Wednesday, March 26, 2014

لقاء عبدالله بالحقوقية بنت انجيان / لقاء الرئيس بالشباب - الجزأ الثاني


في حديث سريع حول لقاء الشباب، تبادرت الفكرة، كان معظم الحاضرين ممن صموا أذاننا بصراخهم في الفيس بوك و غيره، و كان نارا تلظى على الوضع، لكن تفاجأنا بهم و كأن عملية غسل دماغ تمت ، كانوا بصدد قراءة بعض الشعر الهندي هم أيضا، فجأة تراءى لهم السيد عزيز و كأنه النبي المنظر و الرئيس الذي انتظروه سنين. أنا لم أتابع اللقاء لكن تابعت لقظات سريعة فيها بعض متقني فن التصفيق.
من وجهة نظري الإشكالية تكمن في غياب التاطير الذاتي حتى، فالذين يدونون انكبوا فقط على الصفحات المفتوحة و دون أن يسألوا أو يراجعوا انفسهم و دون أن تكون لديهم فلسفتهم المعينة للتأثير و صناعة التغيير بدأوا يسبحون بعبثية في تيار افتراضي بلا هدف. لذلك حين وضعوا في الامتحان فشلوا فشلا ذريعا حين وضعوا امام الواقع لم ينقذهم عبث الافتراض. بنت انجيان هادئة لتأخذ نفسا و تردف أن ما فاجأها الحديث عن مواضيع يمكن الحديث عنها مع مدير مصلحة أو مع اي كان و لفت انتباهها أيضا أن يؤكد المنظمون أن الشباب تم اختيارهم على أفكارهم و مشاريعهم و أنهم نخبة النخبة و في النهاية يحصل أمر من ذلك القبيل و يتحدث في مواضيع. ما تؤكده لك بنت انجيان دائما هو احترامها للجميع الحاضرين ، لكن تفاجأت من نقاش بعض المواضيع التي لا تبدو أولوية امام رئيس الجمهورية.
تذكرت أنا الدجاج الفاسد و محاكمات التاريخ، " يا الللللللله" . هكذا تحدثك بنت انجيان عن القصة:
قال أحدهم : إن التاريخ إن التاريخ إن التاريخ سيحاكمكم.
رفع الرئيس أذنيه فلربما لديه حساسية مفرطة فيما يتعلق بالمحاكمات إن لم يكن خوفا من شيء معين فببساطة بسبب الحس العسكري. خاف ولد عبد العزيز قليلا لربما.
فأردف السيد: إن لم تترشحوا لفترة ثانية.
الحقيقة البسيطة أن كل ناشطينا و مناضلينا و كتابنا و خبرائنا و محللينا و دكاترنا و كل تلك الالقاب التي تلقى جزافا، كلهم ظهروا بارتباك اطفال المدارس الابتدائية أمام المدير، و بدأوا يكررون بعض العبارات التي أقل ما يقال عنها أنها ساذجة و سطحية. و مناقشة مواضيع لا تبدوا ذات أولوية. لو كنت رئيس الجمهورية حقيقة لقاطعتهم و قلت لهم : نحن أتينا لنحل مشاكل أمة ليس لمناقشة دجاج و بيض و الكل يتحدث عن مؤهله العلمي .
كان يكفي لو وقف أحدهم : شكرا السيد الرئيس. في هذا المجال نعاني من و من و من ومن ...
و انتم و حكومتكم فعلتم كذا و كذا و كذا و أنا أقترح كذا و كذا و كذا باختصار ، و الامر الأخر الذي لا أفهمه لماذا الجميع يصر على أن يتحدث بالفصحاء ، ذلك مجرد تجل من تجليات حالة الارتباك ، و كأن عزيز يفهم في العربية اكثر من الحسانية.
الخلاصة هنا أن بنت انجيان تقاسمت معي فكرة أن المشكلة هي الهوة بين الافتراض و كل ما يعج به و الواقع و ما نحتاجه هي انشطة واقعية.لقد اصبحت لنا دولة و حكومات و مجتمع مدني و و و و و على الفيس بوك نحن منشغلون بها عن الدولة في الواقع و مشاكلها و الدليل أننا حين نزلنا لمشاكل الدولة أمام رئيسها وجدنا أنفسنا ضائعين في عبارات "اتهيدين"
الدرس الأول الذي تستخلصه هو أن النشاط و التغيير ثقافة و فلسفة ليس فقط عبث أفتراضي، كم حصل من "لايك" و "تعليق" على تدوينة كذا و كذا لكن ماذا حصل امام الرئيس؟ لا شيء.
نحتاج لنردم تلك الهوة، و نعمل على تأطير و تنظيم هذا العبث الافتراضي لنوجهه لصالح الدولة و المجتمع، وتجلس قنواتنا تبحث عن صنيعة العبث الافتراضي و تدخل على الخط هي الأخرى و لانها لم تجد شيئا في الواقع تنشغل بمعالجات و متابعات و مقابلات الافتراض و الافتراضيين.

عرجنا على مبادرة 4 دجمبر، التي تبدو بالنسبة لي درسا بسيطا، نعم في البداية أردتها أن تكون مبادرة أمة نلتقي في اطارها كل الساسة و الفاعلين أغلبية و معارضة ببساطة لأني لا أرى فرقا بين الإثنين و فلسفاتهم السياسية، أردت أن يلتقي الشباب نخبرة الاغلبية و المعاهدة و المعارضة و المنسقية و غيرها فردا فردا و تقديم صورة سياسية واضحة من نتاج فكر شاب ثاقب مؤمن بالوطن و قضاياه. لكن لا يعني ذلك أني لا احترم للقائمين عليها توجيهها فقط للمعارضة. نعم تقدمت نخبة و التقت اطرافا في صناعة السياسة الوطنية و قدموا وجهة نظرهم. و خلصوا للنتائج التي تمنوها. ثم أعلنوا حل المبادرة. تقول فاطمة أن أحدهم طلب إليهم أن لا يحلوا المبادرة و يواصلوا العمل فيها. فردت لماذا؟ هي كانت لهدف و تم تحقيقه و انتهى الأمر.

أخبرك لماذا يسألها؟ لأن المبادرات عندنا ببساطة دائما ما تكون استراتيجيات استرزاقية، يبدأ أحدهم مبادرة ليبيعها لاحقا لافرق لديه للأغلبية أو المعارضة أو يبقى يصرخ فيها صراخا غير منطقي و لا موضوع لهدف آخر.