Sunday, January 1, 2012

و مضى العـــــــــــام خلف ضباب النهاية (1-1-2012)

فقط ليلة البارحة قبل ساعات من الآن، غادر عام 2011 رحل جمع كل أغراضه و مذكراته و أشيائه، حاول أن لا يترك أي شيء لكنه لم يعلم الراحل المسكين أنه لم يأخذ معه أي شيء فهو لا يزال هنا في كل شيء في الأخداث في الأخبار في الذكريات في كل شيء ، ربما الفرق فقط أنه كان يتحدث عنه بصيغة الحاضر و الآن يتحدث عنه بصيغة الغائب و الماضي، رحل عام الثورة و الربيع و عام تهاوي جذوع العرب الخاوية على عروشها، و تهاوي الأقنعة. رحل العام ربما ليسكن بطون الكتب و ليستوطن و يتوطن معطيات أرقام التاريخ ، لأن احداثا فاصلة و تاريخية حملته و حملها. و هو يمضي يمشي في خطوات متثاقلة يحمل حقائبه و أشيائه حوله يختفي في ضباب النهاية، يمضي في مسار الماضي و التاريخ يلتفت من مرة لأخرى و العالم كله ينظر إليه مختلط المشاعر هل يبكي على رحيله و يسأله البقاء لأن الفراق صعب دائما ، هل يقول له في شماته : إلى غير رجعة؟ هل يتأمل سنة الحضور و الغياب و المقام و الرحيل، و و يتأمل سنة التحول و التعاقب، بين متأمل و حزين و متفائل  و سعيد وغير مبال مضى العام ، فالحقيقة الثابتة الوحيدة أن ساعة رحيلة حلت و لا مجال لتأخير موعد الرحلة و لا لتغيير قطارها و لا رقم رحلتها، لم يبق إلا المضي . كان يده من مرة لاخرى تلوح . لا أدري و أحب أن أعرف شعور و هو يمضي ، هل أدمعت عيناه في صمت؟ هل تألم ؟ هل كان سعيدا ؟ أم 

أنه هو الآخر يفهم أن النهاية و الرحيل سنة و قانون كوني. و على الجميع الخضوع له.
ما إن اختفى في ضباب النهاية حتى انطلقت الاضواء و الألعاب النارية و الصراخ و الأغاني ، ترى و صدى كل ذلك يصل إليه ، هل ينعت الإنسان بالعجل بالجهل، ويقول : انتم سطحيون لقد فرحتم لي تماما كما فرحتم له و كان مني ما كان، أم يعجب لقدرة الإنسان على اقتناص لحظات سعادة دايما ، رغم ساعات العسر المتكررة؟ لم يعرف إن كانت تلك الأضواء لتوديعه و لتشييعه فرحا به ، أم فرحا بنهايته . المهم أنه رحل ، و اختفى هذا الرقم 2011 من التقويم و إلى الأبد إلا في سياق ماض، و الآن جاء رقم جديد سيعتاده العالم 2012 و يكرره دائما إلى أن يجمع هو الآخر أشياءه أو نجمع نحن حقائبنا قبله.