعم مشاهد مرحب بيك...........مقاطعا دون أدنى احترام المحلل المسكين.
تلفزيوننا الوطني لا يزال هو هو ، تقديم ضعيف لحد السخافة و الابتذال و فنيات تتناثر تفاصيلها أمام الأمية المطلقة و أخيرا كان الله في عونها وجراها خيرا إن كانت نيتها في المشاهد نية حسنة وهي تقديم ما استطاعت عليه على علاته.