ما إن أعلنت اللجنة الدستورية لائحة مرشحي الرئاسة السينغالية مساء الخميس الماضي و في ساعة من الليل الأمر الذي نظر إليه المراقبون على أنه مقصود و من عوامل الطبخة التي أدت إلى قبول ترشح السيد الثمانيني واد ورفض ملف يوسو اندور بدواعي لم يفصح عنها. منذ ذلك المساء و الشارع السينغالي يغلي رافضا ترشح واد و مطالبا إياه بسحب ترشحه و فورا. الشارع السينغالي الثائر تطوت أحداثه فطالت المحلات و المتاجر ولم يسلم من ذلك الأجانب فأحترقت متاجر لتجار موريتانيين و محلات لمشارقة، و ثارت ثائرة الطلبة في جامعة الشيخ انتا جوب بعد ما أعلنته الحكومة السينغالية من عدم مبالاة لما يحدث مطالبة الشارع بالهدوء وتقبل الأمر.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد تولي واد الحكم في السينغال بعام واحد عدل الدستور بحيث لم تعد الحقبة الرئاسية تزيد عن فترتين، و هو الأمر المطالب به الآن أن يتوقف عند فترتين رئاسيتن فيما هو يترشح لثالثة مع أن عمره حوالي 85 عاما حاليا. وداعيه و أنصاره هو أنه ساعة توليه الحكم حينها لم يكن القانون ساري المفعول و بالتالي فهو لا ينطبق عليه وهو نفسه المصوغ الذي صاغته المحكمة.
المهم أن واد ماض في نيته الترشح و التخوف كبير من إمكانية عمله على التزوير، و الشارع أيضا ماض في رفضه، و يبدو الجار الافريقي يعيش حالة من التوتر وعدم الاستقرار مخيفة شيئا ما. مالم يوجد حل وسط.
واد رغم تقدمه في السن إلا أن غريزة حب السلطة يبدو أنها لم تضعف لديه بعد، و أنا أتساءل لم لا يستغل السنوات الباقية من عمره في عمل اكاديمي كالتأليف أو راحه من أعباء السياسة و الحكم التي تثقل كواهل الرجال فكيف بالشيوخ العجزة، إن الجيل الافريقي اليوم وهو يرى تغيرات مذهلة و ما كانت لتصدق تجتاح المنطقة العربية في شمال افريقية لن يقف صامتا أمام معطى حب السلطة و الديكتاتورية هذه و ليس من الصعب أن يجد له ميدان تحرير و يردد شعار كيسقط أو يرحل و حينها سيعيش واد باقي سنواته القليل حبيس خزي و عار.
يشار إلى أن روح دعابة واد تحركت مؤخرا فأشار إلى أن حركة الاحتجاج الآن هي مجرد نسيم لن يتحول إلى إعصار.
يشار إلى أن روح دعابة واد تحركت مؤخرا فأشار إلى أن حركة الاحتجاج الآن هي مجرد نسيم لن يتحول إلى إعصار.