Thursday, March 6, 2014

إن صح حرق المصحف ...فأختيار ذلك المسجد كان مركزيا ..

مع أننا لازلنا نتايع ارهاصات بعض الهواة التي تتجاذب قصص أصحاب التاكسي و بائعات الكسكس في شوارع نواكشوط، فكل يحدث عن قصته و اخر ما كان ينقصنا أن يلعبوا لنا دور المحقق "واتسون" أو محقق آخر و تجد بعضهم يقدم أسقاطات و مسافات و الباب الأمامي و الباب الخلفي و معزاة في الشارع الكبيرة و سيارة تنطلق من الشارع الصغير و بين العشاء و المغرب و طفل صغير و كانت سيارة رباعية الدفع و خماسية المحركات و هذا و ذاك ، و تجد احدهم يصور ويقول من هنا و عين المكان و أذن الحدث . و بين كل هذا لا تجد شيئا مقنعا على الإطلاق و لا حتى على طريق الإقناع تشبه قصصهم تماما قصة الضابط الماضي في حادثة الرصاصة مع إضافة صغيرة تتعلق برتوش الهواة من حيث رسم السيناريو و الصورة.
بعد أن أستدعي إمام المسجد أنا طالبت بقضية واحدة أن لا يقدم لنا الإمام على شاشة التلفزة الوطنية تماما كما قدم لنا ذاك الضابط تلك المرة.
يعني في غياب مطلق عن أي خبر موثوق ، أحدهم يحقق و يؤكد حرق المصحف و آخر يحقق و يؤكد قصة المعزاة و آخر يؤكد قصة تلامذة المحظرة و إمام يقدم الأمر على انه أمر طبيعي في كل محاظر البلد فمصاحفها كلها مهترئة من دون اغلفة و ممزقة. في غياب كل ذلك . من حقي أن أقدم روايتي:
لنفترض أن المصحف حرق، حينها و من المؤكد أول ما سيقفز لأذهانيا من هو عدو موريتانيا من هو عدو المجتمع ؟ في صالح من أن تثور ثائرة المجتمع فيحرق و يحرق . و سأخبر لاحقا بأنه كان من المفترض أن لا نلبي له رغبته فنستنكر طبعا و لا نحتاج للنزول للشارع فبديهي ان موريتانيا من أقصاها لاقصاها تستنكر و ترفض و تطالب بمعاقبة الجناة. لماذا؟
بالنسبة لي لن يصل بولد داداه حبه للرئاسة و كرهه لعزيز أن يحرق المصحف و لن يصل بولد منصور و لا بولد مولود و لا بفبراير و حركته و لا اليسار و مشكلته مع الإسلاميين ، لن يصل بأي منهم الأمر ان تقفز إلى ذهنه فكرة الذهاب لجامع قابع حتى رواده يجدون صعوبة في العثور عليه أحيانا و يتم حرق المصحف و تمزيقه . مع انه هنالك فرق بين حرق و مزق و نحن لا نعرف أيهما حصل بالتحديد.
إن صح حرق المصحف فالنزول للشارع موجه لمن؟ هل نفترض مثلا ان أيا كان في مجتمع كالمجتمع الموريتاني و رئيسه سيريد السكوت على حرق المصحف و التغاضي عنه هذا غباء ، إذن هل نوجه مظاهراتنا لأنفسنا ؟ المظاهرات تحصل حين تكون هنالك جهتان و نحن هنا يجب أن نكون في قالب واحد و مجموعة واحدة و إن كان لابد من مظاهرات فكان المفترض التنسيق مع الجميع بما فيهم عزيز، و حينها تكون مظاهراتنا موجهة مثلا لأمريكا أو الأمم المتحدة لتأتي و تعاقب حارق المصحف. إن هذه المظاهرات هي من الاهداف التي يسعى لها من حرق المصحف و مزقه إن صح الامر، يسعى لإستغلال حالة الشحن العقدي و السياسي لتمزيق مجتمع ممزق أًصلا ، لتمزيق الممزق و تقطيع المقطع. و هنا الأمتحان العسير لإعلام تائه مائع ضائع .
من أقدم على الفعلة يعرف جيدا طبيعة المجتمع الموريتاني و طبيعة إعلامه فاختار المكان بعيدا ضيقا ليتيح للإعلام أن يجرب كل خيالاته و سيناريوهاته ما يضمن أن يستمر اللغط دائما فيخرج عليك كل يوم موقع أو جريدة بسيناريو جديد، و يعرف حساسية المجتمع خاصة في مرحلة كتلك التي عرفت كل تلك الهزات العقدية و القيمية ، فالعاعل كان لديه سيناريو كامل فمثلا يفكر في أن المعارضة و بعض جهات الاعلام المحسوبة عليها ستعمل على أن تستخدم القضية ضد النظام و يعلم انها جهات في مرحلة عجز بعد ما نظمت الانتخابات و بعدما لم يأت ابن عباس و ساحاته بالمطلوب. يعني كانت لديه قراءة كاملة للنتائج و حصلت بالطبع كما توقع و تصور.
الحل في ان يحاول الإعلام أن ينضج ولو لمرة واحدة في عمره و تاريخه فيقف كله على القضية بروية و أناة تضع صالح موريتانيا فوق ثنائية الاغلبية و المعارضة و عزيز و احمد و منصور و مولود و مسعود و غيرهم. و يعرف ان الأمر إن صح فهو مخطط يستهدف المجتمع الموريتاني ككل و لا يخص عزيز عن منصور و يقف بعض اشبال القبيلة ترهاتهم و تحليلاتهم بأن الإعتداء على المقدسات هو نتاج ضعف النظام و يبحثوا عن نقاط ضعف النظام الكثيرة غير هذه . فالمطالبة بطرد سفارة اسرائيل و ضمان الحريات و حريات الصحافة لها ضرائبها هي الأخرى على الجميع خاصة المطالبن بالأمر أن يكونوا على أستعداد لدفعها