Thursday, January 19, 2012

ولد الددو ... في محاضرة: زمن المبشرات ، نصوص الوحي و معطيات الواقع

نظمت جمعية المستقبل مساء أمس بدار الشباب القديمة محاضرة حملت عنوان : زمن المبشرات ، نصوص الوحي و معطيات الواقع، ألقاها العلامة محمد الحسن ولد الددو ، حضر جمع غفير المحاضرة، حيث امتلأت القاعة عن آخرها و تجمعت البقية في الساحات مستمعة إلى مكبرات الأصوات التي وضعت خارج القاعة. تحدث الشيخ في البداية عن مقاومة الاستعمار في موريتانيا مستدعيا بعض البطولات والتضحيات مشيرا إلى أنها لم تكن بالحجم المتوقع مقدما أدلة، واستدعى حادثة مقتل كبولاني على يد سيدي ولد مولاي الزين و استدعى التجربة التي أراد الحاج عمر تال نقلها إلى موريتانيا مشيدا بانجازاته، ثم قرأ بعض نصوص الشيخ محمد المامي المحرضة على مقاومة المستعمر و توقف عند المؤتمر الذي نظمه الشيخ سيديا وحضره حوالي 4000 من علماء و أعيان البلد.
و في تشبيه له للحالة التي كان يعيشها الحكام العرب وصفهم بأنهم كانوا مجرد صورة للمستعمر ، مشيرا إلى أن الصورة هي جماد لا حراك له فيما الأصل حي و متحرك، و استدعى بعض أبيات للنابغة الذبياني.
في حديثه عن المبشرات عددها كمايلي:
- وعي شعبي عام
مقسما الذين شاركوا في الهبة الثورية الأخيرة إما من مات فهو نال حريته حين عبر عن رأيه، أو من بقي فهو ينال مقصوده و مطلوبه غير متصدق به عليه و لا ممنون، مشيرا إلى أن الحق لا يؤخذ إلا غلابا، و مردفا مقولة جمال عبد الناصر : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها وهو أمر فرح له بعض انصار الناصرية كانوا غير بعيد مني. و أشار إلى أن أول هدف وغاية بعد يجب أن يكون تحرير الأقصى بعد 70 عاما من الاحتلال، مضيفا إلى ضرورة وحدة الأمة في هذا السبيل.
- اهتزاز عروش و زوال أحكام و تحرك شعوب كانت تشهد على نفسها بالموت:
مع كل ما بذلته تلك الأنظمة من أسباب لبقاء فلا بقاء كما قال،مشيرا إلى أن الدول العربية تعيش على بحار من النفط و الغاز و الذهب و الخيرات و مع ذلك فشعوبها فقيرة ، و استدعى هنا بعد نصوص أحمد مطر ، متوقفا عند مرثيته لناجي العلي: عشرون عاما و النظام هو النظام...
- اختيار الشعوب لأهل الأمانة دون أهل المال:
وهنا استدعى العلامة بعض نصوص الشاعر محمدفال ولد عبد اللطيف .....، و أشار إلى تلقيه اتصال نفس اليوم من الدكتور سعد الدين العثماني بخصوص الطلبة الموريتانيين في المغرب ،  و أشار إلى أن الوزير اخبره ان المشكلة ليست خاصة فقط بالموريتانيين بل تتعلق بطلاب الدول الاجنبية عموما.
- تراجع المد الطائفي:
وفي هذه النقطة توقف الددو مع الواقع في العراق اليوم، مشيرا إلى ان المؤامرة الطائفية لم تعد خافية على أحد،و لا مستورة أو مكتومة ، مشيرا إلى أن أشهرفردين من السنة في مجال السياسة أعلنت الطائفية المقيتة طردهم. وتوقف عن سعي النظام السوري إدخال الطائفية لتكون عامل بقاء ، حيث أشار أن الطائفية استعملت أساليبها القديمة فتم قتل ابن مفتي سوريا الذي كان يحضر رسالة الماجستير وتم قتل استاذه ، و أوحي للمفتي أن الفاعل هم الثوار، ثم توقف قليلا مع الوضع في اليمن أيضا.
- توقف المضايقة لبعض الداعين إلى الله :
في هذا الصدد أشار الددو إلى أن بعض هؤلاء كانت تنتزع منهم جنسياتهم حتى رخص السياقة و بطاقات تدريس الأطفال وغير ذلك في عصر الأنظمة السابقة....
- و جود بعض وسائل الإعلام التي عرفت مهمتها:
وفي آخر نقطة ودونما يعطي أسماء اشار الددو إلى اهمية وجود وسائل إعلام عرفت مهمتها الحقيقية، مضيفا أن رجال الإعلام يجب أن لا يكونوا كالحاشرين من قوم فرعون .

و اختتم العلامة المحاضرة بالآية : "ألا إن اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ..." اهتتمت المحاضرة وقت صلاة المغرب.

كلمات على هامش المحاضرة:
أول ما قرأت عنوان المحاضرة كنت مهتما بحضورها و متابعتها لان الشيخ حقيقة من الأشخاص الذين احترمهم كثيرا و أهتم لأفكارهم و أرائهم اليوم في العالم، و دائما ما أتابع ما يتعلق برؤيته و فكرته وتحليله لمعطيات الساحة محليا كانت أو دولية، ثانيا من العنوان كنت مهتم للطريقة التي سيربط بها العلامة بين نصوص الوحي و معطيات الواقع بطريقة متأكد انه سيكون بها نوع من العمق بعيدا عن الخطابة الساذجة. حضرت متأخرا قليلا لبعض الانشغالات و لكن فوجئت بالقاعة ممتلئة عن آخرها و الجموع الغفيرة منتشرة في الخارج، و فوجئت اكثر وغضبت من بعض الشباب كانوا يخترقون التجمع بداعي أنهم يمارسون الرياضة تسائلت مثلا لماذا لا يكتفون بالمرور من الجانب الآخر خاصة و أني أعرف جيدا مسالك و ممرات الرياضة في المكان فلطالما ركضت فيه محاولا أن أبعد عني المرض و التعب. نقطة أثارت استغرابي حضرت المحاضرة بحلتي التي عهدتها كان جينزا ليس من النوع الراقي و قبعة اعتدت اعتمارها لدواعي صحية اكثر مماهي مظهرية ...متأكد أن البعض قرأ حضوري في أنها ضرورة مهنة مقيتة ألعنها في تلك اللحظات، و كانت حقا ضرورة مهنة لكن لم أقل أنها مقيتة، والبعض قرأها فضولا وحقيقة أن الفضول في الفترة الأخيرة تناقص حظه من الوقت، و البعض قرأها بريبة، و أتسائل حقا إن كان هنالك من قرأة قراءة صحيحة، ولا أهتم في النهاية للقراء من هذا القبيل ولا لدرجة قدرتهم على القراءة ما يهمني أن أفعل ما يهمني........