لم الحزن المستوطن مطارح الحدقتين؟
و المنبعث مع مدى النظرات. لم الصمت المطبق على الشفتين؟ لم الجمود و الهدوء و السكون و النظر إلى اللامكان ، و الملامح المبهمة و الضائعة؟ فيما يا عزيزتي هذه الجلسة الخائفة المتوحدة المنكمشة؟ فيما هذا الملمح الغريب الذي يجتاح كيانك النضر، عفوا الذي كان نضرا. فيما نظرات اليأس و خطوات الإستسلام، و آهات الإنهزام؟ فيما الهذيان و استشعار الصدمة و استنزاف الجرح و استذكار لحظة السقوط؟
فيما يا سيدتي حالة التيه هذه و كلمات الضياع و مفردات التسليم؟ عفوا إني أثقل كاهلك المتهالك حزنا و أسى بالأسئلة ، عفوا لكن ألا تذكرين أنك حين أخبرتني أنهم قرروا أنك ستتزوجين ، ألا تتذكرين أني سردت عليك ما يميز مجتمعك و قرأت لك نفسيته المعقدة، و علمتك كيف تحبين فيه و كيف تبدين فيه و أنت متزوجة، وعلمتك كيف تكتبين يومياتك و كيف ترسمين أيام حياتك وكيف عليك التحمل و التوكل و التأمل، و عليك صناعة البسمة من العدم ، و الشعور بالارتياح من الألم وكيف عليك أن تخلقي قاموسك الخاص و مفرداتك الخاصة و تاريخك الحديث الخاص، وكيف عليك أن تحاولي التأثير في جغرافيتك حتى تفهمي طبيعة التضاريس الجديدة، ألا تذكرين .......
عفوا صعب على من مثلك أن تتذكر في لحظة كهذا، و لكن على الأقل أنت تتذكرين جيدا ،أني قلت لك اختاري و لا تأبهي لكثير مما يقوله الأخرون و لا تعطي تفاصيل معطياتهم أكثر مما تستحق من الإهتمام أو تحتمل من التأويل.
ابتسمي عزيزتي فأرى أني مضطر لأبدأ معك من جديد.....
عبد الله لامرأة نسيت...